لبنان ٢٤:
2024-07-04@14:52:40 GMT

كيف عبثت حرب تشرين الاول بصحة اللبنانيين النفسية؟

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

كيف عبثت حرب تشرين الاول بصحة اللبنانيين النفسية؟

يترقب اللبنانيون يوميًا أوضاع الحرب المندلعة في غزة وتطوراتها والوضع المتوتر في جنوب لبنان، والاسئلة نفسها يطرحونها على بعضهم البعض وعلى انفسهم "هل الحرب قادمة؟"، "هل تتوحد الجبهات؟"، "هل تعلن الحرب ويقع المحظور؟". يشهد لبنان هذه الايام بفئاته وبطوائفه وكما جرت العادة عند كل مفترق طريق وعند تقرير كل مصير انقسامات حادة وتباينات في وجهات النظر، فانقسام  الشعب اليوم يندرج بين من يريد الحرب وبين من يرفضها، وفي كلا الخيارين الامر لن يمرّ مرور الكرام على صحة اللبنانيين النفسية.

   
يقول خليل، مواطن لبناني يبلغ الستين من عمره، يسكن في منطقة الجديدة، أنه لا يفارق التلفاز منذ أحداث 7 تشرين الاول، وهو متخوف من الانعكاسات الخطيرة  على الداخل اللبناني، مستذكرا ما مر به مع افراد عائلته من تجارب مريرة عاشها خلال الحرب الاهلية.    أما فادي، رجل خمسيني، من سكّان منطقة جزين، فيكشف لـ"لبنان 24" أنه قد "جهز ما يجب تجهيزه من مستلزمات  كالغذاء والدواء، في حال أجبر على الهروب هو وعائلته الى مكان اكثر امانا من بلدته التي قد تتعرض للقصف حينما تتوسع رقع المعارك".
 
 
ماذا يقول "علم النفس"؟  
أشارت الاخصائية النفسية تاتيانا نصار لـ"لبنان 24" الى أن "الشعب اللبناني عانى ويعاني من أزمات متواصلة تمتد منذ ما قبل عام ٢٠١٩، وما زالت مستمرة لا بل تصاعدت وتيرتها في الآونة الاخيرة، وهذه الفترة الطويلة من القلق الدائم تعني ان الجهاز العصبي لدى معظم المواطنين قد تعب، والـirritability أي ما يعرف بالغضب المستمر او العصبية المفرطة هي ردة فعل طبيعية في الحالات غير الطبيعية خلال الازمات والحروب، وما يزيد من حدتها هو اننا ننتقل من أزمة الى ازمة اكثر خطورة من دون استراحة".  
وأضافت نصار: "سرعة الانفعال التي يشتكي منها المواطن اليوم ناجمة عن ردة فعل لا ارادية يصدرها اللاوعي عندما يشعر الانسان انه في حالة خطر، وهذا النمط المعاش في التخبط والقلق يحتم علينا التأقلم معه وحماية أنفسنا من ضرره بأسرع وقت قبل ان يتملكنا، واي خطأ او ازعاج نختبره بطريقة مضاعفة، سيكون له ردة فعل ستظهر كأنها مبالغة".  
أما عن الشعور بالذنب لدى المواطن اللبناني المتأتية من الصعاب والالام المحيطة به، فتقول الاخصائية النفسية: "الـ”Survival guilt” أو ذنب النجاة هو نوع من التعاطف يشعر به شخص أمن بنفسه من المخاطر ونجا من الاذية، في حين ان أشخاصا اخرين على معرفة بهم او هم من المقربين منه قد اصابهم الاذى وطاولتهم الاعمال الاجرامية ولم يسلموا. ولهذا الامر تداعيات تخلق عند الناجين من الناس  عقدة الذنب، وهذه راسخة في طبيعتنا البشرية والتي يستصعب عليها ان تنظر الى الظلم والوجع عند الآخرين وهي عاجزة عن مساعدتهم" .
 
 
آليات دفاعية  
في سؤال الى نصار عمّا اذا كان الابتعاد عن الاخبار هو حلّ من الحلول النفسية، فأجابت: "الابتعاد عن الأخبار ليس حلاً، فالكبت والإنكار لا يساعدان الانسان على تحسن حالته النفسية، ولكن من الممكن ان نلجأ لقراءة الأخبار بدل من مشاهدة مقاطع عنيفة منها عبر التلفاز، وكأخصائية نفسية أنصح بالمتابعة عبر القراءة وتجنب قدر المستطاع مشاهدة الفيديوهات، ومن المهم أيضا وضع حدّ لعدد الساعات التي نقضيها  في القراءة والمتابعة".  
وعن كيفية تخطي الظروف المؤلمة، تشير الاخصائية الى أنه "علينا بناء آليات دفاعية او طرق قد تساعد على التأقلم مع الاوضاع الصعبة، مثل التواصل مع الآخرين والتعبير عن مخاوفنا وعن الذنب الذي نشعر به وعن الغضب، فهذه من أهم أساليب التأقلم".  
وتابعت: "الرياضة وتمارين الاسترخاء مهمان، والعمل على مساعدة الآخرين ودعمهم بشتى الوسائل والطرق (مادية، عاطفية، مقاطعة المنتجات، التوعية عبر النشر على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها)، وكذلك من المفيد جدا المشاركة بنشاطات اجتماعية تدعم وتساعد الناس، وفي حالة الضرورة علينا عدم التردد باستشارة أخصائية نفسية ". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سوبرة: رؤية 2030 تتيح للقطاع الخاص اللبناني فرصاً إستثمارية كثيرة واعدة في السعودية

أشاد عضو مجلس إدارة إتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية الخليجية هادي سوبرة بتنظيم ملتقى الاستثمار السعودي في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، من قبل إتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية الخليجية وبالشراكة مع الهيئات الاقتصادية، وبالتعاون مع شركة BCG الاستشارية العالمية المتخصصة في السوق السعودية، معتبراً ان من "شأن ذلك إعطاء صورة واضحة عن الاستثمار في المملكة بطريقة علمية وموضوعية، تتيح وضوح الرؤية أمام المستثمرين اللبنانيين".

وأكد سوبرة أنه "اليوم لدى رجال الأعمال اللبنانيين فرص استثمارية كثيرة وفي قطاعات عديدة في المملكة، وهذا يطرح تحدي جديد أمامهم للتعاون في ما بينهم وخلق تحالفات مع شركاء سعوديين أو مع شركات أجنبية لديها خبرة كبيرة في المجالات المستهدفة من أجل الدخول في المشاريع المطروحة من ضمن رؤية المملكة 2030".

وأوضح سوبرة أنه من "أبرز ما تستهدفه رؤية المملكة 2030، هو أن تكون ضمن أكبر 15 اقتصاد عالمياً، ضمن لائحة 10 عالمياً من ناحية التنافسية، رفع مساهمة القطاع الخاص بـ 65% من الناتج الوطني الاجمالي، زيادة مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد، زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية بنسبة 50%، زيادة عامل الاستثمار الأجنبي بنسبة 5.7% في الناتج المحلي الاجمالي وزيادة نمو أصول صندوق الاستثمارات العامة بقيمة 7 تريليون ريال سعودي، مشيراً الى أن الوصول الى الأهداف المرجوة يتطلب إستثمارات هائلة". 

وقال سوبرة :"اليوم، الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير محمد شقير تلعب دورا هاما في فتح آفاق جديدة ومتنوعة أمام رجال الأعمال اللبنانيين في الداخل والخارج. وهذا أمر مهم جدا خلال المرحلة الصعبة التي نمر بها في لبنان من أجل تقوية صمود الاقتصاد اللبناني ومواكبة ما يحصل من تطورات في الخارج".

وأكد سوبرة أن الدول الخليجية وخصوصاً المملكة العربية السعودية تشكل عمق لبنان الاستراتيجي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ولا بد من إعادة تشكيل السلطة السياسية في لبنان بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لإعادة العلاقات مع هذه الدول إلى طبيعتها واستكمال مسيرة التعاون الأخوي المشرف بين لبنان والدول الخليجية والسعودية.

وفي سياق متصل، أشاد سوبرة بتوقيع مذكرة تعاون بين مركز الملك سلمان للإغاثة والهيئة العليا للإغاثة، حيث ستقدم المملكة بموجبها مساهمة مالية بقية 10 ملايين دولار للبنان لتنفيذ نحو 28 مشروعاً في المناطقِ اللبنانيةِ المختلفة.

وإذ اكد سوبرة "أن هذا ليس غريباً عن المملكة، مملكة المحبة والخير والعطاء"، شكر السعودية على وقوفها الى جانب لبنان ودعمه على مختلف المستويات لا سيما  على مستوى العمل الإنساني والإغاثي وتحقيق الاستقرارِ والتنمية في لبنان".

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين (فيديو)
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين
  • خبير استراتيجي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس حربا نفسية ضد اللبنانيين
  • موفدان للبطريرك الراعي إلى المجلس الشيعي لتنقية العلاقات
  • سوبرة: رؤية 2030 تتيح للقطاع الخاص اللبناني فرصاً إستثمارية كثيرة واعدة في السعودية
  • الخطيب التقى مطر والخازن: اللبنانيون أخوة وشركاء في الوطن
  • كرامي زار شيخ العقل: لحوار ينتج رئيساً للجمهورية
  • ميقاتي: السعودية كانت وستبقى الشقيق الأكبر للبنان ونتطلع الى رعايتها ليتمكن من النهوض من جديد
  • جرادة: نحن من السعاة إلى الدولة وحمايتها ضرورة ملحة لدعم المقاومة
  • وفد من المخابرات الألمانية عند حزب الله مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة