موقع 24:
2025-04-26@15:03:23 GMT

ماذا تقول عودة ديفيد كاميرون عن السياسة البريطانية؟

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

ماذا تقول عودة ديفيد كاميرون عن السياسة البريطانية؟

على الرغم من إعلان رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك أمس الاثنين عن تعديل وزاري شمل عودة رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون إلى رأس وزارة الخارجية، ترى مجلة "إيكونومست" البريطانية أن كاميرون كان من أسوأ الزعماء الذين ترأسوا الإدارة البريطانية على مدى التاريخ.

وتقول المجلة في تقريرها إن كاميرون كان لديه سمات عديدة تمكنه من أن يكون رئيساً ممتازاً للوزراء: الذكاء والاجتهاد وسرعة البديهة والطريقة السلسة، إلا أنه بدلاً من ذلك، تمكن من أن يكون واحداً من الأسوأ.


عودة كاميرون
بعد سبع سنوات من ترك كاميرون منصبه في عام 2016، في أعقاب خسارة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عاد رئيس الوزراء السابق إلى سياسة الخطوط الأمامية كوزير للخارجية. قرار سوناك بإقالة سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية المتشددة، مهد الطريق لعودة كاميرون. 
عودة كاميرون هي واحدة من أغرب الأمور التي قد تحدث في السياسة البريطانية بالنظر إلى سجله، بحسب التقرير الذي أضاف بأن الرجل الذي أخطأ في السياسة الخارجية البريطانية سيساعد الآن في تشكيلها مرة أخرى. وقد عينت حكومة تكافح لمعرفة كيفية إصلاح الخدمات العامة الرجل الذي، أكثر من أي دولة أخرى، تسبب بالصعوبات الحالية.

David Cameron’s return marks the triumph of image over reality in British politics. A man who caused many of the country’s problems is now offering to fix them: https://t.co/ZdoccOPbhp ????

— The Economist (@TheEconomist) November 13, 2023 وتقول المجلة إن هناك طريقة معقولة تخفي العديد من عيوب كاميرون. ففي السياسة الخارجية كانت أخطائه عديدة، ومن بينها استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي وعد بالدعوة إليه في عام 2013، وأداره كاميرون في ثلاث سنوات قصيرة، وإقناعه للشركات الصينية بالاستثمار في البنية التحتية البريطانية، من الاتصالات إلى محطات الطاقة النووية، وهو الاستثمار الذي يتعين الآن التخلص منه إلى حد كبير.
سياسات مشابهة
كذلك عندما بدأ احتل فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم في عام 2014، كان من المفترض أن تكون بريطانيا واحدة من الضامنين الأمنيين لأوكرانيا، لكن كاميرون سمح لفرنسا وألمانيا بأخذ زمام المبادرة في التفاوض على السلام.
أما بالنسبة للشعب، يشير التقرير إلى أن الليبراليون بتشبثون برؤية مشوهة لسياسة كاميرون، مشيدين به باعتباره حصناً ضد الشعبوية، بينما يفرح الوسطيون بأن برافرمان قد غادرت، لكن ما لا يتذكره البعض أن حكومة كاميرون وعدت بتخفيض عدد الوافدين الجدد إلى أقل من 100,000.
كاميرون بحسب المجلة، يعد واحدا من الاستراتيجيين السياسيين الناجحين الذين تم الاستغناء عنهم بسبب خطأ واحد: استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

Today we have built a united team ready to deliver the changes this country needs for the long term.

Professionalism, integrity and experience – this is a team that will be bold in making the right decisions for our great country, not the easy ones. pic.twitter.com/5smHSH0sI7

— Rishi Sunak (@RishiSunak) November 13, 2023 وفي الواقع، لم تكن فلسفة كاميرون في الحكم هدفها المحافظة المالية والليبرالية الاجتماعية والرؤية الشعبية على الإطلاق. ففي عام 2010، لم يتمكن كاميرون من الفوز بأغلبية مطلقة حتى بعد ركود هائل. وفي عام 2015، تطلب الأمر نوبة غضب عندما تخلى جنوب غرب إنجلترا عن الديمقراطيين الليبراليين وتخلت اسكتلندا عن حزب العمال لكي يتخلص كاميرون من أصغر أغلبية فائزة منذ عام 1970. وفاز كاميرون بحصص تصويت أصغر بكثير من تيريزا ماي أو بوريس جونسون.

The Prime Minister has asked me to serve as his Foreign Secretary and I have gladly accepted.

We are facing a daunting set of international challenges, including the war in Ukraine and the crisis in the Middle East. At this time of profound global change, it has rarely been more…

— David Cameron (@David_Cameron) November 13, 2023 سوناك "اليائس"
وبعد التجربة الفوضوية لحكومة ليز تروس التي لم تدم طويلاً، قد يتم تصوير سياسة كاميرون الاقتصادية الخاصة على أنها محافظة حذرة، لكن التقشف كان تجربة جذرية، وفشلت إلى حد كبير، كما يشير التقرير إلى أن سنوات من نقص الاستثمار التي بدأت في عهد كاميرون أدت إلى المدارس والمستشفيات التي نراها اليوم متهالكة.
وأشاد الحلفاء القدامى بإحساس كاميرون بالواجب في العودة إلى الحكومة. لكنه لم يكن مضطراً للاختفاء من الحياة العامة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبخ كاميرون ذات مرة نائباً محتملاً لسؤاله عما إذا سيعود ليصبح وزيراً. وقال كاميرون حينها: "ستجد أن كونك عضواً في البرلمان هو أعظم شرف يمكن أن تحصل عليه في الحياة.. عندما أتوقف عن أن أكون رئيساً للوزراء، سأعود بفخر كبير إلى المقاعد الخلفية كعضو في البرلمان عن ويتني، لبقية حياتي". في الواقع، تقول المجلة: "خدم كاميرون لمدة ثمانية أسابيع على المقاعد الخلفية قبل مغادرته، والآن يشعر بالملل من الحياة الخاصة، وها هو قد عاد.
وتقول "إيكونومست" إنه من الناحية العملية، عاد كاميرون إلى حد كبير لأن سوناك يائس. وقد يطمئن بعض الناخبين المحافظين الجنوبيين الذين قدموا قاعدة ضيقة لرئيس الوزراء السابق. لكن الحقيقة هي أن كاميرون يحافظ على سمعة طيبة في بعض الأوساط بسبب الطريقة التي يتحدث بها بدلاً مما يفعله بالفعل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بريطانيا بوريس جونسون ريشي سوناك من الاتحاد الأوروبی فی عام

إقرأ أيضاً:

السياسة والأماني الضالة

بيئة منظومة تنمية التخلف:

ننظر هنا إلى زاوية فقط في بيئة نعيشها واقعا لم نعرف طعم الحياة التي قضى بعضنا عمره وغادرها وهو في انتظار طيف الرفاهية والراحة، ويتباهى فيها الفاسد بنزاهته والجبان بشجاعته، ويتحدث كل من هب ودب بتافه القول المعبّر عن غرور الجاهل ويسميه نشاطا سياسيا، راكضا وراء ما يظنه مصلحته ولو كان الضرر مما يفعل يحيق ببلد يدّعي حبه.

وهكذا تختفي وتتدارى الكفاءات ومجاميع البناء ويظهر أناس غير قابلة للقياس تلقب بالسياسي وتفتقد سلوكية السياسي.. عند هذا ببساطة نقرر ولا حاجة للتعليل: نحن في بيئة منظومة تنمية التخلف.

السياسة المظلومة:

السياسة يمكن أن تدرس أكاديميا أو تعبر عن مواقع سياسية من أناس طارئين أو انتهازيين، لكنَّ الحالتين لا تصنعا ساسة، عندها ستظلم السياسة لأنها ستتهم بسلوكيات من يوصفون بها.

الطارئون الذين لا يحملون رؤية أو قيمة مدنية لا يشكلون أمة وبالتالي لا يشكلون دولة، فهم يلجأون إلى العصبيات واستثارتها كالعرقية والطائفية والمظلومية والروابط الهابطة التي لا تنتج إلا الاستقطاب، وهذه استثارة الغرائز وإعماء المنظومة العقلية ليصلوا إلى كراسي الأماني الضالة، ويسخّرون في هذا كمّا من التفاهة والتافهين الذين يزيدون التشظي والتخلف، وعندها لن تجد إلا تعبيرا عما يضع الظلم والتفاهة
فعندما تجد حديثا عن الفوز بالمناصب دون الحديث عن برامج وحلم وتطلعات لبناء من خلال هذا المنصب، فأنت حتما أمام مغامر يركب الموج، يريد الوصول وكل همه من الوصول هو تحقيق لذاته بما يحلم لذاته، والحقيقة أن هؤلاء الناس لا يملكون إلا مهارة صناعة التخلف للأمة.

هذه الحالة السائدة تعني التعبير عن حاجات وغرائز الطامعين وغياب الضمير والفكرة الأساسية من السياسة والعمل السياسي، فالهدف امتلاك وسائل النفوذ وديمومته وهو مقتنع تماما بأن عدم انتخابه خسارة ومجرد وجوده نصر، وأن أي منافسة على السلطة يخوضها وينتصر بها أهم من تغلب منتجمري على رومل في العلمين، مع أن سلطته لا ينتفع بها الشعب الذي انتخبه.

الطارئون الذين لا يحملون رؤية أو قيمة مدنية لا يشكلون أمة وبالتالي لا يشكلون دولة، فهم يلجأون إلى العصبيات واستثارتها كالعرقية والطائفية والمظلومية والروابط الهابطة التي لا تنتج إلا الاستقطاب، وهذه استثارة الغرائز وإعماء المنظومة العقلية ليصلوا إلى كراسي الأماني الضالة، ويسخّرون في هذا كمّا من التفاهة والتافهين الذين يزيدون التشظي والتخلف، وعندها لن تجد إلا تعبيرا عما يضع الظلم والتفاهة أمام الجمهور وترسيخ الجدل السطحي دون مناقشة ما يوقف التدهور المدني للبلاد. وتستعيد تلك الروابط أهميتها لمجرد أن يحصل "المستنفذون" على دعم لوجودهم وخداع الناس واستلاب حياتهم، وتعميق فاعلية منظومة تنمية التخلف بإعادة تغذيتها بالأمراض الاجتماعية والسموم الفكرية والتخلف عن العالم والتباهي بإنجازات وهمية ليست مبرمجة إلا لزيادة مراكز القوى.

في سياسة الأماني الضالة في منظومة تنمية التخلف تجد خلية لا تنتج عسلا، بل هنالك صراع ومهمة العاملات -تلك الزنابير المتحولة- فيه هي احتلال المكان وطرد الآخرين من الخلية التي تتفكك أواصرها اعتقادا أن الخلية لها وحدها، فالملكة عاقر مفقودة والذكور ميتة والعاملات القادمة من خلايا الزنابير هائمة تأكل عسلا متبقيا فيها ولا يعوض بإنتاج جديد.

الكيان الذي تنشئه سياسة الأماني الضالة في منظومة تنمية التخلف هو كيان هش ضعيف يعتمد الظلم، وأي خطر يحس به يحوله إلى اضطهاد داخلي لمن يَفْتَرِض أنهم أعداؤه، ويسخّر كل التفاهة التي هو فيها لتبرير إحداث الشروخ الكبيرة التي تصل حدا لا يمكن إصلاحه، فيبقى البلد على حافة التفكك وإعادة هيكليته من جديد؛ إما بعنف يستعيد وحدته، أو بالتفكك إلى أجزاء هي جاهزة للابتلاع من المحيط الإقليمي؛ لأن التفكك لا يقوم بدافع نضج فكري أو عقلي وإنما على الغرائز والمشاعر السلبية ولا رؤية غيرها، لتستمر في التلون والاستحواذ وإن تغيرت المسميات ما لم يتولى الأمر أناس آخرون.

يظنون أنهم سياسيون ولكن لا يبدعون حلولا بل يواجهون الاستقطاب باستقطاب، وقد يكون مقبولا من المتنافسين والمختلفين لكنه لا يبني دولة ولا يحل مشكلة أمة، المتنافسون لا يأتون برؤية تعالج مشاكل المجتمع وإنما هذا الأسلوب لتفاقم تضارب المصالح على الوليمة والخلية التي لم يعد عسلها كافيا ويوشك على النضوب، أما الشعب والناس الآخرون ففي حسابات لا تأتي أهميتها إلا لتعطي شرعية اللعبة التي تكرر الوجوه في الخلفية، وإن أبدلت الواجهات التي غالبا تجد نفسها أهلا لتكون وجوها وليس واجهات، وقسم منها يضاف إلى الدار بعد أن كان من الخطّار.

في بيئة الأماني الضالة لا تعرف من الرأس ومن يتخذ القرار، ولماذا هنالك شخص لا يحاسب بما يحاسب معشار معشاره المواطن. الكفاءات غريبة مضطهدة مسفهة، والتمكين والثقة للناس المزايدين، فالغاية الكرسي؛ لا ما يمكن فعله عليه وما يجلبه الكرسي من "مستحقات"، فالبناء لا يتعدى العنوان والشعارات بالوعود وديمومة الأمل بالأوهام.

فما هي السياسة عمليا إذن؟
إذا فهمنا السياسة من الجدلية أعلاه وأنها أمر فيه معاير القياس لدرجتي الرقي والانحدار، وليس عملا يقوم به أي كان ناقلا فوضى داخله للمجتمع، نكون عندها سياسيين، أما إن رأينا أن المعيارية مختلة عندنا فنحن نشارك في احتضار أمتنا ومجتمعنا
1- حقيقة أن السياسة مهمة عندما تكون "إدارة مصالح الأمة"، ويبذل المتصدر الجهد للتعاون مع طاقات البلد ووضع برامج وآليات للارتقاء بالواقع الفكري والمدني إلى الأفضل، وهنا يأتي الاختلاف بين الأحزاب إما على الأولويات أو التزامن أو الآليات، ومحاولة كل منهم إقناع مقابله بخططه ومن ثم الانتقال بالبرامج وشروحات الخبراء إلى الجمهور ليختار بين الرؤية والمنهج والآليات، ومن يفضل أن تمشي خططه أولا إلى اختبار الجمهور فإبقاء أو تغيير في انتخابات قادمة؛ فمن الضروري تعاون الجميع لتحقيق ما يريده الجمهور برؤية الفائز التي أدت لانتخابه وتصويب ومتابعة المعارضة بكل اهتمام.

2- سعي الجميع لوأد أية فتنة وبذل الجهد للتلاحم المجتمعي، وتحفيز الطاقات والارتقاء بالمنظومة العقلية، ووضع النظم للاستفادة من كل طاقة حتى نهاية قدرتها على العطاء.

3- لا يبقى أي شخص في منصبه الوظيفي إن تبين له فشل تفكيره في قيادة عمل ما، فيستقيل ليتقدم آخر بما يملك من كفاءة.

4- محاولة إبداع الوسائل لإزالة العقبات الداخلية والخارجية والأولوية للتنمية.

5- فهم السياسة أنها توظيف السلطة والنفوذ للتنمية.

6- تحقيق المصالح العليا مع الربح إن أمكن ذلك، وعندما تضر الأيديولوجيا بأي بلد تعتبر تلك الأيديولوجيا غير صالحة لدعم عمل سياسي ناجح.

فإذا فهمنا السياسة من الجدلية أعلاه وأنها أمر فيه معاير القياس لدرجتي الرقي والانحدار، وليس عملا يقوم به أي كان ناقلا فوضى داخله للمجتمع، نكون عندها سياسيين، أما إن رأينا أن المعيارية مختلة عندنا فنحن نشارك في احتضار أمتنا ومجتمعنا؛ وكما أن حمل هموم الأمة بالتضحية والعطاء قيمة عدل؛ لا يكون الاستحواذ سياسة وإنما ظلم بطغيان التفاهة والأماني الضالة.

مقالات مشابهة

  • السياسة والأماني الضالة
  • دماغك لا يكذب!.. ماذا تقول أحلامك الليلية عنك؟
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • ليبيراسيون: التعقيم القسري سياسة دانماركية لجعل غرينلاند أقل تكلفة
  • عاجل | أ.ف.ب: الحكومة البريطانية ترفع العقوبات عن وزيري الدفاع والداخلية السوريين
  • ماذا يحتاج الاتحاد لحسم لقب دوري روشن؟
  • هل تصلح عودة إيلون ماسك إلى تسلا الضرر الذي لحق بها جراء عمله في إدارة ترامب؟
  • تصاعد تحريض الاحتلال على مصر: يروننا العدو الأول ويخرقون كامب ديفيد
  • ديفيد هيرست: حماس لن تأخذ الأموال وتهرب من غزة لهذه الأسباب
  • أم بلال تستذكر ابنها الذي أخفته دبابة الاحتلال بمخيم المغازي