جريدة الوطن:
2025-04-10@06:25:27 GMT

فـي النموذج النهضوي العماني وأصدائه

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

فـي النموذج النهضوي العماني وأصدائه

تصعب عمليَّة محاكاة النَّموذج النَّهضوي العُماني نظرًا لاستثنائيَّة التجربة الَّتي شهدت التفافًا قلَّ نظيره بَيْنَ الجمهور العُماني وقائده المؤسِّس الراحل صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وبَيْنَ ذات الجمهور الَّذي بقِيَ على العهد وهو يحتضن قائده المُجدِّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم (حفظه الله ورعاه) إذ يواصل مَسيرة النَّهضة المباركة متتبعًا خطاها وخطواتها المباركة مذ انطلقت على أوائل سبعينيَّات القرن الماضي معتمِدةً سجايا بُعد النَّظر والتوازن المُطلق الَّذي لا يسمح بالانزلاق أو الزَّلل.


وإذا كانت أنظار أبناء الأُمَّتيْنِ العربيَّة والإسلاميَّة تحدِّقان على النَّهضة العُمانيَّة بعَيْنِ التفاخر وبناء الآمال، فإنَّ الجمهور العُماني يعاين تجربته الرائدة وهي معكوسة على مرآة بارقة، واعدة بمستقبل زاهر لا تشوبه شوائب الرجوعيَّة والتشرذم الَّتي طالما عانى مِنْها هذا الجمهور العُماني الوفي طوال السَّنوات الظلمة والتراجع، الجهل والفقر المدقع.
لقَدْ أدركَ الشَّعب العُماني الأصيل أبعاد الآفاق الَّتي يحملها له قائد سلطنة عُمان، مستبشرًا بالتقدُّم والمنجزات الفريدة في قِطاعات الصناعة والزراعة، التجارة والتربية والتعليم، ناهيك عن الآفاق الواعدة في مجالات العلاقات الخارجيَّة للسَّلطنة وهي تفرز نموذجًا يستحقُّ المحاكاة لا المجافاة: فقَدْ وجَّه السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه) دفَّة السَّفينة العُمانيَّة العملاقة المُحمَّلة بأعباء آمال العُمانيِّين نَحْوَ بَرِّ الرَّخاء والازدهار حتَّى أخذنا، نحن أشقَّاؤكم العرب، نتفاخر بمسقط وبتجربتها السلميَّة المسالمة الَّتي أبقت أبصارها شاخصةً نَحْوَ الحلم العُماني الَّذي أراده له القائدُ المؤسِّسُ المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد (طيَّب الله ثراه) للبلوغ والتحقُّق كَيْ يكُونَ المنجز التاريخي لأبناء السَّلطنة قابَ قوسَيْنِ أو أدنى، متلألئًا في حدقات أطفال وشبَّان وشابَّات عُمان من أصحاب الزنود السُّمر العاملة لَيْلَ نهار من أجْلِ وصول سفينة سلطنة عُمان إلى ذروة المَجد المُكلَّل بالنَّجاح والإبداع.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الجمهور ال الع مانی

إقرأ أيضاً:

مفاوضات طهران وواشنطن حول النووي.. هل يتكرر النموذج الليبي؟

واشنطن- من المتوقع أن يقود وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف محادثات بين إيران والولايات المتحدة، تستضيفها سلطنة عُمان يوم السبت المقبل.

ومنذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018 خلال الفترة الأولى من حكم دونالد ترامب، يطالب الأخير بتوقيع اتفاق جديد على أسس جديدة، وهو ما ترفضه إيران.

ولا يزال الغموض يحيط بتفاصيل إدارة جولة التفاوض القادمة، خاصة ما يتعلق بأي خطوط حمراء للطرف الأميركي، حيث تروج الدوائر المؤيدة لإسرائيل في واشنطن لضرورة تبني ترامب إستراتيجية متشددة لا تكتفي بتفكيك البرنامج النووي الإيراني على غرار ما جرى عام 2003 مع ليبيا بعهد رئيسها السابق معمر القذافي، بل تتمادى وتطالب بإغلاق برنامج الصواريخ الإيراني.

في المقابل، يطالب أنصار التيار الواقعي أن يتبنى ترامب خطا أحمر قائما على التحقق من منع إيران من امتلاك أو تصنيع سلاح نووي.

خطر كبير

وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أول أمس، قال ترامب إن الولايات المتحدة "تأمل أن تنجح تلك المحادثات، لأن البدائل شديدة السوء".

وأعرض ترامب عن التهديد بعمل عسكري ضد إيران إذا لم تنجح الدبلوماسية، وعند سؤاله عن ذلك أجاب "إذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أن إيران ستكون بخطر كبير".

إعلان

وفي السياق، تشير الأكاديمية ذات الأصول الإيرانية، وخبيرة الشؤون الخارجية الأميركية، عسل آراد، إلى وجود تفاصيل كثيرة وراء الكواليس حول المفاوضات، قد لا يكون الجمهور مطلعا عليها، مما يساعد بارتباك تفسير تصريحات الأطراف المختلفة.

وتضيف للجزيرة نت "من وجهة النظر الإيرانية، من المرجح أن يكون القول بأنهم لن يتفاوضوا بشكل مباشر تحت الضغط والتهديدات لأسباب سياسية داخلية".

