تتصاعد مخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قد تقلب موازين القوى في دول شمال أفريقيا، بما يُضر بدول الجنوب الأوروبي، وهو ما يستدعي تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فقا لكريم مزران في لـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council).

مزران تابع، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، أن "الباحثين أكدوا مرارا على أهمية الشاطئ الجنوبي المستقر (للبحر المتوسط) والمتطلع إلى المستقبل، دول شمال أفريقيا، من أجل التطور السلمي للأنظمة السياسية في جنوب أوروبا.

لكن لسوء الحظ، أصبح هذا الاحتمال أبعد من أي وقت مضى، ويمكن أن يتفاقم الوضع الحالي بسرعة".

وأضاف أن "التنافس بين المغرب والجزائر، والذي كان يركز دائما على قضية منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، أدى إلى دخول البلدين في سباق تسلح دام عقودا من الزمن".

وأردف: "بُذلت في السنوات الأخيرة، جهود لتحقيق التقارب بين المغرب والجزائر، مثل إعادة فتح الحدود وإقامة علاقة دبلوماسية مباشرة".

واستدرك: "لكن التفكير بالتمني لم يدم طويلا، وظهرت مؤخرا أسباب أخرى للمواجهة. بداية في عام 2020، ذهب تطبيع بعض الدول العربية (بينها المغرب) مع إسرائيل إلى ما هو أبعد من خلق توترات قوية داخل الجزائر، مما أدى إلى رد فعل جذري دفعها (الجزائر) إلى الانضمام إلى دول مثل ليبيا والعراق وإيران وسوريا في معارضة الاتفاقات (الخاصة بالتطبيع)".

اقرأ أيضاً

تجريم التطبيع مع إسرائيل في تونس بين المزايدة والمبدأ.. ما موقف سعيّد؟

الجزائر وتونس

مزران قال إن "عواقب الرد الجزائري مهمة في سياق الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، خاصة بالنسبة لإيطاليا والدول الأوروبية الأخرى التي أصبحت تعتمد على الغاز الجزائري كبديل للغاز الروسي".

وأضاف أن "إيطاليا ابتليت لسنوات بالهجرة غير النظامية من ليبيا وتونس والجزائر، ومن المرجح أن تتزايد مع استمرار التوترات بين هذه البلدان دون حل".

وبالنسبة لتونس، قال مرزان إن "الرئيس المنتخب قيس سعيد جمع كل السلطات الدستورية لنفسه، مما حول البلاد نحو الاستبداد".

واعتبر أن "الأمر الأكثر خطورة هو أن تسقط تونس في أحضان جارتها القوية الجزائر. كلما غرقت تونس في أزمتها الاقتصادية والسياسية، كلما احتاج سعيد إلى دعم غير مشروط لتنميتها السياسية والاقتصادية من الدول الغربية".

اقرأ أيضاً

بديل لقناة السويس.. ما علاقة إبادة غزة بإحياء مشروع قناة بن جوريون؟

مصر وليبيا

و"هذه القضية تثير مخاوف بالنسبة لمصر أيضا، التي كانت تسعى جاهدة إلى بسط حكمها العسكري والسياسي على جارتها ليبيا التي مزقتها الحرب الأهلية"، كما تابع مزران.

وزاد بأنه "تم تجنب الفوضى والعواقب السلبية على الحدود الغربية لمصر جزئيا من خلال دعم (القاهرة) أحد وكلائها حاكم المناطق الشرقية في ليبيا الجنرال خليفة حفتر".

واستطرد: "حقق الرجل القوي، المدعوم من المرتزقة الروس مجموعة فاجنر، مستوى معتدلا من النظام من خلال حرب دموية ضد جميع العشائر والقبائل المتعارضة".

مزران استدرك: "لكن ذلك لم ينتبه إليه الكثيرون حتى جاءت مأساة فيضانات 9 سبتمبر (أيلول الماضي) في مدينة درنة، والتي أودت بحياة نحو عشرة آلاف شخص".

وأردف "الآن، بدأ الكثيرون يشككون في مشاركة حفتر، وبشكل أكثر دقة، أبنائه الستة في المجالين العسكري والاقتصادي. ومنذ ذلك الحين، وقعت اشتباكات، وتتزايد احتمالية حدوث ثورة من جانب القبائل وسكان المناطق الحضرية يوما بعد آخر".

اقرأ أيضاً

المصريون غاضبون لبطء تحرك السيسي إزاء كارثة غزة.. والرئيس يخاطر بغضب الجيش بسبب سيناء

تناقضات مصر

كما "قد يحاول الدكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي التدخل بشكل مباشر لتخفيف حدة المنطقة الحدودية"، بحسب مزران.

وحذر من أن "ذلك من شأنه أن يسبب رد فعل قويا من الجزائر، التي قد ترى أن محاولة توسيع القوة المصرية ستؤدي إلى ترجيح كفة ميزان القوى في شمال أفريقيا"، بحسب مزران.

وأضاف أن "القوة التي تسيطر على الجزء الغربي من ليبيا، تركيا، لن تقف مكتوفة الأيدي، وعلى الأرجح ستتدخل بشكل مباشر بينما تكون الجزائر في زاويتها".

واعتبر أن "فكرة الوفاق التركي الجزائري كانت صعبة التصور حتى الصيف، عندما انضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحكم الأمر الواقع إلى جبهة رفض التطبيع (مع إسرائيل) التي تقودها الجزائر".

وقال مزران إنه "في ظل السيناريو الحالي، فإن وضع الحرب بين إسرائيل وحماس قد يجبر مصر على مواجهة تناقضاتها، مما يؤدي بها إما إلى مواجهة مع إسرائيل دفاعا عن الفلسطينيين أو مواجهة ضد حماس دعما لاتفاق السلام مع إسرائيل".

وأضاف أنه "في ضوء هذه التحديات المتعددة الأوجه، ينبغي على الدول الغربية أن تأخذ في الاعتبار التوترات المستمرة في شمال أفريقيا لجعل عملية صنع القرار فيما يتعلق بالأحداث في غزة أكثر دقة وشمولية".

و"الحل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام دائم، وليس حلا مؤقتا، هو صياغة خطة تسهل المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتشكل تقدمهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي بطريقة لا تهمل المنطقة العربية بأكملها"، كما ختم مزران.

اقرأ أيضاً

تضامنًا مع فلسطين.. الجزائر تستأنف المسابقات المحلية بدون جماهير

المصدر | كريم مزران/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: شمال أفريقيا غزة حرب أوروبا إسرائيل حماس شمال أفریقیا مع إسرائیل اقرأ أیضا وأضاف أن

إقرأ أيضاً:

الجزائر..عشرات الوفيات يوميا جراء تفشي الملاريا والدفتيريا جنوبي البلاد

أكدت السلطات الصحية في جنوب الجزائر أن وباء الملاريا والدفتيريا الذي أودى بحياة العشرات في مناطق مختلفة من الجنوب هي “حالات وافدة من بلدان موبوءة”، بعد المعارك المندلعة شمالي مالي..

وتناقل متابعون في الجنوب صورا من المقابر لعدد من ضحايا الملاريا والدفتيريا في الساعات الأخيرة بمناطق تيمياوين، وتين زواتين، وبرج باجي مختار، وسط تضارب في الأنباء في حول عدد الوفيات في الساعات الأخيرة؛ بسبب العدوى بالأمراض الفتاكة.

بدورها، لم تكشف وزارة الصحة الجزائرية في بيان لها أعداد الضحايا والمصابين، لكن صفحة “كل شيء عن تامنغست”، نشرت أن “المصاب كبير وعدد الوفيات بلغ أكثر من 50 وفاةً؛ بسبب الملاريا والدفتيريا بين تيمياوين، وتين زواتين، وبرج باجي مختار، وأن المصابين بالمئات”.

وقالت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، إنّه “نظرًا للوضع الصحي الذي تشهده بعض ولايات الجنوب مع ظهور حالات الدفتيريا والملاريا الوافدة، تطمئن وزارة الصحة أن جميع الحالات يتم التكفل بها وفق البروتوكولات العلاجية المعمول بها”.

وفي السياق، دقّ النائب في البرلمان الجزائري، أنراب سيدي، ناقوس الخطر بعد انتشار الوباء القاتل في برج باجي مختار والمناطق الحدودية جنوبي الجزائر.

وقال النائب في البرلمان، في بيان له، “إنه أبلغ وزير الصحة للمرة الثانية عن الوضع الصحي الخطير في الولايات الحدودية برج باجي مختار، وإن قزام الناتج عن انتشار وباء خطير يفتك يوميا بعشرات الضحايا من سكان هذه المناطق، وخاصة فئة الأطفال وكبار السن”.

وتحدث عن إرسال لجنة وزارية مختصة في الأوبئة إلى برج باجي مختار اليوم الأحد.

ويُرجع متابعون سبب انتشار الأوبئة الخطيرة إلى وقوع هذه المناطق على خط التلامس مع عدد من الدول الأفريقية، التي تعرف حركة واسعة للمهاجرين السريّين ونزوح اللاجئين، في حين فسرها آخرون بالفيضانات الأخيرة التي خلفت بركا مائية وحيوانات نافقة، زادت من حدّة انتشار هذا الوباء.

ويهدد الملاريا الحياة، وينتقل إلى البشر عن طريق بعض أنواع البعوض، وتنتشر أساساً في بلدان المناطق المدارية، ويمكن الوقاية والشفاء منها. ويمكن أن تكون أعراض المرض خفيفة أو أن تهدد الحياة. والأعراض الخفيفة هي الحمى، والرعشة، والصداع. أما الأعراض الوخيمة فتشمل التعب، والتخليط، والنوبات، وصعوبة التنفس.

ويكون الرضع والأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمسافرون والمصابون بالإيدز والعدوى بفيروسه، أكثر تعرّضاً لخطر الإصابة بالعدوى الوخيمة بالملاريا.

مقالات مشابهة

  • عمر هلال يقسو على وزير الخارجية الجزائري: الصحراء المغربية أصبحت تتوفر على أطول جسر وأكبر ميناء في أفريقيا.. غيروا نظاراتكم لرؤية الواقع
  • غارات إسرائيليّة على الجنوب.. إليكم المناطق التي استُهدِفَت
  • الدبيبة: أبارك الجهود التي صححت الوضع بمصرف ليبيا المركزي
  • هل تنهي الوساطة الخارجية أزمة البنك المركزي في ليبيا التي أدت إلى خفض إنتاج البلاد من النفط؟
  • محفظة ليبيا أفريقيا تستعرض أهم مشاريعها مع هيئة الرقابة
  • الدبيبة: أبارك الخطوات الإيجابية التي صححت الوضع بمصرف ليبيا المركزي
  • واشنطن: الحرب الشاملة ليست سبيل إعادة سكان شمال إسرائيل
  • الجزائر..عشرات الوفيات يوميا جراء تفشي الملاريا والدفتيريا جنوبي البلاد
  • فورار: الوضع الصحي في الجنوب تحت السيطرة
  • بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا ترحب بالاتفاق حول مصرف ليبيا المركزي