كاتب أمريكي: إسرائيل تشرف على نكبة فلسطينية جديدة في غزة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
استعرض مقال في صحيفة "واشنطن بوست" للصحفي إيشان ثارور العدوان على غزة والمأساة الفلسطينية المستمرة منذ سبعة عقود.
وقال ثارور، إنه بالنسبة للعديد من الفلسطينيين، هناك كلمة واحدة تطارد مخيلتهم التاريخية وهي "النكبة" التي تستدعي الكوارث التي حلت بمئات الآلاف من الفلسطينيين خلال عام 1948 عندما تم طردهم من منازلهم ومدنهم الأصلية في أعقاب تأسيس "إسرائيل".
ونقل ثارور عن زميلته لويزا لوفلوك قولها، "لقد تم تدمير قراهم، أو إعادة استيطانها وتغيير اسمائها، ومحو تاريخها. إنها صدمة عميقة ومستمرة أثرت على كل أسرة فلسطينية تقريبا وهي صدمة يخشى الكثيرون أن تتكرر".
وفي حين تتواصل الحملة الإسرائيلية المدمرة في غزة، يلوح في الأفق شبح نكبة جديدة.
وأضاف ثارور، أن حجم ونطاق القصف الجوي الإسرائيلي لهذه المنطقة الصغيرة لم يسبق له مثيل حيث قالت منظمة حقوقية مقرها جنيف إن حجم الذخائر التي أسقطتها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر يعادل بالفعل قنبلتين نوويتين نشرتهما الولايات المتحدة فوق اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية.
لقد أدى الدمار والهجوم البري المتصاعد إلى استشهاد أكثر من 11,000 فلسطيني في غزة، العديد منهم من الأطفال، وأدى إلى أزمة إنسانية مذهلة، كما أجبرت حوالي 1.7 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على الفرار من منازلهم وهو النزوح الذي قد يعيد شكل المنطقة لسنوات قادمة.
وتابع، أن القسم الأعظم من سكان غزة هم لاجئون مسجلون فر أجدادهم مما يعرف الآن بإسرائيل في عام 1948والآن يواجهون مأساة جديدة.
وقالت امرأة عرفت أن اسمها أم حسن لـ "رويترز" أثناء عبورها إلى جنوب غزة من الشمال: "كيف تبدو الأشياء خلفنا؟ الدمار والموت، لقد غادرنا في خوف، نحن الشعب الفلسطيني الفقير الذي دمرت بيوته".
وأردف، "بالنسبة لإسرائيل، فإن الهجوم كله يأتي في أعقاب الرعب الذي ألحقته حماس يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث أثارت رغبة واسعة النطاق بين الجمهور الإسرائيلي في الانتقام. خلال مقابلة يوم الأحد مع شبكة CNN، ألقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالمدنيين الفلسطينيين على حماس لأنها أثارت غضب إسرائيل".
وقال باسم نعيم، المتحدث باسم حماس، لزملائي: "لقد حذرنا، وقلنا أن هناك شيئا قادما، وقلنا لا تراهنوا على صمت الفلسطينيين، لم يستمع أحد. هذه العملية نعتبرها عملا دفاعيا. أنا محاصر في سجن، حاولت الهروب من السجن".
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في تغريدة على تويتر، إن "إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء القانونية والأخلاقية والإنسانية في حربها الوحشية على سكان غزة"، في إشارة إلى المعايير الأخلاقية المزدوجة للغرب، مضيفا "ومع ذلك فقد فشل المجتمع الدولي ومنظماته الرئيسية في المطالبة بوقف إطلاق النار".
يرى الكاتب، "أت بعض المسؤولين الإسرائيليين متفائلون، وإن لم يعتذروا، بشأن ما تفعله عمليتهم بالفلسطينيين. وفي حديثه لإحدى القنوات التلفزيونية الإخبارية الرئيسية في البلاد يوم السبت، قال آفي ديختر، وزير الزراعة الإسرائيلي والمدير السابق لجهاز الشاباك، وكالة المخابرات الداخلية الإسرائيلية، إن طبيعة القتال في شمال غزة تتطلب الإخلاء الجماعي والطرد المحتمل للفلسطينيين المقيمين في مدينة غزة.
ورد على أحد المحاورين الذي استخدم مصطلح النكبة: "هذا سيؤدي إلى نوع من النكبة، هذه نكبة غزة 2023، هكذا ستنتهي".
إن الأزمة التي يواجهها الفلسطينيون لا تقتصر على غزة فحسب، ففي الضفة الغربية، حيث تقوم المستوطنات والسلطات القضائية الإسرائيلية بتقسيم الأراضي التي تم تصورها ذات يوم كموقع لدولة فلسطينية قابلة للحياة، كما صعدت جماعات المستوطنين هجماتها على الفلسطينيين في أعقاب أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي تقارير للصحيفة نقل مراسلوها أن "الأمم المتحدة سجلت 222 هجوما ضد الفلسطينيين خلال الشهر الماضي، راح ضحيتها ثمانية أشخاص، بينهم طفل. وأصيب 64 فلسطينيا آخرين، أكثر من ربعهم بالذخيرة الحية في تلك الهجمات".
