إسرائيل تواجه 3 خيارات لتغيير الوضع مع حزب الله
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
رغم أن كبار المسؤولين والأمنيين الإسرائيليين كانوا يعتقدون أنه ينبغي استغلال الفرصة وضرب حزب الله اللبناني، إلا أنه من الواضح أن الفكرة رُفضت.
وقالت "يسرائيل هيوم" إن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) غيّر الواقع، ليس فقط في الجنوب، ولكن أيضاً على الحدود الشمالية، مما يجبر إسرائيل على دراسة سبل العمل على تغيير الوضع، ليس فقط في مواجهة حركة "حماس" الفلسطينية، بل أيضاً في مواجهة "حزب الله".
חיזבאללה? עזה תחילה: בתום המערכה בדרום, לישראל יהיו שלוש דרכים לשנות את המציאות בצפון https://t.co/RWMlopUjkW
— Yosef Hartuv (@LoveoftheLand) November 14, 2023
تكرار سيناريو غزة في لبنان
وأضافت في تحليل أن الافتراض السائد في إسرائيل هو أن "حزب الله" غير مهتم بالحرب، وأنه لو كان يريد الانضمام إلى الحملة لكان فعل ذلك في العديد من الفرص التي كانت أمامه، لافتة إلى أن حقيقة امتناعه عن القيام بذلك تظهر أن حزب الله ورعاته الإيرانيين غير مهتمين بإهدار القوة العسكرية التي بنوها على مدى عدة عقود لصالح حماس؛ وأن "حزب الله" يرى الصور في غزة، ويخشى من تكرار السيناريو الذي سيدمر لبنان؛ وأن التنظيم يردعه الوجود الأمريكي في المنطقة.
استعداد متبادل
ومن الواضح أن "حزب الله" أتيحت له الفرصة للهجوم في نفس الوقت الذي تشن حماس هجومها، ولكنه لم يفعل ذلك، لأنه كان متفاجئاً مثل إسرائيل، وقد اعترف الأمين العام للحزب حسن نصر الله بذلك بنفسه، واستغرق تنظيمه بعض الوقت لإعداد نفسه للاستعداد العملياتي الكامل.
وتابعت: "أعطى ذلك وقتاً للجيش الإسرائيلي للاستعداد للحملة في الشمال، وإخلاء المستوطنات، وتعبئة الاحتياطيات، وتم الانتهاء من الانتشار على طول الحدود، وهو ما لا يسمح لحزب الله بتحقيق أحد المبادئ المركزية لخطة عمله، وشن غارات على إسرائيل باستخدام كتائب الرضوان، التي تنتشر وحداتها في جنوب لبنان".
إظهار المقاومة
ورغم ذلك، أضافت الصحيفة أن "حزب الله" لا يمكن أن يتخلف عن الركب أيضاً، لأنه باعتباره تنظيم مقاومة يقع في قلب المحور الإيراني، كان عليه أن يظهر على الأقل الحد الأدنى من الارتباط بحماس، فاختار القيام بذلك عن طريق المحاولات اليومية لتحدي قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود، وذلك بشكل أساسي، من خلال إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون، وفي بعض الحالات أيضاً بواسطة طائرات بدون طيار تحمل عبوات ناسفة.
التعلم من الدروس
أوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي دفع أثماناً باهظة في الأيام الأولى من هذا القتال، ولكنه تعلم الدروس بسرعة، فقلل من تعرضه للهجوم وقلص بشكل حاد عدد الأهداف المتاحة لحزب الله، وفي الوقت نفسه، زاد بشكل حاد من شدة الهجمات على الأراضي اللبنانية، والهجمات على الأصول العملياتية والاستخباراتية لحزب الله، وكانت النتيجة سقوط عشرات القتلى في صفوف حزب الله، الذي اضطر إلى سحب جزء من قواته من المنطقة الحدودية حتى يتعرض لأضرار أقل.
هل تصبح #غزة "معركة ثانوية" في ظل التصعيد بين #إسرائيل وحزب الله؟ https://t.co/f3ICwFbbGr
— 24.ae (@20fourMedia) November 13, 2023
ضغوط داخل حزب الله
وفقاً للصحيفة، يواجه حزب الله أيضاً ضغوطاً من داخل صفوفه للرد على إسرائيل، وهذا أحد أسباب التصعيد في الأيام القليلة الماضية، والسبب الثاني هو الضغوط الموازية التي يمارسها عليه أعضاء حماس في لبنان، الذين يسعون إلى التماهي مع إخوانهم في غزة، ولذلك أطلق لهم حزب الله الحرية ليتصرفوا، ولكن إلى حد معين.
3 طرق لتغيير الأوضاع في الشمال
ورأت يسرائيل هيوم أنه أمام النخبة السياسية والأمنية في إسرائيل 3 طرق لتغيير الوضع في الشمال، الأولى عن طريق حرب أو عملية عسكرية محدودة، مما سيبقي كتائب الرضوان بعيدة عن السياج الحدودي.
والثانية تأتي من خلال تحرك سياسي، على الرغم من أنه من السذاجة حقاً تصديق حزب الله، الذي انتهك بالفعل بشكل صارخ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي منعه من الانتشار عسكرياً جنوب الليطاني.
أما الطريقة الثالثة فتتمثل في ترتيب عسكري مختلف على طول الحدود، يضمن درجة كبيرة من الحماية للمستوطنات ويمنع حزب الله من العمل ضدها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله حماس لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: المنهج الذي بيننا وبين الخلق مبني على العفو والصفح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك منهجا ينبغي أن نتبعه في علاقتنا مع الخلق، هذا المنهج مبني على العفو والصفح. قال الله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال سبحانه: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التاوصل الإجتماعي فيسبوك، إنه أمرٌ في غاية الصعوبة، يحتاج إلى صبرٍ وتجرُّع مرارة. كيف تعفو عمن آذاك؟ وكيف تتجاوز عن مَن اعتدى عليك؟ وكيف تغفر لمن شتمك أو سبَّك بلا مبرر؟ وكيف يكون ذلك إذا كنت على الحق، وهو على الباطل؟.
روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي ﷺ: "هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحد؟ فقال ﷺ : " لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال ، وسلم عليّ. ثم قال : يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتامرني بأمرك ، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين (جبلَي مكة). فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي ﷺ فقال: إن دوسًا قد هلكت؛ عصت وأبت، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم."
وعن جابر رضي الله عنه قال: "قالوا: يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ ثقيفًا."
مما سبق يتضح لنا أن الإسلام يدعو إلى خلق العفو والصفح، وليس إلى الانتقام أو حب إنزال العقاب بالآخرين. فقد كان النبي ﷺ رحمةً للعالمين، يدعو لهم بالهداية. والدعاء لمن ظلمك مقامٌ عالٍ وخلقٌ رفيع، لأنه يتجاوز حدود العفو والسماح إلى الرغبة في الخير لهم ولكل الناس.
هذه هي أخلاق النبي الكريم ﷺ، وهذا هو المنهج الذي ينبغي أن نسير عليه في تعاملنا مع الناس. وإن كان ذلك عظيمًا وشاقًا، فإنه واجب، لأنه يضعنا في نزاع مع أنفسنا. ومع ذلك، فإن الأمر لله ولرسوله، وكلام الله ورسوله أمانة في أعناقنا.
فاجعلوا العلاقة التي بينكم وبين الخلق مبناها الصفح، والعفو، والمغفرة، والرحمة؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا، ويغفر لنا، ويوفقنا، ويجعلنا في محل نظره سبحانه وتعالى.