هل جاء ارسال بايدن قنابل عنقودية الى اوكرانيا اعترافا رسميا بفشل “الهجوم المضاد” وانتصار روسيا واقتراب الحرب النووية؟ ولماذا تتصاعد الأصوات المعارضة لهذه الخطوة داخل أمريكا وفي أوروبا؟ وكيف دفع العراقيون واطفالهم ثمنا باهظا من استهدافهم بهذه ا
تاريخ النشر: 8th, July 2023 GMT
عبد الباري عطوان قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المفاجئ، بإرسال قنابل عنقودية محرمة دوليا بل وامريكيا، الى اوكرانيا، لخطورتها على المدنيين، والأطفال تحديدا، يعكس فشلا ذريعا للهجوم الاوكراني المضاد، وتفاقم حالة اليأس الامريكية بإلحاق هزيمة بروسيا، وإسقاط نظامها، وتنفيذ مخططات تفتيتها في المستقبل المنظور.
*** القنابل العنقودية هذه حظرتها، وانتاجها، واستخدامها معاهدة أوسلو الموقعة عام 2008 ووقعت عليها 123 دولة (ليس من بينها امريكا وإسرائيل وروسيا وأوكرانيا) تحتوي على عناقيد من القنابل الصغيرة، وتنفتح في الهواء فوق المناطق المستهدفة، وتلقى هذه القنابل التي لا ينفجر الا 97 بالمئة منها في حينها، ويكون بعضها على شكل لعب أطفال، لنشر حممها على مناطق واسعة، ويمكن ان تدفن في التربة لسنوات بعد انتهاء الحرب، واكثر من 70 بالمئة من ضحاياها من الأطفال، حسب الدراسات الأممية، ويمكن اطلاقها من الطائرات، وبالمدفعية، او بالصواريخ، ولا تميز بين العسكريين والمدنيين، وتقتل عشرات الآلاف، وتعرقل مشاريع التنمية الزراعية والصناعية. الرئيس بايدن برر اقدامه على هذه الخطوة التي تعني اشعال فتيل حرب إبادة جماعية، بأن ذخائر الاوكرانيين آخذه في النفاذ، وتحقيق القوات الروسية العديد من الانتصارات في ميادين القتال الامر الذي “يفضح” كل فصول ومسلسلات الحرب الدعائية الغربية التي تحدثت وعلى مدى 500 يوم من الحرب عن هزيمة الروس وجيشهم وحدوث صراعات داخله، وإنهيار الاقتصاد الروسي، وتحقيق الجيش الاوكراني انتصارات على عدة جبهات. اليوم ينكشف الطابق، وتظهر الحقائق بشكل جلي وللمرة الأولى، وبما يصيب الإعلاميين الأمريكي والغربي في مقتل، وهو الاعلام الذي تباهى دائما ومنذ بداية الحرب بمصداقيته وبمهنيته، ومن خلال حشد العديد من “الخبراء” للظهور على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي لبث حملات التضليل المشبوهة. الجيش الأمريكي الذي يوصف بالانضباط الأخلاقي والإنساني، والالتزام بالمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين، استخدم هذه القنابل العنقودية بكثافة اثناء غزوه للعراق عام 2003، جنبا الى جنب مع قذائف اليورانيوم المنضب، الأمر الذي أدى الى استشهاد اكثر من مليون مدني عراقي، حسب تقرير موثق لمجلة “لانسيت” الطبية البريطانية الأكثر مصداقية في العالم اثناء الحرب، ومليون قبلها اثناء الحصار، وما زالت الوفيات مستمرة في أوساط الأشقاء العراقيين الأبرياء واطفالهم، من جراء الاشعاعات النووية، او انفجار بقايا القنابل العنقودية. السيناتور روبرت كينيدي جونيور، المرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، الذي يتسم بالجرأة وبالشجاعة، كان اول من علق الجرس في أمريكا، واصدر بيانا فورا يعارض هذه الخطوة، أي تزويد أوكرانيا بهذه القنابل، ولم يتردد في وصف قرار الرئيس بايدن بالطائش، وسيؤدي الى تصعيد الصراع، حتى ان دولا أوروبية حليفة لواشنطن مثل المانيا واسبانيا والنمسا وكذلك دول أخرى أعضاء في حلف الناتو من الموقعة على معاهدة أوسلو لحظر القنابل العنقودية اتخذت الموقف نفسه، وعارضت هذا القرار المتهور للرئيس بايدن. *** ختاما نقول ان إرسال إدارة بايدن لهذا النوع من القنابل العنقودية في محاولة يائسة لتجنب الهزيمة في الحرب الأوكرانية التي خططت لها بعناية، وأوقعت روسيا مكرهة في مصيدتها وجرها الى شن هجوم استباقي، هذه الخطوة تكشف عن المأزق الأخلاقي والسياسي الذي تعيشه الولايات المتحدة هذه الأيام ولم يفقدها صوابها فقط، وانما دفعها الى الإنحدار وبسرعة نحو خطوة انتحارية ربما تؤدي الى تدمير نفسها، والعالم بأسره، فرئيسها هرم، فاقد الاهلية، وبات اسيرا للوبيات السلاح وتعطشها للحروب. أمريكا انهزمت في أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط، وقريبا في أوروبا، وتقف حاليا على حافة خسارة موقعها كقوة عظمى وحيدة تسيطر على سقف العالم، وتتحكم بشؤونه لمصلحة القوتين العظميين روسيا والصين، ولهذا باتت مثل النمر الجريح اكثر خطورة، وتضرب في جميع الاتجاهات، ولهذا يجب على حلفائها الأوروبيين أولا، والشعب الأمريكي ثانيا، وكل دول العالم ثالثا، ان يتحركوا بسرعة لمنعها من التهور ومحاولة تجنبها للهزيمة بتدمير العالم، باستخدام ترسانتها النووية (خمسة آلاف رأس نووي) على غرار ما حدث في هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين. اليوم قنابل عنقودية لاوكرانيا، وغدا أسلحة كيماوية وبيولوجية، وبعد غد رؤوس نووية مع صواريخ باليستية لحملها واطلاقها.. نعم الحرب العالمية الثالثة بدأت، وأشعلت أمريكا فتيلها، والآن تدفع بها للإنحدار الى حرب نووية اذا لم يتم منعها وبأقصى سرعة.. والأيام بيننا.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: القنابل العنقودیة هذه القنابل
إقرأ أيضاً:
لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في اعتراض صاروخ “فلسطين2”
الوحدة نيوز:
كشف الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان عن خصائص صاروخ “فلسطين 2” الذي أطلقه القوات المسلحة اليمنية على إسرائيل، وتسبب في سقوط جرحى وحالة من الهلع.
وقال إن صاروخ “فلسطين 2″، الذي جرى تطويره خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، تصل سرعته النهائية إلى 16 ماخا، وهذا ما يجعل كل المنظومات الاعتراضية في المنطقة عاجزة عن التصدي له.
وأُصيب إسرائيليون جراء سقوط صاروخ أُطلق من اليمن على منطقة يافا قرب تل أبيب، فجر اليوم السبت، حيث دوت صافرات الإنذار في مناطق عدة بإسرائيل. وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن الجيش يحقق في سبب الفشل باعتراض الصاروخ اليمني الذي انفجر في تل أبيب وخلف 30 مصابا.
وأشار شمسان إلى أن أحدث المنظومات “ثاد”، التي قال إن الأميركيين أحضروها لحماية إسرائيل، تصل أقصى سرعة لصدها إلى 9 ماخات، وبالتالي لا يمكن لأي منظومة قائمة اليوم أن تعترض صاروخا تصل سرعته إلى 16 ماخا.
وأكد أن المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية قد فشلت في اعتراض الصاروخ اليمني، وهو صاروخ فرط صوتي لا داخل الغلاف الجوي ولا خارجه.
وأضاف شمسان -في مقابلة مع الجزيرة- أن “تطور القدرات الصاروخية لليمن يعني امتلاكه معادلات القوة الكفيلة بقلب الموازين في المنطقة”.
وعن توقيت استخدام صاروخ “فلسطين 2″، قال شمسان إنه تم تطوير هذا النوع من الصواريخ خلال مرحلة العدوان على قطاع غزة واليمن، أي أن العملية تمت في ظل فترة قياسية زمنية، وكشف أنهم يعملون على تطوير هذه القدرات إلى أعلى مستوى ممكن، على مستوى المدى والقدرة التدميرية والدقة.
وأكد أن الحديث عن تطوير صاروخ “فلسطين 2” بدأ منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وكان قد سبقه الحديث عن صاروخ “حاطم” الفرط صوتي المخصص لضرب أهداف بحرية.
وكانت القوات المسلحة اليمنية كشفت عن الصاروخ مطلع يونيو/حزيران 2024، وقالت إنه ينتمي إلى صنف الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، وهو صاروخ أرض أرض، متطور وموجه بدقة.
ومن جهة أخرى، حذر الخبير العسكري شمسان إسرائيل بأن عمليات الحوثيين “ستتصاعد على مستوى وتيرة زمنية متقاربة جدا، وستتصاعد حجم القوة النارية والضربات المركزة نحو أهداف حساسة، وقد تستهدف منشآت نفطية وغازية واقتصادية”.