أكد سلطان عمان هيثم بن طارق، مبادئ بلاده الثابتة لإقامةِ الدولةِ الفلسطينيةِ وعاصِمَتُها القُدسُ الشرقيةُ، وضرورةِ تَحَمُّلِ المجتمعِ الدوليِّ مسئولياتِه والتزاماتِه تجاهَ القضيةِ الفلسطينيةِ، والمسارعةِ في إيجادِ حلولٍ جذريةٍ لتحقيقِ آمالِ الشعبِ الفلسطيني في إقامةِ دولتِه المستقلةِ.

 

سلطان عمان يؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف التصعيد في غزة عمان: نرفض التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة

وشدد السلطان هيثم - في كلمته خلال افتتاح دور الانعقاد السّنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية - على ثوابت بلاده السياسيةِ المبنيةِ على مبادئِ حُسنِ الجِوار، وعدمِ التدخلِ في الشئونِ الداخليةِ للآخرين، وعلى إرساءِ نظامٍ عادلٍ لتبادلِ المنافعِ والمصالح، وعلى إقامةِ أسسِ الاستقرارِ والسلامِ والإسهامِ فيها بإيجابية.

وفي سياق متصل أظهر أحداث مسح للجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، أن الرقم القياسي لأسعار المستهلك سجل ارتفاعاً حادا خلال شهر أكتوبر الماضي، نسبته 2.57%، مقارنة بشهر سبتمبر 2023، نتيجة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ39 على التوالي. 

وأوضح الجهاز، في تقرير صدر عنه اليوم الثلاثاء، بهذا الخصوص، أنه نتيجة العدوان، ارتفعت أسعار الخضراوات المجففة بنسبة 25.48%، وأسعار البطاطا بنسبة 19.59%، وأسعار الفواكه الطازجة بنسبة 9.97%، وأسعار دقيق الحبوب "الطحين" بنسبة 9.36%، وأسعار البيض بنسبة 7.70%، وأسعار الخضراوات الطازجة بنسبة 7.61%، وأسعار الزيوت النباتية بنسبة 3.15%، وأسعار الأرز بنسبة 2.27%. 

وأشار إلى أنه كان لارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية الأثر الأهم في ارتفاع مؤشر غلاء المعيشة. وعند مقارنة الأسعار خلال شهر أكتوبر 2023 بالشهر المناظر له في عام 2022، أشارت البيانات إلى ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين بنسبة 7.21% (بواقع 14.59% في قطاع غزة، و5.38% في الضفة الغربية، و4.69% في القدس).

وسجل الرقم القياسي لأسعار المُستهلك في قطاع غزة ارتفاعاً حاداً نسبته 11.99% خلال الشهر المرصود، مقارنة بالشهر الذي سبقه، إذ شهدت أسعار السلع الأساسية ارتفاعاً حاداً بسبب العدوان المستمر على قطاع غزة، حيث ارتفعت أسعار نقل الركاب عن طريق البر بنسبة 172.37% في ظل نزوح عدد كبير من الأسر في قطاع غزة من شماله إلى وسطه وجنوبه، وارتفعت أسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "الديزل" بنسبة 129.17%، وارتفعت أسعار "البنزين" بنسبة 117.71%، وذلك بسبب شح الكميات المتوفرة، وعدم السماح بدخولها إلى قطاع غزة، وارتفعت أسعار المياه المعدنية بنسبة 74.11% بسبب شح الكميات المتوفرة من المياه الصالحة للشرب، في ظل قطع إمدادات المياه وانقطاع الكهرباء، وخروج العديد من محطات التحلية عن الخدمة. 

كما ارتفعت أسعار الخضراوات المجففة بنسبة 47.18%، كما ارتفعت أسعار الخضراوات الطازجة بنسبة 31.73%، وأسعار البطاطا بنسبة 29.50%، وأسعار الفواكه الطازجة بنسبة 26.95%، وأسعار البيض بنسبة 22.79%، وأسعار دقيق الحبوب "الطحين" بنسبة 16.04%، وأسعار الأرز بنسبة 7.72%، وأسعار الدجاج الطازج بنسبة 5.50%، وأسعار الزيوت النباتية بنسبة 5.31%، وأسعار الخبز بنسبة 2.11%، مع العلم أن هناك شحا كبيرا في توفر هذه السلع في الأسواق ونفاد بعضها. 

وفي القدس، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفاعاً نسبته 0.49% خلال شهر أكتوبر 2023 مقارنة بشهر سبتمبر 2023، نتيجة لارتفاع أسعار البطاطا بنسبة 74.79%، وأسعار الخضراوات المجففة بنسبة 22.78%، وأسعار الفواكه الطازجة بنسبة 25.61%، وأسعار البيض بنسبة 7.34%، وأسعار دقيق الحبوب "الطحين" بنسبة 4.16%، وأسعار الدجاج الطازج بنسبة 4.03%، على الرغم من انخفاض أسعار الخضراوات الطازجة بمقدار 6.64%. 

وفي الضفة الغربية، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.09% خلال شهر أكتوبر 2023 مقارنة بشهر سبتمبر 2023، ويعزى ذلك إلى ارتفاع أسعار البطاطا بنسبة 12.13%، وأسعار الخضراوات المجففة بنسبة 8.72%، وأسعار بدائل السكر وسكريات أخرى بنسبة 4.17%، وأسعار الزيوت النباتية بنسبة 2.23%، وأسعار الخضراوات الطازجة بنسبة 2.18%، وأسعار الفواكه الطازجة بنسبة 1.91%، وأسعار أرز الحبة القصيرة بنسبة 1.62%، وأسعار البيض بنسبة 0.71%، على الرغم من انخفاض أسعار الدجاج الطازج بمقدار 7.87%.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سلطان عمان المجتمع الدولي القضية الفلسطينية هيثم بن طارق الرقم القیاسی لأسعار المستهلک خلال شهر أکتوبر ارتفعت أسعار قطاع غزة بنسبة 7 بنسبة 2

إقرأ أيضاً:

القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب

 

د. سلطان بن خميس الخروصي

sultankamis@gmail.com

يمثل الصراع العربي- الإسرائيلي أحد أهم مُعضلات العصر الحديث الذي انطلق مع شرارة الاحتقان بين العرب واليهود في مطلع القرن العشرين إبان الحكم العثماني ليزداد ضراوة وعنفًا مع إطلاق وعد بلفور عام 1917، الذي رسم خارطة طريق لبناء وطن قومي لليهود في فلسطين ليتمخَّض في 1948 بأول صراع مسلح حقيقي تغذّت وتوغّلت فيه عقيدة الوجود الإسرائيلي بدعم مطلق من بريطانيا وحلفائها، ليبدأ النضال العربي الموحد من مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، والعراق في مواجهة القوات اليهودية الغارقة في مستنقع الحقد والدم والعقيدة الصماء وفق النظرية الوجودية ليكون فارق الخبرة والعدة والعتاد والتحالفات في صالح الجماعات اليهودية التي تعطَّشت لقتل النضال العربي واحتلال أجزاء واسعة من فلسطين التاريخية.

تغوّلت الأطماع الصهيونية نحو خلق إسرائيل العظمى فخلقت مجتمعا عسكريا بامتياز لا يمتُّ للمدنيِّة بصلة في سبيل قطع رحم التكامل العربي الذي قد يلد يوما وحدة المصير، فجاء العدوان الثلاثي البريطاني، والفرنسي، والإسرائيلي على مصر في (1956) كردة فعل منزعجة من تأميم قناة السويس، لتُجدِّد نازيتها في حرب 1967 والتي عُرفت بـ"نكسة يونيو 1967"؛ حيث احتل الصهاينة- في حرب خاطفة مفاجئة عمرها لم يتجاوز 6 أيام- الصفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين، وشبه جزيرة سيناء المصرية، ومرتفعات الجولان السورية، لتدُّب دماء وحدة المصير العربي (المصرية- السورية) في حرب 1973 بهجوم مباغت في يوم الغفران اليهودي فينتهي الصراع بحراك دبلوماسي امتد حتى 1979 بإبرام اتفاقية "كامب ديفيد"، بين إسرائيل وأبرز مكون في العمق العربي بحجم مصر، تمخضَّ عنه استعادة سيناء، بينما لم يتضمن تسوية القضية الفلسطينية.

وفي ظل التشتت المجتمعي والفكري العربي، وغياب البوصلة السياسية المصيرية لهذه القضية التي كانت أساس تأصيل الصراع الحتمي الطويل منذ 7 عقود ونصف كان الجدل على أشدّه في المرافق العربية وأروقتها المتباينة، بينما كانت وحدة الصف والهدف والمصير قائمة على قدم وساق في إسرائيل وحلفائها، فظلت المؤسسات الأمنية والعسكرية والدولة العميقة تنخر في عمق الجسد العربي لتجعل من أصل الصراع بحجم أنها قضية هامشية ودولية لا تهمنا كدول عربية عظيمة لها ثقلها السياسي والعسكري والدبلوماسي والتاريخي والعقائدي؛ بل من يتتبّع الخيوط الرفيعة لسياسة إسرائيل نحو عزل القضية وتغييب تأصيلها حتى في عقول وقلوب الدول الإسلامية يجدها قد نجحت بامتياز، والأكثر من ذلك أنها استطاعت عبر أيادي الظل تجريد الوعي المجتمعي العربي من مفاهيم وقيم الوحدة العربية والتآخي الإسلامي والحفاظ على حياة الإنسان والدفاع عن حقوقه والأهم من كل ذلك تغييب القضية المصيرية الأساسية وطمس الكفاح العربي الطويل فيما يتصل بالقضية الفلسطينية.

وبالرجوع إلى التاريخ قليلًا، نجد أن الفلسطينيين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم قدَّموا قلوبهم على كفوف أيديهم منذ الانتفاضة الأولى التي انطلقت من قطاع غزة (1987- 1993) وامتدت إلى الضفة الغربية، ثم الانتفاضة الثانية (2000 -2005) فكان الفقهاء والعلماء والمثقفين وبعض رجالات السياسة والعسكر يجاهرون ليل نهار بالمقاطعة للمنتجات الأمريكية والصهيونية، وتأسيس جيل يستكمل مسيرة النضال العربي ضد الصهاينة المغتصبين، لنجد أن كل هذه الفقاعة الكبيرة قد انفجرت في حرب العقيدة والمصير الصهيونية التي تُبرِّر إبادة الإنسان في قطاع غزة وتصفية حثيثة للقضية الفلسطينية، وكأن لسان الحال يقول استطعنا أن نطمس فلسطين خلال سبعة عقود ونصف.

إنَّ ما تعانيه القضية الفلسطينية من تهميش دولي ومن جانب بعض العرب- للأسف- قد تسبَّب في ما تمر به المنطقة اليوم من غطرسة صهيونية وهيمنة أمريكية، ويجب أن يعلم الجميع أن القضية الفلسطينية هي أساس الصراع والتأصيل والمرجعية الأولى لأي مفاوضات أو تفاهمات، وليس التنصل والتهميش والانسحاب وانتهاج سياسات تتنصل من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الدول العربية، وخاصة الكبرى منها والفاعلة تاريخيًا وسياسيًا.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأزهر يقرِّر تخصيص منح دراسية للدومينيكان تقديرًا لموقفها تجاه القضية الفلسطينية
  • مندوب اليمن بجامعة الدول: هناك دعوة بأهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته بوقف العدوان
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء غزة لـ 41788 وإصابة 96794 آخرين
  • التعاون الدولي: تراجع معدّل النمو الحقيقي للناتج المحلي لـ 2.4%
  • النعيمي يؤكد أهمية حضور الشعر والكلمة الحرة في دعم القضية الفلسطينية
  • مجلس الوزراء: تصاعد الأحداث بالأمس يؤكد ضرورة تدخل المجتمع الدولى للعمل على وقف فورى لإطلاق النار
  • أيمن أبو العلا يطالب المجتمع الدولي باتخاذ اللازم لوقف التجاوزات الإسرائيلية في حق الشعب اللبناني
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم يؤكد أهمية بلورة مخرجاته البحثية على الواقع العملي