وزير إسرائيلي: هجرة سكان غزة لدول العالم هي الحل الإنساني الصحيح
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن منشور لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على منصة "إكس" قوله إن ما وصفها بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة إلى دول العالم هي الحل الإنساني الصحيح.
وعُرف عن رئيس حزب "الصهيونية الدينية" تصريحاته ومواقفه المتطرفة حيال الفلسطينيين، والتي أثارت حفيظة مسؤولين غربيين.
وطالب سموتريتش قبل أيام -وفق ما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية- بإنشاء مساحات أمنية عازلة حول المستوطنات والطرق ومنع الفلسطينيين من دخولها، كما طالب أيضا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بوقف موسم جني الزيتون الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.
وفي 20 مارس/آذار الماضي زعم سموتريتش -في لقاء مع مؤيدين لإسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس- أنه "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".
وخلال كلمته عرض سموتريتش خريطة مزعومة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، مما خلف ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية غاضبة.
حرق حوارة
كما دعا الوزير اليميني المتطرف في نهاية فبراير/شباط الماضي إلى محو قرية حوارة الفلسطينية بعد هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون على البلدة أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
ولم تقتصر التصريحات المتطرفة على سموتريتش، فوسط فشل التوغل البري الإسرائيلي في غزة قال وزير التراث عميحاي إلياهو إنه يؤيد قصف القطاع بقنبلة نووية، وإن مقتل الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس جزء من ثمن الحرب.
ومنذ 39 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 11 ألف شهيد، 70% منهم من الأطفال والنساء، فضلا عن 29 ألف مصاب، ودمارا هائلا في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.
وتتصدى فصائل المقاومة لقوات الاحتلال المتوغلة في القطاع، وأوقعت فيها خسائر كبيرة تضاف إلى 1400 قتيل إسرائيلي و240 أسيرا جراء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
افتتاحية - معارض الكتب.. أعراس الوعي الإنساني
لا تقاس الأمم، فقط، بعدد مصانعها أو بحجم أسواقها، ولكن وقبل كل شيء، تقاس بمفكريها وعلمائها ومبدعيها، وباحتفائها بالكلمة والإبداع وبالفنون. ومن هذا المعنى تأخذ معارض الكتب قيمتها ومكانتها لأنها تتجاوز كونها مهرجانات أو أسواقا لبيع الكتب إلى منصات لبناء الوعي وساحات للاحتفاء بالمبدعين عبر ما أبدعوه في كتبهم ومجلداتهم وما أبدعه السلف من معارف وعلوم ساهمت في بناء مسيرة الإنسانية.
وإذا كانت معارض الكتب عبر تاريخها الطويل تملك هذه القيمة وهذه الأهمية فإن أهميتها في الوقت الحالي تتضاعف كثيرا وبذلك يكون الاهتمام بها انتصارا إنسانيا على عوامل التسطيح والتبسيط الذي يعيشه العالم في لحظة ملتبسة من تاريخه، وتأكيد أن البناء الحضاري مستمر لا يمكن أن يتوقف وأن الإنسان ما زال يملك أدوات صوغ تفاصيل مستقبله إن كان يمتلك الإرادة لذلك.
والحالة التي تشكلها معارض الكتب في أي مكان في العالم هي النموذج الذي من شأنه أن يساهم في إنتاج الحوار الحضاري والحوار الثقافي داخل الثقافة الواحدة أو بين مختلف الثقافات الإنسانية، وهي، أي الحالة التي تخلقها معارض الكتب، القادرة على بناء جسور غير مرئية تصل الشعوب ببعضها البعض أكثر مما تستطيعه المعاهدات السياسية والبروتوكولات الدبلوماسية... إنها تفتح أبوابا لفهم جديد لهذا العالم.
ولعل ما يجعل معارض الكتب حدثا فارقا في زمن تتآكل فيه الروح الجماعية هو أنها تتيح لحظة نادرة من التلاقي الحي، وجها لوجه، بين الكاتب والقارئ، بين الفكرة وحساسيات البشر المختلفة. وفي هذه اللحظة لا تكون القراءة فعل استهلاك فردي فقط، إنها تتحول إلى طقس جماعي، واحتفاء بالمعرفة بوصفها قيمة مشتركة وليست سلعة عابرة.
لكن ثمة معنى آخر جدير بمعرفته يمكن أن يعطي معارض الكتب قيمة وجدانية، يكمن هذا المعنى في أن معارض الكتب يمكن أن تكون محطة مقاومة ضد ثقافة الشاشة السريعة وضد ثقافة العزلة التي أوجدتها الشاشة الفردية عكس شاشة التلفزيون التي كانت تحتفي بالجماعة وبالأسرة.. لذلك تبدو لحظة التقليب البطيء لصفحات كتاب في جناح من أجنحة المعرض، أو مناقشة فكرة مستعصية مع ناشر أو مؤلف، هي فعل استعادة للزمن البشري الأصيل؛ ذاك الزمن الذي ينضج فيه الوعي بعيدا عن إملاءات السرعة والسطحية.
معارض الكتب، إذن، ليست مجرد تظاهرات ثقافية عابرة. إنها مواسم تزهر فيها أسئلة الإنسان الكبرى: من نحن؟ وإلى أين نمضي؟ وفي مسقط، كما في فرانكفورت أو باريس أو الشارقة، ترفع هذه المعارض راية الوعي عالية، وتذكرنا بأن الحرف كان ولا يزال بذرة التحولات الكبرى.
وفي حضرة الكتاب، تبدأ كل بدايات النهضة، وتمتد جذور الحضارة نحو ضوء لا ينطفئ أبدا.