موقع 24:
2024-12-24@12:56:33 GMT

هل يكون بايدن آخر رئيس يؤمن بدور أمريكا كشرطي للعالم؟

تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT

هل يكون بايدن آخر رئيس يؤمن بدور أمريكا كشرطي للعالم؟

يرى الكاتب السياسي في صحيفة "فايننشال تايمز" جدعون راخمان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس مجرد رجل متقدم في السن. هو يمثل أيضاً فكرة قديمة تعود إلى أربعينات القرن العشرين. يعتقد الرئيس الأمريكي أن بلاده والعالم الأوسع سيكونان أكثر أماناً إذا لعبت الولايات المتحدة دور شرطي العالم.

يتآكل بشكل واضح الإجماع بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي حول قيادة عالمية ناشطة





وقال مؤخراً إن "القيادة الأمريكية هي ما يربط العالم معاً.

التحالفات الأمريكية هي التي تحافظ على سلامتنا نحن، (في) أمريكا". وأضاف: "إن تعريض كل ذلك للخطر إذا ابتعدنا عن أوكرانيا، وإذا أدرنا ظهرنا لإسرائيل، فإن الأمر لا يستحق كل هذا العناء".
  أساس النظرة

إن النظرة العالمية التي عبّر عنها بايدن تعود إلى نهاية الحرب العالمية الثانية حين خلصت النخبة الأمريكية إلى أن الانعزالية في الثلاثينات ساعدت في صعود ألمانيا النازية واليابان الإمبراطورية. قررت المؤسسة الأمنية في واشنطن أنها لن ترتكب ذلك الخطأ مرة أخرى.

 

China, Russia, Iran and the prospect of American retreat https://t.co/5oxcDzXaxO | opinion

— Financial Times (@FT) November 13, 2023


من هاري ترومان إلى باراك أوباما، كان كل رئيس أمريكي يبني سياسته الخارجية على شبكة من التحالفات العالمية ــ وخصوصاً حلف شمال الأطلسي والمعاهدة الأمنية بين الولايات المتحدة واليابان. عندما أصبح رئيساً، خالف دونالد ترامب هذا الإجماع جزئياً، من خلال التعامل مع الحلفاء الرئيسيين كألمانيا واليابان باعتبارهم مستغلين ناكرين للجميل.
 

ولاية ثانية كرئيس، عاد بايدن إلى النهج الأمريكي التقليدي القائم على التحالف. لكن من المحتمل أن يكون آخر رئيس للولايات المتحدة يتبنى بكل اندفاع فكرة اعتبار أمريكا "قوة مهيمنة ليبيرالية"، وهو المصطلح الأكاديمي لشرطي العالم.
حسب راخمان، يثير احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات المقبلة علامة استفهام ضخمة حول مستقبل قيادة أمريكا للعالم. في فترة ولايته الأولى، فكر بسحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (ناتو). في ولاية ثانية، قد يمضي بالأمر فعلاً. في الواقع، إذا اتبع النسخة الأكثر تطرفاً من أيديولوجيا "أمريكا أولا"، يمكن أن تشهد إدارة ترامب الثانية انفصالاً كاملاً عن فكرة أنه من مصلحة أمريكا تعزيز الترتيبات الأمنية في ثلاث من أكثر المناطق استراتيجية حول العالم: أوروبا وشمال شرق آسيا والخليج العربي.   حريصون على رحيلها

في كل من هذه المناطق، تواجه أمريكا الآن منافساً نشطاً حريصاً على رحيلها. في أوروبا، المتحدي هو روسيا؛ في آسيا الصين، وفي الشرق الأوسط إيران. غزت روسيا أوكرانيا. وأقامت الصين قواعد عسكرية في بحر الصين الجنوبي وتهدد تايوان. وتستخدم إيران وكلاء مثل حزب الله وحماس والمتمردين الحوثيين في اليمن لتحدي أصدقاء أمريكا في جميع أنحاء المنطقة.

China, Russia, Iran and the prospect of American retreat - https://t.co/guFQph0HwN via @FT

— Ahmednasir Abdullahi SC (@ahmednasirlaw) November 13, 2023


إذا قلصت الولايات المتحدة بشكل جدي التزاماتها العسكرية في مختلف أنحاء العالم فستحاول الصين وروسيا وإيران الاستفادة من فراغ السلطة الناتج عن ذلك. في هذه الأثناء، تعمل الدول الثلاث معاً بشكل أوثق. هي تروج بشغف لفكرة "عالم متعدد الأقطاب"، وهي رمز لإنهاء الهيمنة الأمريكية.
في الولايات المتحدة نفسها، تابع راخمان، يتآكل بشكل واضح الإجماع بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي حول قيادة عالمية ناشطة. في 2016، وهي سنة انتخاب ترامب، أظهر استطلاع للرأي أن 57 في المئة من الأمريكيين يوافقون على أن الولايات المتحدة يجب أن "تتعامل مع مشاكلها وتسمح للآخرين بالتعامل مع مشاكلهم بأفضل ما يمكنهم".
 

مطبات وقيود بدأ ترامب عملية انسحاب أمريكا من أفغانستان وأكملها بايدن. لكن بايدن سعى بعد ذلك إلى إعادة تأكيد القيادة العالمية للولايات المتحدة من خلال دعم أوكرانيا وتايوان وفي رده على الحرب بين إسرائيل وغزة.
على النقيض من ذلك، انقلب ترامب وغيره من الجمهوريين البارزين، مثل رون ديسانتيس، ضد المساعدات لأوكرانيا. لا يزال الجمهوريون ثابتين في دعمهم لإسرائيل. لكن يسار الحزب الديموقراطي أصبح عدوانياً بشكل متزايد. وتظهر الاستطلاعات أن الرأي العام الأمريكي يشكك بشكل متزايد في الصين. ولكن ما إذا كان ذلك سيترجم إلى استعداد للقتال من أجل تايوان هو سؤال مفتوح.
ثمة أيضاً قيود عملية. مع تصاعد التوترات الأمنية في مختلف أنحاء العالم، تجد الولايات المتحدة صعوبة متزايدة في الاضطلاع بدور الشرطي ضمن ثلاث مناطق رئيسية وفي وقت واحد. قد يكون أحد الأسباب التي جعلت إدارة بايدن بخيلة نسبياً في تزويد أوكرانيا بالصواريخ البعيدة المدى هو أن البنتاغون يريد الاحتفاظ ببعض مخزونه، في حال احتاجت تايوان إليها. كما أن تعزيز الإنفاق الدفاعي ليس بالأمر السهل مع معاناة الولايات المتحدة من عجز في الموازنة يبلغ 5.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يبلغ الدين الوطني 123 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
  هل تستطيع أمريكا تفويض مسؤولياتها؟ كانت هناك منذ فترة طويلة مدرسة فكرية في الأوساط الأكاديمية مفادها أنه لا بد للولايات المتحدة من أن تقلص بشكل جدي التزاماتها العسكرية في الخارج. وقد جادل الأستاذان الجامعيان جون ميرشايمر وستيفن والت بأنه عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على توازن القوى في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، "يجب على واشنطن أن تمرر المسؤولية إلى القوى الإقليمية".
لكن الصعوبة تكمن وفق راخمان في أن القوى الإقليمية غير مجهزة بمفردها لتقييد الطموحات الإقليمية لروسيا والصين وإيران. إن تحالف الناتو بدون الولايات المتحدة سيبدو غير فعال في أحسن الأحوال، وقد ينهار في أسوئها. وستكافح إسرائيل لاحتواء إيران، من دون وجود قوة أمريكية في الخلفية. وستواجه اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وأستراليا مشاكل مماثلة مع الصين في آسيا.
ستكون الولايات المتحدة نفسها على الأرجح آخر من يشعر بالعواقب المترتبة على الانسحاب الأمريكي من العالم. لكن كما فهم جيل ما بعد سنة 1945، حتى أمريكا ستتعرض في نهاية المطاف للتهديد من جراء صعود الأنظمة غير الديموقراطية التوسعية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة المتحدة من

إقرأ أيضاً:

معضلة تؤرق الاقتصاديين في الولايات المتحدة.. هل يضع ترامب حلولا لسقف الدين؟

لا زالت مشكلة الدين تؤرق الساسة والاقتصاديين في الولايات المتحدة، وخاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية التي يمر بها العالن، ويعود وضع حدا لسقف الدين إلى عام 1917 عندما وضع الكونجرس الأمريكي لأول مرة سقفا للدين، وهو الحد الأقصى للاقتراض الحكومي الذي يفرضه الكونجرس في الولايات المتحدة، ويعتبر أداة لضبط الإنفاق العام.

دفع الدين إلى الارتفاع

سقف الدين الأمريكي، ناقشه تقريرا عرضته قناة «القاهرة الإخبارية» بعنوان «سقف الدين.. معضلة تؤرق الساسة والاقتصاديين في الولايات المتحدة»، ومع مواصلة المشرعين سن قوانين لإنفاق أموال أكثر مما تجنيه الحكومة، يتعين على وزارة الخزانة اقتراض المزيد، ما يدفع الدين إلى الارتفاع.

موضوع سقف الدين

وفي خضم الأزمات المالية التي تعصف بالولايات المتحدة الأمريكية، يبزر موضوع سقف الدين كمعضلة تؤرق الساسة والاقتصاديين، ومع اقتراب الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب من تولي سدة الحكم، فقد دعا إلى إلغاء هذا السقف معتبرا ذلك أذكى قرار يمكن أن يتخذه الكونجرس.

ويرى الرئيس الأمريكي الذي سيتولى سُدة الحكم في 20 يناير المقبل، أن التخلص من سقف الدين سيمنح الحكومة مرونة أكبر في تمويل برامجها دون قيود، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد وتجنب الأزمات المرتبطة بتجميد الإنفاق.

وفي يونيو 2023، علّق المشرعون سقف الدين حتى بداية عام 2025 واعتبارا من 2 يناير، لم تتمكن وزارة الخزانة من رفع سقف الدين العام، والذي تجاوز 36 تريليونات دولار، ومع استمرار الحكومة الفيدرالية في الإنفاق بشكل أكثر مما تجنيه، ستعتمد الوزارة على احتياطياتها النقدية التي بلغت 38 مليارات دولار للوفاء بالتزاماتها مثل سداد مستحقات حملة سندات الخزانة ومعاشات المتقاعدين والمحاربين القدامى.

مقالات مشابهة

  • فيديو| محتجون في بنما يحرقون صور ترامب وعلم الولايات المتحدة
  • محتجون في بنما يحرقون علم الولايات المتحدة وصور ترامب
  • بعد إسقاط الإعدام عن 37 مدانا.. بايدن يثير الجدل قبل تولي ترامب الرئاسة
  • ترامب: من المفيد إبقاء تيك توك في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
  • ترامب يكشف موقفه من إغلاق تيك توك في أمريكا.. هل يستطيع وقف حظره؟
  • ترامب: سيتم الاعتراف بجنسين فقط على مستوى الولايات المتحدة
  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • مراد: لن يكون صوتنا إلا لرئيس يؤمن بالطائف
  • معضلة تؤرق الاقتصاديين في الولايات المتحدة.. هل يضع ترامب حلولا لسقف الدين؟
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب