لجأ الفنان الإيطالي الشهير إدواردو كاستالدو إلى طريقة مبتكرة لإعلان تضامنه مع غزة عبر تحويل لوحات شهيرة بمدينة نابولي إلى لوحات تجسد بعض ما يجري للسكان في قطاع غزة من مجازر إسرائيلية على مدى 39 يوما.

ونشر إدواردو عبر حسابه بإنستغرام مشاهد لتحويل لوحات فنية وإعلانية إلى رسوم ترمز إلى التضامن مع أبناء قطاع غزة، نتيجة الجرائم التي يتعرضون لها بسبب غارات الاحتلال الإسرائيلي.

وأظهر فيديو نشره الرسام أول أمس الأحد تحويل لوحة فنية للفنان الإيطالي ميكيلانجلو ميريزي الملقب بـ"كارافاجيو"، المعروضة في شوارع المدينة، إلى لوحات تدعم وتتضامن مع القضية الفلسطينية بطرق إبداعية ومميزة.

View this post on Instagram

A post shared by edie (@eduardo.castaldo)

وعلق على الفيديو قائلا "الفن يحتاج إلى الحقيقة لكي يوجد. ولهذا السبب ستفشل الصهيونية دائمًا في جهودها الاستعمارية. كارافاجيو يقف مع فلسطين".

وبيّنت اللقطات إضافة كاستالدو إضافات بسيطة وتعديلات على اللوحات والإعلانات الثقافية والتجارية، مما أسهم في تغيّر هذه الرسومات تماما.

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفي مشهد آخر، قام كاستالدو بتحويل لوحة إعلانية لشركة "نايكي" (Nike) يظهر فيها رياضي يمسك كرة السلة ومستعد لتسديدها، إلى لوحة لفلسطيني يحمل زجاجة المولوتوف الحارقة، ويضع الكوفية الفلسطينية لتغطية رأس الرياضي في اللوحة الأساسية بينما أبدل كرة السلة بزجاجة المولوتوف.

والملصق الإعلاني الذي أعاد تصميمه بعنوان "مقاومة الاحتلال (Resist The Occupation)، علق عليه في فيديو "أحدث أعمالنا الفنية لدعم فلسطين، الصهيونية في هذه الأيام تستعمر وسائل إعلامنا ورأينا العام وشرطتنا وقوانيننا. لقد أصبحت المقاومة الآن، أكثر من أي وقت مضى، قضية عالمية".

View this post on Instagram

A post shared by edie (@eduardo.castaldo)

وإثر ذلك اعتقلت الشرطة الإيطالية الرسام واحتجزته 4 ساعات، وحكمت عليه بغرامة 400 يورو، لكنه خرج بعدها ليكمل مسيرته ويكتب "لقد أوقفتنا شرطة التحقيق واقتادتنا إلى مركز الشرطة لساعات لأننا كنا نصنع أعمالا فنية للتعبير عن التضامن مع فلسطين. خرجنا بعد 4 ساعات بغرامة (400 يورو) سنظل ندعم إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين. العمل الفني سيكتمل قريبا جدا".

View this post on Instagram

A post shared by edie (@eduardo.castaldo)

وكتب في منشور آخر "هذه هي نابولي اليوم، أحدث أعمالنا الفنية تضامنا مع المقاومة الفلسطينية. لقد تم نقلنا قسرا إلى مركز الشرطة أثناء عمل هذه اللوحة، لقد أبقونا لساعات. لن نتوقف. لا تستطيع إسرائيل استعمار الفن لأن الفن يحتاج إلى الحقيقة لكي يوجد".

View this post on Instagram

A post shared by edie (@eduardo.castaldo)

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كتب "نابولي في ذكرى شهداء فلسطين. لن ننسى ولن نسكت أبدًا على ما تشهده أعيننا وأرواحنا في هذه الأيام المظلمة".

View this post on Instagram

A post shared by edie (@eduardo.castaldo)

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول السابق، أعاد إدواردو كاستالدو نشر صورة فنية تظهر تسلق جنود الاحتلال سلما لأحد المنازل، وقال في النص المرفق مع الصورة "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تقف نابولي إلى جانب المقاومة الفلسطينية".

View this post on Instagram

A post shared by edie (@eduardo.castaldo)

ولم تكن عملية طوفان الأقصى هي بداية إظهار الفنان الإيطالي تضامنه مع فلسطين وغزة، إذ سبق له أن نشر في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 فيديو يظهر وضعه لصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلف قضبان حديدية، وعلق في النص المرفق بالقول "لقد قتل بنيامين نتنياهو في حكوماته السابقة الآلاف من الأبرياء، وتعرض مئات الأطفال للسجن والتعذيب يوميا في ظل حكمه".

View this post on Instagram

A post shared by edie (@eduardo.castaldo)

ومنذ 39 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي "حربا مدمرة" على غزة، خلّفت 11 ألفا و240 شهيدا فلسطينيا، بينهم 4630 طفلا و3130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الاثنين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

فنان بريطاني يتّهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماعية بغزة.. تعرّف عليه؟

وجّه مؤسس فرقة "بينك فلويد" الموسيقية، روجر ووترز، جُملة اتّهامات إلى الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، فيما دعاهم إلى التوقف عن هذه الإبادة.

وفي حديثه لوكالة "نوفوستي" الروسية، أوضح ووترز، أن "كل شخص يمتلك قلبا وعقلا حول العالم يدرك يقينا أن الإبادة الجماعية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل والولايات المتحدة أمر خاطئ، ولا يمكن تدمير شعب بأكلمه".



من هو روجر ووترز؟
الفنان البريطاني جورج روجر ووترز، ولد في كامبريدج عام 1943، ومنذ طفولته كان مولعا بالموسيقى والرياضة وخاصة السباحة. غير أن شهرته اكتسبها بشكل أساسي خلال تأسيس فرقة الروك الكلاسيكية البريطانية "بينك فلويد"، برفقة سيد باريت ونيك ماسون وريتشارد رايت، خلال عام 1965.

إلى جانب الغناء برع ووترز أيضا في التلحين وتأليف الموسيقي والعزف على الغيتار. وتم إصدار الألبوم الأول للفرقة عام 1967، حمل اسم "الزمار على أبواب الفجر" (The Piper at the Gates of Dawn).

إثر ذلك، أصدر ووترز مع فرقته العديد من الألبومات التي حظيت بشعبية واسعة في مختلف أنحاء العالم، مثل "الجانب المظلم للقمر" (Dark Side of the Moon)، و"أتمنى لو كنت هنا" (Wish You Were Here)، و"تطفُّل" (Meddle).

غير أن الخلافات بدأت تظهر في الفرقة، في فترة الثمانينيات، بخصوص أن بقية أعضاء الفرقة لم يكونوا سعداء بتصدر روجر ووترز للمشهد. ومع حلول عام 1983، وبعد إصدار أغنية "The Final Cut"، انفصل ووترز عن المجموعة.

بعد انفصاله عن الفرقة، رفع ووترز دعوى قضائية ضد بقية أعضاء "بينك فلويد" لمنعهم إياه من استخدام اسم الفرقة، غير أن الدعوى فشلت، واستمرت "بينك فلويد" بإصدار الأغاني من دون ووترز.


اهتمام واسع بالسياسة
خلال عام 1992 أصدر ووترز، ألبوما حمل اسم "مسلٍّ حدَّ الموت" (Amused to death)، حمل عدة رسائل سياسية واجتماعية، انتقد بها الحروب والقتل. 

وقبلها، كان ناشطا سياسيا كذلك، حيث انعكس ذلك على أعماله الفنية، فأصدر أغنية باسم "طوبة أخرى في الجدار"، تتحدث عن حق الأطفال السود في التعليم بجنوب أفريقيا، وتناهض سياسة الفصل العنصري التي كانت سائدة هناك. حُظرت الأغنية عام 1980 من قبل حكومة جنوب أفريقيا.

أيضا، خلال عام 1990، أنتج فيلما موسيقيا حمل اسم "الجدار"، احتفى فيه بإنهاء الانقسام بين شرق ألمانيا وغربها بعد تدمير جدار برلين.

وبالعودة إلى طفولته يُفهم أن مواقفه المعادية للحرب بشدة، تأتي إثر قتل والده على الجبهة الإيطالية عام 1944، في بداية الحرب العالمية الثانية، عندما كان يبلغ من العمر عاما واحدا فقط.



موقفه من فلسطين
خلال عام 2011، كتب ووترز مقالا في صحيفة "الغارديان" عبَّر خلاله عن دعمه للفلسطينيين ورفضه سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وخلال المقال نفسه، أبرز أنه قد تم التعاقد معه لتقديم عروض موسيقية في تل أبيب، إلا أن فلسطينيين من حركة تدعو إلى المقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" تواصلوا معه وشرحوا له الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وطلبوا منه المجيء إلى فلسطين كي يعاين الأمر بنفسه.

إثر ذلك، شاهد ووترز بنفسه جدار الفصل العنصري، خلال زيارته إلى القدس المحتلة وبيت لحم تحت حماية الأمم المتحدة؛ وآنذاك قرّر الوقوف بجانب الفلسطينيين، وامتنع عن إقامة حفلات في دولة الاحتلال الإسرائيلي، لأن ذلك قد يعطي شرعية للحكومة الإسرائيلية.




وفي مقاله، تحدّث ووترز عن سكان غزة أيضا، بالقول: "مسجونون فعليا خلف جدار الحصار الإسرائيلي غير القانوني"، فيما وصف معاناة الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية وانعدام الأمان.

"برأيي، يتوجب على جميع المنصفين في أنحاء العالم أن يدعموا القضية الفلسطينية، بسبب السيطرة المقيتة والقاسية التي تمارسها إسرائيل على الفلسطينيين المحاصرين في غزة، والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة (بما في ذلك القدس الشرقية)، إلى جانب حرمانها اللاجئين من حقوقهم في العودة إلى ديارهم" بحسب ووترز.

مواقف ووترز لم تمرّ مرور الكرام، حيث إنه قد ألصقت به تهمة "معاداة السامية"، وتعرّض أيضا لعدّة حملات ممنهجة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنه ظلّ متمسكا بموقفه.


وكان ووترز، قد أوضح أنّ "الحملات ضده يقودها أشخاص يريدون تشويه صورته وإسكاته، لأنهم يختلفون معه في آرائه السياسية وقيمه الأخلاقية"، مضيفا خلال العرض الذي قدمه في ألمانيا عام 2023: "ليس إلا موقفا واضحا ضد الفاشية والظلم والتعصب، بأشكاله كافة".

آنذاك، اعتبر أن "مواقفه السياسية لا تعني معاداة للسامية أو معاداة للشعب اليهودي على الإطلاق، كل ما هنالك أنه يقف بشدة ضد انتهاكات الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين"، فيما قارن قمع الحكومة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني بالأفعال التي اقترفها النازيون في ظل حكم أدولف هتلر.

مقالات مشابهة

  • "منبوذ" نابولي على رادار مانشستر يونايتد
  • لماذا يلجأ بعض صنّاع السينما للتعقيد؟ ريتا تجيب
  • أبرز 10 نجوم تنتهي عقودهم الصيف المقبل
  • إصابة مواطن إيطالي في الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماجدبورغ
  • أتالانتا يستعيد صدارة الدوري الإيطالي من نابولي
  • شاهد.. الغموض يُخيم على برومو "خاطف من نوع آخر"
  • فنان بريطاني يتّهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماعية بغزة.. تعرّف عليه؟
  • فنان أمريكي يتّهم بلاده وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماعية بغزة.. تعرّف عليه؟
  • ماغي بوغصن أفضل ممثلة.. قائمة جوائز "الموريكس دور" 2024
  • "قناع" باميلا الكيك.. إطلالات غريبة ومُثيرة في "الموريكس دور" 2024