قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، إن هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، وغير القانونية على المرافق والطواقم ووسائل النقل الطبية "تمعن في تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة"، مطالبة بـ"فتح تحقيق فيها، باعتبارها جرائم حرب".

وأضافت المنظمة في بيان صحفي أنه "على الرغم من ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأن استخدام حركة حماس للمستشفيات، إلا أنه لم يتم تقديم أي دليل، يبرر حرمان المستشفيات وسيارات الإسعاف من وضعها المحمي بموجب القانون الإنساني الدولي".



وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى إجرائها تحقيقا في الهجمات على المستشفى الإندونيسي، والمستشفى الأهلي، والمركز الدولي للعيون، ومستشفى الصداقة التركي، ومستشفى القدس، أو بالقرب منها، بين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، و السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.


وذكرت المنظمة، أنها تحدثت عبر الهاتف مع نازحين لجأوا إلى المستشفيات، و16 عاملا طبيا ومسؤولي المستشفيات في غزة، وحللت بيانات مفتوحة المصدر وتحققت منها، بما فيها فيديوهات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى قواعد بيانات منظمة الصحة العالمية.

وأوضحت أن "القوات الإسرائيلية قصفت المستشفى الإندونيسي عدة مرات بين السابع والـ28 من الشهر الماضي، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين".

وأضافت، أن "المركز الدولي للعيون تعرض لقصف متكرر ودُمِّر بالكامل بعد غارة في 10 أو 11 تشرين الأأول/ أكتوبر الماضي، وقُصف مجمع مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، ومحيطه يومي 30 و31 ذات الشهر، وأدت الأضرار بالمستشفى بالإضافة إلى نقص الوقود اللازم لمولدات المستشفى إلى إغلاقه في الأول من مطلع الشهر الجاري".

وتابعت المنظمة: "ألحقت الغارات الإسرائيلية المتكررة أضرارا بمستشفى القدس وأصابت رجلا وطفلا أمامه".


وأكدت أن "القوات الإسرائيلية قصفت في عدة مناسبات سيارات إسعاف تحمل علامات واضحة في حادثة واحدة يوم 3 نوفمبر، فقتلت وجرحت ما لا يقل عن 12 شخصا، بينهم أطفال، أمام مستشفى الشفاء".

وقال موظفون طبيون في مستشفيات غزة لـ"هيومن رايتس ووتش" إنهم "يتعاملون مع أعداد غير مسبوقة من المصابين، بالإضافة إلى تعرض آلاف النازحين الذين لجأوا إلى المستشفيات للخطر، ويواجهون نقصا في الغذاء والدواء، وقد اضطرت مستشفيات غزة إلى معالجة هذه المشاكل في ظل نقص الطواقم الطبية، حيث قُتل أو جرح بعضهم خارج نطاق عملهم".

وشددت على أن "المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى هي أعيان مدنية تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، ولا تفقد المستشفيات حمايتها من الهجوم إلا إذا استُخدمت لارتكاب (أعمال ضارة بالعدو)، وبعد تحذير ضروري".

واستدركت المنظمة الدولية: "حتى لو استخدمت القوات العسكرية مستشفى بشكل غير قانوني لتخزين الأسلحة أو إقامة معسكر للمقاتلين الأصحاء، فعلى القوة المهاجمة إصدار تحذير لوقف سوء الاستخدام هذا، وتحديد مهلة زمنية معقولة لإنهائه، وعدم شن هجوم قانوني إلا بعد تجاهل هذا التحذير".

وأشارت إلى أنه "ينبغي ألا يستخدم أمر المرضى والطواقم الطبية وغيرهم بإخلاء المستشفى، إلا كملاذ أخير، ويجب حماية الموظفين الطبيِّين والسماح لهم بأداء عملهم".

ودعت "هيومن رايتس" سلطات الاحتلال أن "تنهي فورا الهجمات غير القانونية على المستشفيات وسيارات الإسعاف وغيرها من الأعيان المدنية، فضلا عن الحصار الشامل الذي تفرضه على قطاع غزة، والذي يرقى إلى جريمة الحرب المتمثلة في العقاب الجماعي".


وطالبت "لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بالتحقيق في الهجمات الإسرائيلية غير القانونية على البنية التحتية الصحية في غزة".

وقالت إن "على الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا وغيرها من الدول تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل طالما استمرت قواتها بلا عقاب في ارتكاب انتهاكات خطيرة وواسعة ترقى إلى مستوى جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين".

وشددت على أن "على جميع الحكومات أن تطالب إسرائيل بإعادة تدفق الكهرباء والمياه إلى غزة والسماح بدخول الوقود والمساعدات الإنسانية، وضمان وصول المياه والغذاء والأدوية إلى السكان المدنيين في غزة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية هيومن رايتس ووتش غزة غزة هيومن رايتس ووتش جرائم الاحتلال قصف المستشفيات مجمع الشفاء سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیومن رایتس

إقرأ أيضاً:

كيف استطاع يحيى السنوار الإفلات من الاستخبارات الإسرائيلية؟

خلال الشهور الأخيرة أصبح اسم يحيى السنوار قائد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لغزًا يحير العالم، خاصة أنه استطاع الإفلات من أقوى أجهزة الاستخبارات ومنها الإسرائيلية التي تملك أدق أجهزة التجسس واستشعار يمكنها التجسس على الأنفاق تحت الأرض ومع ذلك لم تتمكن من الوصول إليه خلال ما يقرب من العام.. فكيف استطاع الإفلات؟

حيلة قديمة تعلمها السنوار في سجون الاحتلال

قضى يحيى السنوار أكثر من 24 عاما في سجون الاحتلال من منتصف ثمانينات القرن الماضي وحتى عام 2011 عندما خرج ضمن صفقة وفاء الأحرار «جلعاد شاليط»، وخلال تلك الفترة استطاع أن يكوّن جهازا أمنيا داخل السجون جرى تقسيمه إلى فئات مختلفة وذلك لاكتشاف العملاء والجواسيس، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وأضاف التقرير أن يحيى السنوار اعتمد خلال تواجده في سجون الاحتلال على إنشاء شبكة من السعاة ينقلون الرسائل بطريقة مشفرة، واستطاع من خلال تلك الطريقة أن يهرب الرسائل إلى الفصائل خارج السجن، وهو ما جعله المتحكم الأول في صفقة جلعاد شاليط والتي جرى خلالها تبادل أسير إسرائيلي واحد بمئات الأسرى الفلسطينيين.

يحيى السنوار يتجنب الأجهزة الالكترونية

وبحسب التقرير فإنه بعد نحو 14 عاما من خروج السنوار من سجون الاحتلال، فأنه تعلم الدرس، خاصة في ظل عمليات الاغتيالات التي طالت قادة الفصائل الفلسطينية مثل صالح العاروري، وإسماعيل هنية، وعلى ما يبدو فإنه يتجنب تماما استخدام الأجهزة الالكترونية، والمكالمات والرسائل النصية والاتصالات الإلكترونية التي يمكن لأجهزة الاستخبارات تتبعها.

وأضافت أنه بدلا من ذلك أصبح يستخدم الطريقة التي تعلمها في سجون الاحتلال وهي كتابة الخطابات بخط اليد باستخدام الرموز والملاحظات المكتوبة والتي يجري إيصالها عبر مجموعة من الرسل وتسليمها في أوقات مختلفة.

وكشف التقرير عن أن السنوار يكتب رسائله ثم تصل إلى عضو موثوق في الفصائل الفلسطينية، ثم تنقل وفق شفرة محددة، لتصل في النهاية إلى المستهدف. 

إلا أن التقرير أشار إلى أن ذلك النظام المعقد والصارم هو السبب في تأخير ردود الفصائل الفلسطينية على بعض القضايا الهامة، إلا أن الأمر يختلف في بعض الحالات التي تم الرد عليها بشكل أسرع مثلما حدث بعد استشهاد أبناء إسماعيل هنية.

مقالات مشابهة

  • كيف استطاع يحيى السنوار الإفلات من الاستخبارات الإسرائيلية؟
  • خبير أمن معلومات: حزب الله استخدام شبكة خاصة لتفادي الخروقات الأمنية الإسرائيلية
  • مآلات استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة
  • رايتس ووتش تنتقد الخطاب العنصري ضد الهايتيين السود بالولايات المتحدة
  • رايتس ووتش تتهم الجهاديين بالتنكيل بالمدنيين في بوركينا فاسو
  • "الشعبية": التفجيرات الإسرائيلية في لبنان لن تُثني المقاومة عن مواصلة مقاومتها
  • مندوب مصر الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا يقدم أوراق اعتماده
  • ‏مشعل لنيويورك تايمز: حماس لن تتنازل عن مطالبها الرئيسية المتمثلة في وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية
  • السنوار يربك الاستخبارات الإسرائيلية باستخدام حيلة غير متوقعة.. «فص ملح وداب»
  • محكمة أمريكية ترفض دعوى على شركات نفط كبرى ..تفاصيل