التنقيب عن الثروات الطبيعية.. امتحان للعلاقات المغربية-الإسبانية
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
خلال لقاء سابق بين رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز وملك المغرب محمد السادس
أثار حديث ملك المغرب، محمد السادس، عن "تطوير التنقيب عن الموارد الطبيعية"، في الواجهة الأطلسية تخوّفات كبيرة من سياسيين في جزر الكناري، التي لا تفصلها سوى مئة كيلومتر عن مدينة طرفاية، الواقعة جنوب المملكة المغربية، بحكم إشكاليات قديمة تخصّ تحديد المياه الإقليمية بين المغرب وإسبانيا.
شهدت الأسابيع الماضية غرق عشرات المهاجرين أثناء عبورهم من غرب إفريقيا إلى جزر الكناري وسط انتقادات للسلطات في إسبانيا والمغرب، ما خطورة الطريق ولماذا تفشل الدول في تنسيق عمليات الانقاذ؟
بينها المغرب.. مونديال 2030 في ست دول وثلاث قاراتقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إقامة بطولة كأس العالم عام 2030 في المغرب والبرتغال وإسبانيا، مع إجراء مباراة واحدة للمونديال في كل من الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي ويأتي ذلك كجزء من الاحتفالات بالذكرى المئوية للبطولة.
المغرب وإسبانيا.. تجاوز الخلافات وتعهد بتعزيز العلاقات والمصالحةتعهدت حكومتا إسبانيا والمغرب بالعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين، في إشارة على وضع حد لأعوام من الخلافات التي هددت بتقويض الأمن والطاقة.
وتتمتع جزر الكناري بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية. وطالبت نائبة في البرلمان المحلي لهذه الجزر، كريستينا فاليدو، الأسبوع الماضي، "بإجابات شافية" من الخارجية الإسبانية حول نية ملك المغرب القيام بالتنقيب عن النفط في هذه المياه الإقليمية.
كلمة ملك المغرب جاءت في خطاب "المسيرة الخضراء" الذي يلقيه في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، وهي ذكرى مسيرة شارك فيها 350 ألف مغربي عام 1975، لأجل المطالبة بجلاء الاستعمار الإسباني عن الصحراء الغربية.
وذكر ملك المغرب ضرورة تحقيق "اقتصاد بحري"، من معالمه التنقيب عن الثروات الطبيعية في المحيط الأطلسي، وتحديداً المنطقة المتاخمة للصحراء.
قلق من الكناريين
وقالت كريستينا فاليدو، المنتمية إلى حزب "تحالف الكناريين" وهو حزب قومي مدافع عن جزر الكناري، إنها ترفض صمت الحكومة بهذا الشأن، وقالت إن "جزر الكناري تخاطر بحاضرها ومستقبلها" إزاء قضايا مشابهة، وطالبت بعدم وضع الجزر في هامش العلاقات الثنائية المغربية- الإسبانية، وأن تكون الجزر ممثلة في أيّ اتفاق بين البلدين.
ولأجل دعم حزب العمال الاشتراكي، الذي ينتمي له بيدرو سانشيز، بتكوين أغلبية تتيح له تشكيل الحكومة، وقع حزب "تحالف الكناريين" اتفاقاً مع حزب سانشيز، أول أمس السبت من بين نقاطه، أن تكون جزر الكناري ممثلة بشكل خاص في كل الحوارات التي تجريها حكومة مدريد مع المغرب وتهم هذه الجزر، وخصوصاً ثلاث مسائل رئيسية، منها الحدود البحرية، ومراقبة الهجرة، واستغلال الموارد الطبيعية.
ويكافح سانشيز لتشكيل حكومة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي أعطت الصدارة لمناوئه حزب الشعب الإسباني، دون أن يتمكن من حصد الأغلبية، ثم فشله في تشكيل الحكومة، ما يمهد الطريق لسانشز، رئيس الحكومة المنتهية ولايته، للاستمرار. وعُرف سانشيز مؤخراً بمواقفه الداعمة للمغرب، خصوصاً تأييده لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لإنهاء نزاع الصحراء الغربية.
وأدت مواقف سانشيز المتعلقة بالمغرب إلى الهجوم عليه من سياسيين ووسائل إعلام. وقالت صحيفة ABC في افتتاحية لها مؤخراً إن "الصمت المزعج لحكومة تصريف الأعمال في مواجهة مناورة المغرب بالتنقيب عن النفط في المياه القريبة من جزء الكناري أمر مفاجئ"، متهمة بدورها رئيس الحكومة بانعدام الشفافية فيما يخصّ علاقات إسبانيا والمغرب.
أيّد بيدرو سانشيز مبادرة الحكم الذاتي المغربية لإنهاء نزاع الصحراء الغربية (أرشيف)
خلافات الحدود البحرية
ورد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون بالنيابة، خوسيه مانويل ألباريس، على الانتقادات، وصرح أن "المغرب شريك استراتيجي لإسبانيا"، لكن أضاف أن كل القرارات سيتم اتخاذها باستحضار مصالح جزر الكناري وإسبانيا.
وقال محمد شقير، محلل سياسي مغربي لموقع "فبراير" المحلي، إن "رسم المغرب لحدوده البحرية مع إسبانيا سيساهم في استغلال ثرواته البحرية السمكية والمعدنية"، مبرزاً إمكانية اعتماد المغرب على خبرات أجنبية في إطار "شراكات رابح-رابح"، كما تطرق إلى موضوع ميناء مدينة الداخلة التي يعول عليه المغرب بشكل كبير لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع إفريقيا.
ويشهد ملف ترسيم الحدود البحرية خلافات كبيرة بين المغرب وإسبانيا، وكان البرلمان المغربي قد صادق عام 2020 على تحديد المساحة البحرية للمغرب بما يشمل سواحل قريبة من جزر الكناري، وهو ما احتجت عليه إسبانيا، مبررة ذلك بتداخل الحدود مع مياه إقليمية إسبانية، كما أبرزت حينها الوضع الدولي لمياه الصحراء الغربية.
واهتم المغرب كثيراً بالاستثمار في المياه البحرية، خصوصاً بعد تقارير عن وجود كميات من المعادن والثروات الطبيعية تحت سطح البحر، وفي مقدمتها معادن تستخدم في السيارات الكهربائية.
ولم يتم تأكيد هذه الاكتشافات رسمياً، لكنها تأتي في منطقة تشهد خلافات سياسية كبيرة، خصوصاً النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وكذلك علاقة المد والجزر بين الرباط ومدريد، رغم كون هذه العلاقات، تعيش مؤخراً فترة مميزة، ترجمها كذلك الملف المشترك مع البرتغال لتنظيم مونديال 2030.
إ.ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: المغرب وإسبانيا العلاقات المغربية الاسبانية جزر الكناري جزر الكناري المغرب الصحراء الغربية المغرب أخبار المسيرة الخضراء العاهل المغربي الملك محمد السادس ثروات طبيعية السيارات الكهربائية المغرب وإسبانيا العلاقات المغربية الاسبانية جزر الكناري جزر الكناري المغرب الصحراء الغربية المغرب أخبار المسيرة الخضراء العاهل المغربي الملك محمد السادس ثروات طبيعية السيارات الكهربائية المغرب وإسبانیا الصحراء الغربیة جزر الکناری ملک المغرب
إقرأ أيضاً:
أخنوش: مبادرات الحكومة عززت الترويج السياحي للمملكة و إطلاق خطوط جوية استقطب أسواق جديدة
زنقة 20 ا الرباط
عبر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الإثنين، عن اعتزاز حكومته بـ”الإشعاع الكبير الذي استفاد منه المغرب نظير التألق المبهر للمنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022″ ، مشددا على أن “الحكومة بموازاة مع هذا الإشعاع أطلقت العديد من المبادرات تسعى إلى إبراز جمال وثقافة المملكة”.
وتابع أخنوش الذي كان يتحدث في جلسة الأسئلة الشهرية لمسائلة رئيس الحكومة، اليوم الإثنين بمجلس النواب، أن “الحكومة تسعى إلى جذب المزيد من السياح من مختلف دول العالم”، مشيرا إلى أن “حملة “المغرب أرض الأنوار” أبرز هذه المبادرات والتي عمت مجموعة من الدول في نفس الوقت من خلال وسائل الإعلام الرقمية والشاشات العلاقة في العواصم العالمية، إضافة إلى حملة “نتلاقاو في بلادنا” لتشجيع السياحة الداخلية”.
وأكد أخنوش أن “هذه الجهود شملت توقيع شراكات استراتيجة مع منظمي الأسفار، حيث تم التعاقد على إجمالي 2 مليون مسافر مع منظمي الرحلات في سنة 2024 ما يمثل زيادة بنسبة 38 في المائة مقارنة سنة 2023”.
وواصل أخنوش قائلا: “أن الحكومة قامت عبر المكتب الوطني للسياحة بإطلاق مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تنويع وتعزيز الترويج السياحي، مما ساهم في تأمين نسبة مهمة من الليالي المسجلة داخل مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، وهو ما يعكس النجاح المستمر في جذب المزيد من السياح إلى المغرب ويعزز قدرة القطاع السياحي على استقطاب الأسواق الجديدة”.
وفي إطار الجهود الحكومية المبذولة لتسهيل وفود السياح الأجانب، قال رئيس الحكومة، ” عملنا على الرفع من وتيرة التمكين من الحصول على التأشيرة الإلكترونية، فخلال الفترة الممتدة من يوليوز 2022 وإلى غاية نهاية سنة 2024، أصدرت المملكة ما مجموعه 386 ألف تأشيرة إلكترونية، %95 منها كانت من أجل السياحة”.
وتابع أخنوش قائلا”: “وإذ نعي جيدا أهمية التسويق وتنويع العروض وتجويد الخدمات المقدمة لزوار المغرب، فإننا في مقابل ذلك ندرك تمام الإدراك أن أهداف خارطة الطريق السياحية لن تتحقق دون الرهان على تطوير النقل الجوي الوطني، وتنويع شركائنا في القطاع.
حيث ساهمت الجهود المبذولة ضمن إطار خارطة الطريق السياحية 2023-2026، وخصوصا في مجال النقل الجوي، بشكل كبير في تحقيق رقم قياسي من حيث عدد الوافدين”.
وكشف أخنوش أن “سنة 2024 سجلت زيادة بنسبة 30% في عدد المقاعد الجوية المتعاقد عليها من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة، بزيادة 3.5 ملايين مقعد إضافي مقارنة بسنة 2023، ما أسهم في رفع السعة الإجمالية للمقاعد الجوية بنسبة 20%”.
علاوة على ذلك، يضيف رئيس الحكومة “عمل المكتب الوطني للسياحة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الخطوط الملكية المغربية، حيث تم توقيع اتفاقية لمدة ثلاث سنوات تهدف إلى زيادة عدد المقاعد المتاحة وإنشاء خطوط جوية جديدة، وهو ما يعكس التزامنا الدائم بتعزيز قطاع النقل الجوي الوطني”.
وأشار المتحدث ذاته أنه “فضلا عن الجهود الرامية إلى تطوير الشراكات على مستوى الربط الجوي بهدف الرفع من الرحلات المباشرة، لاسيما من الأسواق المصدرة ذات المؤهلات القوية، لمواصلة الزخم الذي شهدته سنة 2024 على هذا الصعيد،تم التعاقد على 11.4 مليون مقعد مع شركات الطيران، ما يمثل 87 % من القدرة الإجمالية للنقل المباشر في جهات المملكة، تنضاف إلى الرحلات الاعتيادية التي تهم قطب الدار البيضاء، وإنشاء خطوط جديدة غير مسبوقة وربطها مع مختلف المطارات الوطنية”.
وشدد على أنه “في خطوة مهمة نحو تطوير الشراكات الدولية، تم توقيع شراكة غير مسبوقة مع واحدة من أكبر الشركات العالمية للطيران، بهدف مضاعفة عدد المسافرين من 4,5 مليون إلى أكثر من 10 ملايين مسافر بحلول عام 2027”.
وأكد أخنوش، أن “هذه الخطوة مكنت من إطلاق 24 خطا جويا دوليا جديدا، إلى جانب فتح 11 خطا داخليا جديدا للربط بين مدن مغربية مهمة، مما ساهم في تعزيز ربط مجموعة من المطارات على غرار ورزازات والصويرة والرشيدية، ومنح دفعة قوية للسياحة الداخلية”.