عثروا عليه بالصدفة.. اكتشاف نادر لا يقدر بثمن في مقبرة مصرية
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تمكن علماء الآثار من اكتشاف جديد في مقبرة قديمة تحت الأرض في مصر، عن طريق الصدفة فلولا دقة البحث ربما لم يتمكن علماء الآثار من العثور عليها أبدًا.
ووفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، عثر العلماء على سن مكسور، وفي البداية، اعتقدت المشرفة على الموقع وعالمة الآثار ميليندا كينج ويتزل، أنها كانت تنظر إلى جنين من زمن الفراعنة المصريين.
ولكن عندما أظهرت القبر لمدير الآثار البيولوجية للموقع، جريتشن دابس ، تبين أن الاكتشاف أكثر ندرة في الطبيعة، ويزعم ويتزل ودابس، جنبًا إلى جنب مع مشرفة أخرى على الموقع، آنا ستيفنز، أنهم عثروا على أقدم دليل على ورم خبيث في رحم إمرأة مصرية، أو ورم الخلايا الجرثومية.
بدت الكتلة لهم عبارة من أنسجة غير منظمة ومكتملة التكوين، مثل العظام والأسنان. حجمها حوالي (3 × 2) سم ويعود عمرها إلى منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
يعتقد الباحثون ، أن هذا الاكتشاف يضيف "عمقًا زمنيًا وجغرافيًا كبيرًا لفهمنا لهذه الحالة في الماضي".
يعمل ويتزل ودابس وستيفينز معًا في هذا الموقع الأثري على الضفاف الشرقية لنهر النيل.
ويهدف هذا التنقيب المستمر والطويل الأمد إلى الكشف عن مقابر الأشخاص العاديين المدفونين بالقرب من موقع العمارنة القديمة، وعثروا على هيكل عظمي لأنثى شابة مصابة بورم المبيض مدفونة في مقبرة متعددة الغرف بمقبرة صحراء شمال العمارنة.
ويعتقد أن عمرها كان بين 18 و 21 عامًا عندما توفيت، دُفنت الفتاة ويداها موضوعتان على حوضها وملفوفتان بطريقة شائعة في مقابر العمارنة.
يقول الباحثون أن هذا الاكتشاف نادر جدًا في علم الآثار، حيث يعتبر الحالة الخامسة من نوعها التي يتم اكتشافها بواسطة علماء الآثار والوحيدة من مصر.
يشير هذا الورم إلى أنه أقدم بعدة قرون من الأورام المسخية القديمة الأخرى التي تم اكتشافها في إسبانيا وفرنسا وبيرو والبرتغال، وبعد فحص دقيق من علماء الآثار لاحظوا الأمر المثير للاهتمام وهو أن الورم المكتشف في هذا الجنين يشبه إلى حد كبير ورم المبيض الحديث الذي يصيب البشر، وهذا يشير إلى أن هذا النوع من الأورام يمكن أن يكون موجودًا منذ آلاف السنين.
من المثير للدهشة أنه على الرغم من أن الورم كان موجودًا في جنين من الفراعنة المصريين قبل أكثر من 3,000 عام، فإن الأطباء القدماء لم يكونوا قادرين على تشخيصه وعلاجه، وهذا يعكس التحديات والصعوبات التي كانت تواجه الطب القديم في فهم ومعالجة الأمراض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اكتشاف جديد الباحثون العلماء علماء الآثار
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أقدم صخور الأرض في كندا بعمر 4.16 مليارات سنة
يرقد جزء من القشرة الأرضية الأولى، الذي يحتوي على الصخور الأقدم على الإطلاق، على شواطئ خليج هدسون في شمال شرق كندا، وتحديدا في تشكيل يُعرف باسم "حزام نوفواغيتوك غرينستون".
ويتفق العلماء منذ سنوات على أن عمر هذه الصخور لا يقل عن 3.8 مليارات سنة، ولكن دراسة جديدة نشرت في مجلة ساينس تشير إلى أن عمرها قد يبلغ 4.16 مليارات سنة، مما يجعلها أقدم من أي صخور معروفة أخرى بنحو 160 مليون سنة، وربما الشاهد الوحيد المتبقي من "الدهر الجهنمي" ضمن تاريخ الأرض، أو المعروف باسم هاديان.
في عام 2008، أعلن جوناثان أونيل، الجيولوجي والأستاذ المساعد في جامعة أوتاوا الكندية، وزملاؤه أن صخور حزام نوفواغيتوك غرينستون قد تعود إلى 4.3 مليارات سنة، إلا أن أونيل قد أشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن هذه النتائج قد قوبلت بتحفظ كبير من علماء آخرين.
وأوضح أونيل أن ذلك بسبب اعتماد الدراسة على التأريخ الإشعاعي باستخدام نظائر الساماريوم والنيوديميوم، بدلا من معدن الزركون الذي يُعد المعيار الذهبي لتأريخ الصخور نظرا لاستقراره عبر الزمن.
وتكمن صعوبة الاعتماد على الساماريوم في أنه يتحلل إلى النيوديميوم عبر مسارين مختلفين وهما طريق الساماريوم-146 إلى النيوديميوم-142، بعمر نصف قصير نسبيا يقارب 96 مليون سنة، وطريق الساماريوم-147 إلى النيوديميوم-143، بعمر نصف طويل يمتد إلى تريليونات السنين.
ويعرف عمر النصف بأنه الوقت اللازم لتحلل نصف كمية مادة مشعة أو ليفقد العنصر المشع نصف نشاطه الإشعاعي. بمعنى آخر، إذا كان لديك 100 غرام من عنصر مشع، فإن عمر النصف هو المدة التي يتبقى بعدها 50 غراما فقط منه، بعد أن تحللت الذرات الأخرى إلى عناصر مختلفة.
إعلانويقول أونيل: "اقترحنا في عام 2008 أن عمر الصخور البركانية 4.3 مليارات سنة بالاعتماد على تحلل الساماريوم-146 إلى النيوديميوم-142، ولكن الاعتماد على تحلل الساماريوم-147 إلى النيوديميوم-143 يُعطي عمرا أصغر يتراوح بين 3.3 و3.8 مليارات سنة، وهو السبب الرئيسي وراء الجدل الدائر حول عمرها".
يفسر أونيل للجزيرة نت أنّ التباين في عمر الصخور بالاعتماد على المسارين المختلفين للتأريخ الإشعاعي ناتج عن تشوه في السجل الإشعاعي، إذ إن التحلل للنظير ذي نصف العمر الطويل ما زال نشطا حتى اليوم، ويمكن أن يكون حساسا لكل حدث حراري شهدته الصخور على مدار تاريخها.
ويضيف:" أثناء التحلل، يمكن للمسار طويل العمر أن يعيد ضبط نفسه جزئيا أو كليا لإعطاء أعمار أصغر ظاهريا، في حين يصعب جدا التأثير على المسار قصير العمر لكون التحلل انتهى بالفعل بعد مرور 4 مليارات سنة".
ولتجاوز هذه الإشكالية، لجأ الفريق إلى الصخور التي تشكّلت لاحقا بعد اختراق صهارة من طبقة الوشاح قشرة الأرض القديمة، وبما أن هذه التكوينات النارية أحدث من الصخور الأصلية، فإن تأريخها يحدّد العمر الأدنى لحزام نوفواغيتوك غرينستون.
واللافت أن تأريخ هذه الصخور باستخدام كلا المسارين الإشعاعيين أعطى نتائج متطابقة: 4.16 مليارات سنة، مما يعزز بشدة فرضية أن صخور حزام نوفواغيتوك غرينستون ترجع إلى الدهر الجهنمي وهي الأقدم على الإطلاق حتى اليوم.
ويتوقع أونيل أن يجد معارضة في الوسط العلمي لهذا الاكتشاف هذه المرة أيضا بزعم أن العمر القديم هذا ناتج عن اختلاط بصخور القشرة الأولى التي لم تعد موجودة، ولكنه يؤكد أنه للحصول على النتيجة نفسها باستخدام كلا المسارين الإشعاعين فلا بد أن يكون الاختلاط حصل بدقة تامة: في الوقت المناسب، وبالكميات المناسبة، وبنسبة نظائر دقيقة جدا.
وبهذا الصدد يقول أونيل:" يتطلب الأمر أيضا حَدَثي اختلاط يؤثران فقط على صخور محددة في حزام نوفواغيتوك غرينستون، ليس هذا سيناريو مستحيلا لكنني أعتبره مستبعدا للغاية والبديل البسيط هو أن الصخور قديمة جدا!".
أهمية هذا الاكتشافيُعتقد أن الأرض بدأت في الانقسام إلى صفائح تكتونية قبل نحو 3.8 مليارات سنة، وهو ما أدى إلى طمر القشرة القديمة تحت السطح وتعرضها للتحوّل الحراري والكيميائي، ولكن أجزاء من القشرة القديمة نجت من هذا المصير في المناطق البعيدة عن حواف الصفائح، ويُعد حزام نوفواغيتوك غرينستون من أبرز هذه المناطق، إذ ظل بمعزل نسبيا عن التشوهات الكبرى محتفظا بسجل جيولوجي فريد من نوعه.
يرى أونيل أنه، وإلى جانب القيمة الزمنية لهذا الحزام، قد يحمل أدلة حاسمة لفهم بدايات كوكبنا، لكونه يرجع لأول 500 مليون سنة من عمر الأرض، إذ يساعدنا على فهم كيفية تشكّل القشرة الأرضية والقارات الأولى وما العمليات الجيوديناميكية التي ساهمت بذلك والظروف البيئية المحيطة.
إلى جانب ذلك، فإن بعض صخور هذا الحزام تشكلت من ترسيب مواد من مياه البحر، وقد تساعد في إعادة بناء كيمياء المحيطات الأولى، ودرجة حرارتها، وربما الغلاف الجوي في تلك الحقبة، بل حتى الكشف عن أقدم آثار للحياة على كوكبنا.
إعلانمن الجدير بالذكر أنه وبرغم أهمية هذا الاكتشاف فإن مستقبل الأبحاث في هذه المنطقة يواجه صعوبات كثيرة، فقد تم إغلاق الموقع أمام المزيد من الحفريات بعد أن أدى جمع العينات على مدى السنوات الماضية إلى الإضرار بالمنطقة.