ماذا تقول عودة ديفيد كاميرون عن السياسة البريطانية؟
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
على الرغم من إعلان رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك أمس الاثنين عن تعديل وزاري شمل عودة رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون إلى رأس وزارة الخارجية، ترى مجلة "إيكونومست" البريطانية أن كاميرون كان من أسوأ الزعماء الذين ترأسوا الإدارة البريطانية على مدى التاريخ.
وتقول المجلة في تقريرها إن كاميرون كان لديه سمات عديدة تمكنه من أن يكون رئيساً ممتازاً للوزراء: الذكاء والاجتهاد وسرعة البديهة والطريقة السلسة، إلا أنه بدلاً من ذلك، تمكن من أن يكون واحداً من الأسوأ.عودة كاميرون
بعد سبع سنوات من ترك كاميرون منصبه في عام 2016، في أعقاب خسارة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عاد رئيس الوزراء السابق إلى سياسة الخطوط الأمامية كوزير للخارجية. قرار سوناك بإقالة سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية المتشددة، مهد الطريق لعودة كاميرون.
عودة كاميرون هي واحدة من أغرب الأمور التي قد تحدث في السياسة البريطانية بالنظر إلى سجله، بحسب التقرير الذي أضاف بأن الرجل الذي أخطأ في السياسة الخارجية البريطانية سيساعد الآن في تشكيلها مرة أخرى. وقد عينت حكومة تكافح لمعرفة كيفية إصلاح الخدمات العامة الرجل الذي، أكثر من أي دولة أخرى، تسبب بالصعوبات الحالية.
David Cameron’s return marks the triumph of image over reality in British politics. A man who caused many of the country’s problems is now offering to fix them: https://t.co/ZdoccOPbhp ????
— The Economist (@TheEconomist) November 13, 2023 وتقول المجلة إن هناك طريقة معقولة تخفي العديد من عيوب كاميرون. ففي السياسة الخارجية كانت أخطائه عديدة، ومن بينها استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي وعد بالدعوة إليه في عام 2013، وأداره كاميرون في ثلاث سنوات قصيرة، وإقناعه للشركات الصينية بالاستثمار في البنية التحتية البريطانية، من الاتصالات إلى محطات الطاقة النووية، وهو الاستثمار الذي يتعين الآن التخلص منه إلى حد كبير.سياسات مشابهة
كذلك عندما بدأ احتل فلاديمير بوتين شبه جزيرة القرم في عام 2014، كان من المفترض أن تكون بريطانيا واحدة من الضامنين الأمنيين لأوكرانيا، لكن كاميرون سمح لفرنسا وألمانيا بأخذ زمام المبادرة في التفاوض على السلام.
أما بالنسبة للشعب، يشير التقرير إلى أن الليبراليون بتشبثون برؤية مشوهة لسياسة كاميرون، مشيدين به باعتباره حصناً ضد الشعبوية، بينما يفرح الوسطيون بأن برافرمان قد غادرت، لكن ما لا يتذكره البعض أن حكومة كاميرون وعدت بتخفيض عدد الوافدين الجدد إلى أقل من 100,000.
كاميرون بحسب المجلة، يعد واحدا من الاستراتيجيين السياسيين الناجحين الذين تم الاستغناء عنهم بسبب خطأ واحد: استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
Today we have built a united team ready to deliver the changes this country needs for the long term.
Professionalism, integrity and experience – this is a team that will be bold in making the right decisions for our great country, not the easy ones. pic.twitter.com/5smHSH0sI7
The Prime Minister has asked me to serve as his Foreign Secretary and I have gladly accepted.
We are facing a daunting set of international challenges, including the war in Ukraine and the crisis in the Middle East. At this time of profound global change, it has rarely been more…
وبعد التجربة الفوضوية لحكومة ليز تروس التي لم تدم طويلاً، قد يتم تصوير سياسة كاميرون الاقتصادية الخاصة على أنها محافظة حذرة، لكن التقشف كان تجربة جذرية، وفشلت إلى حد كبير، كما يشير التقرير إلى أن سنوات من نقص الاستثمار التي بدأت في عهد كاميرون أدت إلى المدارس والمستشفيات التي نراها اليوم متهالكة.
وأشاد الحلفاء القدامى بإحساس كاميرون بالواجب في العودة إلى الحكومة. لكنه لم يكن مضطراً للاختفاء من الحياة العامة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبخ كاميرون ذات مرة نائباً محتملاً لسؤاله عما إذا سيعود ليصبح وزيراً. وقال كاميرون حينها: "ستجد أن كونك عضواً في البرلمان هو أعظم شرف يمكن أن تحصل عليه في الحياة.. عندما أتوقف عن أن أكون رئيساً للوزراء، سأعود بفخر كبير إلى المقاعد الخلفية كعضو في البرلمان عن ويتني، لبقية حياتي". في الواقع، تقول المجلة: "خدم كاميرون لمدة ثمانية أسابيع على المقاعد الخلفية قبل مغادرته، والآن يشعر بالملل من الحياة الخاصة، وها هو قد عاد.
وتقول "إيكونومست" إنه من الناحية العملية، عاد كاميرون إلى حد كبير لأن سوناك يائس. وقد يطمئن بعض الناخبين المحافظين الجنوبيين الذين قدموا قاعدة ضيقة لرئيس الوزراء السابق. لكن الحقيقة هي أن كاميرون يحافظ على سمعة طيبة في بعض الأوساط بسبب الطريقة التي يتحدث بها بدلاً مما يفعله بالفعل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بريطانيا بوريس جونسون ريشي سوناك من الاتحاد الأوروبی فی عام
إقرأ أيضاً:
الشرطة البريطانية تعتقل رجل حرق القرآن في بث مباشر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقت الشرطة البريطانية القبض على رجل في مانشستر بعد أن ظهر في مقطع فيديو وهو يحرق نسخة من القرآن الكريم، وذلك بعد يومين من مقتل اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن الشرطة اعتقلت الرجل البالغ من العمر 47 عاما للاشتباه في ارتكابه جريمة حرق القرآن الكريم.
ويظل المعتقل رهن الاحتجاز بعد أن تم نشر فيديو الحرق على وسائل التواصل الاجتماعي بجوار نصب تذكاري في مانشيستر.
وقالت نائبة قائد شرطة مانشستر ستيفاني باركر: "ندرك أن هذا الفعل سيثير قلقا في بعض مجتمعاتنا المتنوعة، نحن نعي تداول الفيديو المباشر، ونتخذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات".
ويأتي هذا الحادث بعد يومين من مقتل سلوان موميكا، الذي تم إطلاق النار عليه بالقرب من ستوكهولم بعد حرقه لنسخة من القرآن في عام 2023.
وقُتل موميكا (38 عاما) رميا بالرصاص في منزل ببلدة سودرتاليا بالقرب من ستوكهولم، وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون، إن مقتله ربما يكون مرتبطا بقوة أجنبية.
وكان موميكا خضع لمحاكمة في السويد بعد أن أحرق نسخًا من المصحف ودنسها في أماكن عامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وكان من المقرر صدور الحكم في القضية بعد ساعات فقط من مقتله.
ورفعت السويد في 2023 حالة التأهب ضد الإرهاب إلى ثاني أعلى مستوى وحذرت من التهديدات ضد السويديين في الداخل والخارج بعد حرق نسخ من المصحف، ومعظمها على يد موميكا، مما أثار غضب المسلمين.