البوابة نيوز:
2024-07-04@13:14:59 GMT

بطريرك أنطاكية: نصلي اليوم من أجل السلام في غزة

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

ترأس البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الملكييّن الكاثوليك، الليترجيّا الإلهيّة المقدّسة وصلاة النّياحة راحةً لأنفس الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الغاشم علة مدينة غزّة. في كاتدرائية سيدة - حارة الزيتون. 
 شاركه كل من متروبوليت  نيقولاوس أنتيبا، النائب البطريركيّ العام في دمشق
المتربوليت فيلبس، رئيس أساقفة هنغاريا
المتربوليت يوحنّا عبده عربش، مطران يبرود وحمص وحماة وتوابعها
المتربوليت الياس الدبعي، مطران بصرى وحوران وجبل العرب
والكاردينال ماريو زيناري السفير البابوي في سوريا، ورؤساء الطوائف الكاثوليكيّة في دمشق ولفيف من كهنة الأبرشية.

وبحضور لفيف من المؤمنين وعدد من الشخصيات السياسية والمدنية والعسكرية وجاء في العظة 
كلمة البطريرك يوسف في الصلاة من أجل غزّة أيّها الأحبّاء،
اجتمعنا في هذا المساء لنرفع الصلاة إلى الله تعالى من أجل إخوتنا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا الذي استُشهدوا في غزّة وانتقلوا إلى الأخدار السماويّة، إلى جنّات النعيم، الذين أُصيبوا وابتُلوا بكلّ أنواع الإصابات والبلايا. الذين تشرّدوا، الذين يعانون الجوع والعطش، الذين يفتقرون  إلى المأوى والدواء والطبابة. نصلّي  من أجل إخوتنا وإخواتنا وأبنائنا وبناتنا هؤلاءِ جميعًا الذين تلاحقهم وتسحقهم وتبيدهم إبادة جماعيّة
الأيدي الآثمة للعدوّ الإسرائيليّ الذي لا يقيم للقوانين والقرارات والمواثيق والمعاهدات الدوليّة وزنًا ولا احترامًا بل استخفافًا وتجاهلًا، يبطش ويقتل ويشرّد منذ خمسة وسبعين عامًا وما من وازع ولا رادع، على مرأى ومسمع كثيرين من قادة الدول ورؤسائها ومتنفّذيها الذين يشيحون بأنظارهم عمّا يجري في غزّة اليوم وكأنّهم فقدوا كلّ إحساس بشريّ وكلّ ضمير إنسانيّ، تتملّكهم الأنانيّة والجشع وتسيطر عليهم القساوة، يتكلّمون بحقوق الإنسان والعدالة والإنسانيّة وهم أوّل من يخالفها وينقضها ما عندهم من وسائل الإقناع سوى التهديد والعنف والسلاح والقتل وفرض العقوبات.
اجتمعنا في هذا المساء لنصلّي لأنّنا نؤمن بأنّ للصلاة قوّةً ومفعولًا عند المؤمن، لنصلّي اليوم أيضًا من أجل السلام في غزّة وفي جميع بلداننا، من أجل السلام الذي طالما افتقدناه وطالما حلُمنا به والذي يستطيع وحده أن يمهّد الطريق إلى الازدهار والسعادة. نصلّي من أجل السلام الذي اتّضح للجميع أنّ المحتلّ لا يريده، أو قد يريده لنفسه من دون سواه إنّما في خصومة مع سواه. هذا النوع من السلام مزيّف خدّاع ومستحيل إذا لم يكن سلامًا شاملًا للجميع يتنعّم به الجميع. السلام الحقيقيّ هو عطيّة من الله تعالى يُنال بقدر ما نتقرّب من الله. لذلك نحن نطلب في صلواتنا كلّها إلى الله أن يمنحنا السلام واجتمعنا نصلّي اليوم. وقد سبق السيّد المسيح وأعطانا هذا السلام في ليلة آلامه وموته 

 

 

قائلًا: "سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم". لكن على الناس أن يجعلوا هذا السلام يحلّ في قلوبهم يعني أن لا يأتي السلام من الخارج بمنع الناس من الاحتكاك بعضهم ببعض، أو باتّفاقيّة بين الناس وحسب لا يعتدي فيها أحد على أحد، أو بتبادل وتوازن الحقوق والواجبات والمصالح المشتركة أو بفرض توازن القوى المختلفة. السلام الذي يعطيه  يسوع هو سلام نابع من القلب، من توبة الإنسان إلى الله، من تغيير ذواتنا بالتغلّب لا على الغير بل على أهوائنا وميولنا الفكريّة والجسديّة السيّئة، 

 

السلام النابع من قناعتنا بأنّنا جميعًا واحد في المسيح يسوع (روم 12: 5)، السلام القائم على أن يعتبر كلُّ واحد الآخرين خيرًا منه (روم 12: 10)، المبنيّ على قول بولس أن لا ننغلب للشرّ بل أن نغلب الشرّ بالخير (روم 12: 21). السلام الذي سمّاه البابا الراحل بندكتوس السادس عشر سلام الحبّ.
هذا السلام بين البشر شرطه الأوّل والأساسيّ العدالة. لا سلام من دون عدالة. ليس من سلام بين غنيّ وفقير، بين قويّ وضعيف، بين محتلّ لبلد ومحتلّ بلدُه. لا يمكن للسلام أن يحلّ في فلسطين إذا ما ظلّ يتنعّم محتلّون ويتجبّرون ويضطهدون شعبًا مقهورًا معدمًا.

 

و يستحيل أن يحلّ السلام في فلسطين أو في غير فلسطين إذا لم تقس الأمور بميزان واحد، إذا كانت العقوبات تفرض هنا ولا تفرض هناك. من غير المقبول أن تقيّد يد هنا وتطلق يد هناك.  من حقّ الجميع أن ينعموا بالسلام، بالفرح، بالطمأنينة، بالكرامة، بالحريّة

 

 

. وإلّا فإنّ العنف سوف يستمرّ ويتكرّر والحربَ والقتل. هذا ما نشهده منذ خمسة وسبعين عامًا. المشهد عينه يتكرّر. لنتذكّر حصار غزّة في العام ألفين وتسعة عشر. إنّها المأساة عينها تتكرّر. وما قلنا في ذلك العام يصلح لأن يقال اليوم: "إنّ كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك في دمشق، رعاةً ومؤمنين، تستنكر المجازر التي تفوق التصوّر، لا يرضى بها ضمير إنسان، تُرتكب في غزّة، على أرض السلام، ويذهب ضحيّتها الأبرياء من إخوتنا الفلسطينيّين على مرأى ومسمع من عالم معظمه صامت وبعضه متآمر. منذ ألفي سنة قُتل أطفال بيت لحم واليوم يُقتل أطفال غزّة، وغدًا أطفالٌ غيرهم هنا وهناك من بلدات فلسطين، والمأساة تتكرّر وليس من وازع ولا رادع.

 

 أليس من حقّ هؤلاء الأطفال والشباب والنساء والشيوخ أن يدافعوا عن لقمة العيش وشربة الماء وعن النور والهواء؟ كيف نحرمهم منها ولا نغصّ، كيف نحرمهم منها ونحن متخمون؟ إنّنا نهيب بالأمم المتّحدة والمنظّمات الدوليّة والحكومات لمنع ما يقع في غزّة. لا يكفي ولا يسكّن الضمير أن ندفن الموتى وأن نسعف الجرحى، بل الواجب أن نمنع القتل والأذى... السلام هو حقّ لنا مثلما هو حقّ لجميع الشعوب". وإذ نتضامن اليوم مرّة أخرى مع أبنائنا وإخوتنا في غزّة قد أرجأنا إلى تاريخ آخر القدّاس الذي كنّا سنقيمه البارحة في مئويّتنا الثالثة واستبدلنا به صلاةً اليوم على نيّة شهدائنا وأهلنا في غزّة.
نشكر جميع الذين أرادوا أن يشاركونا في هذه الصلاة لا سيّما السيّد رئيس مجلس الوزراء ممثّلًا بسيادة وزير الإعلام بطرس حلّاق، والسادة السفراء والسادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات. 
رحم الله جميع شهدائنا وأمواتنا ولطف بنا ويسّر حياتنا، إنّه السميع المجيب ذو الكرامة والعزّة إلى دهر الداهرين. آمين.
                                                                                 + يوسف

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط من أجل السلام السلام الذی السلام فی فی غز ة سلام ا جمیع ا

إقرأ أيضاً:

الى الابطال في سنجة وفي كل مكان

الى الابطال في سنجة وفي كل مكان :
يذكر الخواص في تاريخهم أنه وعندما جز القتلة الرأس تركوا ما تبقى من الجسد إذ طافت فوقه وصعدت عليه وهشمته وساوته بالأرض الخيول ، استشهد وكان دمه بداية لتاريخين جديدين داخل التاريخ الخاص بالإسلام تاريخ ظل للحق ومعه وتاريخ ظل مع الباطل وواصل معه ، إذ مر المؤمنين بامتحانات المبادئ ولم يصمد فيها إلا قليل ،

لم يكن عدد الذين قاتلو مع الإمام كبير إلا أن للتاريخ صنو وحركة ، قبر يحرك التاريخ من خلفه وقبر يلعنه التاريخ ويتحرك من فوقه ، تاريخين لقبرين منفصلين ، من يتذكر اسماء القتلة ؟ أنهم ملعونون دون الحاجة لذكرهم حتى إلا أن الذي ذهب شهيدا ظلت ذكراه حاضرة في كل لحظات حياتنا التي نصاب فيها باليأس ،

عندما اشعر بذلك البؤس الذي يحاك ضد شعب مثلنا والتشريد الذي يراد لنا وبفعل فاعلين ، وحين أصاب بالذهول من ممارسات ملاقيط الصحراء ومن يبررون لهم مثل تجار الشام الذين اشتراهم يزيد وفقهائها ، اتذكر أنها وضاعة اعراب الشتات الموروثة منذ القدم الذين فقدوا ارتباطهم الاصيل بقيم الحرب والفروسية واصبحوا مسوخا وبرابرة متوحشين ، تاريخ جديد للاعراب وشرورهم بدأ بتلك اللحظة التي حمل فيها الامام ابنه ورفع طالبا له الماء ، حتى إذا رج الرواة أحد اشقياء الدنيا والآخرة فخز الرضيع في نحره بالسهام ، حينها لم يكن من الامام إلا أن اشهد على دمه ودم طفله الشاهد الذي لا يموت ولا يترك الحق يموت ” اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، ” .

ذلك الانحراف الذي انقسم في الاسلام الى اسلام شعارات واسلام سوبرماركتات معلق على ارفف باعة الكذب والحديث والفتاوى وبين اسلام يقف فيه الإنسان مع الحق ، حق الإنسان في الحياة والحماية .

ابطال اخوة لنا يقفون الان ضد ملاقيط الصحراء صامدين لا يضرهم من خذلهم وكأني بهم يقولون ” هيهات منا الذلة ” يرى السودانيون في أعينهم العزة لا الذل الامان لا الخوف ، بل يسرع الناس إلى أماكنهم بينما يمعن عدوهم في تخريب اي مكان يمرون به ، أعداء يسرت لهم دول كل السبل وكل الدعايات ليهزمونا واشترت لهم كل الذمم لتصمت وكل الأبواق لتكذب وتجمل صورتها إلا أنهم مخذولين ومردودين .

يرفع الله ذكر من يقف دفاعا عن أهله ويحط الله من ذكر من يعتدي عليهم ومن يعاونه قولا أو صمتا

Jihad Hussain Elhindi

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لأنني خجولة جدا سأخسر حقي في الحياة..
  • غزة.. بين الموت قصفاً والموت جوعاً..!
  • البابا تواضروس عن الوزراء والمحافظين الجدد: نصلي من أجلهم ليمنحهم الله القوة لمواجهة التحديات
  • البابا تواضروس عن الوزراء والمحافظين الجدد: نصلي ليمنحهم الله القوة لمواجهة التحديات
  • البابا تواضروس عن الوزراء والمحافظين الجدد: نصلي ليمنحهم الله القوة
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يهنئ الوزراء الجدد
  • وظُلم ذوي القربى أشد مضاضة
  • الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ الحكومة الجديدة: نصلي ليبارك الله عملهم
  • الشيوعيون وأذيالهم وسلاح التشكيك في الثوابت
  • الى الابطال في سنجة وفي كل مكان