"الصليب الأحمر" تحث أطراف النزاع بغزة وإسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها تعمل على مساعدة الضحايا من جميع أطراف النزاع، مشيرة إلى أن نظرا للآثار الإنسانية المدمرة في قطاع غزة وإسرائيل فإنها تواصل حث الأطراف على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وعلى وجه الخصوص تجنيب المدنيين آثار العمليات العسكرية.
وأضافت اللجنة - في بيان، اليوم /الثلاثاء/ - أنها كثفت في الأسابيع الماضية استجابتها الإنسانية في غزة، ولا سيما دعمها للرعاية الصحية الطارئة، وسط ظروف خطيرة وفوضوية.
وفيما يتعلق بالمحتجزين في قطاع غزة.. أشارت اللجنة إلى أن احتجازهم محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، وأنها تواصل بإصرار جهود إطلاق سراح الرهائن، وتبذل كل ما في وسعها للوصول إليهم.
ولفتت إلى أنها لا تستطيع وحدها القيام بذلك، وأنه يجب التوصل إلى اتفاقات تسمح للجنة الدولية بتنفيذ هذا العمل بأمان، وأعربت عن قلقها البالغ إزاء وضع الأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من الأشخاص المستضعفين، الذين هم من بين المحتجزين.
ونوهت إلى أنها تواصل طلب معلومات عن المحتجزين وحالتهم الصحية الحالية، كما تعمل على توضيح مصير المفقودين، وأكدت أهمية أن يعامل الرهائن معاملة إنسانية، وأن يحصلوا على الرعاية الطبية، وأن يكونوا قادرين على التواصل مع أحبائهم، وشددت على استعدادها لتسهيل إطلاق سراحهم، كما فعلت مع أربع رهائن حتى الآن.
وأشارت اللجنة إلى أن رئيسها ميريانا سبولجاريك، سوف تلتقي اليوم، بمقر الهيئة الدولية للصيب الأحمر مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، كما ستلتقى أيضا بوزير الخارجية ووزير الصحة الإسرائيليين.
على صعيد متصل،أكد المتحدث الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر هشام مهنا اليوم /الثلاثاء/ أن المستشفيات في قطاع غزة تحولت إلى مقابر جماعية بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
وقال مهنا ـ في تصريح صحفي ـ إننا طالبنا مرارا بتوفير الحماية المطلقة للمستشفيات والعاملين والجرحى والمرضى، وذلك لأنه يفترض أن يتمتعوا بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأضاف: أن هناك العديد من المستشفيات خرجت عن الخدمة، فضلا عن استهداف عربات الإسعاف، وأن بالأسبوع الماضي تمكن الصليب الأحمر من إيصال أربع شاحنات لمجمع الشفاء الطبي، بعد فقدان إحدى الشاحنات وإصابة أحد السائقين.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني في غزة في غاية الخطورة، مؤكدا أن الصليب الأحمر على أهبة الاستعداد ليقوم بدوره في مساعدة المدنيين خلال النزاعات.
يذكر أنه تم دفن جثامين 170 شهيدا بمقبرة جماعية اليوم /الثلاثاء/ في ساحة مجمع "الشفاء" الطبي بمدينة غزة، لصعوبة دفنها منذ السبت الماضي، بسبب الحصار الذي فُرض عليه من جميع الجهات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اللجنة الدولية للصليب الأحمر القانون الدولي الانساني الدولی الإنسانی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الخطة الصهيونية المُعلنة لإبادة غزة أمام القضاء الدولي
د. عبدالله الأشعل **
الإرهاب الأمريكي جعل الدول الأعضاء في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تتردد في مواصلة المعركة القانونية ومحاربة الإفلات من العقاب الذي قررته واشنطن ونفذته إسرائيل؛ حيث إن واشنطن شريك كامل لإسرائيل في أعمال الإبادة، وتمد إسرائيل بالسلاح الفعَّال في إبادة الشعب الفلسطيني، وتُغطِّي جرائم إسرائيل دبلوماسيًا وتشجعها على ارتكاب الجرائم، كما تمد إسرائيل بالمال، والأهم من ذلك أنها تُلجِم المنظمات الدولية الإنسانية ومُنظمات حقوق الإنسان، وقد فرض الكونجرس عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأنها تحدت إسرائيل وأمريكا وأصدرت أوامر الاعتقال لرئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق المُقال.
والطريف أن محكمة العدل الدولية لا تزال تبحث عن أدلة تثبت أن إسرائيل تتعمد الإبادة. ولعلم المحكمة أن الخطة الأمريكية التي تنفذها إسرائيل تحت حراسة أمريكا وتدخلها المباشر تتكون من خمسة عناصر.
وتقضي خطة الإبادة الإجرامية إلى ارتكاب الجرائم الآتية:
1- العودة إلى الإبادة انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
2- تشديد الحصار على القطاع واستخدام التجويع سلاحًا للإبادة.
3- القضاء على المقاومة ونزع سلاحها ومغادرة غزة لتأمين جرائم إسرائيل.
4- تكثيف الهجمات الجوية على المخيمات وسط خرائب غزة في الإغلاق والحصار؛ وذلك انتقاما من سكان غزة على تحديهم ترامب ورفض التهجير القسري.
ترامب يرى أن من يخاف من الإبادة المباشرة عليه أن يرحل إلى خارج غزة وإفراغ فلسطين من أهلها، بحيث يمكن للصهاينة أن يحلوا محلهم تحت ستار "لحين إعمار غزة". ويرى ترامب أن نزوح الأهالي في هذه الحالة هو فرار من الموت، وهي هجرة وليس تهجيرًا، علمًا بأنَّ إجبار السكان على النزوح هو تهجير قسري.
صحيحٌ أن التهجير القسري معناه تجميع السكان رغمًا عنهم وشحنهم إلى الخارج دون عودة، وإرغام للسكان عن طريق الإبادة ودفعهم إلى الفرار من الموت. ويرى ترامب أنها هجرة طوعية وهذا وَهْمٌ كبير. وهكذا قررت واشنطن أن فلسطين ملك كلها للصوص الصهاينة يتقدمهم ترامب. ويريد ترامب تأمين إسرائيل في فلسطين فلا تؤرقها مقاومة أو سيف القانون الدولي وسط بيئة عربية وإسلامية ساكنة، مع إفلات إسرائيل وأمريكا من العقاب وإهدار هيبة القانون الدولي. وأخيرًا الجريمة المُركَّبة وهي القضاء على المقاومة وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه: الحق في مقاومة الاحتلال والإبادة والطرد من الوطن، وحق العودة، إضافة إلى الحقوق السياسية، وأهمها احترام سيادة الدولة الفلسطينية والانسحاب من أراضيها.
فكيف تعلن أمريكا وإسرائيل علناً خطة الإبادة بقصد التهجير ولم يتحرك أحد في الوسط العربي والإسلامي والدولي، وماذا ينتظرون بعد حصد الإبادة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، إضافة إلى اغتيال قيادات المقاومة وترديد الأكاذيب الصهيونية وهي أن إسرائيل تقوم بالإبادة لأن المقاومة تهدف إلى القضاء على إسرائيل، لكن الحقيقة أن الإبادة انتقام من أهل غزة عقابًا لهم على تمسكهم بالأرض وعدم تحميل المقاومة مأساتهم. وأهم الأكاذيب أن حركة حماس هي التي جلبت الانتقام الصهيوني بهجومها يوم 7 أكتوبر 2023، كما لو كان إسرائيل قبلها حملًا وديعًا ولم تتحد الأمم المتحدة وتنسحب من أراضي الدولة الفلسطينية؛ بل وأخذ المقاومة معها خلال الهجوم رهائن من المدنيين والعسكريين أسرى.
وردًا على كذبة إسرائيل الكبرى أن هجمة حماس على إسرائيل 7 أكتوبر 2023 هي عدوان على إسرائيل استوجب انتقام إسرائيل من العرق الفلسطيني بسبب عملية المقاومة. وقد تطاول نتنياهو على المحكمة العالمية التي قررت أن إسرائيل دولة محتلة بأن فلسطين كلها ملك لإسرائيل وأن القانون الإسرائيلي يحظر إقامة دولة فلسطينية في فلسطين، لأنَّ إسرائيل تستحوذ على كل فلسطين.
ولم يقل لنا نتنياهو منذ متى فلسطين ملكاً لإسرائيل وليس دولة محتلة، هل بعد السابع من أكتوبر 2023 فقط؟
وسبق للمحكمة أن قررت أن علاقة إسرائيل بفلسطين أنها سلطة احتلال، وقررت ذلك في الرأي الاستشاري في قضية الجدار العازل عام 2004، ومن قبله، قرار مجلس الأمن 242/ 1967.
وفي الملاحظات الآتية نردُ على الفرية الصهيونية حول السابع من أكتوبر:
أولًا: أن إسرائيل منذ القرن التاسع عشر حتى قبل قيام إسرائيل كانت تجسيدا للمشروع الصهيوني وخدعت العالم كله.
ويقضى المشروع الصهيوني بالانفراد بفلسطين كلها ولذلك رفضت إسرائيل قرار تقسيم فلسطين وعندما رفضه العرب اتهمتهم بأنهم لا يريدون السلام. والسلام عند إسرائيل يعنى الاستسلام لمخططها وإفراغ فلسطين من أهلها، فضلًا عن التمسح باليهودية واسرائيل في الواقع سكانها هم أنصار المشروع الصهيوني فليسوا مدنيين. والحق أن مقاومة الفلسطينيين بدأت منذ وصول الهجرات الأولى للمستعمرين الصهاينة، حتى نجحت المؤامرة وقامت إسرائيل كراس حربة لتنفيذ المشروع،
ثانيًا: أن سلوك إسرائيل منذ قيامها هو الإرهاب والمذابح وطرد السكان أصحاب الأرض. ولم تتوقف المذابح والابعاد وحصار غزة يومًا ولذلك فإن عملية أكتوبر كشفت إسرائيل وبدا سلوكها الإجرامي بعدها صريحًا.
ثالثًا: أن المقاومة مشروعة مادام الاحتلال مستمرًا؛ فالاحتلال عدوان دائم خاصة أن المشروع الصهيوني يقضى بإبادة أهل فلسطين ثم جلب صهاينة العالم تحت ستار حق العودة المزعوم. وقد فشلت كل محاولات المجتمع الدولي والقضاء الدولي في ردع إسرائيل ومكنتها واشنطن من إهدار هيبة القانون الدولي والتباهي بجرائمها.
رابعًا: يُباح للمقاومة استخدام أي سلاح كما يُباح لها أخذ الرهائن قدر المُستطاع بموجب اتفاقية نيويورك 1979 خاصة المادة 12، كما إن أخذ الرهائن مشروع وله دافع أخلاقي وهو إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن والإعدام، علمًا بأن القضاء الإسرائيلي ليس له سلطة محاكمتهم أو تطبيق القانون الإسرائيلي عليهم. وقد قارنتُ في مقال سابق بين السلوك الحضاري للمقاومة والسلوك البربري لإسرائيل في السجون الصهيونية.
وهذا الواقع الصحيح يفهمه العالم لأول مرة ويمثل مسمارًا في نعش إسرائيل التي أُصيبت بحالة من الهياج الناجم عن استشعار الخطر بالنهاية للظاهرة الإسرائيلية؛ فسلوك إسرائيل الهمجي هو تنفيذ للمشروع الصهيوني ولا علاقة له بهجوم حماس، لكن هذا الهجوم كشف الجيش الذي لا يُهزم وعوار الأجهزة الأمنية التي تدَّعي الكمال.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر