تكتيكات إسرائيلية عسكرية في الضفة الغربية.. تحذير من أهداف بعيدة المدى
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر الماضي، تصاعدت عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية في الضفة الغربية، لاسيما في مخيم جنين للاجئين.
واستخدم الجيش الإسرائيلي تكتيكات جديدة نسبيا في أنشطته العسكرية بالضفة الغربية، من بينها استخدام مسيرات في تنفيذ غارات جوية، بالإضافة إلى تجريف الشوارع، خلال هذه العمليات.
وكان مخيم جنين شمالي الضفة الغربية مسرحا لأعنف المواجهات بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية طوال الشهور الماضية.
وفي يوليو الماضي، شن الجيش الإسرائيلي عملية ضخمة في المدينة التي يضم مخيمها فصائل فلسطينية مسلحة، في عملية قال الجيش إنها "استهدفت نشطاء فلسطينيين ومخازن أسلحتهم وبنيتهم التحتية".
وأسفرت تلك العملية الكبيرة عن مقتل 14 شخصا في يوم واحد، وهي الحصيلة الأعلى بالمخيم منذ أن بدأت الأمم المتحدة تسجيل عدد القتلى الذين سقطوا في عمليات إسرائيلية بالضفة.
تقرير: الضفة تراقب الحرب بخوف مع تصاعد هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي يقول الفلسطيني، فرج بيتاوي، من قرية بيتا قرب نابلس، في شمال الضفة الغربية المحتلة، إن "الجيش والمستوطنين باتوا يطلقون النار بكل سهولة للانتقام مما يحدث في قطاع غزة".وآنذاك، لجأت إسرائيل للضربات الجوية على المخيم، كما استخدمت جرافات لتجريف الشوارع، وهي التكتيكات التي استعادها الجيش الإسرائيلي بعد الحرب على حماس.
ورأى المحلل السياسي الفلسطيني، نهاد أبو غوش، أن عملية تجريف الشوارع في الضفة الغربية "تهدف إلى تغيير التضاريس، حتى يتسنى للجيش الإسرائيلي الدخول والخروج وقت ما يشاء وحيثما يشاء".
وقال أبو غوش في حديثه لموقع "الحرة"، إن القوات الإسرائيلية "تسعى لتغيير تضاريس المخيمات، وتوسيع الشوارع وهدم بعض المنشآت التي تشكل عائقا أمام الاجتياحات المتكررة".
في الناحية المقابلة، رأى المحلل السياسي الإسرائيلي، روني شالوم، أن خطوات الجيش تهدف إلى "إبعاد التهديدات الإرهابية عن المدنيين الإسرائيليين في الضفة".
وفي تصريحاته لموقع "الحرة"، قال شالوم إن صد تلك التهديدات يأتي "بكل وسيلة ممكنة، في إطار الدفاع عن النفس في وجه التهديدات الإرهابية المدعومة إيرانيا".
وحاول موقع قناة "الحرة" التواصل مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للتعليق على هذا التقرير، دون أن يتلقى ردا حتى موعد النشر.
ومع ذلك، برر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق عمليات جرف الشوارع في جنين خلال العملية العسكرية الكبيرة التي جرت في يوليو.
وآنذاك، قال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن سبب جرف القوات للشوارع هو "زرع التنظيمات الإرهابية لعبوات ناسفة".
لماذا قمنا بتجريف بعض الشوارع في #مخيم_جنين؟ القصة التي لن تسمعونها في الاعلام الفلسطيني المحرض. لقد زرعت التنظيمات الإرهابية شوارع المخيم بالعبوات الناسفة غير آبهة لسلامة السكان المحليين مما دفعنا لاحباط مفعولها pic.twitter.com/sAUcU8f6N1
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 4, 2023وقال إنه تم "زرع العبوات الناسفة في الشوارع، في جوانبها، وعليها، وفي حفر الصرف الصحي، بهدف تفجير القوات الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن إزالتها جاءت على اعتبار أنها "تشكل خطرا على السكان الأبرياء".
ووصف أدرعي ذلك بأنها "حقيقة بشعة"، مشيرا إلى أن الجيش "سمح بترميم الشوارع من جديد، بعد تنظيفها من العبوات الناسفة التي انفجر بعضها أثناء عملية التجريف".
