رأي اليوم:
2025-01-22@19:57:31 GMT
هل جاء ارسال بايدن قنابل عنقودية الى اوكرانيا اعترافا رسميا بفشل “الهجوم المضاد” وانتصار روسيا واقتراب الحرب النووية؟ ولماذا تتصاعد الأصوات المعارضة لهذه الخطوة داخل أمريكا وفي أوروبا؟ وكيف دفع العراقيون واطفالهم ثمنا باهظا من استهدافهم بهذه ا
تاريخ النشر: 8th, July 2023 GMT
عبد الباري عطوان قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المفاجئ، بإرسال قنابل عنقودية محرمة دوليا بل وامريكيا، الى اوكرانيا، لخطورتها على المدنيين، والأطفال تحديدا، يعكس فشلا ذريعا للهجوم الاوكراني المضاد، وتفاقم حالة اليأس الامريكية بإلحاق هزيمة بروسيا، وإسقاط نظامها، وتنفيذ مخططات تفتيتها في المستقبل المنظور.
*** القنابل العنقودية هذه حظرتها، وانتاجها، واستخدامها معاهدة أوسلو الموقعة عام 2008 ووقعت عليها 123 دولة (ليس من بينها امريكا وإسرائيل وروسيا وأوكرانيا) تحتوي على عناقيد من القنابل الصغيرة، وتنفتح في الهواء فوق المناطق المستهدفة، وتلقى هذه القنابل التي لا ينفجر الا 97 بالمئة منها في حينها، ويكون بعضها على شكل لعب أطفال، لنشر حممها على مناطق واسعة، ويمكن ان تدفن في التربة لسنوات بعد انتهاء الحرب، واكثر من 70 بالمئة من ضحاياها من الأطفال، حسب الدراسات الأممية، ويمكن اطلاقها من الطائرات، وبالمدفعية، او بالصواريخ، ولا تميز بين العسكريين والمدنيين، وتقتل عشرات الآلاف، وتعرقل مشاريع التنمية الزراعية والصناعية. الرئيس بايدن برر اقدامه على هذه الخطوة التي تعني اشعال فتيل حرب إبادة جماعية، بأن ذخائر الاوكرانيين آخذه في النفاذ، وتحقيق القوات الروسية العديد من الانتصارات في ميادين القتال الامر الذي “يفضح” كل فصول ومسلسلات الحرب الدعائية الغربية التي تحدثت وعلى مدى 500 يوم من الحرب عن هزيمة الروس وجيشهم وحدوث صراعات داخله، وإنهيار الاقتصاد الروسي، وتحقيق الجيش الاوكراني انتصارات على عدة جبهات. اليوم ينكشف الطابق، وتظهر الحقائق بشكل جلي وللمرة الأولى، وبما يصيب الإعلاميين الأمريكي والغربي في مقتل، وهو الاعلام الذي تباهى دائما ومنذ بداية الحرب بمصداقيته وبمهنيته، ومن خلال حشد العديد من “الخبراء” للظهور على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي لبث حملات التضليل المشبوهة. الجيش الأمريكي الذي يوصف بالانضباط الأخلاقي والإنساني، والالتزام بالمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين، استخدم هذه القنابل العنقودية بكثافة اثناء غزوه للعراق عام 2003، جنبا الى جنب مع قذائف اليورانيوم المنضب، الأمر الذي أدى الى استشهاد اكثر من مليون مدني عراقي، حسب تقرير موثق لمجلة “لانسيت” الطبية البريطانية الأكثر مصداقية في العالم اثناء الحرب، ومليون قبلها اثناء الحصار، وما زالت الوفيات مستمرة في أوساط الأشقاء العراقيين الأبرياء واطفالهم، من جراء الاشعاعات النووية، او انفجار بقايا القنابل العنقودية. السيناتور روبرت كينيدي جونيور، المرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، الذي يتسم بالجرأة وبالشجاعة، كان اول من علق الجرس في أمريكا، واصدر بيانا فورا يعارض هذه الخطوة، أي تزويد أوكرانيا بهذه القنابل، ولم يتردد في وصف قرار الرئيس بايدن بالطائش، وسيؤدي الى تصعيد الصراع، حتى ان دولا أوروبية حليفة لواشنطن مثل المانيا واسبانيا والنمسا وكذلك دول أخرى أعضاء في حلف الناتو من الموقعة على معاهدة أوسلو لحظر القنابل العنقودية اتخذت الموقف نفسه، وعارضت هذا القرار المتهور للرئيس بايدن. *** ختاما نقول ان إرسال إدارة بايدن لهذا النوع من القنابل العنقودية في محاولة يائسة لتجنب الهزيمة في الحرب الأوكرانية التي خططت لها بعناية، وأوقعت روسيا مكرهة في مصيدتها وجرها الى شن هجوم استباقي، هذه الخطوة تكشف عن المأزق الأخلاقي والسياسي الذي تعيشه الولايات المتحدة هذه الأيام ولم يفقدها صوابها فقط، وانما دفعها الى الإنحدار وبسرعة نحو خطوة انتحارية ربما تؤدي الى تدمير نفسها، والعالم بأسره، فرئيسها هرم، فاقد الاهلية، وبات اسيرا للوبيات السلاح وتعطشها للحروب. أمريكا انهزمت في أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط، وقريبا في أوروبا، وتقف حاليا على حافة خسارة موقعها كقوة عظمى وحيدة تسيطر على سقف العالم، وتتحكم بشؤونه لمصلحة القوتين العظميين روسيا والصين، ولهذا باتت مثل النمر الجريح اكثر خطورة، وتضرب في جميع الاتجاهات، ولهذا يجب على حلفائها الأوروبيين أولا، والشعب الأمريكي ثانيا، وكل دول العالم ثالثا، ان يتحركوا بسرعة لمنعها من التهور ومحاولة تجنبها للهزيمة بتدمير العالم، باستخدام ترسانتها النووية (خمسة آلاف رأس نووي) على غرار ما حدث في هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين. اليوم قنابل عنقودية لاوكرانيا، وغدا أسلحة كيماوية وبيولوجية، وبعد غد رؤوس نووية مع صواريخ باليستية لحملها واطلاقها.. نعم الحرب العالمية الثالثة بدأت، وأشعلت أمريكا فتيلها، والآن تدفع بها للإنحدار الى حرب نووية اذا لم يتم منعها وبأقصى سرعة.. والأيام بيننا.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: القنابل العنقودیة هذه القنابل
إقرأ أيضاً:
قريباً..دبلوماسي أوروبي: إسرائيل قررت ضرب منشآت إيران النووية
قال دبلوماسي أوروبي إن إسرائيل، حسمت بالفعل قرار مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، ولكنه لافت إلى أن الهجوم ليس وشيكاً، ولكنه أيضاً ليس في المستقبل البعيد.
وقال الدبلوماسي حسب "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: "نعتقد أن إسرائيل اتخذت قرار الهجوم في أعقاب التطورات في الشرق الأوسط خلال الأشهر القليلة الماضية". وأضاف أن "الهجوم كان وشيكاً على ما يبدو، لكن عدة دول أوروبية فتحت محادثات مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بحثاً عن فرصة لاستخدام الدبلوماسية أو أدوات أخرى لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي".هل حان وقت الدبلوماسية مع "إيران الضعيفة"؟ - موقع 24بينما تعاني إيران من انتكاسات جيوسياسية، سيواجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قريباً قراراً في شأن ما إذا كان سيزيد الضغط على طهران لإضعاف النظام بشكل أكبر، أو الاستفادة من هذا الضعف لمحاولة التفاوض على اتفاق حول القضايا النووية وغيرها. وأشارت الصحيفة إلى أن نشاط الدبلوماسيين الأوروبيين حول هذه القضية شهد ارتفاعاً كبيراً، بسبب مخاوفهم من عدوانية إدارة ترامب المحتملة ضد إيران.
وأكد مسؤولون إسرائيليون، بدءاً من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، في أكثر من مناسبة أخيراً، تشير الاستعدادت لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
وأعلنت إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تدمير معظم أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المتقدمة، رداً على هجوم صاروخي باليستي ثان مباشر شنته طهران على إسرائيل في الشهر ذاته.