وقد أجبر العنف بالفعل عشرات العائلات على الفرار من منازلهم والتخلي عن بساتين أشجار الزيتون التي كانت تعتني بها أسرهم منذ أجيال.
وزارت مراسلة الصحيفة لويزا لافلاك خربة زنوتا بالضفة الغربية، الذي كان سكانه الفلسطينيون البالغ عددهم 150 أو نحو ذلك يغادرون خوفا على حياتهم.
وقال آسر التل، وهو راعي أغنام يبلغ من العمر 59 عاما، "هؤلاء المستوطنون فوق القانون إنهم الحكومة الآن".
وأضاف وقد بدأ بالبكاء: "يمكن لهؤلاء المستوطنين أن يذبحونا ولن يهتم أحد. ماذا تريدني ان اقول.. لا توجد كلمات تصف بؤس هذه الحياة".
بالنسبة لقطاعات من اليمين المتطرف الإسرائيلي، الذي يشكل جزءا كبيرا من حكومة نتنياهو، فإن تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم هو الشرط المسبق غير المعلن لتحقيق أهدافهم.
وفي مقابلة معبرة مع مجلة "نيويوركر"، أظهرت دانييلا فايس، الزعيمة المخضرمة لحركة الاستيطان الإسرائيلية، في أحسن الأحوال، عدم مبالاة بمحنة الفلسطينيين في غزة، قائلة إنه يجب توزيعهم على دول مثل مصر وتركيا، وأنه يجب على الإسرائيليين العودة إلى الاستيطان في غزة. (وقد قاوم نتنياهو وبعض حلفائه في الحكومة حتى الآن مثل هذه الدعوات).
عندما يتعلق الأمر بتصرفات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، بما في ذلك الهجمات والترهيب التي أدت في نهاية المطاف إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، كانت فايس صريحة بشأن أهدافهم ولم تتأثر بالإدانة التي تلقوها من إدارة بايدن.
وقالت لإسحاق شوتينر من مجلة نيويوركر: "إن العالم، وخاصة الولايات المتحدة، يعتقد أن هناك خيارا لقيام دولة فلسطينية، وإذا واصلنا بناء المجتمعات، فإننا نمنع خيار الدولة الفلسطينية، نريد إغلاق خيار الدولة الفلسطينية، والعالم يريد ترك الخيار مفتوحا، إنه أمر بسيط للغاية يجب فهمه."
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة القصف سكان غزة قصف الاحتلال تهجير طوفان الاقصي سكان غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين
تحدث الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير في العلاقات الدولية، عن جرائم الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحًا أن كل ما تفعله إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن هي جرائم إبادة جماعية، إذ تستهدف قتل أكبر عدد من الفلسطينيين.
الحرب الإسرائيلية على غزة الأونروا: جميع قواعد الحرب تم انتهاكها في غزة مروة الشرقاوي لـ"الوفد": "قلوب صغيرة" رسالة من أطفال غزة للعالم وحلم تحقق في المهرجانوتابع “سيد أحمد”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “هذا الصباح”، المذاع على فضائية “إكسترا نيوز”، :"إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين، سواء بالتهجير القسري أو القتل الجماعي".
وأضاف أن إسرائيل ترتكب كل الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، كما تخالف بذلك القانون الدولي، مشيرا إلى أنّها تواصل مجازرها رغم المناشدات الدولية والضغط الدولي، ما يعني أن هناك خلل في النظام الدولي ومجلس الأمن، مؤكدًا أن أمريكا والدول الغربية توفر الحماية لإسرائيل، ما شجع حكومة نتنياهو على المضي قدما وراء ارتكاب المجازر.
وأختتم تصريحاته قائلًا: “لا يمر يوم إلا ونسمع عن مجزرة جماعية من نساء وأطفال وهدم منازل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي عدم ردع إسرائيل يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم”.
أونروا شريان رئيس لمساعدة غزة وعلى الاحتلال احترامها
قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إحدى بنوك أهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها تعتبر هدفا مسبقا للاحتلال من قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف «عبد العاطي» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن استهداف الاحتلال لأونروا تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحسم الصراع، موضحًا أن الوكالة تحظى بعمل أممي واسع من الجمعية العامة يجدد لها كل ثلاث سنوات.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ليس لها الحق في سن تشريعات تفرضها على الأمم المتحدة، إذ أن القانون الدولي يعلو على قوانين ودساتير الدول عدا أن هناك جزء من المنظمة الأممية التي على دولة الاحتلال احترامها واحترام العاملين بها.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال لم تحترم الأمين العام ولا أي من المنظمات الدولية التي تعوق عملها، متابعًا: «وكالة أونروا تعتبر شريان رئيس لمساعدة غزة، إذ أنها تقدم المساعدات لسكان قطاع غزة الذين يعيشون جراء جريمة الإبادة الجماعية».