لجأ الأطباء والطواقم الصحية في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة إلى استخدام "أوراق القصدير" كحل مؤقت لإنقاذ أطفال حياة الأطفال الخدج، بعد توقف عمل الحاضنات.

ووضع الأطباء رقائق القصدير حول كل سرير يوجد فيه عدد من الأطفال المبتسرين (الذين ولدوا قبل الموعد الطبيعي)؛ للمحافظة على حرارة أجسادهم، ومنع موتهم من البرد، بعد توقف عمل الحاضنات التي كانت تقوم بتلك المهمة، مع نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، وفقا لما أورده تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وحتى موعد نشر التقرير، الثلاثاء، توفي 3 رضع خدج من أصل 39 طفلاً في مجمع دار الشفاء، الذي يعتبر أكبر مستشفى في قطاع غزة، بحسب مسعفين فلسطينيين، كما توفي 32 مريضا منذ نفاد الوقود من مولد الطوارئ في المستشفى دار الشفاء منذ يوم السبت الماضي، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

وتتهم إسرائيل مسلحي حركة حماس، باستخدام ذلك المجمع الطبي "كغطاء لشبكة أنفاق تحت الأرض".

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يقاتل المسلحين في المنطقة المحيطة بالمستشفى، والتي تفتقر إلى الكهرباء والماء والغذاء والأدوية.

من جانبه، أوضح، الطبيب الفلسطيني، مدحت عباس، أن "4 من الأطفال المبتسرين في مستشفى دار الشفاء ليس لديهم أمهات، حيث كانوا قد ولدوا بعمليات قيصرية طارئة، بينما كانت أمهاتهم المصابات يحتضرن".

وتابع: "الرضع بحاجة لدرجات حرارة مناسبة للحفاظ على حياتهم، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا من خلال الحاضنات التي تحافظ على دفء الأطفال، وتوفر لهم ضوءًا خاصًا لحمايتهم من اليرقان، بالإضافة إلى التنفس الاصطناعي إذا لزم الأمر".

اقرأ أيضاً

ماكرون يدعو إسرائيل لوقف قتل الأطفال والنساء.. ونتنياهو غاضب

وأضاف: "حاليا، وبسبب نقص الكهرباء، قام أطباؤنا بتجميع الرضع في أسرة عادية، ووضع رقائق الألومنيوم حولهم لإبقائهم دافئين"، مشيرا إلى أن "الجو أمسى أكثر برودة هنا في غزة؛ وبالتالي وبدون التحكم المناسب في درجة الحرارة، يمكن أن يموت البعض منهم".

وفي السياق ذاته، قال أحمد المخللاتي، وهو جراح في مجمع دار الشفاء، إن الأطفال المبتسرين، الذين عادة ما يوضع كل واحد في حاضنة لوحده، "جرى تجميع كل 8 منهم في سرير واحد محاط بأوراق القصدير، لمنحهم الدفء اللازم قدر الإمكان".

وأضاف أن المستشفى تحت "الحصار الكامل"، موضحا أنه وبعد وفاة 3 أطفال، "نتوقع أن نفقد المزيد منهم يوما بعد يوم".

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، إن حكومته "عرضت تزويد مستشفى دار الشفاء بالوقود، لكن حركة حماس رفضت استلامه"، وهو ما نفته حركة المقاومة الفلسطينية.

وردت وزارة الصحة في غزة، في تصريح لصحيفة "إندبندنت"، بالقول إن "السلطات الإسرائيلية اتصلت بمدير مستشفى دار الشفاء وعرضت على المستشفى 300 لتر من مادة الديزل، وطلبت منهم إرسال شخص للخروج لاستلامها".

وأضافت أن "مدير المستشفى رفض العرض، خوفًا من أن يكون الأمر خطيرًا للغاية"، وطلب إدخال الوقود عبر الصليب الأحمر، وهو ما رفضته إسرائيل.

ونفت إسرائيل التلميحات بأن طواقم المستشفى سيتعرضون للهجوم إذا قاموا باستلام الوقود.

وردا على سؤال بشأن الوقود وعمليات الإجلاء، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنه "لم يتم إبلاغهم بأي آلية لنقل الأطفال إلى مستشفى أكثر أمانا".

اقرأ أيضاً

الأمم المتحدة: الأطفال في غزة يشربون ماء مالح

المصدر | الخليج الجديد + إندبندنت

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة دار الشفاء حماس إسرائيل مستشفى دار الشفاء فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تخفي تقارير عن تكلفة الحرب.. كم بلغت حتى نهاية العام الماضي؟

توقف المحاسب العام في دولة الاحتلال عن نشر تقارير شهرية بشأن تكلفة الحرب على قطاع غزة، وفي لبنان، الأمر الذي يضع علامة استفهام حول أسباب هذه الخطوة التي تثير شكوكا حول كفاءة الإنفاق الحكومي.

وقالت صحيفة "هآرتس"، إن هذه الخطوة تثير مخاوف بشأن الشفافية في إدارة ميزانية "الدولة"، مشيرة في تقرير لها إلى أن غياب هذه المعلومات يضعف القدرة على متابعة الإنفاق الحكومي وفهم تكلفة الحرب الحقيقية، ما يثير تساؤلات حول كفاءة إدارة الموارد المالية.


توقف نشر تكلفة الحرب
وحتى نهاية عام 2024، نشر المحاسب العام في وزارة المالية شهريًا تقارير تفصيلية عن تكلفة الحرب ضمن تقارير أداء ميزانية الدولة.

ومنذ كانون الثاني/ يناير 2025، توقفت هذه التقارير، ما أدى إلى صعوبة تحليل أداء ميزانية "الدولة" وفهم حجم الإنفاق الحكومي الحقيقي.

وبلغت تكلفة الحرب 124.7 مليار شيكل (الدولار يساوي 3.6 شيكل)، منها حوالي 100 مليار شيكل خلال عام 2024.


وأضيفت تكلفة أخرى بقيمة 18.5 مليار شيكل من صندوق التعويضات للإسرائيليين والشركات المتضررة، ليصل الإجمالي إلى حوالي 150 مليار شيكل.

وقالت الصحيفة، إن التقارير السابقة حول تكلفة الحرب ميزت بين النفقات الأمنية والنفقات المدنية، ما كان يتيح تحليلًا أفضل للزيادة في الإنفاق الحكومي، لكن توقف النشر الدوري لتكلفة الحرب يعني عدم القدرة على متابعة الإنفاق الحكومي الفعلي بعد خصم نفقات الحرب.

ورأت "هآرتس" أن هذا الوضع يثير القلق خاصة مع التصريحات حول استئناف الحرب بشكل قوي، إذ إنه لا يمكن معرفة التكلفة الحقيقية للإجراءات العسكرية في الوقت الفعلي.

مقالات مشابهة

  • رغم التحذيرات.. مثلجات شهيرة كادت تنهي حياة طفلة
  • سفير قطر بالقاهرة: تجربة مستشفى 57 جديرة بأن تكون نموذجاً يُحتذى به
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يُجري جراحة سمنة عالية الخطورة لإنقاذ شاب من تبعات الفشل الكلوي الحاد
  • إسرائيل تخفي تقارير عن تكلفة الحرب.. كم بلغت حتى نهاية العام الماضي؟
  • مبادرة جيل جديد توزع الهدايا على الأطفال مرضى السرطان في مستشفى شفاء الأورام بالأقصر
  • تعميم بهيئة مستشفى الجمهورية بعدن يمنع مساعدة المرضى
  • وسط تشديد الحصار واستمرار المساومات حول عدد الأسرى.. 2.4 مليون إنسان يقتلهم الاحتلال ببطء داخل غزة
  • «توقف خطوط المياه ومنع دخول الوقود».. الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا
  • بلدية رفح توقف تزويد الآبار بالوقود وتحذر من كارثة وشيكة
  • بلدية رفح تعلن توقف تزويد جميع آبار المياه في المدينة بالوقود