«أديبك 2023» يحطم الأرقام القياسية بأعداد المشاركين وقيمة الصفقات التجارية
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تعد نسخة هذا العام من «أديبك» النسخة الأكثر نجاحاً من الناحية التجارية في تاريخ هذا الحدث العالمي الممتد لحوالي 40 عاماً. فقد حقق «أديبك 2023» عوائد اقتصادية لقطاع الطاقة العالمي بلغت 8.8 مليار دولار أميركي، إضافة إلى عوائد تزيد على 350 مليون دولار أميركي لعدد من القطاعات الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشهد «أديبك 2023» الذي عقد في أبوظبي في الفترة من 2 إلى 5 أكتوبر الماضي تحت شعار «خفض الانبعاثات أسرع معاً»، اجتماع أكثر من 1600 من قادة الطاقة العالميين والشخصيات البارزة من مختلف مستويات منظومة الطاقة لتسريع وتيرة العمل الجماعي العاجل وابتكار الحلول الجذرية لخفض الانبعاثات بشكل أسرع وتهيئة نظام الطاقة للمستقبل.
تأتي هذه الزيادة البالغة 600 مليون دولار أميركي في الصفقات التجارية، مقارنة بالقيمة المسجلة في عام 2022 والبالغة 8.2 مليار دولار أميركي لترسخ مكانة «أديبك» منصة عالمية رائدة تجمع العاملين في قطاع الطاقة للعمل معاً ودفع مسيرة الانتقال في الطاقة إلى الأمام نحو مستقبل أنظف وأكثر استقراراً واستدامة. كانت «أدنوك» قد أعلنت خلال «أديبك 2023» استثمارها في مشروع التطوير البحري في الحيل وغشا، والذي يهدف إلى العمل بصافي انبعاثات صفري لثاني أكسيد الكربون، وهي الخطوة الأولى من نوعها على مستوى العالم. كما أعلنت الشركة عن مشروع حبشان لالتقاط واستخدام وتخزين الكربون في أبوظبي، والذي سيكون من أكبر مشاريع احتجاز الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ووقعت شركة «ون بوينت فايف»، التابعة لشركة أوكسيدنتال، اتفاقية مع «أدنوك» لدراسة جدوى تأسيس منشأة للالتقاط المباشر من الهواء بطاقة مليون طن سنوياً في دولة الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، تم منح عقد لنظام تسييل كهربائي لمحطة تصدير الغاز الطبيعي المسال في الرويس التابعة لشركة «أدنوك»، مما يعزز العمليات التشغيلية المعتمدة على الطاقة النظيفة في المحطة، باعتبارها واحدة من منشآت الغاز الطبيعي المسال الأقل كثافة في الكربون في العالم. وفي الوقت نفسه، وقعّت شركة OMV اتفاقية مع شركة Wood للحصول على للترخيص التجاري لتقنية ReOil من OMV، والتي تحوّل النفايات البلاستيكية المنتهية الصلاحية إلى زيت الانحلال الحراري، وهو مورد عالي القيمة للطاقة المتجددة، ويمكن أن يحل محل الوقود التقليدي مع تعزيز إمكانية إعادة استخدام المواد البلاستيكية. وفي معرض حديثها عن تأثير حدث هذا العام، قالت طيبة الهاشمي، رئيسة «أديبك 2023» المدير التنفيذي لشركة أدنوك البحرية: «يواصل أديبك لعب دور محوري في مسيرة الانتقال العالمي في الطاقة، ويجمع هذا الحدث العالمي مجموعة واسعة من أهم صنّاع السياسات والرؤساء التنفيذيين للمشاركة في نقاشات موسعة تهدف إلى صياغة مستقبل منظومة الطاقة العالمية وتسهيل عقد الشراكات والصفقات الهادفة.
وأضافت الهاشمي: «أجندة أديبك هذا العام كانت الأكثر شمولاً في تاريخه الممتد على ما يقرب من 40 عاماً، مما ساهم في تسليط الضوء على أولويات القطاع من زاوية جديدة، مع التركيز على الحاجة الملحة لخفض الانبعاثات عبر سلسلة التوريد بأكملها.. لقد حفز هذا الحدث نهجاً جديداً حول كيفية التعامل مع مجموعة متنوّعة من القضايا، بما في ذلك إنشاء اقتصادات دائرية، وإيجاد أساليب مبتكرة لتحقيق الحياد الكربوني في القطاعات التي يصعب خفض الانبعاثات فيها، وإعادة تحفيز التزام القطاع بإنشاء نظام طاقة مستدام بأكبر شكل ممكن». وبالإضافة إلى كونه محفزاً للعديد من الصفقات التجارية ضمن قطاع الطاقة، ساهم «أديبك 2023» أيضاً في تحفيز النشاط الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، محققاً فوائد اقتصادية تزيد قيمتها عن 350 مليون دولار أميركي للاقتصاد المحلي، لا سيما في قطاعات الضيافة والسياحة والنقل. ودعماً لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتنويع اقتصادها، أعلن معالي أحمد الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أن أبوظبي ستوفر 100 فرصة استثمارية بحجم سوق إجمالي يبلغ 123.3 مليار درهم (33.5 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2027 ضمن مبادرة «برنامج شركاء أبوظبي». من جانبه، قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة «دي إم جي إيفنتس»: «يتعامل أديبك 2023 بشكل مباشر مع الأولويات الجديدة لأسواق الطاقة، حيث يجمع أهم الأطراف المعنية للتعاون فيما يتعلّق بحلول خفض الانبعاثات وتطوير مستقبل آمن ومربح ومستدام للطاقة».
وأضاف: «هذه الجهود لم تحدد مسار قطاع الطاقة بأكمله والقطاعات المرتبطة به فحسب، بل ساهمت أيضاً في تحقيق فوائد كبيرة للاقتصاد العالمي والاقتصادات المحلية، ما أعاد تسليط الضوء على الدور المركزي للشراكات بين مختلف القطاعات والاستثمار المتواصل من أجل توفير انتقال عادل ونظيف وفعّال في الطاقة.. وبينما نتطلّع إلى عام 2024 سيبني أديبك على النجاح الذي حققه هذا العام، وسيعمل على تعزيز التغيير الإيجابي في قطاع الطاقة». وحقق «أديبك 2023» نمواً كبيراً من حيث الحجم والانتشار، حيث رحب بمشاركة قياسية من المنظمات غير الحكومية - بما في ذلك الرابطة الدولية لصناعة النفط والغاز للشؤون البيئية والاجتماعية (IPIECA)، وصندوق الدفاع عن البيئة، وشراكة النفط والغاز والميثان، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، ومنتدى الطاقة الدولي (IEF) - وغيرها من المؤسسات من القطاعات المرتبطة بقطاع الطاقة، بما في ذلك الطيران والصناعات الثقيلة الأخرى والتمويل والتكنولوجيا. واستقطب «أديبك 2023» رقماً قياسياً في المشاركات بلغ أكثر من 184000 مشارك من 160 دولة وأكثر من 2200 شركة عارضة. وتخلل برنامج المؤتمرات خلال الحدث أكثر من 350 جلسة جرى خلالها طرح رؤى لأكثر من 1600 متحدث - بما في ذلك 40 وزيراً حكومياً و120 مديراً تنفيذياً في مجال الطاقة العالمي - والذين اجتمعوا لتحديد مسارات خفض الانبعاثات من خلال حوارات استراتيجية عملية. وساعد «أديبك 2023»، والذي انعقد قبل سبعة أسابيع من انطلاق مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات العربية المتحدة، في وضع أجندة قطاع الطاقة في سعيه نحو خفض الانبعاثات وتحقيق الانتقال العالمي في الطاقة من خلال معالجة التحديات الأساسية للانتقال في الطاقة - تكنولوجيا المناخ والاستثمار وأمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف - والمساعدة على مواءمة جهود قطاع الطاقة العالمي لخفض الانبعاثات مع الحفاظ على النمو الاقتصادي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أدنوك أديبك فی دولة الإمارات العربیة المتحدة الطاقة العالمی خفض الانبعاثات دولار أمیرکی قطاع الطاقة بما فی ذلک هذا العام فی الطاقة أدیبک 2023
إقرأ أيضاً:
الإمارات والولايات المتحدة.. شراكة تنشد التنمية وتعزيز الاستقرار العالمي
تستند الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية إلى أكثر من 5 عقود من التنسيق والتعاون في مختلف المجالات بما يعزز التنمية والازدهار في كلا البلدين الصديقين.
تأتي الزيارة الرسمية، التي يقوم بها سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأميركية في إطار مواصلة نهج تعزيز جسور التواصل والحوار بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
تعد الإمارات من أبرز شركاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة والعالم، إذ يلتزم البلدان بالتعاون والسعي المستمر لتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، وتحقيق الازدهار الاقتصادي، ومواجهة التحديات في مختلف أرجاء العالم.
ونجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات جديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، وغيرها من المجالات ذات الأولوية في العلوم والتعليم والثقافة.
ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، إذ يقترب حجم التجارة الثنائية بينهما (غير النفطية) إلى مبلغ 40 مليار دولار أميركي، فيما ارتفع حجم تجارة السلع بنسبة 9.47%، ليصل إلى 34.43 مليار دولار (126.46 مليار درهم)، خلال عام 2024، وفقاً لأحدث بيانات صادرة عن وزارة التجارة الأميركية، مقارنة مع 31.45 مليار دولار (115.51 مليار درهم) في 2023.
بلغت استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، بينما بلغت استثمارات الولايات المتحدة الأميركية في الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال المدّة ذاتها.
ويعمل البلدان على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة، إذ تمتلك الإمارات استثمارات مهمة في سوق الطاقة الأميركي بأكثر من 70 مليار دولار حتى الآن من خلال أدنوك ومصدر وXRG.
تشمل القطاعات الرئيسية لاستثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية، الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.
وشهد العام الماضي، توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين، في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي. ففي أبريل 2024، أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار استراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42.
وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأميركية، اتفاقية استراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وأعلنت مجموعة "جي 42" ومايكروسوفت في فبراير الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول" - المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد سبتمبر 2024، الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، إذ أكد الجانبان عزمهما على التعاون في العديد من المجالات أهمها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين له، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسيع وتعميق التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير المواهب في هذا المجال، إلى جانب دعم الطاقة النظيفة لمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان النامية.
وأدى إطلاق دولة الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، الذي ظهر جليا من خلال مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.
في السياق ذاته، تؤدي الإمارات دورا رئيسا في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، وذلك وفقا لمبادرة تم الإعلان عنها في يونيو الماضي. ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.
يعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة الأميركية التي تشمل أكثر من 50 دولة و500 شريك، لتعزيز الزراعة المستدامة. إضافة إلى ذلك، استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعا للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات Big Beau بالقرب من لوس أنجلوس.