«عايشين بدون ماء وأكل».. مأساة مجمع الشفاء الطبي في غزة تحت القصف
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
آلاف النازحين يقيمون داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، الجثث متكدسة في كل مكان، بالطرقات وغرف العمليات، رائحة الموت تزكم الأنوف بالأرجاء، والقمامة أصبحت خطرا كبيرا يهدد صحة آلاف المرضى والنازحين، أطباء يعيشون على فتات الطعام منذ أيام، لم يستطيعوا تقديم الرعاية الطبية لأحد، هكذا الحال داخل المجمع الطبي الذي تحاصره آليات قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام.
بصوت متهدج، وأعين باكية، شرح الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الوضع هناك، حيث يعد أكبر مجمع طبي يأوي المرضى والنازحين في المدينة المحتلة، مؤكدا محاصرته من قبل قوات الاحتلال، فضلا عن قيام العاملون بحفر مقبرة جماعية داخل المشفى، لدفن عشرات الجثث بعدما امتلأت ثلاجات الموتى: «إحنا هون بنموت، كل شيء خرج عن الخدمة، فقدنا التواصل مع من حولنا، مجمع الشفاء الطبي ففي غزة، أصبح مقبرة جماعية للموتى».
مجمع الشفاء الطبي في غزة، كان الأكبر بين المستشفيات بسعة أكثر من 700 سرير، كلها خرجت عن الخدمة وفق أبو سلمية: «العالم ما قادر يوقف هاي الحرب علينا، المشفى خرج من الخدمة نهائيا، بسبب نفاد الوقود ومحاصرة آليات قوات الاحتلال الإسرائيلي له، وضعنا سيء، عندنا أكثر من 1200 مريض مش قادرين نعالجهم، وبنحاول نعمل تنفس يدوي بشكل مستمر للأطفال الرضع».
مجمع الشفاء الطبي في غزة بدون ماء أو أكلنحو 550 كادرا طبيا، محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، لا يستطيعون التجول، لا وجود للماء ولا الأكل، نحن نموت بالبطيء: «بقالنا 4 أيام بدون أكل ولا مياه، عايشين على فتات الطعام، محاصرين مش قادرين نتحرك ولا نطل براسنا من الشبابيك، مش قادرين ندفن الجثث التي تحللت، أصبحنا مكان بلا هوية ولا مواد طبية، ولا مواد غذائية».
عشرات المرضى مكدسون بغرف الرعاية المركزة داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، فضلا عن إجراء جراحات العظام الدقيقة التي تحتاج إلى تدخل فوري دون تخدير، وفق مدير المستشفى: «منذ ساعات قليلة، أجرينا جراحات عظام لمرضى أصيبوا في القصف دون تخدير، عمليات دقيقة جدا بنعملها من غير تخدير وعلى ضوء الموبايلات اللي معظمها شحنها نفد، بسبب نفاد الكهرباء، لم نعد قادرين على التواصل مع وزارة الصحة، ولا أي من المنظمات العاملة في غزة».
الاحتلال يقصف محيط مجمع الشفاءأصوات الرصاص لم تهدأ، وقذائف قوات الاحتلال لم تتوقف في محيط مجمع الشفاء الطبي في غزة، وفق مديره: «قوات الاحتلال لم تسمح لأحد بالدخول أو الخروج للمشفى، الآليات تتواجد على أبواب المشفى الرئيسية، القناصة استهدفوا طبيبين زملاء لينا، أثناء توجههم إلى المجمع، نحن لا نستطيع القيام بأي واجب من واجباتنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبي في غزة أطباء مجمع الشفاء الطبي في غزة مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة استهداف مجمع الشفاء الطبي في غزة مجمع الشفاء الطبي مجمع الشفاء الطبی فی غزة قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي يكشف السبب وراء سقوط أعداد كبيرة من قتلى الاحتلال في غزة
شدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إسحاق بريك، على أن الأعداد الكبيرة من القتلى في جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ناتج عن "عدم تطبيق الدروس التي تم استخلاصها، وعدم الرقابة من قبل القادة الكبار على تنفيذ التعليمات التي أرسلت للجنود"، معتبرا أن "دخول الجنود إلى البيوت المفخخة لا يساهم في التقدم في الحرب".
وقال بريك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "جنود الجيش الإسرائيلي الذين يقتلون بالعبوات الناسفة والكمائن أثناء تمشيط البيوت في قطاع غزة يحدث بسبب الإهمال وعدم تطبيق القيادة العليا للدروس".
وأضاف أن "الجنود الإسرائيليون يدخلون إلى البيوت المفخخة بدون أي فحص، ويُقتلون"، مشيرا إلى أن "الأغلبية الساحقة من الحالات التي يقتل فيها الجنود ويصابون في القطاع تنبع من عدم الانضباط العملياتي، وعدم استخلاص الدروس وتطبيقها، وتجاهل القادة الكبار للأحداث الخطيرة".
وحول المعارك في لبنان، فقد أشار الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إلى أن "تحليل بيانات القتال في لبنان سيجري بعد العملية. ولكن من الواضح أنه أيضا في القرى اللبنانية يوجد لإسرائيل الكثير من القتلى والمصابين بسبب عدم الانضباط العملياتي وعدم تطبيق تمارين أساسية للتقدم الصحيح نحو الهدف".
ولفت إلى أنه "في جزء من الأحداث الصعبة في لبنان سار الجنود نحو الهدف ودخلوا إلى بيوت مفخخة بدون الفحص المسبق، الأمر الذي هو مطلوب حسب الأوامر".
ونقل الكاتب عن قادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قولهم إنه "عندما قتل وأصيب عشرات المقاتلين في قطاع، أمر رئيس الأركان بأن يقوم كل قادة الوحدات بالتحدث إلى جنودهم حول الحدث وتعليمهم كيفية التصرف حسب الإجراءات والأوامر كي لا تتكرر كوارث كهذه".
"لكن حسب أقوالهم فإن توجيهات رئيس الأركان في موضوع الانضباط العملياتي لم تنزل الى الميدان بشكل عام، بل علقت في الطريق، ولم يحدث أي شيء ولم يتم إصلاح أي شيء، والوحدات استمرت بالتصرف بنفس الطريقة"، وفقا للمقال.
وتابع الجنرال الإسرائيلي نقلا عن قادة في جيش الاحتلال، أن "سبب ذلك هو نقص الرقابة والمتابعة من قبل المستوى الأعلى لتنفيذها. والأخطر من ذلك هو أنه عندما يطلب القائد من المسؤولين عنه الحصول على وسائل لفحص البيت قبل دخوله مع الجنود من أجل تمشيطه فإن الجواب الذي يحصل عليه أحيانا من قادته هو: تدبر الأمر مع ما هو موجود لديك".
وشدد بريك على أن أمر جنود الاحتلال بـ"الدخول إلى البيوت بدون وسائل فحص هو مقامرة بحياتهم"، مشيرا إلى أنه "منذ فترة طويلة وقواتنا تعود وتهاجم مرة تلو الاخرى نفس الأماكن التي سبق أن احتلتها في قطاع غزة بسبب نقص الفائض من القوات، الأمر الذي لا يسمح بالبقاء لفترة طويلة في المنطقة التي تم احتلالها. في كل هجوم كهذا نحن ندفع ثمنا باهظا جدا بالقتلى والمصابين".
وقال بريك إن "هذا القتال يذكرنا بحرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى، التي تم فيها إرسال الجنود من خلال الخنادق وركضوا وهم مكشوفون في مناطق حيث كانت أجسادهم أمام وسائل إطلاق لهب قاتل وبنادق وسقطوا بأعداد كبيرة".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي لا يهاجمون رجال حماس الذين يطلقون اللهب لأن حماس تقاتل حرب عصابات ولا تسعى إلى الاشتباك وجها إلى وجه، بل تقوم بنصب الكمائن وتفجر العبوات في المباني وتطلق الصواريخ وتختفي في فتحات الانفاق، وهكذا تلحق بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة".
ولفت إلى أنه "في كل يوم يمر يقتل جنودنا عند دخولهم إلى البيوت المفخخة بدون انضباط عملياتي أو إجراءات أساسية أو تعلم الدروس أو رقابة ومتابعة من قبل القادة الكبار أو بدون تنفيذ تمارين أساسية قبل دخول المباني من أجل فحص المبنى. يدخلون إلى بيت مفخخ بعمى مطلق، مثل الأعمى في المدخنة أو مثلما في اللعبة القاتلة للروليتا الروسية، ويقتلون بتفجير العبوات بسبب المخاطرة المتعمدة من قبل قادتهم، وهكذا فإن حياة الجنود يتم تركها للحظ".
وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تكبيد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة في الآليات والأرواح خلال المعارك المستمرة على كافة محاور القتال، على الرغم من مرور أكثر من عام على اندلاع حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.
وتشير معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إصابة 5261 جنديا منذ بداية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر من العام الماضي، بينهم 2394 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
كما تشير المعطيات إلى مقتل 780 جنديا في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان منذ 7 أكتوبر، بينهم 368 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
ولليوم الـ396 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ43 ألف شهيد، وأكثر من 101 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.