تعاون بين ويفز ونيفيس لمكافحة المخاطر السيبرانية في القطاع المصرفي
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
أعلنت شركة ويفز WAVZ للتحول الرقمي، الشركة المتخصصة في مجال توفير الحلول الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وشركة Nevis Security AG، والشركة المتخصصة في حلول تسجيل الدخول الآمن، عن شراكتهم بهدف مكافحة المخاطر السيبرانية في القطاع المصرفي وتمكين المؤسسات المصرفية من توفير تجربة سلسة وآمنه لعملائهم.
ومع تقدم التحول الرقمي في القطاع المصرفي، فإن توقعات المستهلكين من المؤسسات المالية آخذة في الارتفاع. وهو ما تعتبره هذه المؤسسات أمرًا بالغ الأهمية، وتطور من استراتيجياتها باستمرار لتلبية هذه المطالب. ومن ناحية أخرى، تتزايد التهديدات السيبرانية في القطاع المالي بسرعة في جميع أنحاء العالم. وتشمل المخاطر الرئيسية الاحتيال وسرقة البيانات والهوية وغسيل الأموال. بالإضافة إلى ذلك، تواجه البنوك لوائح وقوانين أكثر صرامة مثل توجيه خدمات الدفع الثانية (PSD2)، ولوائح مكافحة غسيل الأموال (AML)، ولوائح مكافحة تمويل الإرهاب (CFT)، واللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، ومتطلبات العناية بمستحقات العميل (CDD)، والتي تتضمن التحقق من هوية العميل (اعرف عميلك، KYC).
يعد الامتثال لهذه اللوائح والعمليات المختلفة أمرًا بالغ الأهمية لضمان حماية البيانات، ومنع الجرائم المالية وتمويل الإرهاب، والحفاظ على ثقة العملاء.
حماية فعالة لبيانات وحسابات العملاء الحساسة
ومن خلال حلول نيفيس، يمكن للبنوك تنفيذ أدوات قوية للمصادقة والترخيص والكشف الآلي عن الاحتيال لحماية بيانات العملاء الحساسة ومنع الوصول غير المصرح به إلى الحسابات. وفي الوقت نفسه، تتيح هذه الحلول تجربة سلسة ومتفردة للعملاء من خلال عمليات تسجيل دخول سلسة عبر قنوات متعددة، مما يسهل على العملاء الوصول إلى حساباتهم أو الخدمات الأخرى. علاوة على ذلك، يمكن للبنوك الاستفادة من بيانات العملاء لتقديم منتجات وخدمات مخصصة لا تعزز ولاء العملاء فحسب، بل تزيد أيضًا من إمكانات الأعمال، مما يوفر ميزة تنافسية للمؤسسات المالية.
تتميز حلول نيفيس ببنية واجهة برمجة التطبيقات (API) المفتوحة، مما يسمح بتنفيذ التوصيل والتشغيل بسهولة. مما يقلل إلى حد كبير الوقت اللازم للوصول إلى شرائح جديده من العملاء بالنسبة للبنوك ومقدمي الخدمات المالية، لأنها تتيح التطوير السريع والسهل للمنتجات المصرفية لقطاعات المستهلكين.
قال المهندس عمرو عصمت، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركه ويفز بأن "أمن البيانات والالتزام بالمعايير العالمية وسلاسه إجراء المعاملات المصرفية يعد من الأولويات القصوى في القطاع المصرفي. وتلبي حلول نيفيس هذه المتطلبات من خلال تدابير أمنية قوية وطرق تعريف وولوج سلسة، مع ميزات مثل تسجيل الدخول الموحد، والمصادقة متعددة العوامل، وإدارة متطلبات العملاء، وإدارة الهوية الموحدة، وتحليل بيانات العميل، مما لا يضمن أمان الحساب البنكي فحسب، بل يمكن أيضًا توفير توصيات مخصصة بناءً على المتطلبات الخاصة بكل عميل. المقدمة. وهو ما يعزز رضاء العملاء وولائهم بشكل كبير."
وأضاف ستيفان شفايتزر، الرئيس التنفيذي لشركة نيفيس، "إننا نتطلع إلى التعاون المستقبلي والاستفادة من خبرات شركه ويفز. نحن ندعم البنوك ومقدمي الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط من خلال تطبق حلولاً بسيطه وآمنه لمصادقة عملائها مع الحفاظ على سريه وأمن المعلومات. هدفنا هو دعم عمليه التحول الرقمي المستمر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال توفير ضوابط الوصول الآمن وإدارة الهوية. ولذلك، سوف نستثمر بكثافة في الموظفين والشركاء مثل ويفز، الذين يقدمون الخبرة اللازمة لبناء شبكة عالمية تمتد لخدمه عملائنا حول العالم. اتخذنا الخطوة الأولى مع ويفز، وسنكون سعداء بالترحيب بالمزيد من الشركاء."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی القطاع المصرفی من خلال
إقرأ أيضاً:
الحرب في السودان: أثر الانكماش الاقتصادي على القطاع المصرفي والمالي: تحليل الوضع الراهن والتوقعات المستقبلية
بروفيسور حسن بشير محمد نور
أشار تقرير حديث لصندوق النقد الدولي إلى انكماش الاقتصاد السوداني بنسبة 20% خلال عام 2024، وهو انكماش (يضاف لما سبقه في العامين 2022 و 2023 بسبب انقلاب اكتوبر 2021 ومن ثم بسبب الحرب الكارثية) يمثل ضغطاً كبيراً على مختلف القطاعات، خاصة القطاع المصرفي والمالي الذي يواجه تحديات غير مسبوقة في مجالات الودائع، التمويل، الاستثمار، وكفاية رأس المال. تأتي هذه التحديات في وقت يعاني فيه السودان من ويلات الحرب ومن عدم استقرار سياسي وتزايد مستمر في معدلات التضخم وارتفاع في تكاليف الانتاج والمعيشة، مما يزيد من صعوبة استقرار النظام المالي.
تشير الأزمة الحالية إلى تراجع حاد في الودائع المصرفية، حيث يخشى الأفراد والشركات من إيداع أموالهم في البنوك وسط عدم اليقين السياسي والاقتصادي. هذا التراجع يؤدي إلى تقلص السيولة المتاحة لدى البنوك، مما يحد من قدرتها على تقديم التمويل الضروري، ويضعف دورها في تنشيط الاقتصاد. كما أن الاعتماد الكبير على العملات الأجنبية في الاحتياطيات وعدم استقرار سعر الصرف يفاقمان من أزمة الثقة في القطاع المصرفي.
من جهة التمويل، أدى التراجع الاقتصادي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض، حيث تجد البنوك صعوبة في تمويل المشروعات الاقتصادية، والتي تعتبر أحد أهم المحركات لخلق فرص العمل وزيادة الإنتاج. أدى ذلك إلى تراجع الاستثمارات، سواء كانت داخلية أو خارجية، حيث أصبح المستثمرون يتجنبون المخاطر التي تنطوي على الدخول في بيئة غير مستقرة. ومع تراجع التمويل، تأثرت الشركات المحلية وأُجبرت بعضها على تقليص عملياتها أو التوقف الكامل أو مغادرة البلاد، مما أدى إلى فقدان العديد من فرص العمل وبالتالي تراجع مكاسب عوامل الانتاج باكملها (خاصة عائدات رأس المال والعمل والعائدات من الزراعة والقطاع العقاري).
يضاف لما تقدم تأثير الأزمة الحالية بشكل مباشر على كفاية رأس المال والملاءة المالية للبنوك، حيث أدى تراجع العائدات وزيادة مخاطر الديون المعدومة إلى تدهور قدرة البنوك على الوفاء بالتزاماتها. البنوك الصغيرة والمتوسطة تأثرت بشكل أكبر، مما أدى إلى مخاوف من عدم قدرتها على الاستمرار في ظل تزايد الالتزامات المالية وانخفاض الإيرادات.
تجدر الاشارة الي ان الوضع النقدي داخل وخارج النظام المصرفي يعاني من التشتت والتضارب، حيث انخفضت كمية النقد المتداولة داخل النظام المصرفي في مقابل زيادة السيولة خارج القطاع الرسمي. أدى ذلك إلى ضعف الرقابة على حركة الأموال، وزيادة الاعتماد على التعاملات غير الرسمية، مما يزيد من صعوبة وضع سياسات نقدية فعّالة تسهم في ضبط الاقتصاد والتحكم في التضخم والسيطرة علي السيول والتحكم في الكتلة النقدية, التي كانت خارج القطاع المصرفي بنسبة تقدر ب 87% في اكثر التقديرات تفاؤلا قبل الحرب. في هذا السياق نؤكد ان طباعة العملة في هذه الظروف لن تجدي نفعا وستتسرب ببساطة خارج الجهاز المصرفي فالمشكلة ليست في العملة في حد ذاتها وانما في النظام والوضع في البلاد بمجملها أنها معالجة الظل والعود اعوج.
بذلك يُعد انكماش الاقتصاد عاملاً ضاغطاً على السياسة النقدية، حيث تواجه السلطات تحدي موازنة السيولة النقدية مع محاولة ضبط التضخم ودعم العملة المحلية. ومع تراجع الإنتاج وفقدان الوظائف، يشهد الاقتصاد السوداني انخفاضاً في مستويات التشغيل، مما يؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي الكلي. يؤدي هذا الوضع إلى انخفاض الطلب المحلي وتباطؤ في الاستثمار، مما يضعف النمو الاقتصادي ويزيد من معدلات البطالة، وخاصة بين فئة الشباب.
مع استمرار الأوضاع الحالية والحرب القائمة، فمن المتوقع أن يظل الوضع المالي والنقدي في السودان تحت ضغوط كبيرة. التحديات المرتبطة بتدني مستويات الإنتاجية، وتضخم الديون، وغياب الاستقرار السياسي ستزيد من صعوبة تحقيق التعافي الاقتصادي. وفقاً للمؤشرات الاقتصادية الكلية، سيؤدي استمرار الحرب، حتما إلى مزيد من التراجع الاقتصادي، حيث ستتقلص فرص العمل وستنخفض الثقة في المؤسسات المالية، مما يؤدي إلى تراجع رؤوس الأموال المحلية والأجنبية.
تقتضي اي رؤية اقتصادية فعالة اعتماد سياسات هيكلية تهدف إلى استعادة الاستقرار النقدي والمالي، من خلال تحسين كفاءة القطاع المصرفي وزيادة الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تخلق فرص عمل وتحسن من الإنتاجية. يتطلب الوضع أيضاً تدابير طارئة لضمان استقرار السياسة النقدية، كتعزيز الرقابة على العملات الأجنبية وزيادة الحوافز للمدخرين والمستثمرين لضمان استمرارية تدفق السيولة وتحفيز النشاط الاقتصادي، لكن هذا كله بعيد المنال إذا لم يصمت صوت المدافع ويحل السلام والاستقرار السياسي.
يواجه الاقتصاد السوداني اذن تحديات جسيمة تتطلب جهودا جبارة من أجل تحقيق الاستقرار المالي والنقدي، وتهيئة بيئة مواتية لوضع مسار للتعافي وللتنمية . في حال استمرت الظروف الحالية، ستظل التوقعات قاتمة، إذ لا يمكن تحسين الوضع من خلال سياسات نقدية ومالية مدروسة تهدف إلى استعادة الثقة وتعزيز مرونة القطاع المصرفي، مما قد يسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستقبلي مستدام يعيد للسودان قدرته على التنافس ويعزز من استقراره، لا يمكن ذلك إلا بوقف الحرب واتمام الترتيبات اللازمة لايجاد بيئة تمكن من الحياة والعمل بشكل (مقبول).
mnhassanb8@gmail.com