الصين: تهديد (إسرائيل) لغزة بالقنابل النووية مدان عالمياً ويقوض جهود إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
نيويورك-سانا
قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ أن تصريح “إسرائيل” باستخدام الأسلحة النووية في قطاع غزة أمر غير مسؤول ومدان عالمياً ويتعارض مع الروح الدولية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
ونقلت شينخوا عن شوانغ قوله خلال الجلسة الرابعة لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط: “إن الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى كانت عاملاً رئيساً في تقويض السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن بلاده صدمت من تصريحات المسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فهذا النوع من التصريحات أمر غير مسؤول ومدان عالمياً ومثير للقلق للغاية.
وأكد قنغ أن مثل هذه التصريحات تتعارض مع الإجماع الدولي بأنه لا يمكن الفوز بحرب نووية ولا يجب خوضها، وتتعارض مع الروح الدولية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط ومع الدعوات الدولية الساحقة لخفض التصعيد وحماية المدنيين.
وأعرب قنغ عن قلق بلاده إزاء الانتهاكات الصارخة للأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، لافتاً إلى أنه من المؤلم أن نشهد الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مبيناً أن السلام والأمن في الشرق الأوسط لا يؤثران على مصالح دول المنطقة فحسب بل على الاستقرار العالمي أيضاً، وأنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يبذل جهوداً أكبر لدعم إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى.
ولفت قنغ إلى أنه “يجب على بعض الدول من خارج منطقة الشرق الأوسط التخلي عن مصالحها الجيوسياسية الضيقة وتلاعبها السياسي والتوقف عن إثارة المواجهة عمداً في المنطقة، وتقديم مساهمات عملية لصون الأمن الإقليمي”، مشيراً إلى أن الحفاظ على سلطة وفعالية النظام الدولي لمنع الانتشار النووي أمر بالغ الأهمية.
وقال قنغ: إنه “رداً على المعضلة الأمنية العالمية والإقليمية الحالية ترى الصين أنه يتعين على المجتمع الدولي الالتزام بمسار جديد للأمن يتميز بالحوار بدلاً من المواجهة، والشراكة بدلاً من التحالفات”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"