جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@23:13:55 GMT

بنيامين فوق الشجرة

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

بنيامين فوق الشجرة

 

علي بن سالم كفيتان

من شدة هول ما جرى صبيحة السابع من أكتوبر أطلق رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو سيقانه للريح إلى غزة؛ حيث هُزم لواء النخبة من جيشه العتيد ونُكِّل بهم على مرأى ومسمع من الجميع، ونقلت شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي في أنحاء العالم، المشاهد التي تُظهرهم يُساقون كالقطعان على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية، إلى داخل غزة العزة؛ حيث يتم إيداعهم في حسابات الأسرى.

وفي هذه الأثناء، وتلك الهزيمة المنكرة تحزَّم نتنياهو ببضع آلاف من أفراد الاحتياطي الصهيوني وما تبقى من فلول جيشه المُنهار ليغسل خطيئته، في الوقت الذي حاول أصدقاؤه ومخلصوه ثنيهِ عن هذه المغامرة غير المحسوبة، لكنه أبَىَ إلّا أن يهرب من الحساب على ما تسبب فيه هو وحكومته المهلهلة؛ هاربًا إلى الأمام مُتسلقًا الشجرة، حتى وصل قمتها، بينما العالم أجمع بما فيه قومه الصهاينة وحلفاؤه الأمريكان والأوربيون، ينادونه للنزول؛ فسقوطه من أعلى الشجرة سيكون مُميتًا لا محالة.. الجميع الآن مشغولون بإنزال الرجل، بينما هو يرى مصيرين حتميين أمامه: إما مزيد من التوغل في مغامرته وخسارة المزيد من الصهاينة في أزقة وحواري غزة، أو النزول وفقدان مستقبله السياسي ومحاكمته بالتقصير والإهمال في الأمن الوطني لإسرائيل المزعومة. وكما يبدو فإنه لن ينزل من على الشجرة التي صعدها هاربًا من شعبه المصدوم، وهو يُعطي الأوامر من على قمة شجرته وبأعلى صوته... إلى الأمام ...إلى الأمام!!

بعد قرابة 40 يومًا من هذا المشهد، لم يسترد نتنياهو أسيرًا واحدًا، ولم يقتل أي قيادة عليا من حركة حماس؛ فأهدافه المستعجلة التي وضعها وسعى لها وهي محو حركة حماس من الوجود وإرجاع الأسرى الصهاينة لم يتحقق منها شيء؛ بل أصبح يتجرّع الهزيمة تلو الأخرى، ويُطل علينا كل يوم المتحدث باسم الجيش المهزوم بإحصائيات جديدة للنافقين من جيشه؛ ففي كل ليلة تُبلَّغ الأُسر الصهيونية بحالات موتٍ جديدة لأبنائها، وفي الجانب الآخر يُصدر البطل أبو عبيدة بيانه عن حالة الجبهة تفيد بمقتل أسرى الصهاينة بسلاحهم وهم يناشدون الخلاص من الجحيم، في الوقت الذي أصبح فيه العالم يغلي بالمظاهرات المليونية المتصاعدة من مختلف بقاع الدنيا، مُنددين بسلوك عصابات الهاجانا والإرجون الصهيونية تجاه الأطفال والنساء والمدنيين العزل.

المتتبع للوضع يعلم تمامًا أن نتنياهو يعمل ضد ما يزعم ويقدم الكيان الصهيوني بصورة بشعة للعالم ويخسر يوميًا أي تعاطف أو تأييد لكيانه بعد أن دمَّر البنية السكانية في الداخل الإسرائيلي بفرار مئات الآلاف وهروبهم للخارج؛ فإسرائيل الموعودة لم تعد آمنة للشعب اليهودي. ووفق هذه الصورة لا زال بنيامين عالقاً على شجرته منذ السابع من أكتوبر وحتى كتابة هذا المقال.

يسود الارتباك حلفاء نتنياهو وبدأت الأمور تعصف بحكومات غربية وعلى رأسها بريطانيا التي اضطر رئيس وزرائها لتعديل عاجل في حكومته أقال فيه وزيرة الداخلية ليستبدلها بوزير الخارجية ويستعين بخدمات ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الأسبق لملف الخارجية، فإذا كان هذا هو الحال في مطبخ السياسة العالمي؛ فما بالكم بالبقية؟! وأعتقد- ولست جازمًا- أنَّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيكون الضحية القادمة؛ كونه تهوَّر في تصريحاته العنصرية وتجرد من عباءته الدبلوماسية في أكثر من مناسبة؛ فالمؤكد أن الديمقراطيين في واشنطن فقدوا حنكة ودهاء هنري كيسنجر في ملف الشرق الأوسط، وهذه الخطوات جميعها تجري وبنيامين ما زال فوق الشجرة، ويأبى النزول ونأمل أن لا ينزل مبكرًا حتى ينهار كيانه بالكامل.

