الكشف عن خلافات في الداخل الإسرائيلي على كيفية انتهاء المشهد الحالي في غزة
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تحركات وجهود يبذلها ثلاثة أعضاء الكابينت الحربي الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وبيني غانتس، لطمأنة أهالي الأسرى لدى حركة "حماس" بأنهم يبذلون جهوداً كبيرة من أجل إعادتهم، إلا أن أصوات الأهالي تتعالى ويرتفع أكثر الشعار الداعي إلى وقف العمليات الحربية والتوصل إلى اتفاق يضمن عودة الأسرى أو كما يسمونهم الإسرائيليون "المخطوفين" في غزة.
وفي كل يوم تزداد فيه المعارك ويسقط مزيد من الجنود الإسرائيليين مقابل إعلان تل أبيب عن مقتل مزيد من عناصر "حماس" واختراق بعض الأنفاق، يتزايد القلق لدى أهالي الأسرى وأيضاً لدى أمنيين وعسكريين وسياسيين ممن لا يتوافق رأيهم وما حسمه متخذو القرار "لا إعلان عن انتهاء الحرب قبل القضاء على حماس وبنيته التحتية". الأهالي يعتبرون كل يوم من الحرب يهدد حياة مزيد من ذويهم وتدعمهم في ذلك جهات واسعة في إسرائيل فيما القيادة تعلن أن الحرب صعبة وطويلة.
ومع استمرار هذا النقاش والخلاف حوله يتصدر اليوم السؤال إذا كان ممكناً حقاً، تحقيق هدف الحرب بالقضاء على "حماس" وتحرير جميع الأسرى الموجودين في غزة وعددهم يتجاوز 240 أسيراً.
الجواب، حتى لدى متخذي القرار، هي مهمة صعبة، هكذا رد وزير الدفاع يوآف غالانت نفسه، على سؤال في مؤتمر صحافي، وكما أوضح أيضاً، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في لقائه الأخير مع أهالي الأسرى، الذين خرجوا غير مطمئنين من اللقاء وصعدوا حملتهم الدولية للضغط على متخذي القرار في إسرائيل وعلى "حماس" لإعادة الأسرى.
الضغط الأميركي على مصر يحل المعضلة الصوت الأعلى في إسرائيل يدعو إلى وقف القتال وتحديد الفترة الزمنية للحرب لضمان تحرير الأسرى، لكن هناك من لا يتقبلون إنهاء حرب غزة من دون القضاء على "حماس" وبنيتها العسكرية بل عدم إبقاء أي عنصر لها في القطاع.
وهؤلاء يحاولون في ذروة النقاش والخلافات التي وصلت إلى حد الشرخ الكبير في المجتمع الإسرائيلي، إيجاد حل أقرب إلى تحقيق الهدفين. ويرى رئيس معهد بن غوريون لأبحاث إسرائيل والصهيونية، بروفيسور آفي برئيلي، أن المهمة أصعب وأخطر وأطول مما يطرحه متخذو القرار إذ لا يمكن في ظل الوضعية الحالية، حيث الاكتظاظ السكاني وانتشار عناصر "حماس"، تحقيق الهدفين معاً.
ويعتبر أيضاً أن تطهير شمال غزة كلياً من القيادات الأساسية لـ"حماس" سيستغرق وقتاً من الزمن، في حين ستبقى مسألة إنقاذ المخطوفين وموقعهم في شمال القطاع أو في جنوبه تشغل بال جهاز الأمن كله، ولذلك يطرح أولاً السؤال عما يجب فعله في جنوب قطاع غزة".
هنا يقول بروفيسور برئيلي ويضيف "في هذه المنطقة توجد حماس فوق وتحت الأرض، وهو أمر يجعل المهمة المزدوجة التي كلفت بها الحكومة الجيش وباقي أجهزتها الأمنية، اقتلاع الحركة من كل القطاع وتحرير المخطوفين، مهمة في غاية الصعوبة بل تشكل معضلة لإسرائيل".
وبرئيلي من الأصوات الداعية إلى عدم إنهاء القتال قبل تطهير غزة من "حماس"، وفق تعبيره، وعليه طرح على متخذي القرار اقتراح توجيه مطلب من الولايات المتحدة للضغط على مصر لتأخذ دورها في إخراج الحركة من غزة والتأكيد أمامها أن الحرب لن تنتهي بل ستزداد حدتها طالما لم يتم اقتلاعها من جنوب القطاع ومواصلة تحرير المخطوفين.
وفي رأيه أن هناك مكاناً للأمل في "أن تطلب الولايات المتحدة من مصر أن تستوعب موقتاً سكان القطاع كلهم في شمال سيناء، أي رفح المصرية وأماكن أخرى، فيما يسند الطلب بروافع ضغط شديدة التأثير ومن ثم إخلاء عناصر ’حماس’ في مقابل إعادة الأسرى الإسرائيليين في القطاع".
في ذروة النقاش الإسرائيلي حول صعوبة تنفيذ المهمة المزدوجة، قال مصدر رفيع المستوى في تل أبيب، إن صفقة لإعادة الأسرى ما زالت بعيدة عن يوم التنفيذ، مضيفاً "طالما الجيش يواصل عملياته وقصفه المكثف فسيكون من المستحيل تحقيق صفقة تعيد الأسرى.
حتى اليوم وعندما يجري الحديث عن صفقة تشمل 80 من النساء والأطفال لدى حماس مقابل الأسرى الأمنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال فهناك صعوبة كبيرة جداً، خصوصاً في ظل القصف والتوغل البري في نقل الرسائل بين حماس في الخارج وأصحاب القرار داخل القطاع في الأنفاق".
وأضاف "في كابينت الحرب لا يستبعدون أي صفقة، بما في ذلك تحرير عدد كبير جداً من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل المخطوفين، لكن حالياً، في إسرائيل يوجد إجماع على أن تحرير المخطوفين في أولوية عليا وغير مسبوقة.
كيف يمكن عمل ذلك بالتوازي مع المحاولة (المبررة) لقتل المفاوضين من الطرف الآخر، أي داخل القطاع؟
هذه هي المشكلة ولا حل لها في الوضع الحالي". وفي تصريحات أخيرة بعد انعقاد الكابينت الحربي مع رؤساء الأجهزة الأمنية، تبين أن القيادة العسكرية ما زالت على قناعة، وعلى رغم كل ما قيل، فإنه يمكن تحقيق الهدفين معاً.
وبحسب مسؤول عسكري "كلما أعطي للجيش الوقت لزيادة الضغط العسكري على حماس فستتحسن احتمالية أن يتم إجبار الحركة على إبداء مرونة أكبر في المفاوضات على إطلاق سراح المخطوفين".
من جهة أخرى، ووفق مسؤولين في قيادة هيئة الأركان، فإن البعد الزمني يتحول الآن إلى بعد حاسم أكثر فإذا انتهى القتال بعد أسبوعين، وفق الضغوط الأميركية، فلن يكون بالإمكان تحقيق أهداف الحرب إنما صفقة للأسرى وهذا هو الوضع الحالي، أي إن الخيار القائم هو إما الحرب حتى النهاية وإما الأسرى
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
مختص بالشأن الإسرائيلي: الاحتلال يحاول فرض شروط جديدة استباقا للمرحلة الثانية من الصفقة
#سواليف
قال المختص بالشأن الإسرائيلي #ياسر_مناع إن #الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يفرض شروطا جديدة على #المقاومة استباقا للمرحلة الثانية من الصفقة، وأن يفرض طريقة تفاوض جديدة من خلال الوفد الإسرائيلي الجديد الذي تولى #المفاوضات على عكس ما كان في المرحلة الأولى، “لذلك تم تأجيل #الافراج عن #الأسرى أمس السبت”.
وتابع مناع أن “الاحتلال لم يلغ عملية الإفراج، بل أعاقها، بعد عدة اجتماعات أجراها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين #نتنياهو، ضمت المستوى السياسي والعسكري والمستوى الأمني.
وأضاف أن كل هذه المستويات أوصت نتنياهو بتطبيق وتنفيذ عملية الإفراج، ما عدا المستوى السياسي الذي رفض ذلك، وبحسب اعتقاده أن هذه المناورة الإسرائيلية لها عدة أهداف معلنة وأهمها إلغاء مراسم تسليم الأسرى التي تقوم بها #كتائب_القسام في قطاع #غزة، لأن تلك المراسم مزعجة بالنسبة لـ”إسرائيل” على مستوى المجتمع الداخلي وعلى المستوى العام، وبالتالي تحاول إسرائيل إنهاء المظاهر من خلال الضغط ومعاقبة حماس على ما جرى في مسألة “شيري بيباس”، أي أن إسرائيل تريد أن تثبت معادلة أن كل الخرق وإن كان غير مقصود ستجعل حماس تدفع ثمنه.
مقالات ذات صلة الدويري .. أتفق مع النتنياهو.. ولكن!! 2025/02/23وقال إن الوسطاء سوف يضغطون على إسرائيل، لحل الأزمة التي خلقتها بشأن مسألة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض الإفراج عنهم أمس السبت.
وأوضح أن هناك ثلاثة أصوات داخل إسرائيل اليوم، فيما يتعلق بالمرحلة الثانية، بحيث أن اليمين بقيادة المتطرف “بن غفير” يطالب بالعودة إلى القتال وعدم الدخول في المرحلة الثانية، كما أن هناك تيارا في دولة الاحتلال يدعو الحكومة ونتنياهو لإنجاز المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، بينما التيار الثالث فهو يطالب نتنياهو بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية وتنفيذها وإعادة جميع الأسرى، ومن ثم العودة إلى القتال وليس العودة إلى الحرب، حيث يرى أن الحرب بصيغتها التي بدأت في السابع من أكتوبر لن تتكرر، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يسعى لضمان حرية عملياته في غزة، على غرار ما يحدث في لبنان من عمليات اغتيال وتمركز عسكري واستهدافات محددة.
وقال مناع: إن “إسرائيل قسمت التفاوض إلى مرحلتين: الأولى هو مسار تبادلي وهذا بالنسبة لاسرائيل سهل للغاية، بمعنى أن مسألة الأسرى بالنسبة لاسرائيل ليست ذات أهمية، أما المرحلة الثانية هي مرحلة سياسية ذات استحقاق سياسي، وبالتالي تحاول اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية تجاوز أي طرف فلسطيني، حيث أن طبيعة المفاوضات كانت من خلال لقاءات مع الدول الإقليمية، ناقشوا فيها مسألة إدارة قطاع غزة مع مصر بالتحديد، وبالتالي هذا يقود إلى فهم طبيعة تصريحات ترامب حول التهجير وحول السيطرة على قطاع غزة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، رغم عدم رغبتها في السيطرة على القطاع أو دعم مخططات تهجير الفلسطينيين، تسعى لدفع الدول العربية، خاصة مصر والأردن، إلى تبني خطة لإدارة وإعادة إعمار غزة مستبعدة الشعب الفلسطيني، وهو ما قوبل برفض واضح من القاهرة وعمان، اللتين أكدتا استحالة تجاوز الفلسطينيين في أي حل مستقبلي.
ونوه إلى أن دولة الاحتلال ترغب في تفادي أي استحقاق سياسي يفرض عليها إنهاء الحرب أو تقديم تنازلات، ولذلك تماطل في المفاوضات وتضع شروطا تعجيزية، وهو ما ينسجم مع توجهات أمريكية تهدف إلى إطالة أمد المرحلة الأولى من المفاوضات، ما يمنح إسرائيل حرية أكبر في الميدان. ويرى مراقبون أن واشنطن، رغم رغبتها في إنهاء الحرب لتحقيق مصالحها الإقليمية، تجد نفسها في خلاف مع تل أبيب التي تفضل استمرار الوضع الراهن لضمان حرية عمليات جيشها في غزة دون الحاجة إلى إعلان حرب واسعة.