متابعة بتجــرد: “يبث فيلم وداعًا جوليا الحياة في المشكلات السودانية أمام الجماهير، إذ يعد فيلما دراميا مع درجات من التشويق ونوع متفرد من الحديث السياسي يخص الفيلم وحده، وسيقدم الفيلم المزيد من الدعم لصناعة السينما السودانية”، كان هذا جزءا مما كتبته الناقدة العالمية لوفيا جياركي من موقع هوليوود ريبورترز عن الفيلم السوداني “وداعا جوليا” بعد عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي في عرضه الأول، ولاقي نجاحا كبيرا.

ومنذ أيام قليلة بدأ عرض الفيلم في دور العرض المصرية محققا نجاحا كبيرا غير مسبوق، وهو ما لم تتوقعه بطلة الفيلم السودانية “سيران رياك”، والتي أكدت في حوار لها مع “العربية” أنه عندما تم عرض الفيلم عليها في البداية لم تستوعب حجم وأهمية الفيلم، وإلى أي مدى من النجاح سيصل، ولم تتوقَّع أن يصل إلى مهرجان كان، وأن يحقق جائزة فيه، أو أن يحقق كل هذه النجاح مع عرضه تجاريا في مصر أيضا، مشيرة إلى أنه من حسن الحظ أن القائمين على الفيلم استطاعوا تصويره قبل الحرب.

كيف تم انضمامك للعمل؟

كنت في مؤتمر، ووصلتني رسالةً عبر حسابي على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام من المخرج محمد كردفاني، عرض علي فيها المشاركة في الفيلم، وسألني عن مقر إقامتي، فأخبرته بأنني في دبي، وأبلغني بأنه يرغب في مقابلتي وإجراء تجربة أداء لي، وكان الأمر بمثابة مفاجاة بالنسبة لي، ولم أصدق إلى أن وصل دبي، وحدَد موعدا، ولكنني تأخرت عنه ولم أكن مستعدة له، ولم أحفظ المشهد، ومع ذلك قال لي “أعتقد أن الدور مناسب لك” وخلال تجربة الأداء ساعدني كثيراً، وتبعها تجربة أخرى، بعدها أخبرني بضرورة وجودي في السودان بعد شهر، وضرورة ألَّا أتخلَّف عن الحضور حتى أتمكن من الشخصية التي قدمتها.

وكيف استقبلتي أن هذه أول تجربة لك كممثلة؟

في البداية كنت متوترة وخائفة لأنه أول دور لي وليس لدي خبرة في التمثيل كوني كنت ملكة جمال جنوب السودان في 2014 ولم أقم بالتمثيل من قبل، ولكن قام كردفاني بعمل بروفات مكثفة معي قبل التصوير وتحضيرات كثيرة من أجل الإمساك بكل تفاصيل شخصية الخادمة، لأقدم مشاعر صادقة.

حدثينا عن الشخصية التي تقديمها ضمن أحداث الفيلم؟

أمثل شخصية “جوليا” وهي مختلفة في طباعها كثيراً عن شخصيتي، ولكن ما يجمعنا أنها من جنوب السودان، وأنا فعلياً من جنوب السودان، وهو ما تعمده المخرج محمد كردفاني، فلقد كان يرغب في أن تكون الشخصية واقعيةً، وعاشت تفاصيل الحياة في السودان على الأرض، وقادرة على التعبير عن إحساسها، كما أن جوليا متعلقة جدا بزوجها، وبينهما علاقةٌ قوية، حيث تزوَجا عن حب، وموته كان أصعب شيء مرت به في حياتها، لأنه كان يمثل لها السند، ومصدر السعادة، وكان من الصعب عليها تقبل موته في البداية، خاصةً بهذا الشكل المفاجئ.

وماذا عن موقع تصوير الفيلم والفكرة الأساسية التي تمحور عنها؟

التصوير تم بالقرب من مدينة كوستي، وربما العنوان الرئيسي للفيلم له مدلولات سياسيةٌ، لكن الفيلم يحتضن تفاصيل كثيرة، وتقودك القصة لعدد كبير من القضايا، منها حياة الشماليين مع الجنوبيين في السودان، والعنصرية، والعلاقة بين الأزواج والأصدقاء، لا شك أن الانقسامات التي حصلت قبل زمن طويل، كانت أساس الدخول في الأزمة الحالية والحرب الأهلية، من حسن الحظ أن القائمين على الفيلم استطاعوا تصويره قبل الحرب.

ماذا عن تصوير الفيلم في السودان؟

سافرت للسودان قبل موعد التصوير بشهر واحد كما اتفق معي كردفاني، وتحديداً في سبتمبر 2022، على أساس أن يكون بداية تصويره في أكتوبر، واستغللت الفرصة في التجول في الأسواق الشعبية، والاختلاط بالناس حتى أتعايش وأتأقلم مع الأجواء، وأتمكن من التمثيل بطريقة طبيعية، والحقيقة ظروف التصوير كانت صعبة، لكننا تمكنا من تجاوزها وتصوير الفيلم، فأنا وفريق العمل فخورون بأننا جزء من صناعة التاريخ ووضع السودان على الخريطة السينمائية العالمية، ولفت الانتباه إلى السينما السودانية وتسليط الضوء على الوضع الحالي في البلاد، وكنت أتوقع أن يفوز الفيلم بجائزة عندما عرض في مهرجان كان فهو عمل رائع للمخرج محمد كردفاني والمنتج أمجد أبو العلاء وطاقم الممثلين الموهوبين، فالفريق كله مذهل.

وكيف ترين هذه التجربة؟

هذه التجربة فتحت الباب لظهور مزيد من المواهب وصانعي الأفلام الجدد، وعرض إبداعهم، فالأمر لم يعد حلما بعد الآن، فهي فرصة لكل السودانيين، لكنها في الوقت نفسه تتطلب طموحا قويا وعقلية متفتحة، وأنا متحمسة للمستقبل، وأحسّن من نفسي، وأستعد لما هو قادم، كما أنني استمتعت بالعمل مع محمد كرفادني فهو مخرج ذكي وموهوب للغاية، والعمل معه سهل، وأتمنى أن تجمعنا معا أعمال أخرى في الفترة المقبلة.

main 2023-11-14 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

معتقلون يكشفون عن إعدامات وتعذيب على أيدي الدعم السريع السودانية

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا، ترجمته "عربي21"، استعرض شهادات مروعة لمعتقلين سابقين لدى قوات الدعم السريع السودانية كشفوا فيها عن عمليات إعدام وتجويع وتعنيف وحشية في مركز احتجاز تم اكتشافه حديثًا، مما أثار دعوات لإجراء تحقيق في جرائم حرب محتملة.

 وذكرت الصحيفة قصة المعتقل "آدم" الذي يعتقد أنه قتل تحت التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للدعم السريع، في ولاية الخرطوم بالسودان، وعثر على مرتبة مضرجة بدمائه في منشأة عسكرية نائية.

وبعد ما يقارب عامين على اندلاع الحرب الأهلية الكارثية في السودان، يعكس رحيل آدم المحتمل الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها والتي تُطرح في جميع أنحاء البلاد، حيث يتميز الصراع بعمليات قتل غير مسجلة، واختفاء قسري، وعائلات تبحث عبثًا عن أحبائهم المفقودين.

كان المبنى الذي عثر فيه على آثار "آدم" يضم مركز تعذيب واضحًا تحت قيادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية. ومع بدء الدعوات لإجراء تحقيق في حجم ما حدث في الداخل، من المأمول أن تبدأ محاولات التعرف على الجثث داخل مئات المقابر المجهولة القريبة.

قد توجد أدلة محتملة حول من قد يرقد في القبور المحفورة على عجل في دفتر ملاحظات بحجم A3 عثرت عليه صحيفة الغارديان على الأرض القذرة لمركز التعذيب. في كل صفحة مكتوبة بعناية بقلم حبر جاف، توجد قائمة بـ 34 اسمًا باللغة العربية بعضها مشطوب.


أيًا كانت هوية هؤلاء المعتقلين فقد عانوا وتعرضوا للضرب بشكل متكرر، وكانت الحياة اليومية مروعة بلا هوادة. تم حشر العشرات في غرف لا يزيد حجمها عن ملعب اسكواش. يصف الناجون أنهم كانوا محشورين بإحكام لدرجة أنهم لم يتمكنوا إلا من الجلوس وركبهم مطوية تحت ذقونهم بينما كانت زاوية من الغرفة مرحاضًا. عندما زارت الغارديان المكان، كان الهواء مليئا بالذباب والرائحة الكريهة لا تطاق. تغطي الكتابات الجدران. بعضها يتوسل الرحمة وإحداها يقول "هنا ستموت".

خلف باب شبكي تتدلى منه الأصفاد توجد عدة غرف بدون نوافذ بمساحة مترين مربعبن كانت تستخدم كغرف تعذيب، على حد قول ضباط عسكريين سودانيين. ووفقًا للإفادات التي أُدلي بها للأطباء، تعرض المعتقلون للجلد بشكل متكرر بالعصي الخشبية من قبل حراس قوات الدعم السريع. وأُطلق النار على آخرين من مسافة قريبة.

في منطقة يستخدمها حراس قوات الدعم السريع، خلفت ثقوب الرصاص ندوبًا في السقف. أولئك الذين لم يتعرضوا للتعذيب حتى الموت واجهوا مجاعة تدريجية.

وفي حديثه في قاعدة عسكرية في مدينة شندي، قال الدكتور هشام الشيخ إن المعتقلين كشفوا أنهم كانوا يتلقون كوبًا متواضعًا من حساء العدس، حوالي 200 مل، يوميًا. كانت هذه الإعاشة توفر حوالي 10% من السعرات الحرارية اللازمة للحفاظ على وزن الجسم. لذلك أصابهم الهزال بسرعة.

إلى جانب الانهيار الجسدي، كان المعتقلون محطمين نفسياً أيضاً. بعد أن حوصروا في مكان ضيق – وعدم وجود مساحة للتحرك – أصبح العديد منهم صامتين تقريبًا بسبب صدمة وجودهم. يقول خبراء الفظائع إن حجم موقع الدفن المؤقت غير مسبوق من حيث الحرب السودانية المستمرة. حتى الآن، لم يقترب أي شيء من حجمه.

تقول مصادر عسكرية فحصت الموقع إنه تم تحديد مكان كل جثة بكتلة خرسانية كشاهد قبر. عدد من القبور محاطة بما لا يقل عن 10 كتل خرسانية.

حثّ جان بابتيست غالوبين، من هيومن رايتس ووتش، الجيش السوداني على منح "وصول غير مقيد" للمراقبين المستقلين، بما في ذلك الأمم المتحدة، لجمع الأدلة. تعكس تجارب المعتقلين أيضًا الحرب الأوسع نطاقًا. منذ البداية، اتسم الصراع في السودان بهجمات ذات دوافع عرقية، وأفاد المعتقلون بتعرضهم لإساءات عنصرية في مركز التعذيب.


يقول الشيخ: "لقد تعرضوا للإساءة العنصرية كثيرًا. لقد عانوا من التحرش اللفظي والعنصرية". تم الاستهزاء بهم جميعًا على أنهم ينتمون إلى "دولة 56" في إشارة إلى العام الذي حصلت فيه السودان على استقلالها، وهو هيكل قال حراس قوات الدعم السريع للسجناء إنهم يريدون "تدميره".
 ومما يؤكد بؤس وضعهم حقيقة أن جميعهم احتُجزوا على ما يبدو لأسباب بسيطة وتعسفية.

وحسب ما ورد، احتُجز معظمهم بعد منع قوات الدعم السريع من نهب منازلهم. ويقول الشيخ إن البعض اعتُقل بعد رفضه تسليم هاتفه الذكي. وعلى الرغم من أن جميع الذين عُثر عليهم في المركز كانوا من المدنيين، إلا أنه خلال الزيارة عثرت الغارديان أيضًا على العديد من بطاقات الهوية العسكرية السودانية الرسمية بين الحطام في أرضية المنشأة.

 وكان من بين الحطام أيضًا علب من الحقن وعلب أدوية مهملة، بعضها يمكن أن يجعل المستخدمين يشعرون بالدوار والنعاس. وتعتقد مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع ربما استخدمت المخدرات للهروب من الواقع الرتيب لواجب الحراسة. وهو ادعاء تؤكده التقارير المتكررة عن مقاتلي قوات الدعم السريع المخدرين، فضلاً عن اكتشاف حديث على بعد ثمانية كيلومترات جنوب مركز التعذيب.

قبل عدة أسابيع، وبالقرب من مصفاة النفط الرئيسية في السودان، عثر ضباط مخابرات الجيش السوداني على مصنع على نطاق صناعي ينتج عقار الكبتاغون المحظور، قادر على إنتاج 100 ألف حبة في الساعة. وتم العثور على دليل على أن الأمفيتامين كان يستخدم محليًا ويُهرب إلى الخارج.

يثير اكتشاف مركز التعذيب التابع لقوات الدعم السريع ومصنع الكبتاغون القريب على نطاق واسع مقارنات غير مواتية مع سوريا، التي حولها رئيسها السابق بشار الأسد إلى أكبر دولة مخدرات في العالم. وبالمثل، يبدو أن الاكتشافات المروعة في القاعدة العسكرية شمال الخرطوم هي جزء من شبكة من مراكز التعذيب التابعة لقوات الدعم السريع حول العاصمة. 

وقالت مصادر عسكرية إنهم عثروا مؤخرا على مركز آخر في جنوب الخرطوم. وهناك، كان المصريون من بين الذين تعرضوا للتعذيب، وبعضهم حتى الموت.

ومع اشتداد المعركة من أجل العاصمة ومع إحراز الجيش – المتهم نفسه بجرائم حرب وانتهاكات لا حصر لها – تقدمًا مطردًا ضد عدوه اللدود، فإن المزيد من الاكتشافات المروعة أمر لا مفر منه. ببطء، وبشكل صادم، سيظهر الحجم الحقيقي لأسرار السودان الرهيبة.

مقالات مشابهة

  • تدشين مبادرة “سندكم” بمستشفى بريدة المركزي لتحسين تجربة خروج المرضى
  • معتقلون يكشفون عن إعدامات وتعذيب على أيدي الدعم السريع السودانية
  • قضية “اولاد المرفحين”.. الفرنسية التي قدمت شكاية الإغتصاب تسحب شكايتها
  • بدء التقديم.. “تاق برس” ينشر ارقام  هواتف  مناديب التقديم للحج
  • وزير السياحة: المتحف المصري الكبير صرح ثقافي وحضاري يقدم تجربة استثنائية لزائريه
  • مصر والأزمة السودانية- دلالات تحرير الأسرى
  • عادل الباز يكتب: لماذا ستفشل الحكومة “المزازية”؟
  • وداعا للعطش في رمضان: أفضل الأطعمة التي تروي عطشك وأخرى يجب تجنبها
  • شاهد بالفيديو.. بعد تألقها في المسلسل المصري “أشغال شقة جداً”.. الممثلة السودانية إسلام مبارك تبهر مذيعة مصرية بجمال “الزغرودة” السودانية
  • “شِعب الجرار” إحدى المكونات الطبيعية التي تعزّز الحياة الفطرية والبيئية في جبل أحد بالمدينة المنورة