بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، تصاعدت عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في الضفة الغربية، لاسيما في مخيم جنين للاجئين.

واستخدم الجيش الإسرائيلي تكتيكات جديدة نسبيا في أنشطته العسكرية بالضفة الغربية، من بينها استخدام مسيرات في تنفيذ غارات جوية، بالإضافة إلى تجريف الشوارع، خلال هذه العمليات.

وكان مخيم جنين شمالي الضفة الغربية مسرحا لأعنف المواجهات بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية طوال الشهور الماضية. 

وفي يوليو الماضي، شن الجيش الإسرائيلي عملية ضخمة في المدينة التي يضم مخيمها فصائل فلسطينية مسلحة، في عملية قال الجيش إنها "استهدفت نشطاء فلسطينيين ومخازن أسلحتهم وبنيتهم التحتية".

وأسفرت تلك العملية الكبيرة عن مقتل 14 شخصا في يوم واحد، وهي الحصيلة الأعلى بالمخيم منذ أن بدأت الأمم المتحدة تسجيل عدد القتلى الذين سقطوا في عمليات إسرائيلية بالضفة.

تقرير: الضفة تراقب الحرب بخوف مع تصاعد هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي يقول الفلسطيني، فرج بيتاوي، من قرية بيتا قرب نابلس، في شمال الضفة الغربية المحتلة، إن "الجيش والمستوطنين باتوا يطلقون النار بكل سهولة للانتقام مما يحدث في قطاع غزة". 

وآنذاك، لجأت إسرائيل للضربات الجوية على المخيم، كما استخدمت جرافات لتجريف الشوارع، وهي التكتيكات التي استعادها الجيش الإسرائيلي بعد الحرب على حماس.

ورأى المحلل السياسي الفلسطيني، نهاد أبو غوش، أن عملية تجريف الشوارع في الضفة الغربية "تهدف إلى تغيير التضاريس، حتى يتسنى للجيش الإسرائيلي الدخول والخروج وقت ما يشاء وحيثما يشاء".

وقال أبو غوش في حديثه لموقع "الحرة"، إن القوات الإسرائيلية "تسعى لتغيير تضاريس المخيمات، وتوسيع الشوارع وهدم بعض المنشآت التي تشكل عائقا أمام الاجتياحات المتكررة".

في الناحية المقابلة، رأى المحلل السياسي الإسرائيلي، روني شالوم، أن خطوات الجيش تهدف إلى "إبعاد التهديدات الإرهابية عن المدنيين الإسرائيليين في الضفة".

وفي تصريحاته لموقع "الحرة"، قال شالوم إن صد تلك التهديدات يأتي "بكل وسيلة ممكنة، في إطار الدفاع عن النفس في وجه التهديدات الإرهابية المدعومة إيرانيا".

وحاول موقع قناة "الحرة" التواصل مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للتعليق على هذا التقرير، دون أن يتلقى ردا حتى موعد النشر.

ومع ذلك، برر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق عمليات جرف الشوارع في جنين خلال العملية العسكرية الكبيرة التي جرت في يوليو.

وآنذاك، قال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن سبب جرف القوات للشوارع هو "زرع التنظيمات الإرهابية لعبوات ناسفة".

لماذا قمنا بتجريف بعض الشوارع في #مخيم_جنين؟ القصة التي لن تسمعونها في الاعلام الفلسطيني المحرض. لقد زرعت التنظيمات الإرهابية شوارع المخيم بالعبوات الناسفة غير آبهة لسلامة السكان المحليين مما دفعنا لاحباط مفعولها pic.twitter.com/sAUcU8f6N1

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 4, 2023

وقال إنه تم "زرع العبوات الناسفة في الشوارع، في جوانبها، وعليها، وفي حفر الصرف الصحي، بهدف تفجير القوات الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن إزالتها جاءت على اعتبار أنها "تشكل خطرا على السكان الأبرياء".

ووصف أدرعي ذلك بأنها "حقيقة بشعة"، مشيرا إلى أن الجيش "سمح بترميم الشوارع من جديد، بعد تنظيفها من العبوات الناسفة التي انفجر بعضها أثناء عملية التجريف".

"انتقام إسرائيلي" أم "حماية المدنيين"؟

لكن أبو غوش يستبعد ذلك بقوله، إن الحملة العسكرية المتزايدة على الضفة "يحركها الانتقام لما جرى في 7 أكتوبر ضد كل ما هو فلسطيني".

وأضاف: "الهوس والهستيريا الإسرائيلية في الجيش والشرطة وحرس الحدود والمستوطنين المسلحين، ينبع من القلق من جهة، ومن جهة أخرى، يأتي من الرغبة في الانتقام من كل ما هو فلسطيني، حتى المزارعين أثناء موسم قطف الزيتون".

كما أن "الجيش والحكومة يخشون من انفتاح جبهة جديدة على إسرائيل إلى جانب الشمال وغزة، مما يؤدي لاستنزاف الجيش، خاصة أن مساحة الاشتباك في الضفة واسعة وتشمل مئات الكيلومترات المتاخمة للمستوطنات"، حسبما قال أبو غوش.

وأردف: "الأوساط اليمينية وجدت (الحرب) فرصة لتصفية بعض الحسابات، والتقدم بمشاريع لحسم الصراع والسيطرة على أراضٍ جديدة وتهجير القرى وتكثيف الاستيطان".

بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على جنين.. هل تتحول الضفة الغربية إلى جبهة قتال جديدة؟ في وقت يستعد فيه الجيش الإسرائيلي للتوغل البري داخل قطاع غزة، شنت سلاح الجو غارات على الضفة الغربية، مما يفتح تساؤلات بشأن فتح جبهة قتال ثالثة في إسرائيل.

ويعيش في الضفة الغربية نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى نصف مليون يهودي، في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي "غير قانونية".

ومنذ اندلاع الحرب، قُتل أكثر من 190 فلسطينيا في الضفة الغربية بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

من جانبه، يذهب شالوم في اتجاه معاكس، بقوله إن إسرائيل "ستضرب بيد من حديد حتى لا تصبح الضفة غزة ثانية"، مضيفا: "هناك تغير مصيري في وعي المجتمع الإسرائيلي، الذي يعتبر أن الثقافة الفلسطينية عنصرية ومعادية للإنسانية".

واستطرد: "الفلسطينيون لا يستطيعون التحدث ضد الفصائل المسلحة التي تعيش في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، لذلك يختارون التحدث ضد عدو خارجي أكثر ديمقراطية"، وفق وصفه.

وأعرب شالوم عن اعتقاد أن "ما يجري حاليا هو حماية المدنيين الإسرائيليين من عمليات اختطاف وقتل واغتصاب وحرق، وغيرها من الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الفلسطينيون".

وقال إنه "لا مستقبل لأي علاقة إيجابية معهم (الفلسطينيين) في الوقت القريب".

مناطق توتر وخلاف على الشرعية.. حقائق عن مستوطنات الضفة الغربية بين أريحا ورام الله، توجد طريق تسمى المعرجات، حين يمر منها الفلسطينيون يشعرون بالخوف لسبيين، الأول، وعورة الطريق التي تلتف بشكل خطر فوق منحدرات حادة، حيث شقت على أطراف جبال جرداء. أما السبب الثاني، فهو هجوم مباغت قد ينفذه مستوطنون إسرائيليون في أي وقت.

لكن أبو غوش قال إن إسرائيل "تصور كل الفلسطينيين على أنهم حماس"، مشيرا إلى أن "الضفة محل أطماع التوسع الاستيطاني الإسرائيلي".

وتابع: "من هدم عزة وهجر سكانها لن يفكر كثيرا في تهجير بعض المواقع في الضفة الغربية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة أبو غوش

إقرأ أيضاً:

رداً على مقتل أحد قيادييه.. حزب الله يعلن قصف مقار عسكرية إسرائيلية

أعلن حزب الله اللبناني الأربعاء قصف مقار عسكرية إسرائيلية عبر الحدود بأكثر من مئة صاروخ رداً على مقتل قيادي بارز في صفوفه بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان، وسط مخاوف من ارتفاع مستوى التصعيد بين الحزب وإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

وتبنّى الحزب في بيان قصف مقرين عسكريين إسرائيليين في الجولان السوري المحتلّ "بمئة صاروخ كاتيوشا"، ومقر في كريات شمونة في شمال إسرائيل "بصواريخ فلق"، وذلك "في إطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور" على حد تعبيره.

وأعلن متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي من جهته لفرانس برس أن "نحو مئة صاروخ أطلق باتجاه إسرائيل من لبنان" الأربعاء.

وكان الحزب نعى في بيان "محمد نعمة ناصر (الحاج أبو نعمة) مواليد عام 1965 من بلدة حداثا في جنوب لبنان"، هو ثالث قيادي كبير يقتل في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد قبل نحو تسعة أشهر، وفق مصدر مقرب من حزب الله.

وقال مصدر آخر مقرب من الحزب إن محمد ناصر هو قائد "واحد من المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان"، مضيفاً أنه "قتل بغارة إسرائيلية على سيارته في صور". ونعى الحزب كذلك مقاتلاً آخر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته عن "القضاء" على محمد نعمة ناصر "في غارة جوية في منطقة صور"، مضيفاً أنه كان "مسؤولًا عن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية والأخرى المضادة للدروع من منطقة جنوب-غرب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات جيش الدفاع".

وقال إن ناصر كان "يتولى وظيفة توازي تلك التي كان يتولاها المدعو طالب سامي عبد الله...وكان الاثنان يعتبران من أرفع القيادات لحزب الله في جبهة جنوب لبنان".

وفي يناير، قُتل القيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل بضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في جنوب لبنان.

وفي 11 يونيو قُتل القيادي طالب عبدالله الذي كان كذلك قائدا واحدا من المحاور الثلاثة في جنوب لبنان في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب.

تحركات دبلوماسية

ومنذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"إسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.

وصعّد مسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة لهجة تهديدهم بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ لبنان.

ووسط هذه التهديدات، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يونيو من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب.

وازدادت المخاوف خلال الأسابيع الماضية من اندلاع حرب واسعة بين الطرفين. لكن وتيرة الهجمات تراجعت في الأسبوع الأخير.

وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "الضرورة المطلقة لمنع اشتعال" الوضع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.

وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيان إلى أنّ ماكرون ونتنياهو "تباحثا في الجهود الدبلوماسية الجارية في هذا الاتجاه" عشية وصول آموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى باريس الأربعاء.

ومن المقرّر أن يلتقي هوكستين المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان-إيف لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط.

وكانت إيران قد حذرت السبت إسرائيل من "حرب إبادة" بـ"مشاركة كاملة لمحور المقاومة" الذي يضم طهران وحلفاءها الإقليميين في حال شنت إسرائيل هجوماً "واسع النطاق" على حزب الله في لبنان.

والأربعاء، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ إسرائيل "لا تريد حرباً" في لبنان لكنها يمكن أن تعيده إلى "العصر الحجري" في حال اندلعت حرب.

وخلال أكثر من ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 495 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 325 على الأقلّ من حزب الله ونحو 95 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.

مقالات مشابهة

  • ‏حزب الله يعلن إطلاق نحو 200 صاروخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية شمالي إسرائيل
  • مخطط إسرائيلي ناعم لضم الضفة الغربية
  • تصريحات وتحركات إسرائيلية تكشف عن «طول» العدوان على غزة.. «ربما لسنوات»
  • رداً على مقتل أحد قيادييه.. حزب الله يعلن قصف مقار عسكرية إسرائيلية
  • مقتل أربعة شبان بغارة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة 
  • ‏زيلينسكي: وجهت بشن ضربات بعيدة المدى على روسيا بعد هجوم دنيبرو
  • مخاوف إسرائيلية متصاعدة من تطور قدرات المقاومة في الضفة الغربية
  •  إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية
  • إسرائيل تحبط عملية تهريب أسلحة من الأردن للضفة الغربية
  • إسرائيل تعلن إحباط تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية