جولة إعادة انتخابات الرئاسية في ليبيريا
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
بدأ الليبيريون التصويت، يوم الثلاثاء، لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيعيدون انتخاب نجم كرة القدم السابق جورج ويا للرئاسة ، على الرغم من سجله المنتقد ، أو يفضلون المخضرم جوزيف بواكاي على الرغم من عمره.
تعد هذه الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بأن تكون متقاربة بين مرشحين كانا بالفعل ضد بعضهما البعض في عام 2017 ، عندما فاز السيد ويا بأكثر من 61٪ من الأصوات.
ومن بين الناخبين الذين خرجوا أمام مراكز الاقتراع في مونروفيا قبل فتحها بوقت طويل، لم يخف تايي سكسيس إيليداري، وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاما، تفضيله له، مرشحي هو جورج وياه انظر حولك، إلى علامات التطور"، يقول أمام مكتب مفتوح في مدرسة في دوازون، في ضواحي مونروفيا.
إيرين بالور إيج ، صاحبة متجر تبلغ من العمر 41 عاما ، ترى الأشياء بشكل مختلف، "مرشحي هو JNB بواكاي، سوف يجلب التغيير سيخلق JNB فرص عمل للنساء والشباب ".
جاء ويا ، 57 عاما ، وبواكاي ، 78 عاما ، متقاربين في الجولة الأولى في 10 أكتوبر ، بنسبة تزيد قليلا عن 43٪ وبفارق 7126 صوتا لشاغل المنصب.
هذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى دون وجود بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا، التي أنشئت في عام 2003 (وغادرت في عام 2018) لضمان السلام بعد الحروب الأهلية التي خلفت أكثر من 250 ألف قتيل بين عامي 1989 و 2003، والتي لا تزال ذكراها حية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان صدر مؤخرا إن الانتخابات "تمثل بلا شك خطوة حاسمة في توطيد السلام والديمقراطية في ليبيريا والمنطقة".
أكثر من 2.4 مليون ناخب مدعوون للإدلاء بأصواتهم من الساعة 8:00 صباحا إلى 6:00 مساء (بالتوقيت المحلي وتوقيت جرينتش) بين شاغل المنصب الذي لا يزال يتمتع بشعبية بين الشباب ولكن يجب أن يدافع عن سجل منتقد ، واليد القديمة التي كانت من 2006 إلى 2018 نائبة رئيس إلين جونسون سيرليف ، أول رئيسة دولة منتخبة في إفريقيا.
وأمام اللجنة الانتخابية 15 يوما لنشر النتائج، لكن الأمر قد يستغرق وقتا أقل، كما يقول أحد مسؤوليها، صامويل كول.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟
التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.
لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟
وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.
في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.
وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟
عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟
في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟
zoolsaay@yahoo.com