كشفت الاتحاد للطيران عن خططها المستقبلية للنمو خلال معرض دبي للطيران، حيث ناقش أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي للشركة خطة النمو الطموحة للسنوات السبع المقبلة والتي تعمل عنوان "خطة 2030".

وتمثل هذه الاستراتيجية، المدعومة من قبل أبوظبي القابضة، نقطة تحول محورية في رحلة الاتحاد للطيران، وتمهد الطريق لمستقبل يتميز بالنمو المستدام وتعزيز تجارب العملاء، مع مساهمة اقتصادية كبيرة لإمارة أبوظبي.

وقال نيفيس: مع احتفالنا بالذكرى العشرين لتأسيس الاتحاد للطيران، نحن متحمسون للمستقبل، إن خطة 2030 هي الخطة التوجيهية التي تدفع الاتحاد للطيران نحو المستقبل، فقد رسّخت الاتحاد للطيران حضورها على الساحة العالمية وتخطت جميع التحديات التي واجهتها بنجاح، والآن، وبفضل الدعم القوي من المساهمين ووجود خطة إستراتيجية قوية، تستعد شركة الطيران لتحقيق نمو مستدام ومربح.

وعلى مدار العام، نقلت الاتحاد للطيران 13 مليون مسافر، بزيادة 30% عن عام 2022، ومن المقرر أن يستمر مسار النمو هذا مع خطة 2030، مع توقع تحقيق الذروة التي شهدها العام 2017 من حيث عدد المسافرين وذلك بحلول أواخر العام المقبل أو أوائل عام 2025، وبلوغ الهدف مع 33 مليون مسافر بحلول عام 2030.

وفي إطار خطة 2030، ستمتد شبكة الاتحاد للطيران إلى أكثر من 125 وجهة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط آسيا وأوروبا، وفي الوقت نفسه، سيتضاعف الأسطول إلى أكثر من 160 طائرة، مع التركيز على ربط الوجهات القصيرة والمتوسطة المدى في دول مجلس التعاون الخليجي والهند وآسيا مع وجهات المدى الطويل في أوروبا وأميركا الشمالية. وتشمل المبادئ الأساسية لاستراتيجية توسعة شبكة الوجهات التشغيل إلى وجهات جديدة، وتوفير المزيد من الخيارات، وزيادة عدد الرحلات إلى الأسواق الدولية الرئيسية.

أخبار ذات صلة 191 مليار درهم طلبية «طيران الإمارات» لشراء 95 طائرة «بوينج» 40.4 مليار درهم طلبية «فلاي دبي» لشراء 30 طائرة «بوينج دريملاينر»

وتابع نيفيس: "إن مهمتنا واضحة: تقديم خدمة عملاء استثنائية وتحقيق ربحية مستدامة، كأساس لمساهمة الاتحاد للطيران في تحقيق تطلعات إمارة أبوظبي".

ولا تمثل خطة 2030 علامة فارقة استراتيجية للتوسع فحسب، بل إنها تَعِد أيضاً بفوائد اقتصادية كبيرة لأبوظبي. وتهدف الخطة إلى جذب 10 ملايين مسافر إلى العاصمة أبوظبي بحلول عام 2030، ما يعزز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وترسيخ مكانة أبوظبي كمركز سفر عالمي رئيسي.

وأضاف نيفيس ان افتتاح مبنى مطارنا الجديد، مبنى المسافرين A، يعد نقطة انطلاق مثالية لنمو أعمالنا وسيوفر القدرة الاستيعابية والجودة التي نحتاجها لتلبية متطلبات ضيوفنا.

وشهدت الاتحاد للطيران الكثير من النجاحات هذا العام، حيث أطلقت 12 وجهة جديدة، مع المزيد من الوجهات في شبه الجزيرة الهندية، بالإضافة إلى مدينة بوسطن الأميركية والعاصمة الكينية نيروبي. وقامت الشركة أيضاً بتوسيع عملياتها في العديد من الأسواق الرئيسية، مع زيادة عدد الرحلات والشراكات بالرمز، وإضافة 16 طائرة جديدة إلى أسطولها.

واختتم نيفيس قائلاً: "قبل عشرين عاماً، أطلق قادة دولة الإمارات شركة طيران مميزة اكتسبت سمعة عالمية، إن ماضينا العريق هو نقطة البداية المثالية لفصلنا التالي، ستضمن خطة 2030 استمرارنا في إسعاد ضيوفنا وشعب دولة الإمارات في السنوات القادمة وأن نكون شركة الطيران التي يرغب الجميع في السفر على متنها."

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: معرض دبي للطيران الاتحاد للطيران النمو المستدام الاتحاد للطیران خطة 2030

إقرأ أيضاً:

حصن السنيسلة بولاية صور .. عبقرية المبنى المستدام وذكاء البنّائين القدامى

عندما دخلنا الحصن بصحبة المظلة الشمسية في الظهيرة الحارقة التي لا تشي بليل بارد في صور. بناء مربع وعلى كل واحدة من الزوايا الثلاث يستقر برج دائري وفي الرابعة برج مربع.

في البداية، أوحت لي الباحة الخارجية الواسعة لحصن السنيسلة بولاية صور أن الحصن ممتد لمسافات بعيدة، وتوقعت أن المدخل إليه أيضا بعيد. هذه المرة الأولى التي أدخل فيها حصنا بفناء واسع جدا، ويضم الكثير من مواقف السيارات، وظننت أنه يجب أن أتأهب للمشي لساعات طويلة، لكن ما أبحث عنه كان موجودا أمامي. مدخل حصن على هضبة صخرية ينام أمامه البحر وبينهما تلعب المدينة لعبة الحياة وتتنفس.

«الحصن يتنفس أيضا! أترين البقع على الجدران؟!» هذا أول ما قاله المهندس المعماري أحمد بن محفوظ العلوي المختص في الآثار بمديرية التراث في وزارة التراث والسياحة -الذي كان يقود الجولة-، ألن نبدأ بعمر الحصن على الأقل؟! قلت في نفسي: يقول لورانس فيشبورن في دوره الذي مثله في فيلم «باب القبو»: «المنهدسون المعماريون يكتشفون المشاكل أو يتسببون فيها»، لم يكن «الحصن يتنفس» وصفا مجازيا بل كان حقيقة، والبقع التي يخلّفها هذا التنفس هي «مشكلة» كما قال لي، وتعلمت فيما بعد كيف يمكن أن تُقرأ وتُفهم وتُحل، لأنه وبطريقة ما جعل للحصن عينين ولسانا وشفتين، ساردا قصة المواد الخام التي قام عليها بناء عمره أكثر من 300 عام في واحدة من أقدم الموانئ والمدن البحرية في العالم، وهذا ما يحدث عندما يتحدث عما يحب ويتقن «العمارة».

هندسة الحماية في العمارة التراثية: عبقرية الدفاع والهجوم

كانت الأسوار في الحصن عالية، فإذا كان طولك لا يتجاوز 160 سم، ستضطر إلى الوقوف على أطراف قدمك لتنظر خلف السور، أو من بين الشرفات المسننة كما تسمى، مشيرا إلى أنه ليس علوّا عشوائيا، بل يتجلى من خلال عبقرية التصميم الدفاعي كباقي الحصون والمباني التراثية في عُمان، التي صممت بعناية لتلائم القتال. وقال العلوي: «هذه الشرفات، التي تُشبه الأسنان، توفر حماية كبيرة للمدافعين، وتمنحهم القدرة على التصويب بسهولة. الفتحات المستطيلة والدائرية الموجودة في الجدران ليست مجرد فتحات للتهوية، بل صُممت خصيصًا لتكون صغيرة من الخارج وكبيرة من الداخل، مما يسمح بالتهوية والمراقبة الفعالة، مع تعزيز الدفاع ضد أي هجوم محتمل».

وعن فتحات مائلة تخترق السقف عند المدخل علمت فيما بعد أنها «مصبات الزيت» فكانت أدوات دفاعية حيوية تستخدم لصب المواد الساخنة على المهاجمين. وهذا ما أصر العلوي على تأكيده بقوله: «التفاصيل الصغيرة تعكس استراتيجية متكاملة في التصميم، حيث يتشابك الجانب الدفاعي مع الراحة التشغيلية للمدافعين».

تقنيات التسقيف والبناء: استغلال الموارد المحلية بذكاء

الأبواب في الحصن ضيقة، لم يكن ممكنا أن أدخل والمظلة مفتوحة، وإن كان كذلك فسيلزم أن أدخل قبلها. جمال السقف المعقد بجذوع سوداء جعلني أتساءل: من جاء أولا، فتحة الباب أم السقف؟

أعلمني العلوي أن تلك الجذوع هي أخشاب الكندل وجذوع النخيل التي اعتمد البناؤون القدامى عليها كمواد محلية لتستخدم في التسقيف، حيث يتم تقسيمها إلى قطع صغيرة، لتحديد أبعاد الغرف وفق أطوال هذه الجذوع، ويصل طول خشب الكندل إلى 3.8 متر، مما يجعل عرض الغرف لا يتجاوز 3.6 متر بعد تثبيت الجذوع داخل الجدران.

وأشار إلى أن شبكة التسقيف هذه تُعزز باستخدام طبقات متعددة من المواد الطبيعية لضمان تصريف المياه بكفاءة. وأيضا مثل الارتفاع في الأسوار هذه التقنيات ليست عشوائية، بل هي ثمرة خبرة طويلة تُراعي الظروف البيئية المحلية، مثل درجات الحرارة المرتفعة ومخاطر الأمطار وغيرها من العوامل الطبيعية.

الزوايا المصقولة وغير الحادة كانت سؤالا أيضا، فأوضح أنها صممت كذلك لتجنب الكسر، وهو تصميم يعكس براعة المهندسين القدامى في استخدام مواد البناء المتوفرة بحكمة على حد تعبيره. ولفت إلى أن بلاط الجدران صمم بأسلوب يُشبه «الكوب» لتوجيه مياه الأمطار إلى نقاط تصريف محددة تُعرف بـ«التقطير»، مما يمنع تآكل الجدران ويحميها من الرطوبة.

وأشار إلى أن المواد المستخدمة في البناء التراثي، مثل الطين والصاروج، هي مواد «حية» وتتنفس، مما يسمح للجدران بامتصاص الرطوبة وإطلاقها، وكل هذه الخصائص تحمي المباني من التآكل وتمنحها عمرًا أطول بسبب تكيفها مع البيئة المحيطة، على عكس المواد الحديثة مثل الإسمنت التي قد تؤدي إلى تدهور المباني التراثية إذا لم تُستخدم بحذر.

وقال: «الصاروج، على سبيل المثال، يحتاج إلى أن يُستخرج ويُستخدم من المنطقة نفسها التي يقع فيها الحصن أو القلعة لضمان التكيف مع البيئة. النماذج التجريبية في عمليات الترميم، مثل تلك التي نُفذت في حصن بركاء، أكدت أهمية استخدام مواد محلية لضمان نجاح الترميم واستدامة المباني».

وأضاف: «الهندسة المعمارية الحديثة يمكن أن تستفيد من دروس العمارة التقليدية في تصميم مبانٍ مستدامة تتكيف مع البيئة. فالمهندس المصري أحمد شكري، على سبيل المثال، نجح في تصميم منازل بسيطة تعتمد على التهوية الطبيعية دون الحاجة إلى أجهزة تكييف، من خلال أشكال هندسية خاصة للأسقف، وهكذا يعزز الربط بين الماضي والحاضر في العمارة الهوية المعمارية ويوجد تصاميم مستدامة تتماشى مع الموارد والمناخ المحلي. هذه التفاصيل الصغيرة، التي قد يغفلها البعض، تشكل الأساس لبناء مبانٍ تدوم لقرون، كما أثبتت التجربة في الحصون والمنازل التراثية في الخليج العربي».

النوافذ التراثية: تحكم ذكي بالتهوية والخصوصية

ندخل أحد الأبراج لنستظل من الحرارة المرتفعة، فتنساب النسمات بخفة من النوافذ التي يتسلل معها ضوء الشمس، وأنا ألتقط صورة للأشعة المتسللة، قال العلوي: إن النوافذ في المباني التراثية لم تكن مجرد فتحات للضوء، بل أدوات للتحكم في التهوية والخصوصية. وأنها غالبًا تتكون من أربعة أجزاء يمكن فتحها بشكل مستقل، مما يمنح سكان المنزل تحكمًا كاملًا في تدفق الهواء. وشرح: «في الصيف، تُفتح النوافذ المواجهة للرياح وتُغلق الأخرى لتجنب حرارة الشمس، بينما تُفتح النوافذ الجنوبية في الشتاء لاستقبال أشعة الشمس الدافئة، حتى ارتفاع النوافذ كان مدروسا، حيث تبدأ من مستوى القدم وتصل إلى مستوى الركبة، مما يسمح بتهوية مباشرة للجلوس الأرضي ويوفر الخصوصية دون كشف الأشخاص داخل الغرفة».

التفاعل مع المناخ: فهم حركة الشمس والرياح

لن تعمل النوافذ بشكل صحيح إن لم تُفهم حركة الشمس والرياح، وهذا ما يؤكده العلوي في أن العمارة التقليدية اعتمدت على دراسة حركة الشمس والرياح لتوزيع المرافق داخل المنزل. وأوضح: «في الخليج العربي، كانت الجهة الشمالية تُخصص للمداخل والمرافق المهمة لتجنب حرارة الصيف. أما الجدران الجنوبية فكانت تُستخدم للمطابخ والغرف والمخازن الأقل استخداما، نظرا لتعرضها المباشر للشمس».

وأضاف: «في الحصون، كانت الواجهات تُبنى باتجاه الشمال أو البحر للاستفادة من الرياح الباردة، مع إعطاء الظهر للجهات الحارة. الجدران السميكة، التي يتجاوز سمكها مترا في بعض الأحيان، كانت توفر عزلًا طبيعيًا للحرارة، مما يجعل المباني باردة في الصيف ودافئة في الشتاء، وهكذا تتنفس».

مقالات مشابهة

  • 30 مليون سائح.. تستهدف مصر جذبهم بحلول 2030
  • أمين عام «بيئة أبوظبي» في حوار مع «الاتحاد»: عاما الاستدامة يشهدان تحديثات للتشريعات البيئية لمواكبة المعايير الدولية
  • حصاد 2024.. أبرز الخواتم الذكية التي أطلقت في هذا العام
  • خبير عسكري يكشف عن الجهة الحقيقية التي أسقطت الطائرة الأمريكية إف18
  • مغامرة روسيا الاقتصادية.. التكاليف الخفية للنمو المدفوع بالحرب
  • أوكرانيا تعلن إسقاط 52 طائرة روسية بدون طيار
  • مدبولي: جهاز حماية المنافسة له دور مهم في سياسات داعمة للنمو الاقتصادي
  • لابيد: الحكومة لا تستطيع منعنا من الاستمرار في إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح
  • حصن السنيسلة بولاية صور .. عبقرية المبنى المستدام وذكاء البنّائين القدامى
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار