شبكة اخبار العراق:
2024-11-12@20:31:44 GMT

إسرائيل دولة حرب، العنف لغتها

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

إسرائيل دولة حرب، العنف لغتها

آخر تحديث: 14 نونبر 2023 - 9:54 صبقلم:فاروق يوسف أمام اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود ما الذي فعلته إسرائيل؟ صارت تعمل على محو الحق الفلسطيني الذي اعترف به العالم بعد كفاح مضن، استمر عقودا. لقد استغلت إسرائيل الاتفاقات التي وقعها الفلسطينيون وبالأخص على مستوى تخليهم عن الكفاح المسلح لتزيد من رقعة الأرض التي تحتلها وتبني مستوطنات جديدة ولم تقدم واقعيا أي دليل على أنها ترغب في ترسيخ سلام عادل، بل كانت على العكس من ذلك دولة حرب، تغير قواتها على الجزء الصغير من فلسطين الذي آمل الفلسطينيون في أن يقيموا دولتهم المستقلة عليه.

منذ أن حاصرت القوات الإسرائيلية مقر الرئيس ياسر عرفات عام 2002 بدا واضحا أن إسرائيل تصر على الاستمرار في عدم احترام القوانين الدولية ولم تكن على استعداد لتقديم أي نوع مما تسميه تنازلات في مشروعها التوسعي الاستيطاني للفلسطينيين الذين كان عليهم أن يدركوا منذ تلك اللحظة أن كل ما وقعوه مع إسرائيل وبإشراف دولي لم يكن سوى خديعة وأنهم لن يحصدوا من التنازلات التي قدموها سوى الريح وأن العالم الذي كان طرفا في كل الاتفاقات التي وقعوها لن يقف معهم في الدفاع عن حقوقهم، بل سيفعل العكس من ذلك تماما وسيخذلهم. لقد تُرك الرئيس عرفات يومها وحيدا إلى أن مات. وبذلك تكون إسرائيل هي التي دفعت الفلسطينيين إلى اليأس من إمكانية خروجهم بشيء ذي قيمة، يستحق الذكر من الاستمرار في مفاوضات بدت وكأنها نوع من حوار الطرشان. ولهذا انتهت المفاوضات إلى الفشل الذي تواطأ الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على عدم الإعلان عنه تحاشيا لاندلاع انتفاضة شعبية أخرى. واقعيا كانت الأراضي التي هي تحت إشراف وإدارة السلطة الفلسطينية محتلة بطريقة أو بأخرى، حيث لم تكف القوات الإسرائيلية عن اجتياحها بذريعة أو بأخرى ولم تكن السلطة التي تزعمها منذ موت عرفات مهندس اتفاق أوسلو محمود عباس قادرة على التصدي لها ومنعها من القيام بذلك. كل ذلك أدى إلى انهيار ثقة الفلسطينيين بالسلطة التي أوكلوا لها الدفاع عن قضيتهم وصولا إلى قيام دولتهم. لقد تبين لهم أن السلطة التي أفقدتها إسرائيل القدرة على الحركة خارج الإشراف الإداري هي مجرد غطاء لاحتلال من نوع جديد، قد يكون أشد خطرا من الاحتلال المعلن، ذلك لأنه ينطوي على اعتراف مبطن بحق الإسرائيليين في التمدد وإنشاء مستوطنات جديدة على الأراضي التي يُفترض أنها ستكون جزءا من دولة فلسطين المستقبلية. بل إن الفلسطينيين صاروا على يقين من أن تلك الدولة المنشودة لن ترى النور ما دامت السلطة قائمة. كل هذا صنعته إسرائيل، ساعدتها الطبقة السياسية الحاكمة في إطار السلطة. وبعد أن مرت ثلاثون سنة على اتفاق أوسلو انخفضت مستويات الأمل لدى فلسطينيي الداخل والخارج على حد سواء. فالدولة التي بشر بها ياسر عرفات من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة صارت عبارة عن غرفة إنعاش في مستشفى أقامته إسرائيل بديلا للحلم الفلسطيني. هل ستأسف إسرائيل لأنها دفعت الفلسطينيين إلى اللجوء مرة أخرى إلى خيار العنف؟ سأقول ثانية إن إسرائيل دولة حرب، أنشأتها العصابات الصهيونية لتكون كذلك وهي غير مستعدة للتعامل مع مَن اغتصبت أرضه وشردته ودمرت مستقبله على أساس غصن الزيتون الذي رفعه عرفات في الأمم المتحدة. ما صار الفلسطينيون على يقين منه أن إسرائيل لا ترى في السلام قاعدة للتفاهم معهم وهو ما دفع الكثيرين منهم يأسا وليس إيمانا إلى أن يقفوا وراء حركة حماس حين اقتطعت غزة وحولتها إلى إقطاعية أو مشروع إمارة إسلامية، ليست فلسطين سوى واجهة زائفة له. ولكنها العودة إلى العنف الذي عملت إسرائيل على ترسيخه في علاقتها بالشعب الفلسطيني الذي تنازلت منظمة التحرير عن ثوابت كثيرة باسمه من غير أن يقبض شيئا على أرض الواقع. ذلك ما حول غزة إلى مشروع مأساة مستمرة. هناك تستمر الحرب التي تريدها إسرائيل قاعدة لعلاقتها بالفلسطينيين.وكما أرى فإن الكارثة التي ضربت غزة ولا تزال فصولها مستمرة، قتلا وتشريدا وتدميرا وخرابا، لن تشكل بداية لانفتاح العالم على البحث عن أسباب استمرار العنف ومن ثم معالجته وصولا إلى حل للمسألة الفلسطينية، بل هي مجرد حلقة من حلقات مسلسل طويل تراه إسرائيل منسجما مع وجودها، دولة حرب لا تنفع معها محاولات التطبيع العربي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: دولة حرب

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدين الهجوم الذي تعرضت له القوات السعودية باليمن

دانت دولة الإمارات بشدة "الهجوم الجبان" الذي تعرضت له القوات السعودية في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون اليمنية، وأسفر عن مقتل جنديين سعوديين وإصابة آخر.

وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها، أن "دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القانون الدولي".

وأعربت الوزارة عن "تضامنها الكامل مع القوات السعودية التي تشارك مع قوات التحالف في عمليات حفظ الأمن والاستقرار والسلام في اليمن"، مؤكدة "دعم الإجراءات التي تقوم بها المملكة لحفظ أمنها وسلامة جنودها ومواطنيها"، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).

كما أعربت الخارجية الإماراتية عن "خالص تعازيها ومواساتها لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة ولأهالي وذوي الضحيتين في هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصاب".

وكان المتحدث باسم قوات التحالف في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، أعلن، السبت، مقتل ضابطين سعوديين وإصابة ثالث جراء "اعتداء غادر وجبان داخل معسكر لقوات التحالف في مدينة سيئون"، بمحافظة حضرموت.

مقالات مشابهة

  • قصة “سفينة نوح” التي قتلت ياسر عرفات
  • إسرائيل: الوحش الذي صنعه الغرب ولم يعد يسيطر عليه؟
  • الإمارات تشارك في المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول إنهاء العنف ضد الأطفال
  • في الذكرى الـ 20 لرحيل ياسر عرفات.. حرب غزة تواصل اختبار صمود الفلسطينيين
  • أستاذ علوم سياسية: ترامب أبلغ نتنياهو بإنهاء ملفاته العسكرية بالمنطقة قبل تسلم السلطة
  • بشير عبدالفتاح: سوابق ترامب مع القضية الفلسطينية مخيفة
  • بشير عبد الفتاح عن عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية: تجربة استثنائية
  • خبير: سوابق ترامب مع القضية الفلسطينية "مُخيفة"
  • الإمارات تدين الهجوم الذي تعرضت له القوات السعودية باليمن
  • الإمارات تدين الهجوم الذي تعرضت له القوات السعودية في اليمن