غزة – فاقمت أمطار غزيرة هطلت الثلاثاء على قطاع غزة من معاناة النازحين الفلسطينيين من مدينة غزة وشمال القطاع إلى الجنوب جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 39 يوما.

وفي ساعات الصباح الأولى تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في انهيار وغرق عدد من خيام النازحين بشكل محدود بمناطق متفرقة من جنوب القطاع.

وتسببت مياه الأمطار بإغراق أمتعة وفراش النازحين الذين يقطنون الخيام في مستشفيات ومدارس مناطق جنوب قطاع غزة.

كما انهارت بعض الخيام بسبب الرياح الشديدة التي صاحبت بداية دخول المنخفض الجوي إلى قطاع غزة قبل أن يسارع النازحون لإعادة بنائها، وفق مراسل الأناضول.

والخيام في المستشفيات والمدارس والساحات العامة مصنوعة من النايلون والألواح الخشبية الرقيقة وأكياس الدقيق والأقمشة.

ونشر تلفزيون فلسطين الرسمي فيديو قصير يظهر معاناة عائلة فلسطينية تقطن خيمة في جنوب قطاع غزة.

وتحدثت سيدة من سكان الخيمة عن معاناتها وعائلتها بسبب الأمطار، مشيرة إلى أن المياه تسربت إلى الخيمة.

وقالت: “كل شيء في الخيمة أصبح مبتلا وملابس الأطفال أيضا وليس لدينا ملابس لتبديلها فقد خرجنا من الشمال إلى هنا بملابسنا وليس لدينا سوى ما نرتديه”، مشيرة إلى أن معاناتهم بدأت تزداد مع هطول الأمطار.

وأعربت السيدة عن خشيتها من أن يتعرض أطفالها لأمراض جراءملابسهم المبتلة، إضافة إلى الأغطية التي ابتلت هي الأخرى وكذلك قماش الخيمة.

وانحسرت الأمطار وتراجعت سرعة الرياح بعد نحو ساعة لكن الأجواء تبقى ملبدة بالغيوم.

دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية قالت في بيان، إن غزة تتأثر الثلاثاء والأربعاء، بمنخفض جوي مصحوب بأمطار ويكون الجو غائما ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة.

وذكرت الدائرة أن الأمطار تسقط على معظم المناطق الفلسطينية وقد تكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية أحيانا.

وأسفر القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة وشمال القطاع إلى نزوح الكثير من السكان إلى جنوب قطاع غزة بسبب تدمير منازلهم أو إصابتها ويقيم العديد منهم في خيام أقيمت بمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، إضافة إلى أماكن أخرى وسط وجنوب القطاع الذي لم تستثنيه إسرائيل أيضا من غاراتها.

ومنذ 39 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، دمرت أحياء فوق رؤوس ساكنيها، وخلّفت 11 ألفا و240 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4 آلاف و630 طفلا، و3 آلاف و130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الاثنين.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أزمة المياه العادمة تهدد حياة النازحين وسط قطاع غزة

تنتشر المياه العادمة بشكل كبير في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهي التي تؤوي نحو 700 ألف فلسطيني غالبيتهم نزحوا من رفح، وذلك بسبب استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية وعدم توفر وقود لتصريفها، ما ساهم في الانتشار الواسع للمياه العادمة.

وتحرص الفلسطينية أم العبد بعلوشة على مرافقة طفلها والإمساك بيده أثناء خروجه من خيمة العائلة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لمنعه من السير وسط تجمعٍ للمياه العادمة، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.

وتعيش أم العبد (43 عامًا) وعائلتها داخل خيمة صغيرة نُصبت خلف محطة تحلية مياه البحر الموجودة جنوب غرب مدينة دير البلح، في منطقة تطفح فيها مياه الصرف الصحي بشكل متكرر، ومحاطة بتجمع لأكوام كبيرة من القمامة.


وأوضحت أنها لاجئة من مخيم جباليا شمال القطاع، وأنها نزحت خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قبل أن تنزح مرة أخرى إلى دير البلح، قائلة: "لم نجد مكانا آخر ننزح إليه من مدينة رفح أقصى الجنوب، مع بدء العملية العسكرية البرية الإسرائيلية غير هذه المنطقة، التي تمتاز بقربها من محطة تحلية المياه، لكن الكارثة بدأت تتكشف مع طفح مياه الصرف الصحي".

وأكدت أن الأوضاع المعيشية في المنطقة سيئة للغاية، حيث يتدفق سيل من مياه الصرف الصحي في الشارع المطل على الخيمة وتتكدس أكوام النفايات بجوار الخيام، ما يشكل حالة صحية وبيئية خطيرة.

????بعد تدمير الاحتلال لشبكات الصرف الصحي...#شاهد | انتشار مياه الصرف الصحي (المجاري) بين منازل المواطنين في مدينة دير البلح. pic.twitter.com/ea29nXrhAe — فلسطين أون لايـن (@F24online) April 29, 2024
وأضافت أن "الأطفال في المنطقة لا يستطيعون الحركة أو التنقل بسهولة، إلا برفقة شخص كبير، بسبب ارتفاع منسوب المياه العادمة في المكان وعدم معالجة الأمر من الجهات المسؤولة".

وأبدت خشيتها من تفاقم الأوضاع الصحية والبيئية في المنطقة، وتناقل الأمراض المعدية والمعوية بين النازحين ولا سيما الأطفال أثناء لعبهم في المنطقة المجاورة للخيام.

وتبين الوالدة المرهقة بفعل تعقيدات حياة النزوح والحرب، أن مياه الصرف الصحي اجتاحت خيام النازحين في المنطقة عدة مرات، ما فاقم من معاناة العائلات النازحة.

وأشارت إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض بشكل مخيف في المكان، الأمر الذي يمنعهم حتى من النوم بشكل طبيعي.

وتزدحم مدينة دير البلح بنحو 700 ألف نازح موزعين في 150 مركز إيواء في جميع أنحاء المدينة، وفق رئيس بلديتها دياب الجرو.

أما النازح إبراهيم العيلة (44 عامًا) يشرح الصعوبات والمخاطر التي تواجه العائلة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي، واجتياح خيام النازحين بشكل متكرر، وانتشار الحشرات والبعوض والجرذان في المكان.


ويفتقد العيلة وعائلته النازحة من حي التفاح وسط مدينة غزة، العيش في بيئة آمنة ونظيفة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بفعل حالة النزوح المستمر من منطقة إلى أخرى، لكن وضعه في دير البلح هو الأسوأ منذ ترك منزله.

ويقول: "نزحنا من رفح إلى الخيام في دير البلح، والوضع غير صحي ولا مناسب بأي شكل من الأشكال لوجود طفح للمياه العادمة بشكل دائم وتراكم للنفايات بالقرب، وهي تشكل خطر على حياة أبنائنا وأطفالنا وتنشر الأمراض المعدية بيننا".

ويضيف: "نعاني من انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض وتجمع المياه العادمة ولا أحد تمكن من معالجة المشكلة من بداية الأزمة".

ويشكو العيلة من عدم توزيع مساعدات إغاثية للنازحين في دير البلح منذ اللحظة الأولى لوصولهم، إلى جانب عدم متابعة أوضاع النازحين ومعالجة الأزمات من قبل الجهات المسؤولة.

وبينما كانت الطفلة سونيا العيلة (9 سنوات)، تقف مع والدها فتدخلت قائلة: "الحشرات تنتشر بكثافة طوال الليل وتزعجنا وتمنعنا من النوم، والمياه العادمة تجتاح خيامنا".

وتوضح العيلة أن والدها مصاب ومريض ويعاني من انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، مطالبةً بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وعودة النازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها.

أمراض معدية
النازح أبو محمود صُبح من مدينة غزة بات يخشى من تدهور الحالة الصحية لأطفاله بشكل لا يمكن السيطرة عليه وذلك بعد إصابتهم بأمراض معدية المنتشرة بكثافة بسبب سيول مياه الصرف الصحي.

ويقول صبح: "أطفالنا الصغار يصابون بالأمراض من الإسهال إلى الأمراض الجلدية المعدية والنزلات المعوية والكبد الوبائي، والوضع ليس بالسهل، بسبب الأمراض والأوبئة المنتشرة في المكان بفعل المكرهة البيئية والصحية، ولم تعالج من أحد".

ويوضح أبو محمود أن عائلته فضلت تحمل تبعات المكرهة الصحية والبيئية والأمراض الناتجة عن ذلك، على البقاء في الأماكن الخطرة القريبة من مواقع التوغل الإسرائيلي.


ومنذ 7 أكتوبر تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، إضافة إلى آلاف المفقودين.

وتواصل "إسرائيل" حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

مقالات مشابهة

  • حرارة الصيف تفاقم معاناة سكان غزة.. جوع وحصار وسط مخاوف من انتشار الأمراض
  • فصائل فلسطينية: قصفنا بالهاون تمركزات لجنود وآليات الاحتلال بعدد من المحاور في رفح جنوب غزة
  • وزير الخارجية الأردني: لن نرسل قوات عربية إلى غزة
  • مع إعلان الاحتلال قرب انتهاء الهجوم برفح.. احتدام المعارك جنوب القطاع
  • إسرائيل تتعمد قصف مراكز إيواء النازحين وقتلهم تحت علم الأمم المتحدة
  • خلال 48 ساعة.. إسرائيل تقصف 5 مراكز لإيواء النازحين في غزة
  • هذه تفاصيل خطة نتنياهو لغزة بعد انتهاء الحرب؟ وهذا هو الخطر الأكبر؟
  • أزمة المياه العادمة تهدد حياة النازحين وسط قطاع غزة
  • شهيد وعدد من الإصابات جراء قصف الاحتلال على مناطق متفرقة بقطاع غزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يثمن مبادرة جلالة الملك ودوره في التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة