جريدة الوطن:
2025-03-16@17:52:46 GMT

أضواء كاشفة: 53 عاما من العزة والمجد

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

أضواء كاشفة: 53 عاما من العزة والمجد

(53) عامًا من العزَّة والمَجد والإباء عاشها وما زال يعيشها الشَّعب العُماني الوفي منذ أن أشرقَتْ شمسُ النَّهضة المباركة لِتنشرَ أشعَّة التنمية والتقدُّم الذهبيَّة في كُلِّ رُكنٍ من أركان الوطن الغالي فيعمَّ التطوُّر ويعلوَ البناء.. وتنطلقُ البلاد في دروب الحضارة والازدهار والرُّقي والرَّخاء، وتحجزَ لها مكانًا في مصافِّ الدوَل المتقدِّمة بشهادة المحافل الدوليَّة.

إنَّ ذكرى العيد الوطني مناسبة غالية على قَلْبِ كُلِّ عُماني ومحفورة في وجدانه.. فهو بالنسبة له عيد بمعنى الكلمة.. تطغى فيه مشاعر الفخر ويتجدَّد فيه العزم لمواصلة مَسيرة التنمية والبناء والتحديث وفق استراتيجيَّة مرسومة بعناية ترسم المستقبل المُشرِق وتُحقِّق الاستقرار والأمان والرَّخاء والازدهار والرفاهيَّة. لا شكَّ أنَّ ما تمَّ تحقيقه من إنجازات جبَّارة خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن ـ إذا ما قيست بعمر الدوَل ـ لهُوَ خير دليل على الرؤية الثاقبة والفِكر المستنير والبصيرة النَّافذة لقائد البلاد وعقلها المُدبِّر.. فبفضل الله تعالى وتوجيهات جلالته السَّديدة وسواعد الأبناء المخلِصين، شهدت البلاد تطوُّرًا ونُموًّا في جميع المجالات وفي كافَّة رُبوع البلاد أكثر ممَّا حلمنا به جميعًا منذ عدَّة سنوات.. فتحوَّلت سلطنة عُمان إلى دَولة عصريَّة بكافَّة مفرداتها وصار الحلم حقيقةً، وتحقَّقت طموحات المواطن العُماني وطالت النَّهضة كافَّة المجالات التعليميَّة والصحيَّة والاقتصاديَّة والسِّياسيَّة والسِّياحيَّة والثقافيَّة والصناعيَّة وغيرها.. فقَدْ أخذ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ أن تولَّى مقاليد الحُكم في البلاد على عاتقه مُهمَّة الارتقاء بالمُجتمع العُماني.. ساعده في ذلك القلوب المخلِصة والسَّواعد الفتيَّة الَّتي بَذلت الغالي والنَّفيس في سبيل تنفيذ طموحات وخطط جلالته، وحرصت على تحقيق الرَّخاء للشَّعب الوفي. إنَّ الشَّعب العُماني ينتظر مناسبة العيد الوطني المَجيد كُلَّ عام على أحرِّ من الجمر كَيْ يجدِّدَ لقائد البلاد المُفدَّى الولاء والعهد بمواصلة البناء والتعمير، فيرسمَ لوحة وفاء تجسِّد العلاقة الوطيدة بَيْنَ القائد وشَعبه.. فجلالته ـ أبقاه الله ـ يستشعر دائمًا هموم المواطن، ويعمل على علاجها أوَّلًا بأوَّل لأنَّ جلالته يَعدُّ أنَّ الإنسان هو أغلى ثروات الوطن وغاية التنمية لا وسيلتها فتوجَّهت آليَّات ووسائل ومبادئ النَّهضة وأهدافها صوب تحقيق الأمن والرَّخاء والرفاهيَّة للمواطن. إنَّ كُلَّ عُماني يفتخر بما تحقَّق على أرض الوطن الغالي من إنجازات كُتبت بمدادٍ من نُور في سجلَّات التاريخ.. فما تَحقَّق خلال الثلاثة وخمسين عامًا الماضية من تنمية شاملة إنَّما جاء ثمرة تكاتف العزائم قيادةً وحكومةً وشَعبًا.. فجلالة القائد لَمْ يدَّخرْ جهدًا في تهيئة كُلِّ ما من شأنه حشد طاقات الوطن في كُلِّ المجالات فقام باستجماع القوى الوطنيَّة، وعمل على ترسيخ وحدتها وتماسكها، كما منح المواطن العُماني ثقةً عميقة في قدراته، ووفَّر أمامه كُلَّ السُّبل لِيقومَ بِدَوْره على أكمل وجْهٍ نَحْوَ وطنه. لا شكَّ أنَّ احتفال سلطنة عُمان بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا يُمثِّل انطلاقةً حقيقيَّة للحاضر والمستقبل، خصوصًا أنَّ ما تَحقَّق خلال سنوات النَّهضة المباركة لَهُوَ إنجاز يشهد به التاريخ ولَمْ تكُنْ هذه الإنجازات لِتظهرَ على أرض الواقع لولا الجهد الكبير والعطاء المتواصل لكُلِّ مَنْ يعيش على هذه الأرض الطيِّبة. إنَّ عُماننا تتطوَّر بهدوء وثقة، وذلك بفضل فِكْر حضرة صاحب الجلالة المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ الَّذي أثبت أنَّ الاستقرار عماد أساسي لبناء دَولة حديثة ونهضة مستديمة، وأنَّ التغيير المتدرِّج والسَّلِس خير ضمان للاستمراريَّة وأفضل داعم للتنمية.. ولقَدْ تمكَّن العُمانيون بفضل التَّوجيهات السَّديدة والسِّياسة الحكيمة لجلالة السُّلطان المُعظَّم من الإمساك بمفاتيح التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة مُسخِّرين كُلَّ جهودهم وطاقاتهم في خدمة السَّلطنة وتغيير بوصلتها نَحْوَ مسار التطوُّر والتحديث مع تجنيبها كُلَّ المُعوِّقات والهزَّات الطارئة بالسَّير على خطط تنمويَّة مدروسة ورغبة حقيقيَّة في اللحاق بركب الدوَل الصَّاعدة. ولعلَّ تجاوز السَّلطنة لكُلِّ الأزمات العالميَّة الَّتي مرَّت بها، خصوصًا في السَّنوات الأخيرة، وعدم تأثُّرها بها لدرجة كبيرة هو خير دليل على الفِكْر السَّديد الَّذي تنتهجه البلاد في قيادة اقتصادها نَحْوَ الاستقرار والرَّخاء.. فهذه النَّهضة الاقتصاديَّة جعلت سلطنة عُمان تتبوَّأ مرتبةً متقدِّمة في محيطها الإقليمي، وهذا ما شهدت به العديد من الدراسات والإحصاءات الدوليَّة والإقليميَّة. إنَّ سنوات النَّهضة الثلاث والخمسين شهدت اهتمامًا كبيرًا بكُلِّ ما يُحقِّق الاستقرار والرفاهيَّة للمواطن العُماني من تعليم وصحَّة ورعاية اجتماعيَّة واقتصاديَّة، وتوفير بنى تحتيَّة تُحقِّق له التنمية المستدامة، سواء على المستوى الشخصي أو العامِّ في مناخ من العدل والديمقراطيَّة والمساواة.. فثمرات النَّهضة متمثلة في كُلِّ شبرٍ من البلاد. أمَّا عن إنجاز سلطنة عُمان على الصعيد الخارجي فإنَّ نجاحها لا يقلُّ عن نجاحها على الصعيد الداخلي.. فالسَّلطنة كانت دائمًا وما زالت خير نموذج في مدِّ يَدِ الصَّداقة للدوَل الشَّقيقة والصَّديقة وكُلِّ مَنْ يدعو إلى السَّلام، واتَّسمت علاقاتها بدوَل العالَم بالحكمة وبُعد النظر من أجْلِ تحقيق الأمن والاستقرار للشَّعب الوفي وكُلِّ شعوب المنطقة، بل والعالَم أجمع، فحرصت على تحقيق التكامل مع شقيقاتها دوَل مجلس التعاون لدوَل الخليج العربيَّة في مختلف المجالات، كما أدَّت دَوْرًا بارزًا في دعم القضايا العربيَّة المُلتهبة وفقًا للقرارات الدوليَّة الشرعيَّة وآخرها القضيَّة الفلسطينيَّة المزمنة الَّتي أكَّدت فيها باستمرار على موقفها الثابت منذ بداية القضيَّة بالتأكيد على حقِّ الشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المستقلَّة السلميَّة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقيَّة، وحرصت دائمًا على تقديم المساعدات الإنسانيَّة والتنمويَّة له، ودعمت بشدَّة جهود السَّلام.. ولعلَّ إعلان السَّلطنة إلغاء كافَّة الاحتفالات الرسميَّة بمناسبة العيد الوطني تضامنًا وحزنًا على ما يتعرَّض له الأشقَّاء في غزَّة من مجازر وحشيَّة أكبر دليل على دعمها للشَّعب الشَّقيق ورفضها القاطع لِمَا يواجهه من حرب إبادة. لقَدْ نجحت سلطنة عُمان في الوصول إلى غاياتها المرتجاة بسرعة ملحوظة وفي زمن قياسي؛ لأنَّها لَمْ ترفعْ يومًا الشِّعارات الزَّائفة، بل سَعَتْ وراء العمل والإنتاج وبناء الوطن بجدٍّ وإخلاصٍ، فحصدت الحياة الآمنة المطمئنَّة والرُّقي والتطوُّر ورسمت صورة مُشرِّفة بمعنى الكلمة للفِكر الاستراتيجي السَّديد. إنَّنا بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا نُجدِّد العهد ونُقدِّم أسمى آيات الولاء للقائد المُفدَّى ونرفع أكفَّ الدُّعاء لله ـ عزَّ وجلَّ ـ أن تبقى راية عُمان في عهده الميمون مرفوعةً خفَّاقة ترفل بثوب العزِّ والإباء.
ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانی ع مانی جمیع ا ة والس

إقرأ أيضاً:

الفيدرالية في ظل الأزمة الليبية

واقع الأزمة الليبية

لأكثر من 14 عامًا، تعاني ليبيا من انقسام سياسي، وضعف المؤسسات، وانتشار الفوضى، مما أدى إلى جمود المشهد السياسي واستمرار الصراعات على السلطة والمصالح الضيقة.

رغم أن انتخابات 2012 كانت فرصة لترسيخ الديمقراطية، إلا أنها كشفت عن انقسامات عميقة أعاقت بناء الدولة وتحقيق التنمية، وتؤكد عن نوايا أطراف لاتملك حضواء أو قبول لدي الليبيين ، بأنهم لا يستطيعون الا استخدام العيب، من أجل سيطرتهم على المشهد السياسي لمصالحهم.

أسباب استمرار الأزمة

بدلًا من التركيز على إنهاء الانقسام، تتصدر المشهد أفكار نظرية غير واقعية، بينما تبقى القضايا الأساسية بلا حلول، مثل:

استمرار النزاع بين الأطراف السياسية. انتشار السلاح في يد التشكيلات المسلحة. تفشي الفساد وتفاقم الأزمة الاقتصادية. غياب الاستقرار الأمني رغم جهود الجيش الليبي في حماية الحدود والسعي لتوحيد المؤسسة العسكرية.

النظام الفيدرالي حل أم تعميق للأزمة؟

في ظل هذه الظروف، يظهر طرح النظام الفيدرالي كأحد الحلول، مستندًا إلى تجارب دول مستقرة ومتقدمة، لكن ليبيا، التي ألغت نظام الأقاليم عام 1963 رغم ظروفها الأفضل آنذاك، كما أن وجود النفط في أماكن دون غيرها، كان أحد أهم أسباب توحيد البلاد من خلال دور أمريكا وبريطانيا، وتواجه تحديات تجعل نجاح الفيدرالية مشكوكًا فيه.

متطلبات نجاح النظام الفيدرالي

لضمان نجاح الفيدرالية، تحتاج ليبيا إلى:

نظام اجتماعي وهوية وطنية مشتركة، واحترام التنوع والثقافات التي تعطي تمازح، مما يزيد من الوعي بأهمية المحافظة على الوطن وتوافق الجميع على ذلك، وتمنع النزعات القبلية والمناطقية. وجود دستور توافقي ينظم العلاقة بين الأقاليم والسلطة المركزية، فالدستور حبيس الإدراج منذ عام 2017. . وجود اقتصاد قوي مستقر ومتنوع، لا يعتمد على مصدر واحد، وتوزيع عادل للثروات خاصة النفط، وليبيا تملك بدائل اقتصادية بدل الاعتماد على النفط. ضرورة وجود مؤسسة عسكرية وأمنية واحدة، كالقيادة العامة للجيش الليبي، التي تسيطر على ثلثي مساحة البلاد بما فيها ثروات البلاد النفطية والزراعية والتجارية والسياسية، وتبقي التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية العائق دون استقرار الدولة، جيش وأمن موحدين للحد من سطوة الميليشيات والفوضى. مسألة التدخلات الخارجية التي قد تستغل الفيدرالية لتعزيز نفوذها، وقد لاحظنا اجتماعات بين عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، وتناولهم للنظام الفيدرالية.

ما الأولويات الحقيقية

قبل التفكير في تغيير النظام السياسي، الأولوية يجب أن تكون:

إنهاء الانقسام السياسي. تحقيق المصالحة الوطنية. بناء مؤسسات قوية وموحدة. القضاء على الفساد وتحقيق الاستقرار الأمني.

الخلاصة:

الفيدرالية قد تكون حلًا في ظروف معينة، لكنها في واقع ليبيا اليوم قد تؤدي إلى مزيد من التفكك بدلًا من الاستقرار، ما لم تُحل المشكلات الأساسية أولًا.

ونعتقد بأن البلاد بحاجة إلى إعادة تنظيم من خلال وجود سلطة واحدة ، تعمل على إقرار القانون وإعادة هيبة الدولة، إطلاق عملية التنمية وارساء الأمن والاستقرار، وقد فشلت الانتخابات بسبب غياب الوعى المجتمعي، وعزوف الشارع عن الانتخابات، والمطالبات بوجود سلطة واحدة، تستمر المحاولات لتحقيق الديمقراطية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • مفتي عُمان: ندين العدوان الغاشم للصهيونية وحلفائها على غزة واليمن
  • أكثر من 50 مليار ريال عُماني إجمالي تحويلات القوى الوافدة في دول المجلس
  • رحيل الكاتب النرويجي داغ سولستاد عن 83 سنة
  • طقس البلاد :السحب تزين السماء دون تغيّر يُذكر في درجات الحرارة
  • الفيدرالية في ظل الأزمة الليبية
  • السيسي: شهداء الوطن الأبرار أناروا الدرب بكل العزة والفخر لاستكمال مسيرة العطاء
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (5)
  • طقس ربيعي دافئ في النهار وبارد ليلًا في عموم البلاد
  • المنتخب السوداني يتعادل مع نظيره العُماني بدون أهداف
  • فنزويلا تكشف عن مخطط أميركي للسيطرة على النفط وتنفيذ اغتيالات في البلاد