"انتقام إسرائيلي" أم "حماية المدنيين"؟لكن أبو غوش يستبعد ذلك بقوله، إن الحملة العسكرية المتزايدة على الضفة "يحركها الانتقام لما جرى في 7 أكتوبر ضد كل ما هو فلسطيني".
وأضاف: "الهوس والهستيريا الإسرائيلية في الجيش والشرطة وحرس الحدود والمستوطنين المسلحين، ينبع من القلق من جهة، ومن جهة أخرى، يأتي من الرغبة في الانتقام من كل ما هو فلسطيني، حتى المزارعين أثناء موسم قطف الزيتون".
كما أن "الجيش والحكومة يخشون من انفتاح جبهة جديدة على إسرائيل إلى جانب الشمال وغزة، مما يؤدي لاستنزاف الجيش، خاصة أن مساحة الاشتباك في الضفة واسعة وتشمل مئات الكيلومترات المتاخمة للمستوطنات"، حسبما قال أبو غوش.
وأردف: "الأوساط اليمينية وجدت (الحرب) فرصة لتصفية بعض الحسابات، والتقدم بمشاريع لحسم الصراع والسيطرة على أراضٍ جديدة وتهجير القرى وتكثيف الاستيطان".
بعد الغارة الجوية الإسرائيلية على جنين.. هل تتحول الضفة الغربية إلى جبهة قتال جديدة؟ في وقت يستعد فيه الجيش الإسرائيلي للتوغل البري داخل قطاع غزة، شنت سلاح الجو غارات على الضفة الغربية، مما يفتح تساؤلات بشأن فتح جبهة قتال ثالثة في إسرائيل.ويعيش في الضفة الغربية نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى نصف مليون يهودي، في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي "غير قانونية".
ومنذ اندلاع الحرب، قُتل أكثر من 190 فلسطينيا في الضفة الغربية بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
من جانبه، يذهب شالوم في اتجاه معاكس، بقوله إن إسرائيل "ستضرب بيد من حديد حتى لا تصبح الضفة غزة ثانية"، مضيفا: "هناك تغير مصيري في وعي المجتمع الإسرائيلي، الذي يعتبر أن الثقافة الفلسطينية عنصرية ومعادية للإنسانية".
واستطرد: "الفلسطينيون لا يستطيعون التحدث ضد الفصائل المسلحة التي تعيش في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، لذلك يختارون التحدث ضد عدو خارجي أكثر ديمقراطية"، وفق وصفه.
وأعرب شالوم عن اعتقاد أن "ما يجري حاليا هو حماية المدنيين الإسرائيليين من عمليات اختطاف وقتل واغتصاب وحرق، وغيرها من الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الفلسطينيون".
وقال إنه "لا مستقبل لأي علاقة إيجابية معهم (الفلسطينيين) في الوقت القريب".
مناطق توتر وخلاف على الشرعية.. حقائق عن مستوطنات الضفة الغربية بين أريحا ورام الله، توجد طريق تسمى المعرجات، حين يمر منها الفلسطينيون يشعرون بالخوف لسبيين، الأول، وعورة الطريق التي تلتف بشكل خطر فوق منحدرات حادة، حيث شقت على أطراف جبال جرداء. أما السبب الثاني، فهو هجوم مباغت قد ينفذه مستوطنون إسرائيليون في أي وقت.لكن أبو غوش قال إن إسرائيل "تصور كل الفلسطينيين على أنهم حماس"، مشيرا إلى أن "الضفة محل أطماع التوسع الاستيطاني الإسرائيلي".
وتابع: "من هدم عزة وهجر سكانها لن يفكر كثيرا في تهجير بعض المواقع في الضفة الغربية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة أبو غوش
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 18 فلسطينيا من الضفة الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 18 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم طفل، وأسرى سابقون.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني - وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم/ الاثنين/ - بأن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظات: رام الله، وأريحا، وجنين، وبيت لحم، والقدس، بعد عمليات اقتحام واسعة، وتدمير منازل المواطنين وتخريبها، بالإضافة إلى عمليات التحقيق الميداني في عدة بلدات.
يشار إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني، بلغ أكثر من 11 ألفا و800 مواطن من الضفة بما فيها القدس.