تعويذة بوغبا وذبائح صدّ اللعنات.. لاعبو كرة قدم ضحايا الأطباء السحرة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
"كان الأمر بمثابة الدوامة".. هكذا قال لاعب كرة القدم العاجي الدولي السابق، جيل يابي يابو، بعد تعرّضه للاحتيال وخسارته 200 ألف يورو على يد أحد "الأطباء السحرة".
تحدّث ابن الحادية والأربعين عاما، عن سنتين قضاهما تحت "سحر المعالج التقليدي أو المرابط"، قائلا: "تصبح كالعبد ويمكن أن تصبح الأمور في غاية الضرر".
مرّ لاعب الوسط السابق الذي يشرف حاليا على فريق سويسري من الدرجة الثانية "بأوقات عصيبة" على الصعيد الرياضي، خلال حمله ألوان نادي نانت الفرنسي بعمر الثالثة والعشرين، فنصحه عمّه برؤية معالج في باريس.
قال يابي يابو، لوكالة فرانس برس: "لم أكن منجذبا للسحر.. لكن نشأتي في ساحل العاج جعلت الذهاب إلى مرابط أمرا طبيعيا ولا يُعتبر سيئا، طالما لا تسعى لإلحاق الأذية بأي شخص".
قال له المعالج إن عائلته "ملعونة" وتمنعه من تحقيق "النجاح والسعادة، فوصف له ذبائح لصدّ اللعنات"، أي التضحية بديك أو ماعز أو خروف، والتي بدأت قيمتها بـ500 يورو، حتى بلغت "أرقاما خيالية" بحسب قوله.
أضاف يابي يابو، الراغب بالتحدث لرفع مستوى الوعي عند الرياضيين الشباب، أن الأمور "أصبحت مظلمة بعد ذلك"، إذ تحولت إلى "شيء يشبه السحر الأسود".
وتابع: "جعلني المرابط أعتقد أن الأرواح التي يعمل لديها تحبّني وتريدني أن أصبح غنيا.. كان هذا هو الطعم".
"التضحية بابنه"كلّفت التضحيات اللازمة لجني تلك الثروات 40 ألف، 50 ألف، ثم 60 ألف يورو. وعندما كان لاعب كرة القدم يُرهق ماليا، يقول له "الساحر": "إذا لم يكن لديه المزيد من المال عليه التضحية بابنه". ولفت اللاعب إلى أنه حينها "تحلى بالقوّة للقول (توقف) ولم يقم بزيارته بعدها".
وأوضح يابي يابو، أنه خُدع على مدار سنتين، من خلال دفع 200 ألف يورو (213 ألف دولار) ولم يحصد مقابل ذلك "أي شيء إيجابي".
وشرح: "عرف كيف يضعني في دوامة، وفقدت القدرة على التفكير بصفاء"، وأوضح اللاعب أن "إيمانه المسيحي منحه القوّة لوضع حدّ لسيطرة المرابط عليه".
ووصل الأمر إلى أن هدّده بعض "الأطباء السحرة"، "بالثأر.. خشية من الانفصال عنهم".
اضطر جويل تيبو، وهو قسّ إنجيلي للعديد من الرياضيين في فرنسا، أن يتعامل مع "النتائج الكارثية" للاعبي كرة القدم وكرة السلة الذين وقعوا في ظروف مماثلة.
وقال: "أعرف أن أندية تسمح للاعبيها بالذهاب إلى السنغال بعد إصابتهم، لأن الأطباء لا يستطيعون معالجتهم. يعودون ويلعبون مع التمائم وأحزمة واقية".
قال له أولئك الذين زاروا معالجين في فرنسا إنه "عندما تسوء الأمور كان يُطلب منهم القيام بتضحيات إضافية، دفع مزيد من المال لهم ثم يدخلون في دوامة".
وأضاف: "أرى الضرر.. لاعبون مكتئبون راودتهم أفكار انتحارية".
"أصبح بمثابة إله"لاعب عاجي آخر هو، سيسّيه باراتيه، روى لفرانس برس كيف اختبر الجحيم عينه.
عندما بدأ بتمثيل فريق كبير في أبيدجان بعمر السادسة عشرة، قيل له إن المعالجين "يساعدونه على تحقيق أداء أفضل ويحمونه من الحسد".
وأقرّ باراتيه البالغ من العمر الآن 55 عاما، بأنه "وقع في الفخ"، مضيفا أنه بدأ "بالاستحمام بجرعات" وصفها له "طبيب ساحر"، وقدّم القرابين وارتدى حزاما جلديا واقيا مخيّط عليه آيات من القرآن.
وتابع: "بمجرّد أن تعرّضت للإصابة ولم تكن الأمور على ما يرام، كنت أزوره. أصبح بمثابة إله بالنسبة لي. تصبح معتمدا عليه وقد استغلّ ذلك".
