صحيفة الجزيرة:
2025-04-27@05:43:18 GMT

الالتهاب الرئوي ما بين الوقاية والعلاج

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

أوضحت د/ فخر الأيوبي، استشاري صيدلي في جامعة الملك سعود الرياض، أن الالتهاب الرئوي هو التهاب الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما. حيث تُملأ الحويصلات الهوائية بالسوائل أو بالصديد، الأمر الذي يُسبب السُعال المصحوب بالبلغم، والحمى، وصعوبة في التنفس. ومن الممكن أن يكون سبب الإصابة هي البكتيريا، أو الفيروسات أو الفطريات، ويعد الالتهاب الرئوي هو أكبر مرض معدي قاتل بين البالغين والأطفال، حيث أودى بحياة ٢،٥ مليون شخص، من بينهم ٦٧٢ ألف طفل في عام ٢٠١٩، ومع إضافة الوفيات الناجمة عن COVID-19 الذي تسبب في ملايين الوفيات في عام ٢٠٢٠، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من أربعة ملايين شخص.

وجدير بالذكر أنه لا توجد عدوى أخرى تسببت في هذا القدر من الوفيات.

ويعتبر تلوث الهواء هو عامل الخطر الرئيسي للوفاة من الالتهاب الرئوي في جميع الفئات العمرية. ويُعزى ثلث الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي تقريبًا إلى تلوث الهواء، وقد ساهم تلوث الهواء المنزلي في ٤٢٣ ألف حالة وفاة بينما ساهم تلوث الهواء الخارجي في وفاة ٣٢٦ ألف حالة.

وتجدر الإشارة إلى أن اللقاحات لها دور كبير وفعال في الوقاية من مخاطر الالتهاب الرئوي، حيث تعتبر اللقاحات هي بكتيريا أو فيروسات ميتة أو ضعيفة (بحيث لا تملك القدرة على إحداث المرض)، ويتم إعطاؤها للشخص لتعمل على تحفّيز الجهاز المناعي في الجسم وإنتاج أجسام مضادة تتعرف على الميكروب بشكل مبكر، وبالتالي يقوم بمحاربته إذا دخل الجسم مرة أخرى لمنع المرض.

وأكدت د/ فخر على أن الالتزام بالتطعيمات لمختلف الالتهابات الرئوية في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن السنتين، وفي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات الذين هم عرضة بشكل خاص لمرض المكورات الرئوية. والأطفال الذين يرتادون مراكز رعاية الأطفال الجماعي. وحالات معينة من الكبار، حسب الجرعات الموصى بها، يساعد على الوقاية من العدوي البكتيرية التي تسببها البكتيريا العقدية الرئوية والتي تسبب مضاعفات مختلفة مثل التهابات الأذن، والتهاب الجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي، والتهابات مجرى الدم، والالتهاب السحائي.

وقد صنفت منظمة الصحة العالمية قائمة تضم ٢٦ مرضًا يمكن الوقاية منهم عن طريق اللقاحات

ويعتبر عدوى المكورة الرئوية الأول في اللائحة، يليه حمى التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال والمستدمية النزلية وداء الكلب، وغيرهم.

وأشارت د/ الأيوبي إلى الفئات المستهدفة للقاحات وهي أولا الأطفال في عمر شهرين، و٤ أشهر، و٦ أشهر، و١٢ إلى ١٥ شهرًا كجزء من التطعيم الروتيني في مرحلة الطفولة، (مع ضرورة الالتزام بموعد كل جرعة)، حيث يُعطى معظم الأطفال اللقاح PCV13 .

أما بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٩ إلى ٦٤ عامًا والذين لديهم حالات معينة أو عوامل خطر ولم يتلقوا لقاحًا مقترنًا في السابق، والذين لم يكن تاريخ تطعيمهم معروفًا، يمكن أن يتلقوا لقاح PCV20 أو PCV15 متبوعا بجرعة من لقاح PPSV23 بعد ٨ أسابيع على الأقل.

وأخيرا بالنسبة لكبار السن من عمر ٦٥ عامًا أو أكثر، فيمكن للأشخاص الذين لم يتلقَّوا لقاحًا مقترنًا في السابق أو الذين لم يكن تاريخ تطعيمهم معروف، الحصول على لقاح PCV13 (لمن لم يتلقوا اللقاح من قبل)، اما لمن تلقوا اللقاح من قبل يعطوا PCV20 أو PCV15 متبوعًا

اقرأ أيضاًالمجتمع“الجوازات” تنفي وجود حساب رسمي لها على تطبيق “الواتس أب”

بجرعة من لقاح PPSV23 بعد ذلك بسنة على الأقل.

وشددت د/ فخر على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية حيث تحمي من عدوى الجهاز التنفسي التي غالبًا ما تؤدي إلى الالتهاب الرئوي، وغسل اليدين بانتظام أو استخدم معقم خاص في الاماكن العامة. وكذلك الامتناع عن التدخين والذي يدمر الدفاعات الطبيعية للرئة ضد عدوى الجهاز التنفسي.  بالإضافة إلى الحفاظ على الجهاز المناعي قويًا بأخذ التطعيم الموصى به طبيا مع الحرص على النوم بشكل كافٍ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظامًا غذائيًا صحيًا. وكذلك الالتزام بجدول التطعيمات للأطفال والكبار.

كما دعت د/ فخر إلى انشاء برنامج توعية صحي هدفه الرئيسي توعية وتثقيف المجتمع في جميع الفئات العمرية وجميع القطاعات في المملكة العربية السعودية لكي ينتج مجتمع صحي خالي من الامراض، يتمتع أفراده بصحة جيدة يستطيعون العمل والانتاج وخدمة الوطن.

 

 

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الالتهاب الرئوی تلوث الهواء

إقرأ أيضاً:

5 أدوية تساعد على الوقاية من الخرف

يعاني مرضى الخرف من تدهور في نوعية الحياة يؤثر سلبا عليهم وعلى عائلاتهم، ويشمل الخرف أمراضا عدة تؤثر على الذاكرة والتفكير، مما ينتج عنها صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية، وفي حين يستمر البحث عن أدوية تعالج هذه المشكلة تتوفر بعض الأدوية التي توفر حماية من هذا المرض.

ونشر موقع صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا يتحدث عن 5 أدوية تقلل خطر الإصابة بأمراض الخرف نتعرف عليها في هذا التقرير:

مطعوم الحزام الناري (الهربس النطاقي)

أجرى باحثون من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة دراسة نشرت بمجلة نيتشر في أبريل/نيسان 2025 أوضحت أن تناول مطعوم الحزام الناري (الهربس النطاقي) في فترة منتصف العمر وما بعدها لا يحمي من الطفح الجلدي المؤلم الذي يسببه الفيروس فحسب، بل يزيد احتمالية الوقاية من الخرف أيضا.

وبينت الدراسة أنه يمكن للقاح وقاية شخص من بين 5 أشخاص من الإصابة بالخرف خلال 7 سنوات.

وصرح الدكتور باسكال غيلدسيتزير عالم الأوبئة في جامعة ستانفورد وأحد الباحثين في الدراسة أن هذه النتائج شجعته على السعي إلى البحث عن تمويل لإجراء أبحاث موسعة لاختبار ما إذا كان مطعوم الحزام الناري يقي من تدهور الوظائف الإدراكية.

وظهرت في السنوات الأخيرة نظريات تفسر ذلك بأن مرض ألزهايمر قد يكون في الأصل بسبب عدوى.

إعلان

وقال الدكتور غيلدسيتزير إن الفيروس النطاقي الحماقي (Varicella zoster virus) -والذي يصيب الأطفال بجدري الماء- قد يبقى خاملا داخل الجهاز العصبي لعقود ثم يظهر على شكل الحزام الناري.

ومع التقدم في العمر تضعف مناعة الجسم وينشط الفيروس الذي بدوره يسبب عواقب مدمرة على الدماغ.

الأدوية المخفضة للدهنيات

ويرى بعض من يتناول أدوية الدهنيات الشهيرة من عائلة الستاتينات أن لها آثارا جانبية مزعجة وتسبب ألما في المفاصل والعضلات.

لكن في دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعات ومراكز ومستشفيات عدة في كوريا الجنوبية وحللوا فيها البيانات الصحية لأكثر من 570 ألف شخص وجدوا تأثيرا جانبيا ملفتا للستاتينات في الوقاية من الخرف.

ونشرت هذه الدراسة في الأول من أبريل/نيسان 2025 في مجلة "علم الأعصاب.. جراحة الأعصاب والطب النفسي"، وأظهرت أن تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13%.

هذا التأثير الوقائي يستفيد منه أيضا الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع في البروتين الدهني منخفض الكثافة (إل دي إل) أو ما يعرف بالكوليسترول الضار.

وأشار الدكتور فرانسيسكو تاماغنيني المتخصص في دراسة الخرف بجامعة ريدنغ البريطانية إلى ظهور نظرية تسمى "نموذج غزو الدهون"، والتي تربط ظهور مرض ألزهايمر أحد أشهر أشكال الخرف بالدهون.

وفسر ذلك بأن طبقة الخلايا التي تعزل الدماغ عن الدورة الدموية تصبح أكثر نفاذية مع التقدم بالعمر، وقد يكون ذلك نتيجة الإسراف في شرب الخمر أو التعرض لضربات عديدة من حوادث أو إصابات رياضية.

وقد تؤدي زيادة نفاذية هذا الحاجز بين الدماغ والدم إلى مرور الكوليسترول الضار ودخوله للدماغ، والذي قد يحدث أضرارا في الوظائف العصبية، وبالتالي فإن أدوية خفض الكوليسترول الضار مثل الستاتينات تساهم في الحد من خطر الإصابة بألزهايمر.

السيلدانيفيل (الفياغرا)

أثبتت دراسة أجراها باحثون من جامعات ومراكز بحثية عدة في المملكة المتحدة -من ضمنها جامعة أكسفورد- وصدرت في يونيو/حزيران 2024 بمجلة "سيركيوليشن ريسيرتش" قدرة السيلدانيفيل المعروف بالاسم التجاري "فياغرا" على زيادة تدفق الدم للأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة في الدماغ.

إعلان

وبينت الدراسة على أن الفياغرا خفّض مقاومة الأوعية الدموية، والتي تؤدي إلى تطور الخرف الناتج عن ضعف تدفق الدم إلى الدماغ، وذلك طبقا لصور أجهزة الموجات فوق الصوتية (ultrasound) والرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging).

وقال الدكتور ألاستير ويب استشاري الأعصاب في هيئة الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة إن عقار الفياغرا قد يعالج الخرف الوعائي الناتج عن خلل في وظائف الأوعية الدموية، وإضافة إلى ذلك فإنه يوسع الأوعية الدموية الصغيرة، وبذلك يخفف الضغط على الأوعية الدموية الكبيرة، ويقلل تصلبها الناتج عن تقدم العمر.

وقال الدكتور تاماغنيني إن عقار الفياغرا يزيد إنتاج غاز أكسيد النيتريك داخل الجسم، هذا الغاز مهم جدا في عملية "ترسيخ الذكريات"، وهي عملية تحويل الذكريات القصيرة إلى ذكريات طويلة الأمد.

سيماغلوتيد

اشتهر عقار سيماغلوتيد بقدرته على إنزال الوزن، وقد تكون له فوائد أخرى في مواجهة الخرف.

ويعد عقار سماغلوتيد المعروف بالاسمين التجاريين "أوزمبيك" و"ويجوفي" أحد أنواع العقاقير التي تحاكي هرمون الببتيد الشبيه بالغلوكاغون- 1 (جي إل بي-1)، والتي تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.

وأجرى باحثون من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة دراسة على المصابين بالسكري من النوع الثاني، ووجدوا أن العقاقير التي تحاكي هرمون "جي إل بي-1" تقلل خطر الإصابة بألزهايمر وأمراض الخرف الأخرى مقارنة بتناول سيتاغليبتين (جانوفيا)، وهو دواء يعمل على خفض مستوى السكر في الدم، ونشرت هذه الدراسة في مجلة "إي كلينيكال ميديسن" في 2024.

وأظهرت دراسة أخرى أجريت في جامعة كلية إمبريال لندن بالمملكة المتحدة على مرضى مصابين بمرحلة مبكرة من ألزهايمر أن تناول ليراغلوتايد أحد الأدوية التي تحاكي هرمون "جي إل بي-1" لمدة عام أبطأ معدل انكماش الدماغ لديهم بنسبة 50% مقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي (Placebo)، ونشرت هذه الدراسة في مجلة ألزهايمر والخرف في يناير/كانون الثاني 2025.

إعلان

وبحسب أستاذ علم الأعصاب في جامعة كلية إمبريال لندن البروفيسور بول أديسون، فإن العقاقير التي تحاكي هرمون "جي إل بي-1" تمكنت من الارتباط بعدد من أنواع خلايا الدماغ، بالإضافة إلى أنه بعد دراسة هذه العقاقير على الحيوانات تبين أنها استطاعت إزالة البروتينات السامة وتحفيز عملية إصلاح الخلايا العصبية لنفسها.

ويعتقد الدكتور أديسون أن هذه العقاقير تحمي الخلايا العصبية من التلف، كما أنها تنشط سلاسل إنزيمات مختلف، والتي بدورها تقلل الالتهاب وتحسن الذاكرة.

مطعوم السل

قد لا يكون مطعوم الحزام الناري وحده من يقي من الخرف، فقد درس باحثون البيانات الصحية لأكثر من 130 مليون شخص للبحث عن أدوية تحمي من الخرف.

ويعتقد الباحثون أن هناك احتمالا على قدرة مطعوم السل على الوقاية من الانحدار في القدرات الإدراكية التي يسببها التقدم بالعمر.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعات عدة حول العالم، ونشرت في مجلة ألزهايمر والخرف في يناير/كانون الثاني 2025.

ويشير الدكتور بن إندروود أحد الباحثين في الدراسة والباحث في طب نفس المسنين بجامعة كامبردج إلى أنه قد لا يكون لمطعوم السل تأثير مباشر للوقاية من الخرف، وعلى الرغم من ذلك فإن فعاليته قد تكمن في تحسين الجهاز المناعي عموما، وبالتالي الوقاية من الخرف.

مقالات مشابهة

  • تدريب الفرق الطبية بصحة الفيوم على الإنعاش القلبي الرئوي ضمن مبادرة "أنقذ حياة"
  • أسباب إصابة الأطفال بـ الهربس.. الأعراض والعلاج
  • اليونيسيف تحيي اليوم العالمي للملاريا بإطلاق لقاح جديد في مالي
  • في أسبوع التحصين العالمي.. كيف ساهمت اللقاحات في الوقاية من الأمراض ومضاعفاتها
  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • استشارية :لقاح الحزام الناري يحمي الأفراد البالغين 50 عاماً من الإصابة..فيديو
  • 5 أدوية تساعد على الوقاية من الخرف
  • مكونات طبيعية للتخلص من التهابات الجسم
  • وزير الإسكان: تخصيص أراضٍ للمواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بقرعتين بالعبور الجديدة
  • سرطان القولون يهدد البالغين دون الخمسين.. والجوز مفتاح الوقاية