رغم أن الرؤية الصحية للعينين، تُعد أمرا بالغ الأهمية للنمو والرفاهية والتطور الاجتماعي والنجاح المدرسي لكل طفل؛ تبقى المشكلة في أن معاناة الأطفال من صعوبة الرؤية غالبا ما تكون صامتة بدون أي علامات على وجودها. كما أن الأطفال نادرا ما يشكون عندما يشعرون بصعوبة في الرؤية، ظنا منهم أن هذا هو الوضع الطبيعي، وأن الكل يرى العالم مثلما يرونه هم.
وتعد مشاكل الرؤية واحدة من أكثر حالات الإعاقة شيوعا في مرحلة الطفولة، حيث يعاني 1 من كل 20 طفلا في سن ما قبل المدرسة، و1 من كل 4 أطفال في سن المدرسة؛ من مشاكل في الرؤية. كما تؤثر مشاكل الرؤية غير الجيدة على صحة الأطفال ورفاههم عند البلوغ، "بل يمكن أن تُسبب فقدان البصر"؛ وفقا لموقع "آيز أون ليرنينغ" (eyesonlearning).
ويقول الدكتور راسل لازاروس، استشاري البصريات، وأحد خبراء قياس البصر في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في سيدني عام 2000؛ "إن حماية عيون الطفل ومساعدته على الرؤية والتعلم وتحقيق إنجازات ناجحة والاستمتاع بالحياة، أمر بالغ الأهمية".
ويقدم الخبراء مجموعة من النصائح المهمة للعناية بالبصر لدى الأطفال.
أهمية الهواء الطلقرغم أهمية توفير الألعاب المنزلية بأشكال وأحجام وألوان مختلفة، لمساعدة الأطفال في "تنمية وتعزيز المشاركة البصرية، وتحفيز التنسيق بين اليد والعين"، من المهم أيضا تخصيص وقت من أجل اللعب في ضوء الشمس أو المشي في الهواء الطلق؛ للتخفيف من الآثار السلبية للساعات التي يقضيها الطفل في أنشطة الرؤية القريبة المُرهقة لعضلات العين، كالقراءة واستخدام الأجهزة الإلكترونية. ومساعدته على رؤية الأشياء بوضوح، وإتاحة الفرصة لعضلات عينيه للاسترخاء، والنظر إلى الأشياء عن بُعد، والتقليل من خطر إصابته بأمراض مثل قصر النظر.
النظارات الشمسيةنظرا "لارتباط التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية بأمراض العين الخطيرة في وقت لاحق من عمر الطفل"؛ يُفضَّل ارتداء النظارات الواقية من الأشعة الضارة عند التعرض للشمس؛ فقد تأكد أن "النظارات الشمسية المناسبة تضمن حماية عيون الأطفال من الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100%".
كما يُعد استخدام نظارات الأمان المصنوعة من العدسات البلاستيكية المقاومة للكسر، أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، ضروريا للحماية من إصابات العين الخطيرة، حيث "يمكن أن يمنع حوالي 90% من الإصابات"؛ وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
غذاء صحي مفيد للعينلأن نمو الرؤية الصحية مرتبط بالأطعمة التي يستهلكها أطفالنا، لذا يجب أن يشمل نظامهم الغذائي الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على صحة العين، مثل الزنك وفيتامينات "إيه" (A)، و"سي" (C)، و"إي" (E). بالإضافة إلى السلمون والتونة والأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، "بما لها من تأثير خاص على عيون الأطفال" كما تقول الدكتورة كورتني لين كراوس، وهي أستاذة مساعدة في طب وجراحة العيون، في مستشفى "جونز هوبكنز ميديسن" في الولايات المتحدة الأميركية.
الفحص الدوري للعينتُعد زيارة طبيب العيون بانتظام من أفضل الأشياء لحماية صحة عين طفلك؛ وفق توجيهات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. كما يوصي أطباء العيون بفحص الطفل من عمر 6 أشهر، ثم عندما يُتم 3 سنوات، وقبل دخول المدرسة؛ ثم إجراء فحص سنوي للعين وتتبع تطور الرؤية، والكشف المبكر عن أي تشوهات، ووقف وعلاج أي اضطراب، وخصوصا عند ملاحظة أي من العلامات التالية:
وجود حَوَل ولو بسيط، أو فرك العين، أو إمالة الرأس، أو الحساسية للضوء. تقريب الأشياء من العينين، وتجاهل قراءة أو النظر للأشياء البعيدة. صعوبة التعرف على الحروف والكلمات المكتوبة. صعوبة التركيز والشكوى من الصداع بعد أداء الواجب المدرسي. عمى الألوان، أو عدم التمييز بين بعض الألوان، وخاصة الأحمر والأخضر أو الأزرق والأصفر. التاريخ العائليتُتوارث العديد من مشاكل العين من خلال تسلسل الجينات؛ وغالبا ما يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بحالة بصرية أو اضطراب في الرؤية.
الاهتمام باحتياطات السلامةومن ضمنها الاحتفاظ بالمواد الكيميائية والمنظفات المنزلية والأشياء الحادة أو المدببة، بعيدا عن متناول يد الطفل كي لا تشكل خطرا كبيرا على صحة عينيه، يصل إلى حد التهديد بفقدان البصر. حيث يصل أكثر من 1.5 مليون إصابة في العين إلى أقسام الطوارئ في الولايات المتحدة وحدها.
تقليل وقت الشاشةمن الأهمية بمكان "تقليل وقت الطفل أمام الشاشة، وتعليمه أهمية إعطاء عينيه استراحة؛ وخصوصا في الليل". فالوقت المُفرط أمام الشاشات" يمكن أن يؤدي إلى تشوش الرؤية والصداع وإجهاد العين وجفافها".
الحذر من التدخينووفق الأكاديمية الأميركية لطب العيون، "يمكن للتدخين أن يؤذي عيون الطفل، حتى قبل ولادته". فالتدخين أثناء الحمل يزيد من مخاطر الولادة المبكرة، التي من المرجح أن تُصيب الأطفال المبتسرين بفقدان البصر؛ كما قد يزيد من خطر إصابة الطفل بالتهاب السحايا الجرثومي الذي "قد يتسبب في فقدان البصر".
الإلمام بخطوات الإسعافات الأوليةوفقا لموقع "ويب إم دي" (webmd)، من المهم معرفة كيفية التصرف في حال تعرض الطفل لإصابة من قبيل انسكاب شيء ما في عينه، والمسارعة بغسل العين بالماء لمدة 20 دقيقة على الأقل، بالتزامن مع الاتصال بالطوارئ لطلب المساعدة الطبية.
كذلك، إذا أصيب الطفل بجسم غير حاد في عينه، فيجب فحص العين؛ وفي حال رؤية نزيف، أو وجود صعوبة في فتح الجفون، يجب طلب المساعدة الطبية فورا.
وإذا استمر الطفل في فرك عينه، والشكوى من الألم وتشوش الرؤية، فيجب الاتصال بالطبيب، وتغطية عين الطفل المصابة بكمادات باردة لمدة 15 دقيقة كل ساعة.
الحصول على قسط كاف من النومحيث يمكن أن يؤثر عدم الحصول على قسط كاف من النوم على مدى جودة تعافي عيون الطفل من الإجهاد اليومي والمهيجات الموجودة في البيئة، مثل الهواء الجاف والمواد المسببة للحساسية والملوثات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
لو ابنك عاشق للشاشة .. طرق مجربة لتخلص الأطفال من إدمان الهواتف
إدمان الهواتف الذكية أصبح من المشاكل الشائعة في عصرنا الحالي، خاصة بين الأطفال، في ظل الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، يمكن أن تكون هناك تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية للأطفال.
-وضع قواعد واضحة لاستخدام الهواتف
تحديد وقت معين لاستخدام الهاتف يوميًا (مثل ساعة واحدة فقط أو أقل).
تحديد أوقات خالية من الهواتف مثل وقت العشاء أو قبل النوم.
تأكد من أن القواعد واضحة ومرنة بما يتناسب مع الأنشطة الأخرى.
- تشجيع الأنشطة البديلة
الرياضة والأنشطة البدنية: شجع طفلك على ممارسة الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم، السباحة، أو حتى اللعب في الحديقة.
القراءة والتعلم: قدم كتبًا أو مجلات للأطفال تتناسب مع اهتماماتهم، وخصص وقتًا للقراءة اليومية.
الحرف اليدوية والفنون: اعرض على الأطفال ممارسة الأنشطة الفنية مثل الرسم أو الأعمال اليدوية مثل صناعة الحرف، مما يعزز إبداعهم.
-تقليل الوقت في استخدام الهاتف
استخدم تطبيقات خاصة للحد من وقت استخدام الهواتف الذكية مثل “المراقبة الأبوية” أو تطبيقات تحديد الوقت، التي تساعد في ضبط وقت الشاشة بشكل تلقائي.
قسم وقت استخدام الهاتف إلى فترات صغيرة (مثلاً 15 دقيقة كل مرة) مع فترات راحة بينهما.
- إعداد “منطقة خالية من الهواتف”
حدد مكانًا في المنزل مثل غرفة الطعام أو غرفة الجلوس، حيث لا يُسمح باستخدام الهواتف خلال الأنشطة العائلية أو الوجبات.
هذا يساعد في تعزيز التواصل الأسري ويمنح الأطفال الفرصة للتفاعل الاجتماعي بعيدًا عن التكنولوجيا.
-وضع هاتف الطفل في مكان بعيد أثناء النوم
وضع الهاتف بعيدًا عن الطفل أثناء ساعات النوم لتجنب التأثير على جودة نومه.
يمكنك وضع هاتفه في مكان آمن بعيدًا عن غرفته (مثل في غرفة أخرى) لضمان النوم الجيد.
-تقديم بدائل إلكترونية تعليمية
إذا كان الطفل يفضل استخدام الهاتف، يمكنك توفير تطبيقات تعليمية أو محتوى مفيد على الهاتف، مثل الألعاب التي تعزز التفكير النقدي أو التطبيقات التي تشجع على تعلم مهارات جديدة.
ضع قوانين للاستخدام بحيث يقتصر الهاتف على الأنشطة المفيدة فقط.
-ممارسة قدوة حسنة
كون قدوة حسنة لطفلك في استخدام الهواتف. إذا كنت تقضي الكثير من الوقت على الهاتف، فمن المحتمل أن يتبعك الطفل.
حدد أوقاتًا معينة لاستخدام الهاتف في المنزل، وأظهر كيف يمكن استخدامه بشكل معتدل.
-مكافآت على الالتزام بالقواعد
قدم مكافآت للأطفال عندما يلتزمون بالقواعد المتعلقة باستخدام الهواتف، مثل الحصول على وقت إضافي للعب أو الذهاب إلى مكان ممتع.
يمكن أن تكون المكافآت صغيرة لكنها فعالة في تحفيزهم على التقيد بالقواعد.
- التحدث عن تأثيرات الإدمان على الصحة
تحدث مع طفلك عن تأثيرات الاستخدام المفرط للهاتف على صحته، مثل التأثير على النوم أو العينين أو حتى الصحة النفسية.
استخدم أمثلة واقعية تناسب عمر الطفل لتوضيح أهمية الراحة بعيدًا عن الشاشات.
- وضع وقت محدد لالتقاط الصور أو الفيديوهات
يمكن أن تكون الهواتف جذابة للأطفال بسبب الألعاب أو تصوير الفيديوهات والصور، لكن من الأفضل تحديد وقت معين لذلك مع التشجيع على التقاط الصور في الأنشطة المختلفة مثل الأنشطة الرياضية أو الأسرية.
- تعزيز النشاطات الاجتماعية الواقعية
شجع طفلك على التفاعل مع أصدقائه في الأنشطة الواقعية مثل اللقاءات في الحدائق أو اللعب الجماعي بدلاً من التفاعل عبر التطبيقات.
-إعداد “يوم بدون هواتف”
خصص يومًا في الأسبوع أو الشهر يكون “يومًا بدون هواتف” حيث يُمنع استخدام الهواتف تمامًا طوال اليوم.
استمتعوا بالأنشطة العائلية بعيدًا عن التكنولوجيا في هذا اليوم.
المصدر:smartone