شاهد: فخار سجنان.. حكاية فن أوصلته نساء الجبال من تونس إلى التراث العالمي
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تشتهر نساء بلدة "سجنان" التونسية بمهارة وحرفية عاليتين في تطويع الطين وصقله ليصبح لاحقاً تحفاً فنية مزينة بألوان طبيعية خالصة، ما دفع منظمة اليونسكو إلى إدراجه في قائمة التراث الثقافي غير المادي، لمحافظته على شكله وطريقة صنعه الأصليين.
وسُمّي هذا الفخار باسم "سجنان" وهي بلدة نائية في أرياف محافظة بنزرت أقصى شمال البلاد، وتمتاز بشواطئها الرملية وغاباتها الشاسعة، وصناعة الفخار الأمازيغي.
وقال وزير السياحة التونسية محمد المعز بلحسين، إنه تم إقرار إجراءات جديدة لدعم الحرفيين والحرفيات والمؤسسات الناشطة في قطاع الصناعات التقليدية من خلال دعم التصدير وتوفير أسواق جديدة لترويج منتجاتهم.
وفي مدينة بنزرت تم إعطاء إشارة إنطلاق مشروع إسناد علامة "تسمية المنشأ" للفخار التقليدي لسجنان، بحضور والي بنزرت سمير عبد اللاوي وسفير سويسرا بتونس جوزيف رنقلي.
وسيكون فخار سجنان المنتوج التقليدي الأول الذي سيحظى بهذه العلامة "علامة المنشأ" على المستوى الوطني، وتُستخدم للدلالة على أن خصائص المنتج ونوعيته تعود كليا إلى البيئة الجغرافية، كاعتراف بأصالته كجزء من التراث التونسي وحماية خصوصياته.
ويُنجز هذا المشروع بتمويل من كتابة الدولة للاقتصاد السويسري (SECO) وبدور محوري للمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، باعتباره الهيكل المختص في التسجيل الدولي لحماية تسمية المنشأ والمؤشرات الجغرافية.
شاهد: صانع فخار لبناني يكافح للحفاظ على الحرف التقليدية على قيد الحياةسوريا: العثور على عشرات الكيلوغرامات من حبوب الكبتاغون في أوان فخارية في دمشقشاهد: صناع الفخار الليبيون يلجؤون إلى التسويق عبر الإنترنت لزيادة مبيعاتهمشاهد: نقص الموارد الأساسية في حياة سكان غزة لم يترك لهم خياراً سوى العودة إلى أفران الفخارقصة نساء سجنان مع الطينتعود جذور فخار سجنان ومهارة صنعه إلى الأمازيغ، حيث كانوا يمتازون بهذه الحرفة التي توارثتها نساء منطقة سجنان، إذ أن صناعة الفخار تتم بشكل يدوي تقليدي كما كانت عليه قبل مئات السنين.
على مدار السنة، يلقى هذا الفخار إقبالاً متزايداً من السياح والتونسيين أيضاً، ويزداد الإقبال عليه في المناسبات والأعياد، لكنه يُباع بأسعار زهيدة ما يجعل هؤلاء النساء يشقين ويتعبن من أجل كسب قوت يومهن.
طريقة صنع هذا الفخار صعبة للغاية وتتطلب جهوداً كبيرة، حيث تذهب النسوة إلى مرتفع الجبل في بلدة سجنان لجلب الطين الأحمر ثم وضعه في الماء، قبل عملية الترطيب بأرجلهن ثم بأيديهن حتى يتماسك ثم يُضاف مسحوق بقايا الأواني المكسورة وتشكيل أجمل الأواني وتحف الديكور ووضعها في الفرن.
ويتميّز فخار سَجنان بنوعية الطين الغنّي بالكلس، وبنقوش مختلفة ورسومات تحكي نمط حياتهن أحياناً، وهذه لأشكال التي تُزين بها الأواني هي نفسها التي نجدها في اللباس والأوشام التقليدية.
يُجمع الطين بألوانه المختلفة من الغابات والأودية المتاخمة لسجنان في منطقة الشمال الغربي؛ حيث تمتد الزراعات والأراضي الفلاحية.
وتلجأ نساء سجنان لأوراق شجرة "الضروُ"، يهرسنها ويستخرجن منها سائلاً أخضر اللون تغمس فيه الأعواد لتزين بها التحف وليتحول لونها بعد عملية التجفيف الى الأسود القاتم.
ورغم جمال بلدة سجنان التي تجمع بين الشواطئ والجبال والغابات الخضراء، إلا أنها تعاني من ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وينشط في البلدة أكثر من 700 حرفية، ويوفر هذ النشاط دخلاً للنساء ما فتئ يتنامى خاصة بعد ما اكتسب صيتاً عالمياً إثر تسجيله بقائمة اليونسكو (2018) حيث أصبح هذا المنتوج مطلوباً على المستوى السوق الدولية بفضل مميزاته الفنية والتقنية.
لذلك أكد وزير السياحة أن مشروع "تسمية المنشأ" لفخار سجنان يمثل مكوناً أساسياً لكسب رهان التصدير والحماية الفكرية لهذا المنتوج النادر.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية العثور على عملات ذهبية عمرها 2300 عام ورفاة أطفال في مقبرة قديمة بقرطاج مختبر رقمي ينطلق من المسرح الأثري بقرطاج ليسلط الضوء على التراث التونسي شاهد: ثلاثون عاما على تدمير جسر موستار الشهير والبوسنيون يحيون الذكرى تراث ثقافي نساء تونس الملكية الفكرية حرفة يدوية منظمة اليونسكوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تراث ثقافي نساء تونس الملكية الفكرية حرفة يدوية منظمة اليونسكو غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى بنيامين نتنياهو قصف أسلحة جرائم حرب أطفال غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
فيديو لحافلة تقلّ أسرى فلسطينيين تغادر سجن عوفر | شاهد
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الخميس، بمغادرة حافلة للصليب الأحمر تقل 43 أسيرا فلسطينيا من سجن عوفر إلى رام الله.
وكان مسؤول أمني إسرائيلي قد أفاد بأن حركة حماس سلمت الصليب الأحمر جثث 4 إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة.
ونقلت "فرانس برس" عن مصدر في حماس قوله إنه "تمّ تسليم الجثامين الأربعة للأسرى الإسرائيليين قبل قليل للصليب الأحمر في خان يونس" جنوبي قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحركة تنتظر الآن أن تفرج الدولة العبرية "عن دفعة المعتقلين الفلسطينيين وفق الاتفاق" المبرم بين الجانبين.
آلية جديدةوكانت حماس قد قالت يوم الأربعاء، إن عملية التبادل القادمة للأسرى الفلسطينيين مقابل رفات رهائن إسرائيليين ستحدث "بآلية جديدة" تضمن التزام إسرائيل بالتنفيذ.
وقالت الحركة إنها لم تتلق أي مقترح بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار "رغم جاهزيتنا لها وحرصنا على المضي قدما فيها لإتمام كل مراحل الاتفاق".
وأرجأت إسرائيل منذ السبت إطلاق سراح أكثر من 600 أسير فلسطيني احتجاجا على ما وصفته بـ"المعاملة القاسية"، التي تعرض لها الرهائن أثناء إفراج حماس عنهم.
من جانبها، وصفت الحركة هذا التأخير بأنه "انتهاك خطير" للهدنة، مؤكدة أنه لا يمكن إجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق حتى يتم الإفراج عن الأسرى.
وهدد هذا الجمود بانهيار وقف إطلاق النار مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، التي استمرت 6 أسابيع، مع مطلع الأسبوع المقبل.