يخلعون ملابسهم لتدفئة صغارهم.. أهل غزة في مهب القصف والمطر
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
غزة- بعد أن نجحت في الفرار من بين "أنياب الموت" بمدينة غزة، تُواجه الأم الغزية آية حَبّوب، تحديا جديدا، يتمثل بحماية رضيعتها "تيا" البالغة من العمر أسبوعا واحدا من البرد، وأمطار فصل الشتاء.
في خيمة تضم 19 شخصا، أُقيمت في باحة مستشفى شهداء الأقصى، بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، تقول الأم الشابة، إن رضيعتها تعاني من "الرشح"، والبرد، معربة عن قلقها الشديد من المصير الذي ينتظرهم خلال فصل الشتاء القادم.
وتقول حبّوب -للجزيرة نت- إنها نجت بأعجوبة من الموت، هي ورضيعتها في حي النصر بمدينة غزة، حيث حاصرتهم الدبابات الإسرائيلية لمدة 4 أيام، بدون ماء ولا طعام، ولا أي مقومات للحياة لها ولطفلتها.
وهطلت صباح اليوم الثلاثاء أمطار غزيرة على قطاع غزة، مصحوبة برياح شديدة، مما فاقم معاناة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين فروا من مناطقهم جراء المجازر الوحشية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
آية حبّوب وطفلتها الرضيعة "تِيا" (الجزيرة) لا مساعداتدفع الخوف على الرضيعة من الأمطار، عائلة حبّوب إلى تخبئتها في إحدى السيارات الموجودة في المكان. تقول أم الرضيعة "هربنا مشيا على الأقدام، وكان الطريق مرعبا وصعبا جدا، وحين وصلنا فاجأتنا الأمطار والبرد الشديد بالخيمة، فأصيبت طفلتي بالرشح".
وتضيف الأم أن المطر أثر على الصغيرة كثيرا، مشيرة لبعض البثور المنتشرة على وجه المولودة، والتي تسبب فيها الغاز الذي رشه الجيش الإسرائيلي في غزة، بحسب تفسيرها.
وذكرت حبوب أن الخيمة تفتقد إلى الفراش والأغطية الكافية للأفراد الموجودين فيها والبالغ عددهم 19 شخصا. وتؤكد أم الرضيعة في الحديث ذاته أنها -رغم معاناتها ورضيعتها- لم تحصل على أي مساعدات من أي جهة، تُعينها على مواجهة الظروف القاسية.
وتضيف مشيرة إلى طفلتها "هذه الرضيعة تحتاج إلى ملابس وأغطية وحفاضات وأدوية، لكن لا أحد يساعدنا، تعبنا من الخيمة، ونريد أن تنتهي الحرب، ونعود إلى بيوتنا".
برد وريح ومطروفي أقصى غرب باحة المستشفى، نصبت عائلة بشير أبو عرمانة خيمة بسيطة، لكن الأمطار والرياح تسببت في سقوطها، وغرق الفراش القليل الموجود فيها.
بشير أبو عرمانة يصلح خيمته بعد أن تسببت الرياح والأمطار بسقوطها (الجزيرة)وبينما كان أبو عرمانة يحاول برفقة بعض رجال عائلته، إصلاح الخيمة، التي سقطت بسبب الريح والمطر، قال للجزيرة نت "في هذه الخيمة يعيش 34 شخصا، نحاول ترميمها لأنها تؤوي النساء والأطفال، أما نحن الرجال، فننام في العراء بالخارج".
ويروي أبو عرمانة كيف فرّ من حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، بسبب الغارات الإسرائيلية والتي تسببت بتدمير منزله.
أطفال في العراءويعاني سكان الخيم من قلة الفراش والأغطية، إذ يقول أبو عرمانة إن الكبار يخلعون ملابسهم، ويستخدمونها لتدفئة الصغار. ويلفت إلى أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات من أي مؤسسات، أو من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). ويستدرك قائلا، إن بعض الأفراد من "أهل الخير"، قدموا له بعض المساعدات بغرض نصب الخيمة، بالإضافة إلى بعض الطعام.
ويضيف النازح الغزي "نحن في وضع صعب، لا يوجد طعام ولا ماء، بالأمس أولادنا تناولوا وجبة الإفطار بعد العصر".
وبالقرب من خيمة أبو عرمانة، كانت الطفلة سماح جلّو البالغة من العمر 11 سنة تراقب المشهد بصمت، قبل أن تتدخل بالقول "المطر دخل علينا الخيمة.. الماء نزل من النايلون (سقف الخيمة) وغرّق الفراش".
وتضيف للجزيرة نت "تبهدلنا من المطر، في الليل نبرد كثيرا، ولا يوجد فراش كاف ولا أغطية كافية، أخشى قدوم فصل الشتاء… ننام، وفجأة تمطر علينا".
الطفلة سماح جلّو تتحدث حول معاناتها وذويها النازحين من آثار البرد والشتاء (الجزيرة)ويزيد المطر من معاناة شاكر ضاهر، الذي كان يطهو الخبز لأسرته على الحطب، أمام خيمته، يقول للجزيرة نت "هربنا من القصف في تل الزعتر (بمحافظة الشمال)، وهنا نعاني من المطر والعواصف وقلة الطعام والشراب".
شح الدواءيقول شاكر ضاهر "لدينا مشاكل كثيرة، نبحث عن الطعام والدقيق والحطب كي نخبز عليه، ناهيك عن مشكلة البحث عن الماء… والآن لدينا مشكلة المطر والريح يتسبب بطيران النايلون والأقمشة". ولفت إلى أن أرضية الخيمة تحوّلت بسبب الأمطار إلى "وحل"، وأغرقت الفراش.
وشكا المتحدث ذاته من قلة المساعدات الواردة من أي جهة كانت، مضيفا "ننام على الحصير، لأنه لا توجد أفرشة، حصلنا على 4 بطانيات من بعض أهل الخير (أفراد وليس مؤسسات)". ويتابع "نحن الكبار نبرُد بشدة، فما بالك بالصغار؟".
وذكر ضاهر أن جميع أطفاله أصيبوا بأمراض لها علاقة بالبرد، مثل الإسهال والمغص، مشيرا إلى عدم وجود أدوية لعلاجهم. وتعاني الصيدليات والمستشفيات الحكومية من نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية جراء الحصار الإسرائيلي الكامل.
شاكر ضاهر يطهو الخبز أمام خيمته ويقول إن المطر والشتاء يزيد من المشاكل التي تواجه النازحين (الجزيرة)
قصف ورعد
بادرت ابنة ضاهر، وتدعى "ديما" إلى الحديث، شارحة ما جرى معهم صباح اليوم، قائلة " كان أبي نائما حين فجأنا المطر، فقام أبي كي يصلح الخيمة، وذهب للسوق واشترى مسامير ونايلون".
وتتدخل شقيقتها "لينا" قائلة "الريح شديد، وبردنا كثيرا ولم نجد مكانا نتدفأ فيه… نبرد في الليل كثيرا، لا توجد أغطية كافية ولا ننام في الليل بسبب صوت القصف والرعد وأصوات الطائرات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
خسائر موسم الزيتون 58 مليون دولار
كتبت" الانباء الكويتية": زيتون الجنوب، بما فيه منطقة حاصبيا، يعتبر زيته ذا جودة عالية جدا، وثمة الآلاف من العائلات اللبنانية على مساحة الوطن التي تفضله على مناطق أخرى، ويدفعون ثمنه أحيانا بمبلغ أكثر. هم يعتمدون على قطفه باكرا، بحيث يستطيع ان يحافظ على عناصره الغذائية بشكل أفضل، ومدة صلاحيته في الخوابي بأمد أطول.
بداية الموسم لم تمنع الظروف القاسية التي فرضتها الحرب وتعاظم المخاطر حولها، بعض المزارعين والأهالي من محاولة ذهابهم إلى حقولهم لجني موسم الزيتون، رغم أن القصف قيد حركة تنقلاتهم، لكن الجيش الإسرائيلي كان لهم بالمرصاد. فيوجه الناطق العربي باسمه الجيش أفيخاي ادرعي عبر منصة «إكس تحذيرات متكررة إلى الجنوبيين، يدعوهم فيها لعدم التوجه نحو حقول الزيتون لحصادها، كونها في مناطق قريبة لمقاتلي «حزب الله».
الحقول في قرى الجنوب تضم ملايين أشجار الزيتون، عدا عن الشتول التي تبيعها سنويا ويقصدها الكثير من المزارعين من المناطق لتميز أنواعها خصوصا النوعين البلدي و«الكلاماتو»، ولم يوفرها القصف لاسيما في قرى النبطية الشرقية مثل زفتا وشحور وسواهما.
وقدر البنك الدولي دمار نسبة 12% من مزارع الزيتون في المناطق المعرضة للقصف في جنوب البلاد وشرقه، متوقعا في تقرير نشره حول الموضوع أن «يؤدي تعطيل حصاد الزيتون بسبب القصف والنزوح إلى خسائر تبلغ 58 مليون دولار».
فاندلاع الحرب، بما فيها القصف وتزنير المناطق والمواجهات بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، أدى إلى نزوح آلاف الأهالي من قراهم الحدودية. وعكس ذلك حجم الأضرار على المزارعين، بحرمانهم الوصول إلى أرزاقهم لجني المحاصيل. وعكس ذلك ارتفاعا في أسعار الزيت من معدل 100 دولارا للصفيحة إلى نحو 140 وأكثر.
وإزاء الألم الذي يعيشه أبناء الجنوب في أماكن تواجدهم التي نزحوا إليها قسرا في مناطق عدة، أدى حرق حقول الزيتون إلى زيادة معاناتهم، بما يحمل ذلك من خسائر فادحة وذكريات.