قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن إسرائيل ستصرخ أولا في حربها ضد قطاع غزة وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وسوف تقدم تنازلات مختلفة، مشيدا بخطاب أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مساء الاثنين.

وأوضح الدويري، في تحليله العسكري على قناة الجزيرة، أن المعركة الحالية هي معركة عض أصابع وإسرائيل ستقدم تنازلات على كافة الصعد الاقتصادية والسياسية تحت ضغط المجتمع الدولي، و"قد يكون أقلها التنازل عسكريا في ظل الجسر الغربي المتواصل لتل أبيب".

وأشاد بمضمون خطاب أبو عبيدة خاصة بإعلانه تدمير الكتائب 20 آلية قتال إسرائيلية خلال 48 ساعة، وبيّن أن هذا يعني أنه جرى تدمير 10 آليات في اليوم الواحد، واصفا إياه بالمعدل العالي في ظل تباين ميزان القوى.

كما أثنى الدويري على مطالب كتائب القسام في المفاوضات الدائرة حول صفقة تبادل مصغرة خاصة البعد الإنساني من خلال هدنة مدتها 5 أيام يتم بموجبها إدخال كافة المساعدات إلى مختلف مناطق قطاع غزة.

أما الرسالة الأقوى -بحسب الدويري- فكانت سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومفادها أن من سبقكم من قادة إسرائيل التاريخيين على غرار إسحاق شامير وإسحاق رابين وأرئيل شارون "كانوا أقوى منك ولم يستطيعوا القضاء على حماس فالمستقبل لي وليس لك".


"المقاومة فاعلة"

وحول دلالات قصف كتائب القسام تل أبيب بعد 38 يوما على الحرب والقصف الجوي المكثف، اعتبر الخبير العسكري أن لهذا دلالة على أن المقاومة قادرة على فرض إرادتها، وتختار الوقت المناسب والهدف المناسب.

وأضاف أن الأمر يشير بوضوح إلى أن حماس لا تزال تمسك بالقيادة والسيطرة، ولديها القدرة على اتخاذ القرار مما يعني أن المقاومة فاعلة ولا تزال بخير.

وقلل من أي محاولات إسرائيلية للسيطرة على أي مكان داخل قطاع غزة، وأشار إلى أن مجمع الشفاء الطبي ليس مدينة غزة، والأخيرة ليست قطاع غزة، مثنيا على تصدي عشرات آلاف المقاتلين لدولة مدججة بمئات آلاف الجنود الأساسيين والاحتياط والأسلحة والمعدات والذخائر العسكرية المتطورة.

وشدد على أن ما يحدث هو عملية استنزاف، وعلى كتائب القسام إدارة المعركة بكل ذكاء والحفاظ على مخزون الصواريخ لمختلف المديات، والقذائف المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة في ظل حديث تل أبيب عن حرب طويلة قد تستمر لأشهر وسنوات.

وفي تعليقه حول أحد المشاهد التي بثتها كتائب القسام، قال الدويري إن إصابة جنزير الدبابة بقذيفة "الياسين 105" يخرجها عن العمل ولكن الإصابة وقتها لن تحدث لهيب نار كبيرا فيما سيحدث هذا في حال تم استهداف برج الدبابة حيث ستحترق الذخيرة بداخلها.

وجدد تأكيده على أن وصول الآليات الإسرائيلية لمنطقة ما "لا يعني السيطرة عليها" في ظل معارك قتالية متحركة حيث لا يوجد وضع ثابت لخطوط التماس.

ووصف ما تحدث عنه المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري حول مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة وزعمه وجود نفق أسفله وتصوير أسلحة رشاشة بداخله بـ"المسرحية الساذجة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کتائب القسام قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل تعاني عمى استخباريا في لبنان وستخسر سواء دخلت أم لم تدخل

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن الكمين الذي وقعت فيه القوات الإسرائيلية اليوم الخميس خلال محاولة تسللها إلى مارون الراس جنوبي لبنان تؤكد حالة العمى الاستخباري التي تعيشها إسرائيل في هذه العملية.

وأشار حنا إلى أن دخول لواء غولاني واللواء السابع وفرقة إيغوس النخبوية إلى مارون الراس يؤكد بحث إسرائيل عن معلومات تخص منظومة القيادة والسيطرة والتمركزات الخاصة بحزب الله، مؤكدا أن إسرائيل لا يمكنها التضحية بقواتها في منطقة دون تحصيل الحد الأدنى من المعلومات.

وعن محاولات قوات الاحتلال التوغل في مناطق بعينها على الحدود مع لبنان، قال حنا إن التحركات تعكس محاولة إسرائيل السيطرة على المرتفعات بحيث تتمكن من مراقبة لبنان وتمنع الحزب من مراقبة شمال إسرائيل.

محاولة السيطرة على المرتفعات

وأشار حنا إلى أن الواقع الميداني والجغرافي يفرض توغلات محددة في أماكن محددة، مؤكدا أن الحرب اليوم مختلفة تماما عن حرب 2006، لأن مقاتلي حزب الله تمرسوا على القتال وأعدوا نفسهم لصد هذه التوغلات خلال العام الماضي تحديدا.

وفيما يتلعق بالمناطق التي يدور فيها القتال حاليا، قال حنا إنه يتركز في أصبع الجليل كونها منطقة عسكرية وفي المطلة (بوابة فاطمة) التي تمثل عقدة قتالية أساسية لحزب الله في الطريق إلى نهر الليطاني، مشيرا إلى أنها تفصل بين قوة الرضوان وقوات بدو ونصر وعزيز.

ورجح الخبير العسكري أن تحاول إسرائيل السيطرة على هذه المناطق لحماية الجليل الأعلى، لأنها ذهبت إلى العديسة التي ترتفع 900 متر عن سطح البحر، وكذلك كفر كلا الملاصقة للجدار الإسرائيلي على الحدود.

وبشأن ما حدث في مارون الراس، قال حنا إن لواء غولاني واللواء السابع وقوات إيغوس الخاصة ذهبت إلى هناك للاستطلاع والاستعلام وليس لتنفيذ هجوم كبير، وهو ما يؤكد وجود حالة "عمى استخباري" كتلك التي عانتها إسرائيل في قطاع غزة.

وأعلن حزب الله اللبناني أنه فجّر عبوات ناسفة في قوات إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل اليوم الخميس عبر الحدود، وأوقع قتلى وجرحى في صفوفها، كما قصف مدينة طبريا ومستوطنات الجليل بعشرات الصواريخ، في حين تجددت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان.

وقال الحزب في بيان إن قوة إسرائيلية تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس بجنوب لبنان، حيث جرى تفجير العبوتين فيها.

وأضاف أن مقاتليه فجّروا عبوة ناسفة في قوة من لواء غولاني كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

التوغلات تؤكد عمى إسرائيل استخباريا

وقال حنا إن هذه العملية تؤكد جاهزية حزب الله للقتال وتعكس عدم تأثر قوة الرضوان باغتيال قائدها إبراهيم عقيل قبل أقل من أسبوعين، لأنها هي التي تخوض المواجهة حتى الآن دون الحصول على إسناد من قوات أخرى، وفق قوله.

ولفت الخبير العكسري إلى أن "كل كمين وكل خسارة هما درس لإعادة تقييم العمل العسكري"، مشيرا إلى إسرائيل ذهبت إلى منطقة أصبع الجليل لأنها الأسهل في الاختراق.

وقال حنا إن حزب الله لا يوجد بشكل كبير في إصبع الجليل، وبالتالي فإن أي خرق في هذه المنطقة لا يمثل خطرا كبيرا عليه، ومع ذلك فقد تمكن من الإيقاع بالقوات الإسرائيلية عندما دخلت على الأرض.

وخلص إلى أن إسرائيل تحاول المناورة والهرب من المواجهة المباشرة، في حين أن حزب الله يريد العكس ويحاول جرها إلى مسافة صفرية قد تكون في حدود المدى المؤثر لصواريخ كورنيد وليست كتلك التي نراها في غزة، مؤكدا أن جيش الاحتلال قد يسيطر على بعض المناطق بالنار، لكن ليس لفترة طويلة لأن الطائرات لا تحقق حسما كاملا.

وقال حنا إن إسرائيل ستخسر إذا دخلت لبنان وإذا لم تدخل أيضا، لأنها أعلنت أهدافا عالية قبل التوغل، مؤكدا أن حزب الله لن يترك الحدود من أجل الدفاع عن العمق إلا بعد إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين.

وعن المدرعة "إم 113" التي تركتها قوات الاحتلال بعد انسحابها من كفر كلا، قال حنا إنها مدرعة مسيرة يتم التحكم بها عن بعد، لأن إسرائيل توقفت عن استخدامها منذ فترة.

ولفت إلى ضرورة عدم الاقتراب من أي آلية عسكرية يتم تركها في ساحة المعركة، خصوصا أن إسرائيل استخدمت هذه المدرعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة كآلية مفخخة.

وظهرت المدرعة مصفوفة إلى جانب أحد المنازل، وقد نقلت الجزيرة عن مصدر أمني لبناني أنها قد تكون مفخخة.

مقالات مشابهة

  • شواظ والغول والياسين أدوات للمقاومة والسهم الأحمر دليل دقتها
  • الدويري: رمزية مزدوجة ورسائل محلية وإقليمية بكمين القسام الجديد
  • خبير عسكري إسرائيلي: على تل أبيب أن تأخذ بالحسبان عدة اعتبارات قبل تحديد طبيعة الرد على إيران
  • خبير عسكري: إسرائيل تعاني عمى استخباريا في لبنان وستخسر سواء دخلت أم لم تدخل
  • كتائب القسام تعلن مسؤوليتها عن عملية تل أبيب
  • كتائب القسام تتبنى عملية “يافا” البطولية: تسلل وطعن جندي واستيلاء على سلاحه في قلب “تل أبيب” (تفاصيل)
  • الدويري: الفترة الحالية صعبة على المقاومة بغزة رغم جاهزية المقاتلين
  • كتائب القسام تنشر مشاهد كمين محكم في رفح
  • كتائب القسام تنشر مشاهد لكمين محكم ضد قوات الاحتلال في رفح
  • كتائب القسام تتبنى عملية يافا وتتوعد العدو: قادم الأيام سيأتيكم الموت من كل مكان