أكد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أهمية الحفاظ على أمن الخليج العربي والبحر الأحمر ومضيق هرمز وباب المندب خلال الأزمات والحروب، للحفاظ على استمرار الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة للعالم، حيث يمر معظم إنتاج النفط. وشدّد المركز على أنّ الاستقرار الأمني الإقليمي والدولي مرهون باستقرار الأمن في الخليج العربي.

وذكر المركز الذي يُقدّم الدراسات والتقارير الدورية والملفات إلى البعثات الدبلوماسية، والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وصُنّاع القرار في أوروبا، أنّه ومع كل نزاع دولي أو حرب، تتجه الأنظار نحو الملاحة البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر والممرات البحرية الأخرى، مُشيراً إلى أنّ الدول الغربية أجمعت على أنّ الأمن البحري يُمثّل مصلحة استراتيجية لأوروبا والعالم، وهي تهدد بقوة بالتصدّي لأيّ محاولات إيرانية لزعزعة  الاستقرار.

ملف: أمن دولي - حرب غزة وتداعياتها الأمنية دولياً - https://t.co/0xmulM3hUD

— ECCI (@European_ct) November 13, 2023

وتأتي الدراسة الجديدة للمركز الذي يتخذ من ألمانيا وهولندا مقرّات له، في أعقاب تجدد الصراع بين حركة حماس وإسرائيل، وهو ما ينعكس بالطبع على شكل توازنات القوى الدولية التي باتت تتشكل من جديد في ظلّ طموح صيني ورغبة روسية في إعادة تكوين عالم متعدد الأقطاب.

وسلّطت الدراسة الضوء على تحذيرات وتلميحات إيران المتواصلة، بشأن استمرار الهجوم الإسرائيلي في قطاع عزة الفلسطيني في ظل تواجد أمريكي عسكري في المنطقة، مما يجعلها تقترب من سيناريو الحرب بالوكالة، ويزيد بالتالي من احتمالية اتّساع رقعة الصراع، ودخول أطراف إقليمية ودولية جزءاً منه عبر استفزازات إيرانية.

ويقول المركز إنّ إيران تتشبّث بنفوذها في هذه المنطقة، كورقة ضغط في الملف النووي وأيضاً لحماية الجماعات الموالية لها وتوريطها في هجمات على القوات الأمريكية، ما قد يُجبر واشنطن على إعادة صياغة استراتيجيتها تجاه المنطقة من الناحيتين العسكرية والسياسية.

مخاوف إيرانية

وتكتسب منطقة الخليج العربي أهمية مُتزايدة خاصة مع كونها مصدراً للطاقة، وهي تملك أكبر مخزون من احتياطي للنفط والغاز، ما يجعل مستقبل إمدادات الطاقة مرهون بضمان أمنها واستقرارها وذات أهيمة جيوسياسية للكثير من القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

ووفقاً لدراسة المركز، فإنّ إيران تنظر إلى التعاون الأمني بين القوى الدولية والإقليمية ودول الخليج العربي على أنّه مصدر تهديد لها، ما قد يشجع طهران على تكثيف برنامجها النووي وتصعيد الهجمات في مياه الخليج العربي. وفي هذا الصدد فإنّه بات متوقعاً بعد تنامي النفوذ الصيني والروسي أن تُراجع الولايات المتحدة استراتيجيتها في منطقة الخليج العربي، وذلك لإعادة الثقة والتعاون مع دول المنطقة إلى مساره الصحيح.

جنرال أمريكي: #إيران وراء كل ما يحدث في الشرق الأوسط https://t.co/w1LBnlGm3W

— 24.ae (@20fourMedia) November 13, 2023

ويُعدّ مضيق هرمز من الممرات المائية المهمة والاستراتيجية بالعالم لتجارة النفط. وتشعر دول العالم بالقلق بشأن نوايا إيران في المنطقة على نطاق أوسع، وتعتبر إيران المضيق ورقة ضغط سياسية كلما توترت العلاقة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية ولاحت نذر المواجهة بينهما، وتُعلن إيران أنها قادرة على إغلاق المضيق متى شاءت، والذي يُمثّل أولوية لضمان عدم ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، خاصة وأن حرب أوكرانيا لا زالت تضغط على أسواق الطاقة إقليمياً ودولياً.

كما ويُعدّ مضيق باب المندب من أهم الممرات المائية على مستوى العالم لدوره في الربط بين التجارة العالمية من الشرق إلى الغرب، وقد ازدادت أهميته مؤخراً نظراً إلى ما تمر به المنطقة من توترات وصراعات، وبالتالي تسعى العديد من القوى الإقليمية والدولية إلى بسط نفوذها في هذه المنطقة الاستراتيجية، وقد نتج عن ذلك تزايد أعداد القواعد العسكرية في القرن الإفريقي.

ويُحذّر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، من أنّ المتغيرات الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، واحتمالية تصاعد أبعاد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يزيد من احتدام المنافسة الدولية على منطقة البحر الأحمر والخليج العربي، بين الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين إضافة إلى إيران، خاصة وأن هذا التصعيد غير المسبوق منذ سنوات بين حركة حماس وإسرائيل، يتزامن مع استمرار الحرب الأوكرانية والتي تستمر معها بالتبعية أزمتي الطاقة والغذاء، ما يزيد من أهمية المنطقة العربية لتأمين حركة التجارة الدولية ومصادر جديدة للطاقة.

طهران تستعرض القوة 

ومن جهتها، اعتبرت مجلة "باري ماتش" الأسبوعية أنّ منطقة الخليج العربي أكثر استراتيجية من أي وقت مضى، خاصة وأنّ ما يقرب من 30% من الهيدروكربونات على كوكب الأرض يمر من مضيق هرمز.

وقالت المجلة الفرنسية، إنّه منذ ثورة الشباب والنساء التي اندلعت في 16 سبتمبر (أيلول) 2022 في كافة المُدن الإيرانية، كانت أعصاب نظام طهران متوترة، فقد انهار اقتصادها ولم يعد بإمكان ثلثي أراضيها الوصول إلى مياه الشرب. وخوفاً من حدوث انقلاب داخلي بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، يقوم الحرس الثوري الإيراني بانتظام باستعراض القوة في هذا المضيق الاستراتيجي، حيث يصعد على متن السفن، وأحياناً يقوم باحتجاز أطقمها كرهائن.

وتصاعدت حدّة التوتر بعد الهجوم الذي شنّته حماس ضدّ إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث يهدد الإيرانيون بانتظام بمنع الوصول إلى المضيق، وهو شريان حيوي لصادرات النفط والغاز السائل من المنطقة، وتجارة الهيدروكربونات العالمية. ولمواجهة هذا الخطر، تؤكد "باري ماتش" أنّه لا بدّ من تنفيذ المزيد من عمليات المراقبة وحماية حركة الملاحة البحرية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران غزة وإسرائيل الخليج العربي أمريكا الولایات المتحدة الخلیج العربی

إقرأ أيضاً:

الخليج سيحلّق اقتصادياً مع ترامب.. ماذا عن لبنان؟

منذ أن تم الإعلان عن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، حتى اتجهت  أنظار العالم أجمع إلى تشكيلة إدارته الجديدة، التي قد يستشرف منها الاتجاه والسياسة المبدئية التي سيتبعها.
ومن جملة المتابعين، رجال أعمال من لبنان، تسلّطت أنظارهم نحو المبعوثين إلى الشرق الاوسط وعلى رأسهم ستيف ويتكوف، المتخصص في العقارات.

وحسب مصادر اقتصادية أكّدت لـ"لبنان24" فان رسالة ترامب من وراء إرسال ويتكوف إلى الشرق الأوسط وتحديدًا إلى الخليج تتلخص بأنّ ترامب وخلال  السنوات الاربع المقبلة لن يتعامل مع منطقة الشرق الأوسط من منطلق سياسيّ فقط، لا بل إنّ جملة من المشاريع الضخمة والاستثنائية ينوي تنفيذها في المنطقة.

وتلفت المصادر إلى أن خلفية ويتكوف تؤكّد أن ترامب مصرٌّ على اتباع نهج جديد في المنطقة قائم على المصالح المشتركة وتحريك عجلة الإقتصاد والإبتعاد عن الحروب.

ويؤكّد المصدر المطّلع أن إدارة ترامب كلها من الصقور لا بل الأهم أنّها تميل وبشكل واضح إلى "اللوبي الصهيوني"، وتدعم إسرائيل. ويرى المصدر أن بيتكوف سيركز خلال مهامه هذه على الخليج، نظرًا إلى فورة الاقتصاد التي تشهدها تلك المنطقة، محذرًا من أنّ استمرار غرق لبنان في الحروب والمناكفات السياسية من قبل أطراف يتعاملون بشخصنة مع الأحداث قد يشير مستقبلا إلى أنّ لبنان لم يعد "حاجة" لأميركا، وهذا يعني أنّ الأجندة الإقتصادية بالنسبة لهكذا دول قد لا تتضمن لبنان بين أسطرها وتفاصيلها.

ويتميز ويتكوف، الذي يفتقر إلى الخلفية الدبلوماسية، بسجل حافل في قطاع العقارات، مشابهًا لرئيسه ترامب.

وفي بيان رسمي، وصف ترامب ويتكوف بأنه "قائد يحظى بالاحترام في عالم الأعمال والخدمات الإنسانية، وقد جعل كل مشروع يشارك فيه أكثر ازدهارًا". وأكد أن ويتكوف سيكون "صوتًا لا يلين من أجل السلام"، مما يعكس ثقة ترامب في قدرته على تحقيق نتائج ملموسة.

بدوره، أشاد السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، باختيار ويتكوف، واصفًا إياه بأنه "رجل أعمال بارز ومحب لإسرائيل"، متوقعًا أن يحظى بقبول واسع في الأوساط السياسية والاقتصادية في المنطقة.

ويُذكر أن صهر ترامب، جاريد كوشنر، شغل هذا الدور سابقًا خلال ولاية ترامب الأولى. ويرى مراقبون أن ويتكوف سيواصل هذا النهج، مع التركيز على دمج الخليج  في الاتفاقيات، وهو هدف طموح يتطلب جهودًا مكثفة.

ويتمتع ويتكوف بخبرة طويلة في مجال العقارات، حيث أسس شركته الخاصة عام 1997، التي قامت بتطوير أكثر من 70 عقارًا في الولايات المتحدة وخارجها. كما أسهم سابقًا في تأسيس شركة "Stellar Management"، التي ركزت على إعادة تنظيم العقارات السكنية في نيويورك. وتشمل مشاريعه الشهيرة مبنى "Woolworth" وفندق "Park Lane". المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • أمير منطقة المدينة المنورة يرعى توقيع شراكة استراتيجية لإنشاء برج طبي فندقي للرعاية والتأهيل الطبي
  • الإمارات ومصر توقعان مذكرات تفاهم استراتيجية في التصنيع والطاقة المتجددة
  • الإمارات ومصر توقعان مذكرات تفاهم استراتيجية في مجالات التصنيع والطاقة المتجددة وتطوير منطقة صناعية شرق بورسعيد
  • الولايات المتحدة تكشف للعالم حقيقة وقوفها خلف جرائم الإبادة الجماعية لأبناء غزة (تفاصيل)
  • الكويت تطالب مجلس الأمن بإيقاف الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني
  • إيران تقدم عرضا لوقف تخصيب اليورانيوم تجنبا لقرار أوروبي ضدها
  • مشروع قرار أميركي أوروبي ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • الخليج سيحلّق اقتصادياً مع ترامب.. ماذا عن لبنان؟
  • أمير الباحة يدشّن أول مركز نسائي لتقديم خدمات الأعمال بالمنطقة
  • إيران تنفي اتهامات غربية حول تورطها في زعزعة استقرار البحر الأحمر