ككاتب رأي في جريدة الرؤية التي أثبتت جرأتها ومصداقيتها في التعامل مع الحدث، لم أتفاجأ بموقف المعاهدين للكيان الصهيوني والمُطبِّعين الجُدد ومن لا زال قابعًا في طابور التطبيع مُنتظرًا دوره متى يحين، فقد كسرت حماس بيضتهم التي يرقدون عليها، ولا شك أنهم في ذهول وحيرة مما حصل لذلك لم أشعر بخيبة أمل من مواقفهم الخجولة وتعاملهم الباهت مع عظم الحدث على من يخطبون ودَّه، ويتزلفون لقربه بقرابين من الدم الفلسطيني الطاهر، المدافع عن أرضه ودينه وعرضه.

وأسجِّل في ختام مقالي لهذا الأسبوع أسمى آيات الفخر والاعتزاز لموقف بلادي المشرف سلطنة عُمان؛ تجاه القضية الفلسطينية وتجاه أحداث غزة الأخيرة، فقد صدح وزير خارجيتها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي بنبرة عالية أن "حماس حركة تحرير وطنية وليست كيانًا إرهابيًا"، واستمر مفتي سلطنة عُمان سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي- حفظه الله- يُغرِّد في سماوات العزة والكرامة، فلم يبعْ أبو أفلح دينه بدنياه، ولم يُداهن في الحق لنصرة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. فلله درك من وطن.

***************

نقطة نظام:

تمنيت على العرب أن يكفوا في قممهم عن الدعوة لخيار الدولتين؛ فهو لم يعُد مُتاحًا اليوم، فهناك خيار واحد فقط؛ وهو دولة فلسطين الحرة وعاصمتها القدس الشريف.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نتنياهو "يبحث النصر على حماس" مع ترامب

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، قبيل توجهه إلى واشنطن، إنه سيبحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب "تحقيق النصر على حماس" و"التعامل مع المحور الإيراني".

وقال نتنياهو إن قراراته خلال الحرب غيرت وجه الشرق الأوسط وأنه من خلال العمل المشترك مع ترامب يمكن توسيع دائرة السلام.

وأشار إلى أنه سيجري لقاء "بالغ الأهمية مع الرئيس ترامب"، مشيرا إلى "حقيقة هذا اجتماعي الأول مع زعيم دولة بعد الحرب يحمل دلالة كبيرة، إذ يعكس قوة التحالف والعلاقة بيننا، وهي العلاقة التي قادت إلى الاتفاقيات الابراهيمية".

وأضاف "سنناقش تحقيق النصر على حماس، واستعادة جميع أسرانا، والتعامل مع المحور الإيراني. القرارات التي اتخذناها خلال الحرب غيرت ملامح الشرق الأوسط ومن خلال العمل المشترك مع الرئيس ترامب، يمكننا تحقيق مزيد من التغييرات الإيجابية، وتعزيز أمن إسرائيل، وتوسيع دائرة السلام، وفتح عصر غير مسبوق من الازدهار والسلام المستند إلى القوة".

 وقرر نتنياهو الإحجام عن إرسال فريق التفاوض إلى قطر لبحث المرحلة الثانية لاتفاق التهدئة، كما عقد جلسة نقاش مع كبار المسؤولين العسكريين بشأن خطط عودة الجيش الإسرائيلي إلى القتال في قطاع غزة.

في المقابل خرجت مظاهراتٌ في شوارع تل أبيب تطالب بإتمام كل مراحل الصفقة.

سموتريتش يطالب بالنصر الكامل في غزة

من ناحية ثانية، وعلى الصعيد ذاته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لنتنياهو، بعد مغادرته إلى واشنطن، إن هناك "الكثير الآن على المحك النصر الكامل في غزة وتدمير حماس وتعزيز أمن الحدود مع سوريا ولبنان".

وأضاف سموتريتش "وبالطبع ضد رأس الأخطبوط، إيران. النظام والتهديد النووي. يجب إزالة هذا الخطر"، بحسب ما ذكرت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية.

مقالات مشابهة

  • حماس تعتبر تفجيرات العدو الصهيوني في جنين إصرار على نهج الإبادة
  • حماس: العدو الصهيوني يتلكّأ في تنفيذ مسار إغاثة غزة وإعمارها
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • سر الشجرة المضيئة في غابات الأمازون.. تتحول إلى لوحة فنية في الليل
  • نتنياهو يريد نصراً على حماس مع ترامب
  • نتنياهو "يبحث النصر على حماس" مع ترامب
  • سر حقيبة الهدايا الثانية التي أرسلتها حماس مع الأسير الأمريكي
  • بالأرقام والتفاصيل.. الكشف عن كافة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني إسناداً لغزة
  • "فرنسي إسرائيلي" ضمن الرهائن الثلاثة التي ستفرج عنهم حماس غدا
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب