بشكل مفاجئ، عاد رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون (2010-2016) إلى الساحة السياسية بتعيينه وزيرا للخارجية خلال تعديل وزاري أمس الإثنين، ومن المستبعد أن يغرد خارج سرب الدعم الرسمي البريطاني للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE).

الموقع لفت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن رئيس الوزراء ريشي سوناك عيَّن كاميرون بعد خلاف مع وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان، التي أُقيلت بعد انتقادها لقمع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في بريطانيا.

وتولي وزير الخارجية السابق جيمس كليفرلي منصب برافرمان، فيما تولى كاميرون منصب كليفرلي. واستقال كاميرون من رئاسة الحكومة في 2016؛ إثر استفتاء صوَّت فيه الناخبون لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وأدى القصف الإسرائيلي المستمر لغزة إلى كارثة إنسانية تهدد سكان القطاع المحاصر، البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني، كما يهدد بالامتداد إلى حرب إقليمية أوسع، كما تابع الموقع.

ولليوم الـ39، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء شن حرب مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و240 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4 آلاف و630 طفلا و3 آلاف و130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الإثنين.

فيما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 240، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

اقرأ أيضاً

ثلثهم من الداعمين لإسرائيل.. اعتقال العشرات خلال مظاهرات لندن الداعمة لفلسطين

دون قيد أو شرط

وكانت بريطانيا، وفقا للموقع، "من الداعمين لإسرائيل منذ أن شن مقاتلو حماس هجومهم على جنوب إسرائيل".

وهذا الهجوم أطلقت عليه "حماس" اسم "طوفان الأقصى"، وشنته ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

الموقع أضاف أنه "من غير المرجح أن ينحرف كاميرون كثيرا عن السياسة السابقة التي أرساها سلفه كليفرلي، فداخل المؤسسة السياسية البريطانية يوجد حاليا إجماع قوي بين الأحزاب على دعم إسرائيل دون قيد أو شرط".

ولفت إلى أنه "لم يدعو المحافظون، بزعامة سوناك، ولا حزب العمال المعارض إلى وقف إطلاق النار، ولذلك فمن غير المرجح أن تكون لتعليقات كاميرون السابقة بشأن فلسطين وإسرائيل أهمية كبيرة بالنسبة للوضع الحالي".

اقرأ أيضاً

استقالة نائب جديد بحزب العمال البريطاني احتجاجا على موقف زعيمه من حرب غزة

انتقادات وتراجع

لم يكد كاميرون يصل إلى السلطة في مايو/ أيار 2010 حتى وجد نفسه في خضم أزمة سياسة خارجية تشمل إسرائيل، كما زاد الموقع.

ولفت إلى أنه في نهاية ذلك الشهر هاجمت إسرائيل أسطولا من القوارب كان يحاول كسر حصارها المفروض على غزة (منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006) وتقديم مساعدات إنسانية، وقتلت القوات الإسرائيلية  10 أتراك كانوا على متن السفينة الرئيسية "مافي مرمرة".

آنذاك كرر كاميرون "التزام المملكة المتحدة القوي بأمن إسرائيل"، لكنه حثها على الرد بشكل بناء على الانتقادات "المشروعة" لأفعالها، واصفا الوضع بأنه "غير مقبول".

وبينما ألقى باللوم على "حماس" في الحصار، ضاعف من انتقاداته لإسرائيل، وقال خلال زيارته تركيا في يوليو/ تموز 2010 إن تصرفات إسرائيل "غير مقبولة على الإطلاق" وقارن الظروف في غزة بـ"معسكر اعتقال".

ولكن في الأشهر والسنوات التالية، أصبح كاميرون أقل انتقادا لإسرائيل، بل وتراجع عن بعض تعليقاته السابقة، وبحلول ديسمبر/كانون الأول من عامه الأول في المنصب، كان يقول إن العلاقات بين المملكة المتحدة وإسرائيل  "غير قابلة للكسر"، وإن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها".

وجاء أحد أكبر الاختبارات لدعم كاميرون لإسرائيل في صيف 2014، عندما شنت إسرائيل حملة قصف واسعة النطاق وغزوا بريا محدودا على غزة.

وخلال الصراع، أعرب كاميرون في البداية عن "قلقه البالغ" إزاء الخسائر بين المدنيين التي تسببها إسرائيل أثناء دفاعه عن "حقها في الدفاع عن النفس"، ثم اتخذ فيما بعد موقفا أكثر صرامة بسبب ضغوط من حزب العمال المعارض.

وبعد غارات جوية إسرائيلية على مباني الأمم المتحدة، قال كاميرون إن الهجمات الإسرائيلية على المدنيين "خاطئة وغير قانونية".

اقرأ أيضاً

لندن تنتفض ضد إسرائيل.. 100 ألف محتج يطالبون بوقف الحرب على غزة

تضامن كامل

أما آخر تعليق لكاميرون على الصراع المستمر، فكان بيان دعم لإسرائيل في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الماضي، إذ كتب على منصة "إكس:" أقف في تضامن كامل مع إسرائيل في هذا الوقت الأكثر تحديا".

و"لكن بعد عودته، ربما تكون وجهات نظر كاميرون السابقة أقل أهمية من الحالة الراهنة للمناخ السياسي البريطاني في ما يتصل بإسرائيل"، كما تابع الموقع.

وأوضح أن "حزب العمال المعارض يعمل على خنق المشاعر المعادية لإسرائيل داخل صفوفه، مما يعني أن أي موقف حكومي مؤيد لإسرائيل من المرجح أن يقابل بدعم كامل من مقاعد المعارضة".

ورجح أنه "في غياب مثل هذه الأصوات الناقدة اللازمة لمحاسبة موقف الحكومة، فمن غير المرجح أن يؤدي تعيين كاميرون إلى تغيير دعم بريطانيا المطلق للهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة".

اقرأ أيضاً

لندن تنتفض ضد إسرائيل.. 100 ألف محتج يطالبون بوقف الحرب على غزة

المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: كاميرون عزة حرب إسرائيل بريطانيا دعم المرجح أن اقرأ أیضا على غزة

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لعدم إبعاد الأسرى خارج فلسطين لصعوبة متابعتهم

وجه المستشرق إيهود يعاري، انتقادات إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقال إنه "يقود الإسرائيليين مرة أخرى لخطأ مدمر، من خلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نظرا لوجود بند مثير للقلق في الخطوط العريضة لصفقة تبادل الأسرى، وقد يكون حاسما لتجديد حماس وقيادتها المستقبلية".

وأضاف يعاري في مقال نشرته القناة الـ12 العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "الأمر يتعلق بقدرة تل أبيب على اتخاذ قرار بشأن ترحيل بعض أسرى حركة حماس البارزين، والذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، وهذا مطلب يصر عليه نتنياهو، وتحت ضغط شركائه اليمينيين".

وتابع: "العديد من قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية يعارضون هذه الخطوة"، موضحا أن "إطلاق سراح قادة حماس من السجون خطأ كبير، لأن السجن يعني قيادة جديدة وخبرة طويلة، وإخراجهم منها، مثل إبراهيم حامد أو عباس السيد، من شأنه أن يؤدي لإضعاف إسرائيل، وضخ دماء جديدة في قيادة حماس".



وأردف قائلا: "يخططون بالفعل من داخل السجن لكيفية الوصول إلى القيادة، وتوجيه حماس نحو مسارات عمل أخرى، وبالتالي فإن الميزة الوحيدة في إطلاق سراحهم، أن يبقوا في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتسهيل مراقبتهم ومتابعتهم ومعالجتهم إذا لزم الأمر".

ودعا إلى "ضرورة التفكير في هذا الأمر أكثر حتى لا نندم عليه فيما بعد، وما زال هناك وقت للضغط على نتنياهو، ومن العار أن نضيع الوقت، وعدم الانسياق إلى فرضية نفي أسرى حماس الثقيلين للخارج، لأن النتيجة ستكون مدمرة، وسيكون من الأفضل لهم أن يفرحوا في قراهم الأصلية في الضفة الغربية وغزة، بدلاً من مواجهتهم كأعداء متطورين في الخارج، مثل صالح العاروري وخليفته زاهر جبارين".

وختم بالقول إنّ "الأسرى القابعين في السجون يكونون أكثر خطورة عندما يكونون بعيدين عن قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على مراقبتهم، وأي محاولة لضربهم تتطلب العمل عن بعد، وبالتالي فإن نتنياهو يقود الإسرائيليين مرة أخرى لخطأ غير ضروري، لأنه قد لا يفهم أي شيء عن مكافحة الإرهاب"، وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: المحتجزة الإسرائيلية المفرج عنها آجام بيرجر في طريقها لإسرائيل
  • "البنتاغون" يؤكد الدعم الكامل لإسرائيل في الدفاع عن نفسها
  • موقع إيطالي: لماذا يتذكر العالم الهولوكوست وينسى جرائم إسرائيل؟
  • موقع صهيوني: عملية “طوفان الأقصى” ضربت “إسرائيل” بصدمات بدنية ونفسية
  • دعوة إسرائيلية لعدم إبعاد الأسرى خارج فلسطين لصعوبة متابعتهم
  • حق سيادي لإسرائيل وندعمه.. مسؤولة أمريكية تعلق على إغلاق مكتب الأونروا ومستقبل حماس في غزة
  • سفيرة إسرائيل: الروس الذين انتقلوا لإسرائيل بدؤوا العودة
  • تعالوا شوفوا كاميرون هدسون قال ايه !!..
  • خبير عسكري: أمريكا راعي إسرائيل بالمنطقة.. وتصريحات ترامب خيال
  • حماس تكشف لإسرائيل قائمة الرهائن الـ33 الأحياء والأموات