ولجأ اللاعب إلى السحرة مجددا عندما انتقل للعب في أوروبا، وقال: "كنت دوما مصابا. قال لي المرابط إن سبب ذلك يعود لعدم استحمامي بالجرعات في الوقت المناسب أو بسبب الجو البارد".
في غرف الملابس، لاحظ أيضا أن زملاءه من السنغال أو الكاميرون يضعون "وقاية" و"عطور" أو أحزمة تحت قمصانهم.
قضية بوغباقال، تيبو، إن قضية ابتزاز لاعب الوسط الفرنسي، بول بوغبا، العام الماضي، سلّطت الضوء على خطورة المشكلة "مع المزيد والمزيد من المال في عالم كرة القدم".
تقدّم بوغبا بشكوى لدى النيابة العامة، قائلا إنه كان "هدفا لمؤامرة ابتزاز بقيمة 13 مليون يورو".
وقال بطل العالم مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018، للمحققين إن مبتزيه، ومن بينهم شقيقه الأكبر ماتياس وأحد أصدقاء طفولته، أرادوا "تشويه سمعته" من خلال الزعم أنه "طلب من أحد المرابطين إلقاء تعويذة على زميله في المنتخب، نجم باريس سان جرمان المهاجم، كيليان مبابي"، وهو أمر نفاه.
وأصرّ تيبو: "أخبرني لاعبون أنه عندما كانوا يخضعون لفحوص المنشطات، لم يكن بمقدور الأطباء حقنهم بإبرة حتى استدعاء المرابطين الخاصين بهم".
قال عدّة مرابطين إنهم يشعرون بـ"الوصم" بسبب العناوين التي أثارتها قضية بوغبا.
منجانبه، قال فاكولي، وهو معالج غيني المولد يعمل خارج باريس، لفرانس برس: "أضرّ هذا الجدل بمهنتنا.. هذا حقاً الجانب المظلم"، معتبرا أنه "يجب حقا التمييز بين الأطباء السحرة الذين يلقون التعويذات، والمعالجين الذين يساعدون".
لكن وفق يابي يابو، فإنه "ما دام هناك لاعبون يبحثون عن طرق مختصرة للنجاح، فللأسف لن يتوقف تأثير الأطباء السحرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: کرة القدم
إقرأ أيضاً:
السر وراء تحذيرات الأطباء من تناول الطعام بعد الغروب
تتوالي تحذيرات الأطباء من تناول الطعام بعد غروب الشمس لمن يحاولون إنقاص وزنهم، مما يجعل وجبة الغداء هي الوجبة الأكثر دسامة في اليوم.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يسبب تناول 45% من السعرات الحرارية اليومية بعد الساعة الخامسة مساءً إعاقة قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم، كما أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بشكل كبير.
وقد توفر نتائجهم بعض المصداقية العلمية لنظام الصيام المتقطع الغذائي، الذي يثبط تناول الطعام في وقت متأخر من المساء.
ويقتصر أنصار هذا النهج عادة على تناول الطعام اليومي لمدة ست ساعات كل يوم، مثل الساعة 11 صباحًا إلى 5 مساءً، ويتناول الأشخاص الذين يمارسون الصيام المتقطع عادة ما معظم السعرات الحرارية في وقت مبكر من اليوم.
وقالت الدكتورة ديانا دياز ريزولو،إحدى المشاركات في الدراسة: "إن قدرة الجسم على استقلاب الجلوكوز محدودة في الليل، لأن إفراز الأنسولين ينخفض، وحساسية خلايانا لهذا الهرمون تنخفض بسبب الإيقاع اليومي، الذي تحدده ساعة مركزية في دماغنا يتم تنسيقها مع ساعات النهار والليل".
وشملت الدراسة ، التي نشرت في مجلة التغذية والسكري، 26 شخصا تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما ، يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ومرحلة ما قبل السكري أو مرض السكري من النوع 2.
كان لدى الأشخاص الذين تناولوا كمية أكبر من الطعام بعد الساعة الخامسة مساءً، أي الذين يتناولون الطعام في وقت لاحق، مستويات أعلى من الجلوكوز بعد اختبار الجلوكوز، مما يشير إلى ضعف تحمل الجلوكوز.
وفي الوقت نفسه، ثبت أن الصيام المتقطع يحسن بشكل كبير قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز من الطعام بشكل فعال واستخدام الأنسولين لإدارة مستويات السكر في الدم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يشجع الناس على إنهاء تناول الطعام في اليوم مبكرًا نسبيًا، حوالي الساعة 5 مساءً.
ويمكن للجسم من خلال تحديد نافذة تناول الطعام وتمديد فترة الوقت بدون طعام، معالجة الجلوكوز بشكل أفضل وأكثر كفاءة.
وأضاف الباحثون أن الطعام الذي يتم تناوله عادة في وقت متأخر من الليل يكون أكثر كثافة في السعرات الحرارية ومعالجا في كثير من الأحيان، "وهو ما قد يفسر لماذا يرتبط تناول الطعام في وقت متأخر بزيادة وزن الجسم وكتلة الدهون".