موسكو (روسيا) ـ كييف ـ (أ ف ب) – اعتبرت روسيا السبت أن قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية هو “دليل ضعف” ولن يؤثر على مسار الأعمال العسكرية لموسكو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان إن القرار الأميركي الذي تم إعلانه الجمعة “هو عمل ناتج من يأس ودليل ضعف على خلفية فشل الهجوم الأوكراني المضاد الذي تمّ الترويج له كثيرا”.

واعتبرت أن “آخر سلاح +معجزة+ تعوّل عليه واشنطن وكييف، من دون التفكير بشأن تبعاته الخطرة، لن يكون له أي تأثير على العملية العسكرية الخاصة”، وهي التوصيف الرسمي الذي تعتمده روسيا للإشارة الى غزوها أوكرانيا اعتبارا من شباط/فبراير 2022. ورأت زاخاروفا أن القرار الأميركي يظهر “المسار العدائي المناهض لروسيا الذي تعتمده الولايات المتحدة، والذي يهدف الى تمديد النزاع في أوكرانيا لأطول فترة ممكنة”، معتبرة أن تعهد كييف عدم استخدام هذه الأسلحة ضد مناطق مأهولة بالمدنيين “لا قيمة له”. أعلنت الولايات المتحدة الجمعة قرارها تزويد أوكرانيا قنابل عنقودية للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها، في خطوة لقيت انتقاد منظمات دولية. وأتى القرار الذي أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتخاذه كان “صعبا للغاية” في وقت تعاني قوات كييف للتقدم ميدانيا في هجوم مضاد أطلقته قبل شهر لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها. وأكدت واشنطن حصولها على ضمانات من كييف بأن هذه الأسلحة التي حظرتها دول عدة، لن تستخدم ضد المدنيين. وتستخدم روسيا بدورها هذا النوع من الذخائر في حربها ضد أوكرانيا. ومن جهته رحب وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف بقرار الولايات المتحدة إرسال قنابل عنقودية إلى كييف، قائلا إنها ستسهم في تحرير الأراضي الأوكرانية لكنه تعهد بعدم استخدام تلك الذخائر في الأراضي الروسية. وأعلنت الولايات المتحدة أمس الجمعة أنها ستزود أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحظورة على نطاق واسع لتستعين بها في هجومها المضاد على القوات الروسية المحتلة. وقال ريزنيكوف إن الذخائر ستسهم في إنقاذ أرواح الجنود الأوكرانيين، مضيفا أن أوكرانيا ستلتزم بشكل صارم بتسجيل استخدامها للذخائر وتبادلها للمعلومات مع شركائها. وكتب ريزنيكوف على تويتر “موقفنا بسيط، نحتاج إلى تحرير أراضينا المحتلة مؤقتا وإنقاذ أرواح شعبنا”. وأضاف “ستستخدم أوكرانيا هذه الذخائر فقط لتحرير أراضينا المعترف بها دوليا. لن تُستخدم هذه الذخائر في الأراضي الروسية المعترف بها رسميا”. وتحظر أكثر من 100 دولة استخدام الذخائر العنقودية. وعادة ما تطلق الذخائر العنقودية عددا كبيرا من القنابل الصغيرة لتقتل أشخاصا على مساحة كبيرة بشكل عشوائي، ما يهدد حياة المدنيين. وتشكل القنابل الصغيرة التي لا تنفجر خطرا يدوم لسنوات بعد انتهاء الصراع. وسعى جيك سوليفان مستشار الأمن القومي أمس الجمعة لتبرير مسألة تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية لاستعادة أراضيها المحتلة منذ بدء الغزو الروسي في فبراير شباط 2022. وقال سوليفان للصحفيين “ندرك أن الذخائر العنقودية تشكل خطرا على المدنيين جراء الذخيرة التي لم تنفجر. هذا هو سبب تأجيلنا للقرار لأطول فترة ممكنة”. وأضاف “لكن يوجد أيضا خطر كبير يتمثل في إلحاق الأذى بالمدنيين إن اجتاحت القوات والدبابات الروسية مواقع أوكرانية واستولت على مزيد من الأراضي الأوكرانية وأخضعت المزيد من المدنيين الأوكرانيين لأن أوكرانيا لا تملك ما يكفي من المدفعية”. وقال ريزنيكوف إن الجيش لن يستخدم الذخائر العنقودية في المناطق الحضرية وسيستخدمها فقط “لاختراق دفاعات العدو”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الذخائر العنقودیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تطلب من الأوروبيين تقديم ضمانات بشأن مساهماتهم في أوكرانيا

فبراير 15, 2025آخر تحديث: فبراير 15, 2025

المستقلة/- قال رئيس فنلندا يوم السبت إن الولايات المتحدة طلبت من العواصم الأوروبية المساهمة في ضمانات أمنية لأوكرانيا، وسط تصاعد الجهود الدبلوماسية لإيجاد سبل لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات مع روسيا.

وفي وقت سابق، قالت أربعة مصادر أوروبية إن الولايات المتحدة أرسلت وثيقة تطرح أسئلة تتضمن مساهمات محتملة بقوات في المستقبل، وأضاف اثنان من المصادر أن الوثيقة أرسلت في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب لرويترز في مؤتمر ميونيخ للأمن: “قدم الأميركيون للأوروبيين استبياناً حول ما يمكن أن يكون ممكناً”.

“هذا سيجبر الأوروبيين على التفكير، ثم يعود الأمر للأوروبيين لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانوا سيجيبون على الاستبيان بالفعل، أو ما إذا كانوا سيجيبون عليه معا”.

كانت صحيفة فاينانشال تايمز أول من ذكرت أن واشنطن طلبت من حلفائها الأوروبيين تقديم معلومات عن الأسلحة وقوات حفظ السلام والترتيبات الأمنية التي يمكنهم توفيرها لأوكرانيا.

وقال دبلوماسي أوروبي مطلع على الوثيقة “الفكرة هي بوضوح معرفة كيف يرى الحلفاء الأوروبيون الإطار المحتمل للمفاوضات لإنهاء الصراع، والمشاركة المحتملة لأوروبا والولايات المتحدة”.

وقال دبلوماسي إن الوثيقة تضمنت ستة أسئلة، واحد منها موجه على وجه التحديد إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت إلى إنشاء جيش أوروبي، بحجة أن القارة لم تعد قادرة على التأكد من الحماية من الولايات المتحدة ولن تحصل على احترام واشنطن إلا من خلال جيش قوي.

وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، قائلاً إن المفاوضات لإنهاء الحرب يجب أن تبدأ الآن.

وقد ركز احتمال التوصل إلى تسوية سريعة الأذهان في كييف وأوروبا على الحاجة الملحة إلى ضمانات أمنية وعلى الدور الذي قد تلعبه أوروبا إذا تراجعت الولايات المتحدة عن دعمها لأوكرانيا والقارة ككل.

وقال دبلوماسي ثالث “يقترب الأمريكيون من العواصم الأوروبية ويسألون عن عدد الجنود الذين هم على استعداد لنشرهم”.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات بالوكالة.. كييف تتحضر لـ"سلام مهين" مع روسيا
  • كييف ترفض إرسال مفاوضيها إلى السعودية.. ماذا تتضمن صفقة «ترامب» لدعم «زيلينسكي»؟
  • كيلوغ : واشنطن قد تتوقع “تنازلات إقليمية” من موسكو في إطار مفاوضات التسوية في أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تطلب من الأوروبيين تقديم ضمانات بشأن مساهماتهم في أوكرانيا
  • زيلينسكي يدعو إلى إنشاء جيش أوروبي لأن الولايات المتحدة بقيادة ترامب “قد لا تدافع عن القارة”
  • أمريكا اللاتينية تواجه ضغوطاً للاختيار بين الولايات المتحدة والصين
  • زيلينسكي: الولايات المتحدة لا ترغب في انضمام أوكرانيا إلى الناتو
  • الاتحاد الأوروبي يتعهد بالرد على أي رسوم جمركية غير عادلة من الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تهدد بوتين بـ “الضغط العسكري”
  • بعد استبعادها من المحادثات الأمريكية الروسية.. أوروبا تحذر ترامب من أي اتفاق “خلف ظهرها” بشأن أوكرانيا