أيّدت الغرفة العاشرة لدى مجلس قضاء الجزائر اليوم الثلاثاء، الحكم في حق رئيسة حزب العمال السابقة ” لويزة حنون”. عن تهمة القذف في قضيتها المتابعة فيها من طرف الوزيرة السابقة للثقافة نادية لعبيدي.

كما الزمت ذلت الهيئة القضائية المتهمة لويزة حنون بتعويض مالي مقدر بمليون دج. تدفعه لخصمها لعبيدي نادية جبرا بالأضرار اللاحقة.

وجاء منطوق الحكم بعد أسبوعين من المحاكمة العلنية أين مثلت فيها لويزة حنون كمتهمة. بسبب وقائع نسبت اليها خلال مجريات التحقيق بمحكمة سيدي امحمد.

وكان النائب العام خلال الجلسة التمس تأييد الحكم في طلباته أمام هيئة المجلس.

وبالرجوع الى تفاصيل قضية الحال، تعود وقائعها الى سنة 2019، بعدما رفعت الوزيرة السابقة للثقافة نادية لعبيدي شكوى ضد لويزة حنون. رئيسة حزب العمال بعد تصريحات ادلت بها في مقالات صحفية اتهمت لعبيدي بتورطها في وقائع فساد بوزارة الثقافة برفقة أفراد عائلتها.

وكانت الضحية نادية لعبيدي قد نفت نفيا قاطعا اتهامات لويزة حنون وأكدت أنها ما فجرته في وسائل الإعلام. وقتها قضية كيدية غرضها تشويه سمعتها لا أكثر.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

خطر التضليل الإعلامي على تماسك المجتمعات

هذا العصر الذي نعيشه هو عصر المعلومات بامتياز، تتدفق فيه كميات فظيعة في كل جزء من الثانية بشكل منطقي أو غير منطقي، تحمل معها المعرفة كما تحمل معها نقيضها. ومع ظهور ثورة الذكاء الاصطناعي صار توليد المعلومات يحدث بشكل جنوني.. كل فرد في هذا العالم يستطيع أن يولد كميات هائلة من المعلومات ويوجهها في المسار الذي يريده ويصبغ عليها رداء الصدق وهي في الكثير من الأوقات منه براء.

وأمام هذا الجنون المعلوماتي يصبح دور دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي العام أكثر أهمية من أي وقت مضى. لكنّ الأمر لا يبدو بهذه البساطة التي نتوقعها، فتأثير وسائل الإعلام التقليدية والحديثة يأخذ مسارين اثنين، أو يمكن استعارة مقولة «سيف ذو حدين»؛ فمن ناحية، يمكن للصحافة المسؤولة أن تقوم بدور التنوير والتثقيف، والمساهمة في بناء مجتمع مستنير.. ومن ناحية أخرى، يمكن للمعلومات المضللة في وسائل الإعلام، وبشكل خاص الحديثة، أن تشوه الحقائق، وتؤدي إلى تآكل ثقة الجمهور، وتقوض التقدم المجتمعي.. بل وتقوض الوعي الجمعي.

إن أحد أكبر التحديات التي تواجهها الدول في هذا الوقت يتمثل في تحدي المعلومات المضللة التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، وهذه القضية منتشرة في كل المجتمعات ولها عواقب بعيدة المدى.

قبل عقود من الزمن كانت المعلومات حكرا على فئات قليلة في كل مجتمع، وتتحكم فيها الدول والحكومات، لكنّ العصر الرقمي الذي نعيشه فرض «ديمقراطية» الوصول إلى المعلومات أو أغلبها وصارت متاحة أمام الجميع، ولكن في الوقت نفسه سهّل عملية انتشار التضليل والأكاذيب والتلاعب بالعقول وبناء وعي جمعي مزيف في بعض الأحيان. ومن القصص الإخبارية الملفقة إلى الإحصائيات المضللة، يمكن لسيل جارف من المعلومات المضللة أن يؤثر على استقرار المجتمعات ويثير القلاقل السياسية التي قد تؤدي إلى الذعر في بعض الأحيان وإلى عمليات الاستقطاب في الكثير من المجتمعات، وما حدث خلال جائحة كورونا ليس بعيدا عنا.. وهذا المثال وغيره الكثير يؤكد على الإمكانية التدميرية للمعلومات المضللة وقدرتها على تفكيك الوعي وتسطيحه.

وأمام كل هذه الحقائق التي لم تعد خافية على أحد يبرز الوعي الحقيقي المعتمد على المبادئ العلمية والتفكير النقدي باعتباره الحل الأمثل لهذه المشكلة المتفشية. تستطيع المعرفة العلمية مساعدة الأفراد في تمييز المعلومات الموثوقة من الادعاءات الزائفة، وتقييم صحة أي معلومة تصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص. إن الجميع اليوم في أمس الحاجة إلى تعلم المبادئ البسيطة لعلم المنطق حتى نستطيع جميعا تحليل الحجج وتحديد المغالطات المنطقية، وتقييم مدى موثوقية المصادر، وكل هذه المهارات ضرورية خلال هذه الثورة المعلوماتية التي تزداد ضراوة كل يوم.

إن المجتمعات التي تستطيع إعمال المنطق خلال عملية فرز الكم الهائل المتدفق من المعلومات اليومية تزداد قوة وقدرة على التغلب على التحديات اليومية والأزمات الكبرى. كما يستطيع مثل هذا المجتمع الذي يستند على المنطق أن يصنع قراره بناء على أدلة علمية، وهذا يضمن له سياسات مستنيره وممارسات إدارية أكثر قوة.

وهذا مطلب أساسي لهذه الأجيال التي تلقت تعليما متقدما في أرقى الجامعات ومارست أعمالا لا تستقيم دون التفكير النقدي ودون الاتكاء على المنطق في اتخاذ القرارات. ومن المخيف جدا أن تترك هذه الأجيال المتعلمة هذا النوع من التفكير وتنخدع بالتضليل الإعلامي الذي يأخذ مساحة لا بأس بها في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التقليدي. فالمتعلم الممسك بمهارات التفكير النقدي أكثر استعدادا لتحدي المعلومات الخاطئة والمساهمة في كشفها وحماية المجتمع منها.

تحتاج المعلومات المضللة التي تجتاح مجتمعاتنا إلى استجابة مجتمعية قوية تركز على الثقافة العلمية والتفكير النقدي. ومن خلال إعطاء الأولوية لهذه المهارات، يمكن بناء مجتمعات قوية قادرة على التغلب على تعقيدات العالم الحديث. ومن الضروري أن تدرك المؤسسات التعليمية وصناع السياسات على حد سواء أهمية تعزيز ثقافة الاستقصاء والشك واتخاذ القرارات القائمة على الأدلة.

مقالات مشابهة

  • “الهدهد 2”.. كيف تفاعل الإعلام الإسرائيلي مع فيديو حزب الله؟
  • وسائل إعلام عبرية تسلط الضوء على “الترسانة العسكرية” للقوات المسلحة اليمنية
  • «إعلام التطبيع».. والحرب على غزة
  • غضب وتخوف لدى جماهير إنجلترا من حكم مباراة فريقهم أمام “الطواحين” في نصف نهائي “اليورو”
  • “هيئة العقار” تختتم أعمال ملتقى الإعلام العقاري بنسخته الأولى
  • علماء “ناسا” يكتشفون هياكل غريبة تحلق حول الأرض في طبقة الأيونوسفير
  • خطر التضليل الإعلامي على تماسك المجتمعات
  • “النيابة”: الحكم على 8 وافدين بالسجن والغرامة المالية والإبعاد سرقوا كيابل كهرباء
  • انطلاق أول مؤتمر لمحافظ شمال سيناء الجديد بحضور وسائل الإعلام
  • “التجارة” تشهِّر بمدير منشأة لتورطه بالغش في تغيير طاقة أجهزة التكييف