وثقت مقاطع مصورة مشاهد مؤلمة لتكدس عشرات الجثث في باحات مجمع الشفاء الطبي المحاصر في مدينة غزة، فيما تعجز الكوادر الطبية عن الخروج لدفنهم بسبب عدم موافقة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الفيديو المتداول، يظهر تواصل استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمرافق المستشفى والأبنية المحيطة به، فيما يقنص جنود الاحتلال كل من يحاول الخروج.



مشاهد من مستشفى الشفاء حيث وجود عشرات الجثث ملقاة في ساحة المستشفى منذ أيام ولا يسمح الاحتلال بدفنهم pic.twitter.com/OpX4IoOv6S — القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) November 14, 2023
وأظهر المقطع المصور الذي بثته قناة "الجزيرة"، تناثر العديد من جثث الشهداء في الشوارع المحيطة بالمستشفى جراء استهداف الاحتلال، ما يحول دون انتشالها قبل أن تتحلل.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن مدير مستشفى الشفاء  محمد أبو سلمية، عن استشهاد أكثر من 40 شخصا من المرضى والمصابين بينهم أطفال خدج، جراء خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل بسبب القصف ونفاد الوقود.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إنها قررت دفن جثامين ما بين 100 إلى 120 شهيدا في مقبرة جماعية بسبب تعذر الخروج من المستشفى في ظل تحلل الجثث وانتشار الأمراض.


وأوضحت الوزارة أن عدد الشهداء مرشح للزيادة بسبب العجز عن تأمين الرعاية الطبية للمرضى والجرحى، عدم قدرة  أي سيارة إسعاف من دخول مجمع الشفاء الطبي منذ ليلة الجمعة الماضية.

وشددت على أن قذائف الاحتلال لا تزال تسقط على مجمع الشفاء الطبي، وأن كل من فيه محاصر بموت محقق بسبب انعدام مقومات الحياة كالماء والطعام.

وفي فيديو آخر، تظهر سيدة فلسطينية وهي تتردد جثمان أحد أقاربها في ساحة مستشفى الشفاء؛ حيث تتواجد عشرات الجثث منذ أيام.

فلسطينية تتردد على جثمان أحد أقاربها في ساحة مستشفى الشفاء ؛ حيث تتواجد عشرات الجثث في ساحة المشفى منذ 4 أيام ولا يسمح الاحتلال بدفنهم..#غزة_تنزف #مستشفى_الشفاء pic.twitter.com/jlEWTDEDio — فلسطين بوست (@PalpostN) November 14, 2023
يأتي ذلك في وقت يصعد فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على سائر مستشفيات قطاع غزة، لا سيما المتواجدة في مناطق الشمال، ما أسفر عن خروج عشرات المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة جراء القصف المتواصل ونفاد الوقود.

ولليوم التاسع والثلاثين على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة؛ في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين والمستشفيات.

وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 11240 شهيدا؛ بينهم 4630 طفلا و3130 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ28 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء فلسطينية فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مستشفى الشفاء عشرات الجثث فی ساحة

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت ترصد واقع المحاصرين في مستشفيي العودة والإندونيسي

غزة- على سرير متهالك وتحت سقف متداع من هول الانفجارات، يجلس المريض السبعيني نزار أبو المعزة، وقد أنهكه المرض والجوع، فلا دواء ولا طعام في المستشفى الإندونيسي المحاصر في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والذي لا يزال يتعرض لقصف أسفر اليوم الاثنين عن إصابة ممرض، حيث يطالب جيش الاحتلال طاقم المستشفى بإخلائه بالكامل، بالتزامن مع حصار وتهديد مماثلين لمستشفى العودة.

وكان أبو المعزة من بين قلة لم تعتقلها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأجبرتها على النزوح نحو المستشفى الإندونيسي، إثر اقتحام مستشفى كمال عدوان القريب منه في البلدة ذاتها، التي تتعرض -أسوة بمخيم جباليا وباقي بلدات محافظة شمال القطاع- لعملية عسكرية برية شرسة منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتحامل أبو المعزة ورفاقه من المرضى على آلامهم حتى وصلوا للمستشفى الإندونيسي، وهو بحسب وزارة الصحة الأول من بين مستشفيات شمال القطاع الذي يخرج عن الخدمة مع بدايات العملية البرية.

وتقول وزارة الصحة إن 3 مستشفيات حكومية في شمال القطاع خرجت عن الخدمة تباعا، هي "الإندونيسي" و"بيت حانون"، وآخرها كمال عدوان الذي ناله دمار هائل وأضرمت فيه قوات الاحتلال النيران، واعتقلت نحو 240 شخصا منه، أبرزهم مديره الدكتور حسام أبو صفية.

إعلان

وبالنسبة لأبو المعزة ومن معه، فإنهم يعيشون بحسب وصفه "أياما مرعبة" داخل الإندونيسي، تحاصرهم الدبابات، ولا تغادر الطائرات الحربية والمسيرات أجواء المستشفى، وسط قصف جوي ومدفعي لا يتوقف، يتزامن مع عمليات تجريف وإضرام النيران في المنازل والمباني المتاخمة للمستشفى.

لا تتوفر للمريض النزيل بالمستشفى الإندونيسي نزار أبو المعزة سوى وجبة طعام واحدة والقليل من الماء والدواء (الجزيرة) حصار الإندونيسي

ولا تتوفر لهذا المريض وغيره من المرضى والمحاصرين في المستشفى الإندونيسي سوى وجبة طعام واحدة يوميا، ويقول للجزيرة نت إن "كل دقيقة تمر علينا هنا ونحن على قيد الحياة هي عمر جديد (..) نشعر أن الموت قريب منا وقد يخطف أرواحنا في أي لحظة".

ويوجَد داخل هذا المستشفى الحكومي الصغير 18 شخصا، من بينهم 10 كوادر طبية، و8 مرضى وجرحى، أصغرهم الطفلة الجريحة سارة نصار.

وتقول سارة (4 أعوام) للجزيرة نت إنها لا تجد الماء للشرب إلا قليلا، وحتى الماء للنظافة غير متوفر، وتضطر لاستخدام المحلول الطبي لغسل وجهها وجسدها، حيث دمرت قوات الاحتلال محطة وخزانات المياه بالمستشفى.

وعلى صغر سنها، فإن هذه الطفلة التي تعاني هي ووالدتها من جروح وكسور نتيجة غارة جوية إسرائيلية، تدرك أنها محاصرة في المستشفى، وأن الخطر يحيطها من كل جانب، وتقول "بدي أروح (أنزح) على غرب غزة"، وهي المنطقة التي يبدو أنها اعتادت سماعها من كثرة تكرارها من قبل الاحتلال، خلال مطالبته سكان الشمال بمغادرة منازلهم والنزوح نحو المناطق الغربية من مدينة غزة.

وتشير التقديرات المحلية إلى أن مدينة غزة، وهي كبرى مدن القطاع الساحلي الصغير، تكتظ حاليا بزهاء نصف مليون فلسطيني، من بينهم حوالي 180 ألفا من مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، أجبروا على النزوح على وقع المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

سارة نصار أصغر المحاصرين في مستشفى الإندونيسي ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة (الجزيرة) صمود طبي

وتتمسك إدارتا مستشفيي الإندونيسي، والعودة (جمعية أهلية)، بالبقاء وعدم النزوح، وبينما خرجت الأولى عن الخدمة تماما، فإن مدير العودة محمد صالحة يقول للجزيرة نت "سنبقى هنا ولن نخلي المستشفى حتى لو بقي مواطن واحد في الشمال يحتاج الخدمة الطبية".

إعلان

ويقول المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، للجزيرة نت "جرت محاولة سابقة لإجلاء بعض المرضى والنازحين من مستشفيات الشمال، ورغم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وهيئات دولية مختصة، فإن الاحتلال أوقف سيارتين تقلان 10 أشخاص واعتقل 4 منهم، ومن بعدها بات الناس يخشون المغادرة ويتمسكون بالبقاء داخل المستشفيات حتى آخر نفس".

وفي سبيل إجبار مستشفى العودة على الإخلاء القسري، تحكم قوات الاحتلال حصارها عليه، ووصل الأمر للتهديد بقصفه على رؤوس من فيه، وبحسب صالحة فإن "أسيرا لدى الاحتلال حمل لنا قبل يومين رسالة مكتوبة بإخلائه وإلا سنتعرض للموت، ورفضنا لأن لدينا مرضى وإخلاء المستشفيات لا يتم بهذه الطريقة، وعاد إلينا مجددا بعد ساعة ونصف تقريبا ووقف أمام مدخل مبنى الاستقبال ومسيرة "كواد كابتر" تحلق فوق رأسه، وقد حمل رسالة تهديد شفهية بأنه سيتم قصف المستشفى فوق رؤوسنا".

ويوجد داخل المستشفى 112 شخصا -من بينهم 38 مريضا- ويضيف صالحة "في الفترة ما بين الرسالتين ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة على باب مبنى الاستقبال وأصيب موظفان"، وليلا دمروا خزان الوقود الوحيد ويحوي كمية قليلة، وبإصرار يؤكد "مهما حدث، لن نتخلى عن المرضى، ولن نخلي المستشفى بهذه الطريقة".

وتمعن قوات الاحتلال في إحكام الخناق على مستشفى العودة قصفا وحصارا، وقد دأبت منذ العملية البرية على مخيم جباليا ومحافظة الشمال على رفض وصول أي مهمة إنسانية لمنظمة الصحة العالمية والهيئات المختصة إليه لإمداده بالوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.

ووفقا لصالحة، فإنه على ضوء خروج كمال عدوان والإندونيسي عن الخدمة، بات "العودة" وحيدا في تلك المناطق، "وتواصلنا مع الصحة العالمية من أجل تزودينا بالإمدادات الضرورية لضمان استمرارية عملنا كمستشفى وحيد لا يزال قائما في الشمال المحاصر والمدمر".

إعلان

ويشير صالحة إلى أن العودة ليس بإمكانه تغطية كل الخدمات الصحية الضرورية، خاصة أن 70% من الإصابات الناجمة عن القصف الإسرائيلي تحتاج لجراحة عظام، في الوقت الذي يوجد فيه بالمستشفى وكل مناطق الشمال طبيب جراح وحيد يُجري العمليات الجراحية المنقذة للحياة فقط، في حين اعتقل الاحتلال رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى العودة الدكتور محمد عبيد، أثناء وجوده في مستشفى كمال عدوان وقت اقتحامه.

الطفلة سارة نصار ووالدتها تعانيان من جروح وكسور نتيجة غارة جوية إسرائيلية (الجزيرة) حكم بالإعدام

وتبدو الصورة أكثر قتامة في المستشفى الإندونيسي ومحيطه، ويقول مديره، الدكتور مروان السلطان، للجزيرة نت، إنه جرى تحييد المستشفى عن الخدمة منذ الأيام الأولى للعملية البرية الأخيرة ضد مخيم جباليا ومحافظة الشمال.

وإمعانا في عدم تمكين المستشفى من استئناف العمل أو تقديم أي خدمة طبية للمرضى، عمدت قوات الاحتلال قبل بضعة أيام إلى تدمير مولدات الكهرباء ومحطات الأكسجين ومحطة وخزانات المياه، وإزاء ذلك يؤكد السلطان "أوضاعنا هنا صعبة ومعقدة، حيث لا ماء ولا طعام ولا دواء، وليس لدينا أي مقومات لتقديم الخدمة الطبية".

ويرى السلطان فيما يتعرض له المستشفى الإندونيسي حاليا "حكما بالإعدام" على الموجودين بداخله، ويقول "خاطبنا الصحة العالمية لوضعها أمام مسؤولياتها وإيجاد بديل كإنشاء مستشفى ميداني بالقرب منا لتقديم الخدمة الطبية".

وأفاد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة بأنه "بعدما أخرجت كمال عدوان عن الخدمة كليا، فإن قوات الاحتلال تستكمل جريمتها عبر تصعيد التهديد ضد مستشفيي الإندونيسي والعودة، في إمعان وسياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية الصحية في القطاع".

ورغم مزاعم الاحتلال الواهية باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، فإنه فشل فشلا ذريعا في تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاته وأكاذيبه، ويضيف المسؤول الحكومي "لقد بات واضحا أن هذه الجرائم تأتي في سياق سياسة التطهير العرقي وخطة الجنرالات الإجرامية التي تسعى إلى تهجير شعبنا من محافظة الشمال".

إعلان

ويقدر الثوابتة أن 40 ألف فلسطيني محرومون من الرعاية الصحية في مناطق الشمال، جراء سياسة الاستهداف الممنهجة بحق المستشفيات والمرافق الصحية التي لم تتوقف منذ اندلاع حرب الإبادة ضد القطاع والمتصاعدة في عامها الثاني على التوالي.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات العدو
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسحد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • مجزرة جديدة ضد النازحين في غزة و عشرات الشهداء بينهم أطفال
  • مجزرة ضد النازحين.. عشرات الشهداء بينهم أطفال في قصف على خانيونس وجباليا (شاهد)
  • عشرات الشهداء بغزة والمقاومة تستولي على مُسيرات إسرائيلية
  • القسام تعرض مشاهد توثق سيطرتها على مسيّرات إسرائيلية برفح
  • تشييع جثامين عدد من الشهداء في مستشفى الأقصى بغزة.. فيديو
  • الجزيرة نت ترصد واقع المحاصرين في مستشفيي العودة والإندونيسي
  • عشرات الشهداء بغزة والاحتلال يكثف غاراته على وسط وجنوب القطاع
  • صورة: عشرات الشهداء والإصابات في غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة اليوم