فن الدبلوماسية والإتيكيت الاجتماعي للمرأة العربية «3»
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
يتساءل الكثير: لماذا المرأة العربيَّة تركض وتلهث خلف الصَّيحات الغربيَّة والأجنبيَّة في حياتها الشخصيَّة، ومبتعدة كُلَّ البُعد عن مبادئ دِيننا الحنيف والسِّيرة النَّبويَّة الشَّريفة؟ ناسين أو يتناسون هذه المبادئ السَّامية الَّتي هي أُسُس الحياة العصريَّة الكريمة الراقية بفنِّ الإتيكيت الاجتماعي والَّتي يتميَّز بها مُجتمعنا العربي الإسلامي! لقَدْ لعبَتِ الطفرة التكنولوجيَّة ووسائل الاتِّصال والتواصل الاجتماعي دَوْرًا مُهمًّا في انتشار كثير من فنِّ الإتيكيت الأجنبي والَّتي بدأت تنتشر بَيْنَ أخواتنا وبناتنا، سواء في مجال العمل اليومي الحكومي أو في حياتهنَّ الشخصيَّة.
يُعدُّ إتيكيت مهارة وفنِّ استخدام المكياج من أهمِّ سِمات المرأة العصريَّة والَّذي يعكس ما بداخلها وشخصيَّتها، وقَدِ اعتمدت مدارس العناية بالبَشرة والمكياج الَّتي زوَّدت المعاهد الدبلوماسيَّة بدلالات ومعاني وطبيعة استخدام المكياج استنادًا إلى نظريَّات عِلْمِ النَّفْس الاجتماعي، فنلاحظ كثيرًا من النِّساء يضعْنَ مكياجًا صارخًا جدًّا وهنَّ متوجِّهات إلى الدَّوام الرَّسمي أو لقاءات رسميَّة أو في التسوُّق، وهذا هي مرآة للمرأة الضعيفة الَّتي تتميَّز بالغرور والشخصيَّة الفارغة والَّتي لا تحمل أيَّ خلفيَّة تربويَّة وثقافيَّة وأكاديميَّة على العكس من ذلك نرى الكثير ملتزمين كُلَّ الالتزام بمعاني وتوجيهات دِيننا الحنيف. ويعتمد فنُّ وإدارة مهارة وأُسُس استخدام المكياج على عدَّة عوامل رئيسة تمَّ اعتمادها بشكلٍ فنِّي وأكاديمي لكَيْ تصلَ المرأة إلى أعلى درجات الاحترام والتقدير بعيدًا عن جماليَّة الوجْهِ وغيرها من الأمور الَّتي تُؤخَذ بالحسبان، وأهمُّ هذه الأُسُس هي: لون البشرة، شكل الوَجْه، بيئة المرأة، وقت الاستخدام صباحًا أو نهارًا أو ليلًا، التوقيتات الفصليَّة (صيف، شتاء، خريف، ربيع)، طبيعة جوِّ ومناخ البلد، التناسق مع ألوان الملابس، التناسق مع الإكسسوارات والحقيبة النسائيَّة، نَوْع المناسبة والفعاليَّات، الدَّعوات الاجتماعيَّة النسائيَّة أو المختلطة، طبيعة الجلد (الجاف، الدهني)، كميَّة الوقت المعرّضة للشمس أو الرطوبة أو الجوِّ الخارجي)، درجات الحرارة الداخليَّة أو الخارجيَّة، نوعيَّة وكفاءة المواد المستخدمة، أمراض الجلد وحساسيَّة العطور المستخدمة، الطول والوزن للمرأة، العمر والمركز الاجتماعي والرَّسمي، الحالة الاجتماعيَّة، كُلُّ هذه النقاط والأُسُس يجِبُ أن تُؤخذَ بالحسبان قَبل استخدام المكياج. أمَّا مهارة وذوق وإتيكيت الزهور فقَدِ اتَّفقَ خبراء البروتوكول والإتيكيت على أنَّ الزهور هي لُغة من لغات الحُبِّ، ورسولُ الاحترام والتقدير بَيْنَ الطرفَيْنِ ومعبِّرة بطيب الاشتياق وهي عالَم واسع، ويعكس فنَّ وحضارة وثقافة شعوب، بالإضافة إلى أنَّه يعكس كاريزما المرأة وثقافتها وبيئتها، انتقاؤها بدقَّة يعكس مدى ونسبة الحُبِّ والاهتمام بالآخرين، حيث تتبارى المدارس الدبلوماسيَّة بوضع أُسُس حديثة وراقية بفنِّ إتيكيت اختيار وتقديم الزهور وألوانها الجميلة (الأحمر، الوردي، الزهري أو الوردي، الأصفر، الأبيض، البرتقالي.. وغيرها من الألوان). هناك عدَّة أشكال لباقات الزهور عِند استخدامها: قَدْ تكُونُ مستوية توضع على الطاولة بحيث لا يزيد ارتفاع الزهور على (15) سم (في توقيع الاتفاقيَّات، حضور جلسة مفاوضات رسميَّة، مناقشة رسائل الدكتوراه، الماجستير.. وما شابَه ذلك) ـ باقات ورود محمولة باليد (حفل تخرج، خطوبة، ترقية، عيد ميلاد، ولادة أطفال، عيد الزواج وعيد الحُب.. وما شابَه ذلك) ـ باقات وردة تكُونُ مرتفعة على شكلٍ عمودي ومثبَّتة بقطعة إسفنج أو سلَّة أو وعاء خاص (عمليَّة جراحيَّة ناجحة، بيت جديد، منصب كبار الشخصيَّات، اعتذار.. وما شابَه ذلك) ـ باقات ورود محمولة بالمناسبات الوطنيَّة كالجندي المجهول أو وفاة أحَد كبار الشخصيَّات ـ باقات ورد توضع على الطاولة خلف كبار الشخصيَّات تكُونُ على شكل ذيل الطاؤوس، وأخيرًا بدأت مدارس التصميم الداخلي بإدخال الزهور على كثير من المجالات، سواء ورود طبيعيَّة أو صناعيَّة كالَّتي توضع في الكيك أو تنثر في (كوشات) الزواج.
وفي الختام.. كثيرًا ما تتَّفق المدارس المتخصِّصة بمعاني ودلالات ألوان الزهور وكميَّاتها وعددها والمناسبة الَّتي سوف تُعبِّر عن مشاعرك وحُبِّك واحترامك للطرف الثاني، حيث تخطف المدارس الدبلوماسيَّة المتخصِّصة هذه المعاني، وترسل باقات ورد مختلفة الألوان وبعددٍ قليل إلى الشخص الَّذي يباشر منصبه وعمله الجديد ترحيبًا له ولا ترسل لذات اللون الأصفر ـ على سبيل المثال ـ زهور ذات الطابع السلبي؛ إذا لَمْ يكُنِ المقصود في ذلك.
د. سعدون بن حسين الحمداني
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: استخدام المکیاج ـ باقات
إقرأ أيضاً:
الدور الاقتصادي للمرأة السعودية.. استثمار إستراتيجي في مستقبل الوطن
البلاد – الرياض
برعاية وحضور سمو الأميرة سارة بنت خالد بن مساعد بن عبدالعزيز، نظّمت جمعية الاقتصاد السعودية ندوة موسعة تحت عنوان “المرأة السعودية.. القوة الدافعة نحو اقتصاد مستدام”، وذلك تجسيدًا للدعم المستمر من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، لتمكين المرأة وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأوضحت سموها أن هذه الفعالية تأتي في مرحلة تشهد فيها المملكة تحولات نوعية تعزز من مكانة المرأة السعودية، ليس فقط كعنصر فاعل في المنظومة الاقتصادية، بل كشريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن “رؤية المملكة 2030” مثّلت نقطة تحول جوهرية، حيث فتحت آفاقًا جديدة أمام المرأة السعودية، ومكّنتها من الاضطلاع بأدوار حيوية ، مؤكدة أن تمكين المرأة ليس مجرد موضوع اجتماعي، بل هو استثمار إستراتيجي في مستقبل الوطن.
وتناولت الندوة قضايا رئيسة تتعلق بدور المرأة السعودية في التنمية الاقتصادية، وإنجازاتها، والفرص والتحديات التي تواجهها في القطاع المالي والاستثمار والتنمية الاقتصادية، وأيضًا تأثير التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، والفرص التي يتيحها للمرأة السعودية.