اختلف المحللون والخبراء الذين استضافهم برنامج "ما وراء الخبر" بشأن نوايا واشنطن الحقيقية من وراء قرارها تزويد كييف بذخائر عنقودية، لكنهم اتفقوا جميعا على أن هذه الأسلحة ستحدث تحولا في سير الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا منذ 500 يوم.

من وجهة نظر كورت فولكر السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي ناتو" (NATO) فإن الولايات المتحدة تأخرت في قرارها تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، مؤكدا أنه لو فعلت ذلك في وقت مبكر فإن القوات الأوكرانية ستكون قد اخترقت الدفاعات الروسية وأحدثت تغييرا إيجابيا لصالحها على أرض المعركة بمواجهة القوات الروسية التي بدأت الحرب منذ فبراير/شباط 2022.

وأكد فولكر في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقته بتاريخ 2023/7/8 أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لا يأبهون لأي استفزاز قد يصيب روسيا بسبب حصول كييف على هذه الأسلحة، مؤكدا أن ما يهم الغرب هو هزيمة روسيا وخروجها من أوكرانيا بعد ارتكابها جرائم حرب عديدة لا يمكن السكوت عنها.

لكن عضو مجلس الدوما السابق سيرغي ماركوف رأى أن قرار واشنطن بشأن الأسلحة العنقودية إنما هو دليل على عدة أمور، منها أن واشنطن تريد أن تطيل أمد الحرب، وأن يقتل الروس بعضهم البعض باعتبار أن 75% من الشعب الأوكراني هم روس، على حد قوله.

كما رأى الضيف الروسي أن القرار يعكس أيضا نفاد الأسلحة التقليدية التي زود بها الغرب أوكرانيا، وذلك يعني ضمنيا فشلهم في تحقيق الأهداف التي خاضوا الحرب لأجلها، وأيضا فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا بدعم عسكري غربي وترويج إعلامي غير مسبوق.

خطورة الذخائر العنقودية

وفي ما يتعلق بمدى خطورة الذخائر العنقودية والتأثير الذي ممكن أن تحدثه على أرض المعركة، قال ماركوف إن هذه الأسلحة هي من أسلحة الدمار الشامل، وهي تقريبا تعتبر بمثابة ربع صاروخ نووي تكتيكي.

وأوضح أن موسكو ترى بعد القرار الأميركي الأخير أن واشنطن قد تتخذ في أي لحظة قرارا بتزويد كييف بأسلحة نووية، وهو الأمر الذي سيدفع موسكو إلى استخدام هذه الأسلحة أيضا.

وبشأن رد الفعل الروسي تجاه حصول أوكرانيا على الذخائر العنقودية، أكد أن موسكو سوف تبدأ باستخدام هذه الأسلحة من باب المعاملة بالمثل.

لكن الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدوري فند كلام المسؤول الروسي السابق، مؤكدا أن الذخائر العنقودية لا تندرج تحت الأسلحة التكتيكة النووية، وأن استخدامها لا يعتبر وفق القوانين الدولية جريمة حرب.

وأوضح الدويري أن خطورة الذخائر العنقودية ترتبط بطبيعة الأهداف التي تستهدفها، وهل هي مدنية أم عسكرية، وكذلك وسيلة القذف التي تستخدم لقذفها، والارتفاع، وأكد أن روسيا استخدمت هذه الذخائر مرات كثيرة في حربها مع أوكرانيا، وأن الأخيرة استخدمتها 3 أو 4 مرات.

وبحسب الدويري، فإن حصول أوكرانيا على الذخائر العنقودية سيساهم في تعزيز موقفها بالحرب، وسيمكنها من تحقيق نتائج أفضل في الهجوم المضاد الذي شهد تباطؤا غير متوقع.

ومع ذلك، لم ينكر الدويري أن تزويد كييف بهذه الأسلحة من شأنه أن ينعكس سلبا على إطالة الحرب وجعلها أكثر شراسة وتدميرا وقتلا باللجوء إلى استخدام أسلحة أكثر فتكا وتدميرا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذخائر العنقودیة هذه الأسلحة تزوید کییف

إقرأ أيضاً:

لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟

سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".

وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.

وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".



ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".

ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.



وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.

وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".

وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".

وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.

وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".

مقالات مشابهة

  • مستشار ترامب: التسوية في أوكرانيا تتضمن تنازل كييف عن بعض الأراضي
  • البنك المركزي يكشف أسماء البنوك التي قررت نقل مقارها إلى عدن تفادياً للعقوبات الأمريكية!
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • عاجل : واشنطن تستهدف مخازن الأسلحة بمحافظة صعدة وطائرات أمريكية تحليق بكثافة في سماء الحديدة
  • ترامب يطلبالرحمة لجنود أوكرانيا وبوتين يشترط استسلام كييف
  • زيلينسكي مخففاً تفاؤل واشنطن: روسيا تتلاعب لإطالة الحرب
  • ترامب: روسيا قد تعقد صفقة معنا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • واشنطن تشدد العقوبات على روسيا وتعتزم تزويد أوكرانيا بـ«قنابل» بعيدة المدى
  • «تقديم الساعة 60 دقيقة».. لماذا قررت الحكومة العودة للتوقيت الصيفي في مصر؟
  • الاتحاد الأوروبي يجهز مشروعًا دفاعيًا ضخمًا لمواجهة روسيا ودعم أوكرانيا