داخل مخيم جباليا المنكوب شمال قطاع غزة، تكذب أصوات السكان وصراخ الأطفال وصوت العربات التي تجرها الحيوانات إدعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأنه أفرغه من سكانه بعد تهجيرهم إلى مدينة خانيونس ورفح جنوب القطاع.

جباليا تعج بالحياة رغم الجرائم الإسرائيلية وإدعاءات التهجير

على الرغم من حجم الدمار الكبير الذي يشهده المخيم جرّاء الغارات الإسرائيلية المكثفة، والتي تسببت في عشرات المجازر ومئات الشهداء والجرحى والمفقودين، إلاّ أنّه لا يزال يعج بالحياة، رغم كونها حياة ملطخة بالدموع والدماء، حيث يدفن الفلسطينيون شهدائهم ثم يعودون لاستخراج العالقين والبحث عن رغيف خبز وشربة ماء.

قد يبدو من المشهد العام للمخيم المدمر أنه لا يتشبث به أي إنسان، إلاّ أنّ قاطنيه يرون أنّ «في جباليا ما يستحق الحياة»، إذ يجتمع الأفراد المتبقين من الأسر التي نسفت منازلها في شقة واحدة يتقاسمون الغطاء والغذاء والدواء، فيما لا يزال سوق الخضار الكبير الذي يخدم السكان يقدم خدماته بالحد الأدنى لقاصديه.

بيسان: لن نترك بيوتنا إلا شهداء 

بيسان أبو دقة، 30 عاما، واحدة من سكان المخيم، لا يزال منزل عائلتها المكون من 5 أفراد قائما على أعمدته، إذ غفلت عنه صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، كما تقول، لتصبح الشقة المكونة من 3 غرف وحمام واحد مأوى لخمسة أسر أخرى: «كلنا أخوات هنا وبنمر بنفس الظروف الصعبة، ولازم نكون أيد واحدة لحد ما الله يفرجها علينا».

وحول تمسكها بالمخيم على الرغم من خطورة الأوضاع في شمال القطاع بالتحديد فتقول: «بنشوف الدبابات وهي قريبة من جباليا وبنسمع صوت قذائفها والطيران طبعا متواجد على طول في السماء ومابيتوقفش ولا ثانية، بس على الرغم من هيك هنضل في بيوتنا وما هنطلع منها غير شهداء»، وأضافت: «مش هنسمح لهم يفرغوا المخيم من سكانه وهنضل شوكة في حلقهم»، لافتة إلى وجود مئات الأسر وعشرات الآلاف من المواطنين الذين لا يزالون في شمال القطاع.      

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة العدوان على غزة مخيم جباليا العدوان الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

“الحنينة”… أقدم سحور رمضاني لا يزال حاضراً في دير الزور

دير الزور-سانا

ارتبط سحور أهالي دير الزور خلال شهر رمضان المبارك بنوع من الطعام يعرف باسم “الحنينة”، ورغم أنه من المأكولات التراثية، إلا أن الكثيرين لا يزالون يفضلونه كوجبة مناسبة على السحور لما تحتويه من مواد ذات قيمة غذائية عالية، وفق ما تقوله الستينية أم عمر.

وحول طريقة تحضيرها، أوضحت أم عمر لـ سانا أن طبق “الحنينة” يتكون من التمر والبيض والسمن البلدي، فبعد نزع النواة من حبات التمر تتم إضافة السمن البلدي، ثم البيض إليها ومزجها على النار لعدة دقائق، وقالت: إن “الحنينة” من الأطعمة التي تساعد على الصيام، لأنها تعطي شعوراً كبيراً بالشبع، وتمنح الجسم الطاقة.

وأشارت السيدة فدوى من دير الزور والمقيمة بريف دمشق إلى أن “الحنينة” أكلة اشتهرت في منطقة الفرات منذ القدم، مبينة أن هذا النوع من الطعام هو المفضل لدى أفراد أسرتها الصغار والكبار بشكل يومي على السحور خلال الشهر الفضيل، مضيفة: ورغم أن البعض لا يرغب بالسمن البلدي، ويستعيض عنه بأنواع أخرى إلا أن وجوده يمنح “الحنينة” مذاقاً خاصاً، ويفضل تناولها مع خبز التنور.

وأكدت الشابة آية سمير أن “الحنينة” ذات مذاق مميز، فرغم أنها تحرص على تناول وجبة خفيفة على السحور، إلا أنها بمجرد انتشار رائحة السمن البلدي مع التمر والبيض أثناء مشاركتها مع والدتها بإعداد السحور، تقوم بتناول بعض لقيمات منها مع كأس شاي قليل السكر للتخفيف من المذاق الحلو للحنينة.

وتكلف السيدة مروة أحد أبنائها خلال فترة ما بعد الإفطار بإزالة النواة من التمر لإعداد طبق الحنينة على السحور، حيث تستهلك كمية تقارب نصف الكيلو منه يومياً، موضحة أنه يجب أن يكون من التمر الطري أو الرطب، ولا تكون الحنينة لذيذة، إذا أعدت بالتمر المخصص للحلويات المعروف بـ “العجوة”، رغم أن البعض بدأ يستخدمه.

وذكرت عدة كتب من التراث الفراتي التي اهتمت بطقوس وعادات شهر رمضان المبارك طبق “الحنينة” كصنف رئيسي على مائدة السحور، موضحة أن سبب التسمية يعود لكونها حنونة وسهلة على المعدة، وتعين على تحمل الجوع ويمكن كتابتها بـ “الحنيني” أو “الحنينة”.

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي شمال مخيم "البريج"
  • جباليا بين الدمار والحصار.. وغروب الشمس يرسم ملامح المعاناة
  • “الحنينة”… أقدم سحور رمضاني لا يزال حاضراً في دير الزور
  • توقيع اتفاقية لدمج التكنولوجيا الذكية في الحياة العامة بشمال الباطنة
  • موقف روديجر من الرحيل عن ريال مدريد قبل نهاية عقده
  • مسيّرة إسرائيلية تطلق النار شرق مخيم المغازي
  • جزيرة إفريقية مهددة بالاختفاء خلال سنوات بسبب المناخ.. ما القصة؟
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع سلالًا غذائية على مخيمات رفح ويواصل دعمه الإغاثي شمال القطاع
  • أرتيتا: مانشستر يونايتد لا يزال يشكل تهديداً!
  • هل يستطيع الناتو البقاء بدون الولايات المتحدة؟