شبكة اخبار العراق:
2025-02-08@21:10:28 GMT

إسرائيل دولة حرب، العنف لغتها

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

إسرائيل دولة حرب، العنف لغتها

آخر تحديث: 14 نونبر 2023 - 9:54 صبقلم:فاروق يوسف أمام اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود ما الذي فعلته إسرائيل؟ صارت تعمل على محو الحق الفلسطيني الذي اعترف به العالم بعد كفاح مضن، استمر عقودا. لقد استغلت إسرائيل الاتفاقات التي وقعها الفلسطينيون وبالأخص على مستوى تخليهم عن الكفاح المسلح لتزيد من رقعة الأرض التي تحتلها وتبني مستوطنات جديدة ولم تقدم واقعيا أي دليل على أنها ترغب في ترسيخ سلام عادل، بل كانت على العكس من ذلك دولة حرب، تغير قواتها على الجزء الصغير من فلسطين الذي آمل الفلسطينيون في أن يقيموا دولتهم المستقلة عليه.

منذ أن حاصرت القوات الإسرائيلية مقر الرئيس ياسر عرفات عام 2002 بدا واضحا أن إسرائيل تصر على الاستمرار في عدم احترام القوانين الدولية ولم تكن على استعداد لتقديم أي نوع مما تسميه تنازلات في مشروعها التوسعي الاستيطاني للفلسطينيين الذين كان عليهم أن يدركوا منذ تلك اللحظة أن كل ما وقعوه مع إسرائيل وبإشراف دولي لم يكن سوى خديعة وأنهم لن يحصدوا من التنازلات التي قدموها سوى الريح وأن العالم الذي كان طرفا في كل الاتفاقات التي وقعوها لن يقف معهم في الدفاع عن حقوقهم، بل سيفعل العكس من ذلك تماما وسيخذلهم. لقد تُرك الرئيس عرفات يومها وحيدا إلى أن مات. وبذلك تكون إسرائيل هي التي دفعت الفلسطينيين إلى اليأس من إمكانية خروجهم بشيء ذي قيمة، يستحق الذكر من الاستمرار في مفاوضات بدت وكأنها نوع من حوار الطرشان. ولهذا انتهت المفاوضات إلى الفشل الذي تواطأ الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على عدم الإعلان عنه تحاشيا لاندلاع انتفاضة شعبية أخرى. واقعيا كانت الأراضي التي هي تحت إشراف وإدارة السلطة الفلسطينية محتلة بطريقة أو بأخرى، حيث لم تكف القوات الإسرائيلية عن اجتياحها بذريعة أو بأخرى ولم تكن السلطة التي تزعمها منذ موت عرفات مهندس اتفاق أوسلو محمود عباس قادرة على التصدي لها ومنعها من القيام بذلك. كل ذلك أدى إلى انهيار ثقة الفلسطينيين بالسلطة التي أوكلوا لها الدفاع عن قضيتهم وصولا إلى قيام دولتهم. لقد تبين لهم أن السلطة التي أفقدتها إسرائيل القدرة على الحركة خارج الإشراف الإداري هي مجرد غطاء لاحتلال من نوع جديد، قد يكون أشد خطرا من الاحتلال المعلن، ذلك لأنه ينطوي على اعتراف مبطن بحق الإسرائيليين في التمدد وإنشاء مستوطنات جديدة على الأراضي التي يُفترض أنها ستكون جزءا من دولة فلسطين المستقبلية. بل إن الفلسطينيين صاروا على يقين من أن تلك الدولة المنشودة لن ترى النور ما دامت السلطة قائمة. كل هذا صنعته إسرائيل، ساعدتها الطبقة السياسية الحاكمة في إطار السلطة. وبعد أن مرت ثلاثون سنة على اتفاق أوسلو انخفضت مستويات الأمل لدى فلسطينيي الداخل والخارج على حد سواء. فالدولة التي بشر بها ياسر عرفات من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة صارت عبارة عن غرفة إنعاش في مستشفى أقامته إسرائيل بديلا للحلم الفلسطيني. هل ستأسف إسرائيل لأنها دفعت الفلسطينيين إلى اللجوء مرة أخرى إلى خيار العنف؟ سأقول ثانية إن إسرائيل دولة حرب، أنشأتها العصابات الصهيونية لتكون كذلك وهي غير مستعدة للتعامل مع مَن اغتصبت أرضه وشردته ودمرت مستقبله على أساس غصن الزيتون الذي رفعه عرفات في الأمم المتحدة. ما صار الفلسطينيون على يقين منه أن إسرائيل لا ترى في السلام قاعدة للتفاهم معهم وهو ما دفع الكثيرين منهم يأسا وليس إيمانا إلى أن يقفوا وراء حركة حماس حين اقتطعت غزة وحولتها إلى إقطاعية أو مشروع إمارة إسلامية، ليست فلسطين سوى واجهة زائفة له. ولكنها العودة إلى العنف الذي عملت إسرائيل على ترسيخه في علاقتها بالشعب الفلسطيني الذي تنازلت منظمة التحرير عن ثوابت كثيرة باسمه من غير أن يقبض شيئا على أرض الواقع. ذلك ما حول غزة إلى مشروع مأساة مستمرة. هناك تستمر الحرب التي تريدها إسرائيل قاعدة لعلاقتها بالفلسطينيين.وكما أرى فإن الكارثة التي ضربت غزة ولا تزال فصولها مستمرة، قتلا وتشريدا وتدميرا وخرابا، لن تشكل بداية لانفتاح العالم على البحث عن أسباب استمرار العنف ومن ثم معالجته وصولا إلى حل للمسألة الفلسطينية، بل هي مجرد حلقة من حلقات مسلسل طويل تراه إسرائيل منسجما مع وجودها، دولة حرب لا تنفع معها محاولات التطبيع العربي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: دولة حرب

إقرأ أيضاً:

(أوسلو) أكبر تمكين لـ(كيان العدو)

عبدالسلام التويتي

«منظمة التحرير الفلسطينية»، التي هيمنت عليها حركة «فتح»، واحتكرت تمثيل الشعب الفلسطيني، وصارت بعد تحولها – في ضوء «أوسلو» – إلى «سلطة» صورية وغير حاكمة، أداةً صهيونية لقمع المقاومة، لا تختلف كثيرًا عن أنظمتنا العربية الغارقة في مستنقع العمالة، في تنفيذ أجندة الاستعمار في واقع شعوب الأقطار التي نتوهمها مستقلة.

نبذ السلاح وتجاهل فلسطينيي الداخل
كل ما ترتب على «أوسلو» بنسختيها اللتين أبرمتا تباعًا في عامي 1993 و1995 يؤكد على دوران ممثلي الطرف الفلسطيني في فَلَك العدو، وأنهم انطلقوا – في إبرامهم تلك الاتفاقية الفاضحة – من منطلق الحفاظ على مصالحه. فقد اقتصر ذلك الطرف الشديد التفريط والتساهل – خلافًا لادعائه تمثيل كافة أبناء الشعب الفلسطيني المناضل – على التفاوض مع العدو الصهيوني الساعي إلى التهام فلسطين التاريخية بشكلٍ كامل باسم أقل عدد ممكن من أبناء فلسطين القاطنين فقط في «الضفة الغربية» و«قطاع غزة»، متجاهلين غاية التجاهل فلسطينيي الداخل، متعامين عن نضالهم التحرري المتواصل وغير آبهين بوقوع رقابهم تحت المقاصل. فقد عملت اتفاقية «أوسلو»، التي كان طرفًا فيها – بحسب إيجاز «أيمن فرح مسلم» المعنون [التبعات السياسية والوطنية لاتفاقية أوسلو 1993 على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948] الذي نشر في «مستودع النجاح التعليمي» بتاريخ 4 أبريل 2022 – (على إقصاء فلسطينيي 48 من محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، ولم يتم طرح قضاياهم وحقوقهم في مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، على الرغم من أنهم جزء مهم من الشعب الفلسطيني ومن القضية الفلسطينية).

ومن تجنِّيات ممثلي شعب فلسطين في «أوسلو» على النضال الفلسطيني خدمةً للعدو الصهيوني، مسارعتهم إلى التخلي عن الأسلحة التي كانت تعين المقاومين على ممارسة قدرٍ من المنافحة، وانصياع أولئك الممثلين لتشكيل جهازٍ أمنيٍّ شرطوي حددت مهامه العامة في التصدي لأبطال المقاومة. وذلك ما يمكن أن يفهم من احتواء مقال «مازیار شکوری» التحليلي المعنون [من ياسر عرفات إلى الندم، ومن طوفان الأقصى إلى النصر] الذي نشره «رأي اليوم» في الـ28 من يناير الفائت على ما يلي: (لم يكن اتفاق أوسلو إلا بيانًا ووثيقةً اعترف بموجبها «عرفات» ومنظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل، وهو ما حدث للأسف، وأُجبر «عرفات» على نزع سلاحه وسلاح حركة «فتح». ولم يكن بوسعهما أن يعملا – وفقًا لأحكام اتفاق «أوسلو» – إلا كشرطةٍ لخدمة دولة «العدو الصهيوني» وقمع مقاومة الشعب الفلسطيني).

التفريط بـ«القدس» للكيان من زمان
بالنظر إلى ما اشتمل عليه اتفاق «أوسلو» حول مدينة «القدس»، فإنَّ عبارة {إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها «القدس الشريف»} محض تخريف، لأنَّ اتفاق «أوسلو» أرجأ النقاش بشأنها – بحسب ما أوردت «أسيل الجندي» في سياق مقالها التساؤلي المعنون [كيف استغلت إسرائيل اتفاق أوسلو للاستيلاء على القدس؟] الذي نشرته «الجزيرة نت» في الـ13 من سبتمبر 2023 – (إلى وقت لاحق، ثم أُدرجت ضمن قضايا الحل النهائي المؤجلة، وأُلزمت السلطة الفلسطينية بإخراج المدينة المقدسة من صلاحياتها. ومع امتداد المهلة المؤقتة – التي حددتها الاتفاقية – من 5 أعوام إلى 30 عامًا، تحول هذا التأجيل إلى حالة عزل وتهميش للقدس متصاعدة ومستمرة حتى الآن).
وكان من المفترض – بحسب ما أورد «مازیار شکوری» في سياق مقاله السالف الذكر – (أن تناقش قضية «القدس» لاحقًا في المعاهدات الدائمة، لكن الأمريكيين أعلنوا من جانب واحد أنَّ للولايات المتحدة الحق في إقامة سفارات في كل العواصم، بما في ذلك الحق في إنشاء سفارتها في «القدس» عاصمة إسرائيل). وإلى هذا الإعلان استند «دونالد ترامب» عندما قرر في ولايته الرئاسية الأولى – وبالتحديد عام 2017 – نقل سفارة بلاده من «تل أبيب» إلى «القدس»، معتبرًا إيَّاها – دون مراعاة ما يراد لـ«القدس الشرقية» أن تكون عاصمة لـ«الدولة الفلسطينية» المحتملة – عاصمة أبدية وموحدة للدولة الصهيونية المحتلة.

ندم الطرف البائع في الوقت الضائع
لقد مثل الدخول في «أوسلو» مخاطرةً – من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» – بمستقبل القضية الفلسطينية. فباستثناء بعض الوعود الوهمية القليلة الأهمية، صبَّ الاتفاق – جملةً وتفصيلًا – في مصلحة الدولة الصهيونية، ليتبين لـ«عرفات» – في الوقت الضائع – أنه قد دخل في صفقةٍ خاسرة كلفته ماضيه ومستقبله وحاضره. فقد نُقل عنه – بحسب ما أورد الكاتب «حمدي فراج» في سياق مقاله المعنون [الندم .. قاسم مشترك أعظم بين ياسر عرفات وبشار الأسد] الذي نشره «مدار نيوز» في الـ13 من ديسمبر الماضي – (أنَّه همس في أذن أكثر من مقرب مخلص إليه، أنَّ “أوسلو” كان فخًّا، وأنه وقع فيه).
ومن مظاهر ندمه على ما كان قد قدمه أنَّه – بحسب ما ورد في مقال «مازیار شکوری» – (ندم بعد سبع سنوات على المفاوضات والمعاهدة والاستسلام ووداع السلاح وقال في خطابه: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر، العزة لله ولرسوله، الجهاد الجهاد الجهاد”، وأنه خرج إلى ساحة رام الله العامة وتحدث بين الناس عن ضرورة استمرار المقاومة).

مقالات مشابهة

  • الشيخ يدين الموقف الإسرائيلي الذي يستهدف المملكة العربية السعودية وسيادتها
  • أبرز الأسماء التي ستفرج عنها إسرائيل اليوم ضمن صفقة التبادل مع حماس
  • قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائيل
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • نتنياهو: إسرائيل لن تقبل بإدارة قطاع غزة من السلطة الفلسطينية
  • (أوسلو) أكبر تمكين لـ(كيان العدو)
  • بعد مقتل حوالى 80 شخصا.. الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف في جنوب دولة السودان
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • رصد إسرائيلي لمؤشرات تصاعد التوتر في الضفة الغربية.. وتحذير من انتفاضة جديدة
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا