الكرملين يحتج على سماح تركيا بمغادرة قادة كتيبة آزوف برفقة زيلينسكي
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
اتهمت روسيا اليوم السبت تركيا بانتهاك اتفاق سابق بين البلدين بعدما سمحت بعودة قادة كتيبة آزوف الأوكرانية إلى بلادهم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك إن أحدا لم يبلغ روسيا بنقل قادة ما وصفها بجماعة آزوف الإرهابية من تركيا إلى أوكرانيا.
وأضاف بيسكوف أنه كان من المفترض -بحسب الاتفاق بين موسكو وأنقرة- أن يبقى قادة الكتيبة في تركيا حتى انتهاء الصراع.
كما قال المتحدث باسم الكرملين إن الغرب مارس ضغوطا كبيرة على تركيا قبل قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) التي ستعقد في ليتوانيا يومي الثلاثاء والأربعاء.
وكانت روسيا أفرجت في سبتمبر/أيلول الماضي عن عدد من قادة كتيبة آزوف في إطار صفقة لتبادل الأسرى توسطت فيها أنقرة وتلزم شروطها هؤلاء القادة بالبقاء في تركيا حتى نهاية الحرب.
وقادت كتيبة آزوف معركة الدفاع عن مدينة ماريوبول الواقعة على بحر آزوف حتى سقوطها بيد القوات الروسية في مايو/أيار 2022، وحينها استسلم عدد من قادة الكتيبة بعد أن ظلوا صامدين لأكثر من 3 أشهر في أنفاق وملاجئ أسفل مصنع آزوفستال للصلب.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن عن عودته إلى بلاده قادما من تركيا برفقة عدد من قادة مقاتلي كتيبة آزوف، وأظهرت الصور التي نشرتها الرئاسة لقاء زيلينسكي بالقادة المقاتلين وصعودهم معه على متن الطائرة التي أقلعت من إسطنبول في ختام زيارة التقى خلالها نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقال زيلينسكي -الذي اجتمع مع أردوغان أمس الجمعة في إسطنبول- "إننا عائدون إلى الوطن من تركيا، وسنعيد أبطالنا إلى الديار".
وكتب الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تليغرام "الجنود الأوكرانيون دينيس بروكوبينكو (قائد كتيبة آزوف) وسفياتوسلاف بالامار وسيرغي فولينسكي وأوليه خومينكو ودينيس شليها سيكونون أخيرا مع ذويهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فرص نجاح تركيا بلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا مجددا
أنقرة – تعيد تركيا طرح نفسها كوسيط رئيسي بين روسيا وأوكرانيا، مجددة عرضها للعب دور حاسم في إنهاء واحدة من أكثر الأزمات تعقيدا في العصر الحديث، مستندة إلى دبلوماسيتها المتوازنة وعلاقاتها مع طرفي النزاع، في محاولة لتعزيز دورها كلاعب رئيسي في إنهاء الحرب.
ورغم تجربتها السابقة في الوساطة، والتي أسهمت في إبرام اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود عام 2022، تأتي تحركاتها وسط مشهد دولي معقد، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية، مما يطرح تساؤلات حول فرص نجاحها ومدى تجاوب الأطراف المعنية مع مبادرتها.
تحركات دبلوماسيةفي فبراير/شباط الماضي شهدت أنقرة لقاء دبلوماسيا مهما بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي هاكان فيدان، ناقشا فيه تطورات الحرب الروسية الأوكرانية والمبادرة الأميركية الرامية إلى إنهاء الصراع.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد فيدان استعداد بلاده لاستضافة محادثات سلام تجمع موسكو وكييف. وتطرق لافروف إلى محادثات إسطنبول السابقة بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن الجانبين كانا قريبين من التوصل إلى اتفاق، لكنه اتهم قوى غربية بإفشال المفاوضات.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوزير الروسي في القصر الرئاسي بالعاصمة، في خطوة جاءت بعد أيام من لقاء مماثل جمعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتزامنت زيارته مع انعقاد محادثات أميركية روسية بالرياض.
إعلانكما رحبت أنقرة بالمبادرة الأميركية لإنهاء الحرب، غير أن هذه المبادرة تعثرت لاحقا بعد مواجهة كلامية حادة بين الرئيسين الأوكراني والأميركي خلال لقائهما في واشنطن، وذلك ما ألقى بظلال من الشك على فرص تحقيق اختراق دبلوماسي قريب.
والتقى الوزير التركي فيدان، الأحد، زعماء أوروبيين في لندن، حيث ناقش تطورات الحرب الروسية الأوكرانية والدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في جهود السلام.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت، السبت، عن مصدر تركي مطلع أن فيدان سيكرر خلال الاجتماع عرض بلاده استضافة محادثات سلام بين موسكو وكييف.
تحديات الوساطة
رغم تحركات أنقرة المتواصلة لتعزيز دورها كوسيط بين موسكو وكييف، فإن نجاح هذه الجهود لا يزال مرهونا بعوامل معقدة تتجاوز قدرتها على المناورة الدبلوماسية.
ويرى الباحث السياسي التركي مصطفى يتيم أن تبنّي إدارة دونالد ترامب نهجا متقاربا مع روسيا، وطرحه سيناريوهات قد تصل إلى احتلال أوكرانيا بالكامل، أثر بشكل كبير على الصراع، وأضعف الموقف الأوكراني في ظل انقسامات أوروبية تحول دون تدخل قوي. ويضيف أن نجاح الوساطة التركية سيعتمد إلى حد كبير على التفاهمات بين موسكو وواشنطن ومدى تجاوب كييف معها.
ويشير يتيم في حديث للجزيرة نت إلى أن تركيا، رغم محدودية تأثيرها على روسيا والولايات المتحدة، تعد أحد أبرز المدافعين عن الحقوق الأوكرانية في المفاوضات، وهو ما قد يكون له انعكاسات على الأرض. لكنه يرى أن التحدي الأبرز أمام أنقرة هو تنسيق جهودها مع أوروبا لإقناع واشنطن بالعمل نحو تسوية أكثر عدلا واستقرارا.
أما العقبة الأكبر أمام تركيا، وفقا له، فهي إصرار روسيا على فرض سيطرتها بالقوة على أوكرانيا، مما يضع أنقرة أمام معضلة تتعلق بأمن البحر الأسود، والتوسع الروسي المحتمل في أوروبا، ومستقبل الناتو.
إعلان
موقف الأطراف
رغم التحديات التي تواجه الوساطة التركية، فإن تجاوزها لا يعني بالضرورة نجاح أنقرة في لعب دور حاسم، إذ يبقى العامل الأهم هو مدى استعداد الأطراف المتنازعة للتجاوب مع هذه الوساطة، لا سيما مع دخول الولايات المتحدة على خط الجهود الدبلوماسية.
وفي السياق، ترى الباحثة في السياسة الخارجية زينب أوزبينار أن روسيا قد تكون أكثر انفتاحا على الوساطة التركية مقارنة بالمبادرات الغربية. لكنها تؤكد أن قبول موسكو بأي وساطة تركية سيظل مشروطا بمدى تماهي أنقرة مع المصالح الروسية، لا سيما في ما يتعلق بالاعتراف بسيطرة موسكو على بعض المناطق الأوكرانية.
وتضيف أوزبينار، في حديث للجزيرة نت، أن أوكرانيا ترحب بأي جهود دبلوماسية من دول لا تصطف مع روسيا، مما يجعل تركيا خيارا مقبولا، خاصة أنها قدمت دعما عسكريا لكييف وأكدت مرارا التزامها بوحدة الأراضي الأوكرانية. لكنها تشير إلى وجود مخاوف أوكرانية من أن تعتمد أنقرة نهجا متوازنا أكثر مما ترغب فيه كييف التي تصرّ على ضرورة الانسحاب الروسي بالكامل.
وتوضح الباحثة أن تركيا اليوم تسعى إلى تعزيز دورها الدبلوماسي بشكل أكبر مقارنة بوساطتها في اتفاق الحبوب، مستفيدة من تراجع الدور الأوروبي والتغيرات في الموقف الأميركي تجاه الحرب.