ومع ذلك، تتابع آراد "هناك أيضا تقارير تشير إلى رغبة الإيرانيين في الانخراط بمفاوضات غير مباشرة في البداية لقياس جدية إدارة ترامب نظرا لأن أميركا قد تراجعت عن الاتفاقيات السابقة".

من جهتها، رأت مديرة برنامج سياسة عدم الانتشار النووي بجمعية الحد من انتشار الأسلحة بواشنطن، كيلسي دافنبورت، في حديثها مع الجزيرة نت أن إجراء المحادثات "خطوة بالاتجاه الصحيح". وقالت إنه يجب على ترامب تعظيم هذه الفرصة لتوضيح أهداف الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وتحويل التركيز من الضغط إلى الدبلوماسية.

في حين اعتبر تاريتا بارسي نائب رئيس معهد كوينسي بواشنطن أن أنباء اللقاء بين الطرفين يعد تطورا إيجابيا. وقال للجزيرة نت إن "المتغير الأكثر، الذي لا يزال غامضا هو طبيعة الخطوط الحمراء والإستراتيجية التي يدفع بها ترامب".

#إيران: نؤمن بمبدأ المفاوضات وكما أكدنا سابقا سنخوضها إذا تمت مخاطبتنا بلغة الاحترام pic.twitter.com/HgrgzYt2NL

— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 8, 2025

نموذج غير واقعي

أما خبيرة الشؤون الدولية بمعهد ستيمسون واشنطن، باربرا سلافين، فشككت من جدوى إعلان هذه المفاوضات مبكرا وقبل حدوثها، وقالت للجزيرة نت "من المحتمل أن يؤدي الإعلان المسبق عن إجراء المحادثات لنتائج عكسية".

واعتبرت سلافين أن إشارة نتنياهو للنموذج الليبي خلال لقائه ترامب "محاولة واضحة لتخريب المحادثات خاصة مع إصرار إيران على الاحتفاظ بالقدرة على التخصيب".

إعلان

في حين ذكرت دافنبورت أن التفكيك الكامل على غرار النموذج الليبي "غير واقعي وغير ضروري". وقالت إن المطالبة بالتفكيك مرفوضة إيرانيا، وتبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة ليست جادة بالتوصل لاتفاق متبادل المنفعة.

وأضافت "يمكن لمزيج من القيود والمراقبة أن يدفع إيران بعيدا عن عتبة الأسلحة النووية، ويوفر ضمانا أكبر بأن أي تحرك نحو القنبلة النووية سيتم اكتشافه بسرعة".

علاوة على ذلك، تواصل دافنبورت، فإن الإشارات للنموذج الليبي "استفزازية بلا داع. بعد سنوات من تخلي ليبيا عن برنامجها غير المشروع للأسلحة النووية، أطاحت القوات المدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالقذافي. وتنظر إيران لقدرتها على التسليح كرادع ولن تخاطر بالتخلي عنها ومواجهة نفس مصير ليبيا".

وحول ذلك، قال جودت بهجت، خبير الشؤون الإيرانية، والمحاضر بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، للجزيرة نت إنه "لا يوجد نموذج ليبيا في الحالة الإيرانية التي يعد برنامجها النووي متقدما للغاية، ولا توجد طريقة للقضاء على المعرفة عند العلماء الإيرانيين، ولا بد من حل وسط من كلا الجانبين".

واتفق الخبير بارسي مع الطرح السابق، وقال إنه إذا سعى ترامب لتفكيك البرنامج النووي الإيراني على غرار ليبيا، وإغلاق برنامج الصواريخ الإيراني، وتقليص علاقات طهران مع شركائها الإقليميين، "فمن المرجح أن تكون الدبلوماسية ميتة عند وصولها".

وتابع أن هذه الإستراتيجية كان يفضلها الإسرائيليون ومستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون ووزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو تحديدا، لأنهم كانوا يعرفون أنها "ستفشل". و"إذا كانت إستراتيجية ترامب تتمحور حول التوصل لاتفاق قائم على تحقق يمنع قنبلة إيرانية -خطه الأحمر الوحيد- فهناك سبب للتفاؤل بشأن المحادثات القادمة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • "الشورى" يفتح ملف تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العُماني و"البدائل المتاحة"
  • مفاوضات طهران وواشنطن حول النووي.. هل يتكرر النموذج الليبي؟
  • «تشات جي بي تي» يتحيّز في اتخاذ القرار.. هل أصبح كالبشر؟
  • يوم التضامن مع الوطن: دعوة للشباب العُماني
  • الطيران العماني يُعلن عن تسيير رحلاته إلى موسكو على مدار العام مع إطلاق جدول الصيف الجديد
  • سعيد البطاشي .. حرفي يعيد إحياء التراث العماني عبر الأعمال الخشبية
  • الطيران العُماني يُعلن عن تسيير رحلاته إلى موسكو على مدار العام
  • «صلاح عبد الله»: الجمهور استثناني من الدعاء بالشر على أبطال مسلسل وتقابل حبيب
  • السنيدي: "قانون المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة" يُعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد العُماني
  • السنيدي: قانون المناطق الاقتصادية يعزز ثقة المستثمرين في الاقتصاد العماني