قصور الثقافة بمحافظة قنا تواجه أزمة كبيرة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
رغم وجود بنية أساسية جيدة في غالبية قصور الثقافة في محافظة قنا، من مبان حديثة وعدد كبير من الموظفين وميزانيات كبيرة للأنشطة، غير الوسط الثقافي في المحافظة بدأ ينحي نفسه عن الارتباط بهذه القصور، وتجذبه المنصات الإعلامية المستقلة والمنتديات الأدبية الخاصة.
علي عدة خلفيات ومنها عدم التوزيع العادل لقصور الثقافة نفسها حيث تستأثر مناطق نائية بقصور مكتملة كمباني وبنية أساسية ومرافق، في حين لا زالت بعض المناطق محرومة من المباني المؤهلة لتكون منبرًا متسعًا للقاء الشعراء والمثقفين، حيث تعاني ثلاثة مراكز في شمال قنا، ومنها وفرشوط، ودشنا، من ضيق مساحة القصور وهي عبارة عن شقة لا تزيد مساحتها عن 65 متر في وحدات الإسكان الشعبي.
سوء توزيع ..
يقول الدكتور وائل النجمى، ناقد فني، إن هناك عدة أزمات تواجه المثقفين والأدباء في محافظة قنا في تعاملاتهم مع قصور الهيئة العامة للثقافة وأهمها عدم التوزيع العادل في الميزانيات المخصصة لتخصيص وبناء القصور، حيث تفتقر عدة مراكز في المحافظة فيها زخم كبير من الأدباء والمبدعين ولهم إنتاج أدبي كبير، إلى قصور الثقافة بمعني المكان الجيد و المتسع الذي يصلح لإقامة الفعاليات الثقافية وورش العمل، بالتزامن توجد مناطق نائية توجد بها قصور ثقافة مكتملة البنية والمرافق وفخمة، وهي خاوية ودون أنشطة، وهو ما يعكس حالة العشوائية في رؤية المسؤولين لجغرافية الثقافة في المحافظة.
ويضيف "النجمى" أن الميزانيات المخصصة لإقامة الأنشطة والتي تتواكب مع اتجاهات الدولة لإحلال التنوير بديلا عن التطرف والعنف، لا أحد يعرف عنها شيء، ونفس الأمر بالنسبة للبروتوكولات الهيئة العامة لقصور الثقافة مع الوزارات ومنها وزارة الشباب والرياضة، دون أدني مراقبة من المسؤولين أو تفعيل لذلك التنسيق بين الجهات المعنية لتوسيع دائرة التنوير.
كوادر غير مؤهلة …
وحسب مثقفون في قنا فأن قصور الثقافة تواجه أزمة كبيرة في الكوادر البشرية العاملة فيها، وهي عدم تفهمهم لطبيعة علمهم ولطبيعة الوسط الثقافي، ويغلب عليهم طابع الموظف الحكومي في أدائهم الوظيفي مما يجعل من الثقافة مجرد روتين وظيفي يؤديه العاملين في القصور، وهو ما يفسر المطالبات الملحة للمثقفين بضرورة تأهيل العاملين بقصور الثقافة، وكذلك قوقعة الأنشطة الثقافية داخل الغرف المغلقة وعدم الانفتاح علي الإنترنت لتحقيق أهداف الدولة في استقطاب الأجيال الشابة نحو التنوير.
ويشير أحد الشعراء ـ فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك ثلاثة أسباب تقتحم المشهد الثقافي وهي الشللية، وأمانة المؤتمر الثقافي السنوي، وإدارة النشر، وتساءل كيف لمجموعة من الإفراد أن تتحكم في منظومة مؤسسة بكاملها؟
ويضيف لم يعد أمام أدباء الأقاليم إلا مشروع النشر الإقليمي بعد أن احتكرت الشللية السلاسل الأدبية واستولت على إدارة النشر، لدرجة أن هناك بعض الأسماء ممن وصلوا إلى الرقم 15 إصدار من خلال مطبوعات الهيئة، بينما لم ينجح أدباء الأقاليم في إصدار كتابهم الأول .
إعادة تطوير قصر ثقافة!
وفي السياق ذاته، فأن الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، افتتحت فى شهر يونيو الماضي، أعمال تطوير قصر ثقافة نجع حمادي شمال قنا، رغم إن القصر المؤسس فى سنة 1974، تم إعادة بناءه فى سنة 1999 وجري افتتاحه لأول مرة سنة 2004!
وتبلغ إجمالي مساحته 1276 متر مربع ، ويتكون من ثلاث طوابق ؛ الطابق الأرضي يحتوي على قاعة متعددة الأغراض تستوعب 120 فرد ، بالاضافة إلي مسرح و سينما صيفية مجهزة بأحدث أجهزة الصوت والإضاءة تتسع لعدد ١٤٠ فرد ، كما يضم الطابق الأرضي نادي لتكنولوجيا المعلومات مُجهز بـ 10أجهزة حاسب آلي ، ونادي للطفل ، ومنفذ لبيع الكتب وحديقة القصر ، وغرفة التحكم ، أما الطابق الثاني فيحتوي على المكتبة العامة وبها 8 آلاف كتاب ، ومكتبة الطفل وبها 3 آلاف كتاب ، وغرفة التحكم للمسرح ، ومكتب المدير ، بينما يحتوي الطابق الثالث على نادي الأدب ، وقاعة تدريب الموسيقى العربية ، وقاعة الفن التشكيلي ، و معرض الفن التشكيلي ، وغرفة نادي المرأة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قصور الثقافة قنا بيوت وحدات قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
«وقف لا تلمسني».. ندوة في «قصور الثقافة» لتوعية الطلاب في عيد الطفولة
ضمن احتفالات وزارة الثقافة بعيد الطفولة، تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، فعالياتها وأنشطتها المتنوعة التي تقدمها بالقاهرة والمحافظات، احتفالا بهذه المناسبة ضمن المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء إنسان.
مجموعة من الورش الثقافية والفنيةوواصل قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي أنشطته في هذا السياق، بالتعاون مع عدد من مدارس التربية والتعليم، حيث استقبلت مدارس السيدة زينب الابتدائية، والدكتور طه حسين الابتدائية، والقصر العيني التجريبية، التي قدمها فنانو القصر.
ونفذت المُدربة شيرين عبد المولى، ورشة توعوية تستهدف فكرة الطفولة الآمنة وحماية أطفالنا من التحرش بعنوان «قف لا تلمسني» من خلال حوار متبادل بين الأطفال عن مفهوم اللمسة الآمنة واللمسة غير الآمنة ومعرفة الفرق بينهما، والتصرف السليم إذا تعرض أحد الأطفال للمسة غير آمنة
وقدمت ورشة بعنوان «حرفة أجدادنا في ذاكرة الوطن»، من خلال جلسة حوارية عن التراث الثقافي المادي وغير المادي وأهمية وطرق الحفاظ عليهما، وخصوصًا الحرف التقليدية القديمة التي تعتمد على أدوات بسيطة ومهارات الإنسان الفردية واليدوية، ومنها النقش على الخشب والطرق على النحاس والسجاد اليدوي.
تناولت موضوع عمالة الأطفال الذي يمثل عبئا كبيرا على الطفل ويهدد سلامته وتعيق نموه وتنمية قدراته ومن أسبابها الفقر والحروب والكوارث الطبيعية، مع عمل بطاقات مجسمة مزينة بالرسومات باستخدام ألوان الباستيل والورق الملون بعنوان «أطفالنا مسؤوليتنا».
ونفذت كريمة الديب ورشة رسم حر، وريهام محسن ورشة عمل كروت بأشكال مجسمة باستخدام الصلصال والفوم والكانسون والوان الباستيل، كما نفذت هدى يحيى عبده ورش إبداع للفنون والحرف باستخدام الفوم الجليتر والكرتون لعمل فازة وتزيينها بالورد من الصلصال، ونفذت د. أميرة سعد ورشة رسم بعنوان «أحلامنا سهل تتحقق»، باستخدام الكانسون وألوان الباستيل والكولاجين مع تزيين رسوماتهم بالفوم الجليتر.
واستقبلت مدرسة «بم بم» للتربية الفكرية فناني قصر الطفل حيث تم تدريب الأطفال على الحركات الاستعراضية لعمل فقرة فنية، تلاها ورشة الفوم الجليتر الملون، من خلال إسراء حسان وغادة علي ورانيا شلتوت.
أقيمت الفعاليات ضمن برنامج الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة الدكتورة جيهان حسن، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث، في سياق برنامج حافل لهيئة قصور الثقافة يستهدف التوعية والتثقيف وتعزيز القيم الإيجابية ودعم قدرات ومواهب الأطفال.