هل ستكون سببا لنشوب حرب نووية؟ لماذا قررت واشنطن تزويد كييف بذخائر عنقودية لمواجهة روسيا؟
تاريخ النشر: 9th, July 2023 GMT
اختلف المحللون والخبراء الذين استضافهم برنامج "ما وراء الخبر" بشأن نوايا واشنطن الحقيقية من وراء قرارها تزويد كييف بذخائر عنقودية، لكنهم اتفقوا جميعا على أن هذه الأسلحة ستحدث تحولا في سير الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا منذ 500 يوم.
من وجهة نظر كورت فولكر السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي ناتو" (NATO) فإن الولايات المتحدة تأخرت في قرارها تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، مؤكدا أنه لو فعلت ذلك في وقت مبكر فإن القوات الأوكرانية ستكون قد اخترقت الدفاعات الروسية وأحدثت تغييرا إيجابيا لصالحها على أرض المعركة بمواجهة القوات الروسية التي بدأت الحرب منذ فبراير/شباط 2022.
وأكد فولكر في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقته بتاريخ 2023/7/8 أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لا يأبهون لأي استفزاز قد يصيب روسيا بسبب حصول كييف على هذه الأسلحة، مؤكدا أن ما يهم الغرب هو هزيمة روسيا وخروجها من أوكرانيا بعد ارتكابها جرائم حرب عديدة لا يمكن السكوت عنها.
لكن عضو مجلس الدوما السابق سيرغي ماركوف رأى أن قرار واشنطن بشأن الأسلحة العنقودية إنما هو دليل على عدة أمور، منها أن واشنطن تريد أن تطيل أمد الحرب، وأن يقتل الروس بعضهم البعض باعتبار أن 75% من الشعب الأوكراني هم روس، على حد قوله.
كما رأى الضيف الروسي أن القرار يعكس أيضا نفاد الأسلحة التقليدية التي زود بها الغرب أوكرانيا، وذلك يعني ضمنيا فشلهم في تحقيق الأهداف التي خاضوا الحرب لأجلها، وأيضا فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا بدعم عسكري غربي وترويج إعلامي غير مسبوق.
خطورة الذخائر العنقوديةوفي ما يتعلق بمدى خطورة الذخائر العنقودية والتأثير الذي ممكن أن تحدثه على أرض المعركة، قال ماركوف إن هذه الأسلحة هي من أسلحة الدمار الشامل، وهي تقريبا تعتبر بمثابة ربع صاروخ نووي تكتيكي.
وأوضح أن موسكو ترى بعد القرار الأميركي الأخير أن واشنطن قد تتخذ في أي لحظة قرارا بتزويد كييف بأسلحة نووية، وهو الأمر الذي سيدفع موسكو إلى استخدام هذه الأسلحة أيضا.
وبشأن رد الفعل الروسي تجاه حصول أوكرانيا على الذخائر العنقودية، أكد أن موسكو سوف تبدأ باستخدام هذه الأسلحة من باب المعاملة بالمثل.
لكن الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدوري فند كلام المسؤول الروسي السابق، مؤكدا أن الذخائر العنقودية لا تندرج تحت الأسلحة التكتيكة النووية، وأن استخدامها لا يعتبر وفق القوانين الدولية جريمة حرب.
وأوضح الدويري أن خطورة الذخائر العنقودية ترتبط بطبيعة الأهداف التي تستهدفها، وهل هي مدنية أم عسكرية، وكذلك وسيلة القذف التي تستخدم لقذفها، والارتفاع، وأكد أن روسيا استخدمت هذه الذخائر مرات كثيرة في حربها مع أوكرانيا، وأن الأخيرة استخدمتها 3 أو 4 مرات.
وبحسب الدويري، فإن حصول أوكرانيا على الذخائر العنقودية سيساهم في تعزيز موقفها بالحرب، وسيمكنها من تحقيق نتائج أفضل في الهجوم المضاد الذي شهد تباطؤا غير متوقع.
ومع ذلك، لم ينكر الدويري أن تزويد كييف بهذه الأسلحة من شأنه أن ينعكس سلبا على إطالة الحرب وجعلها أكثر شراسة وتدميرا وقتلا باللجوء إلى استخدام أسلحة أكثر فتكا وتدميرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذخائر العنقودیة هذه الأسلحة تزوید کییف
إقرأ أيضاً:
مقترح ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا يثير مخاوف حلفاء أمريكا
أعرب عدد من حلفاء الولايات المتحدة عن قلقهم إزاء المقترح الذي تطرحه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويستعد الأوروبيون لجولة جديدة من المحادثات رفيعة المستوى بين واشنطن وموسكو.
المقترح الذي عرض في باريس الأسبوع الماضي يتضمن تنازلات جوهرية من الجانب الأوكراني، أبرزها اعتراف واشنطن بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، وتخلي كييف عن مساحات واسعة من أراضيها لصالح موسكو، بحسب مسؤول مطلع على مضمون المحادثات.
نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس دعا الأربعاء إلى تجميد الحدود عند مستواها الحالي تقريبا، فيما اعتبر ترامب أن رفض روسيا احتلال أوكرانيا بالكامل يعد "تنازلا كبيرا جدا"، مضيفا أن هذا يمثل في حد ذاته وقفا للحرب.
عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين أعربوا عن خشيتهم من أن يفسر المقترح الأمريكي على أنه مكافأة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرون فيه سابقة خطيرة تشجع الزعماء الآخرين، بمن فيهم الرئيس الصيني شي جينبينغ، على انتهاك القانون الدولي دون عواقب.
وقال دبلوماسي من أوروبا الشرقية: "القضية تتعلق بمبادئ القانون الدولي. إذا أجبرت دولة أوروبية واحدة على التخلي عن أراضٍ معترف بها دوليا، فإن شعور دول أخرى بالأمان سيتلاشى، سواء كانت ضمن الناتو أم خارجه".
المسؤولون الأوروبيون أكدوا أنهم لا ينوون اتباع الموقف الأمريكي، مما يضع الولايات المتحدة في موقع معزول على الساحة الدولية.
كما أعرب دبلوماسيون آسيويون عن قلقهم من تأثير التسوية المقترحة على النظام العالمي، لا سيما في ظل مراقبة دقيقة من جانب بكين لما يجري.
وقال دبلوماسي آسيوي: "أبلغنا إدارة ترامب قلقنا من الرسائل التي قد يستنتجها الصينيون من أي تسوية تبدو كمكافأة لروسيا".
ويبدي المسؤولون الأوروبيون قلقهم من أن يضغط الجانب الأمريكي لتقديم تنازلات كبيرة دون استراتيجية واضحة للتنفيذ. ويتساءلون عن مستوى الضغط المتوقع خلال الزيارة الرابعة لويتكوف إلى موسكو، في ظل سعي واشنطن لإنهاء الحرب بسرعة وترددها في مواجهة حجج بوتين السابقة.
وكان ترامب قد أعرب صباح الخميس عن غضبه من الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة على كييف، وكتب عبر منصته: "فلاديمير، توقف خمسة آلاف جندي يموتون أسبوعيا، لننجز اتفاق السلام".
وفيما أبدى ترامب اعتقاده بأن طرفي الحرب يريدان السلام، وجه انتقادات شديدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستخدما لهجة أقسى من تلك التي وجهها لبوتين.
ورغم التحفظات، رحب المفاوضون بالتقدم الذي أحرز هذا الأسبوع في المحادثات، خاصة بعد أن أبدى الجانب الأوكراني استعدادا أوليا لمناقشة القضايا الإقليمية.