لماذا توقّف تدفّق النفط بين العراق وتركيا؟
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
الاقتصاد نيوز-بغداد
قد يبدأ تدفّق النفط الخام من شمال العراق إلى تركيا مرّة أخرى هذا الأسبوع بعد أن ذكرت بغداد أنّها توصّلت إلى "تفاهم" مع إسطنبول بعدما توقّف ضخّه لأكثر من سبعة أشهر.
وفي ما يلي الخطوط العريضة للنزاع حول خط الأنابيب:
ما هي أحدث التطوّرات؟
في زيارة إلى أربيل يوم الأحد،أعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني أنّه يتوقّع التوصّل إلى اتّفاق مع حكومة إقليم كردستان وشركات النفط الأجنبية لاستئناف الإنتاج من حقول النفط في المنطقة الكردية خلال ثلاثة أيام، ما يشير إلى احتمال استئناف تدفّقه قريباً.
وأشارت تركيا الشهر الماضي إلى أن خط الأنابيب جاهز لبدء العمليات، لكن العراق أكّد أنّه لم يتلقَ أي إخطار رسمي بشأن خط الأنابيب. وقال مستشار كبير للطاقة لـ"رويترز" إن بغداد تنتظر تسوية "المشكلات المالية والفنية العالقة" قبل أي استئناف للتشغيل.
لماذا هو مهم؟
على الرغم من أن العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، يصدّر نحو 85 بالمئة من الخام عبر موانئ في الجنوب، لا يزال الطريق الشمالي عبر تركيا يمثل 0.5 بالمئة تقريباً من إمدادات النفط العالمية.
ما الذي دفع إلى الإغلاق؟
أوقفت تركيا تدفّقات بلغت 450 ألف برميل يومياً عبر طريق التصدير في شمال العراق المؤدي إلى ميناء جيهان في 25 آذار (مارس) بعد يومين من حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية.
وأفاد مصدر مطّلع على عمليات خط الأنابيب بأن ذلك شمل 370 ألف برميل يومياً من إنتاج حكومة إقليم كردستان و75 ألف برميل يومياً من إنتاج الحكومة الاتحادية.
وأمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد تبلغ نحو 1.5 مليار دولار عن الصادرات غير المصرّح بها من قبل حكومة إقليم كردستان المتمتّع بحكم شبه ذاتي بين عامي 2014 و2018.
وتتدفّق صادرات حكومة إقليم كردستان عبر خط أنابيب تابع لها إلى فيش خابور على الحدود الشمالية للعراق حيث يدخل النفط إلى تركيا ويتم ضخّه إلى ميناء جيهان على ساحل البحر المتوسط.
وتقول الحكومة الاتحادية العراقية إن شركة تسويق النفط المملوكة للدولة (سومو) هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة صادرات النفط الخام عبر ميناء جيهان.
وأغلقت تركيا خط الأنابيب لفوز الحكومة الاتحادية بحق التحكّم في عمليات التحميل في ميناء جيهان.
وسيتعيّن على شركة "سومو" أن تصدر تعليمات لتركيا بشأن تحميل السفن بالشحنات وإلّا فإنّ النفط الخام سيتراكم في المستودعات من دون طريقة لنقله.
ما أسباب الخلافات؟
تقدّم العراق بطلب للتحكيم في عام 2014 أمام غرفة التجارة الدولية ومقرّها باريس بشأن دور تركيا في تسهيل صادرات النفط من كردستان من دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد.
وأوضح العراق أنه من خلال نقل وتخزين النفط من كردستان وتحميله على ناقلات في جيهان من دون موافقة بغداد، انتهكت أنقرة وشركة الطاقة التركية الحكومية بوتاش بنود اتفاقية خط الأنابيب بين العراق وتركيا الموقّعة في عام 1973.
ولفت مصدر مطّلع على القضية لـ"رويترز" إلى أن غرفة التجارة الدولية قضت في آذار (مارس) لمصلحة العراق بحق التحكّم في التحميل في ميناء جيهان والاطلاع على ما يتم تحميله.
وذكرت ثلاثة مصادر أنه طُلب من تركيا أيضاً دفع 50 بالمئة من الخصم الذي تم به بيع نفط حكومة إقليم كردستان.
وأوضح مصدر مطّلع على القضية أنّه بناء على أحكام عدّة يبلغ صافي المبلغ المستحق على تركيا للعراق نحو 1.5 مليار دولار قبل الفوائد.
وبحسب مصدر تركي، فإن العراق طالب في البداية بنحو 33 مليار دولار.
أمّا قضية التحكيم الثانية، والتي قد تستغرق نحو عامين، فستغطّي الفترة من عام 2018 فصاعداً.
وأصدرت الحكومة التركية وحكومتا بغداد وإقليم كردستان بيانات منذ صدور الحكم لكن لم يتضمّن أي منها تفاصيل كاملة عن القرار.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاتّفاقية المنظّمة لخط الأنابيب تلزم بغداد بضخ حد أدنى مضمون من الشحنات عبره وبالتالي فإن ذلك سيعني التزام العراق بحد أدنى من المدفوعات لتركيا بغض النظر عن كمية النفط الخام التي تتدفق طالما أن خط الأنابيب يعمل وهو ما قد يزيد الأمور تعقيداً، وفقاً لما ذكره مسؤول عراقي.
أعمال صيانة؟
أشار العراق في أيار (مايو) إلى أن التوقّف في آذار (مارس) تزامن مع طلب تركيا فحص خط الأنابيب وصهاريج التخزين لرصد أي أضرار ناجمة عن الزلزال المدمّر الذي وقع في السادس من شباط (فبراير).
واتّفق البلدان على الانتظار حتى اكتمال تقييم صيانة خط الأنابيب لاستئناف التدفقات مع الاستمرار في المعركة القانونية بشأن قرارات التحكيم.
وفي نيسان (أبريل)، قدّم العراق التماساً إلى محكمة اتحادية أميركية لتنفيذ قرار التحكيم الصادر عن غرفة التجارة الدولية. وذكرت أنقرة أيضاً الشهر الماضي أنّها تدرس إجراءات قانونية ضد العراق.
وتسعى تركيا إلى وقف الدعوى القضائية في المحكمة الأميركية وكان عدم إحراز تقدّم في حل هذه المسألة من بين الأسباب وراء تأجيل زيارة كانت مقرّرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان للعراق في آب (أغسطس).
وقالت مصادر إن زيارة إردوغان لبغداد ستساعد في حل الأمر، لكن ذلك لم يحدث بعد. وأصدر وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إعلاناً مفاجئاً خلال حدث في أبوظبي يوم الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) عندما قال إن الصيانة اكتملت وإن خط الأنابيب سيستأنف العمل خلال ذلك الأسبوع.
ولم تعلّق بغداد رسمياً على الأمر في ذلك الوقت لكن المسؤولين لفتوا إلى أن المحادثات مستمرّة. ولم تُستأنف التدفّقات بعد.
المصدر/ النهار العربي
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار حکومة إقلیم کردستان النفط الخام خط الأنابیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاطار التنسيقي: ترامب يعمل على خفض أسعار النفط دون الـ50 دولارا
الاقتصاد نيوز ـ بغداد
كشف قيادي بارز في الاطار التنسيقي، ان ترامب يعمل على خفض أسعار النفط الى دون ال50 دولارا للبرميل، مما ستعجز الحكومة العراقية عن توفير رواتب الموظفين.
ونقل موقع المجلة، عن أحد القادة البارزين في الإطار التنسيقي، بأن فشل حل "الحشد الشعبي" أو بعض الفصائل التي تستهدف إسرائيل، قد يدفع الولايات المتحدة وفقا للرسائل الواردة من إدارة ترمب الجديدة إلى تفكيك هذه التشكيلات عبر شن حربٍ اقتصاديةٍ على العراق.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن واشنطن قد تبدأ ما وصفه بـ"حرب النفط"، بخفض الأسعار إلى ما دون 50 دولارا للبرميل، الأمر الذي سيعجز الحكومة العراقية عن توفير رواتب الموظفين التي تتجاوز 60 مليار دولار سنويا.
وأكد أن العراق سيكون عاجزا عن الحصول على استثناء لشراء الغاز الإيراني الضروري لتشغيل محطات الكهرباء، فضلا عن استيراد 1200 ميغاواط من إيران، ما سينجم عنه أزمات داخلية حادة في الصيف المقبل، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية.
وألمح إلى أن ضعف الاقتصاد العراقي وعجزه عن توفير الكهرباء للمواطنين لأكثر من 20 ساعة يوميا، نتيجة توقف إمدادات الغاز والطاقة من إيران، بالإضافة إلى انهيار العملة قد يدفع الشارع العراقي نحو الغضب ويشعل احتجاجات قد تُزعزع النظام السياسي الحالي، وتمهد الطريق لتشكيل حكومة أكثر قربا من الغرب.
وأشار إلى أن السوداني حمل عدة ملفات إلى طهران، أولها أن بغداد، ستفعل الدبلوماسية بين واشنطن وطهران من أجل تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، وإبعاد العراق عن الخطر المحدق به في حال رفضت بعض الفصائل الانزواء في المرحلة المقبلة.
ودفعت الرسائل الأميركية الواردة إلى العراق، السوداني إلى القيام بسلسلة زياراتٍ خلال الأيام الماضية إلى عواصم عدة، في خطوةٍ لترتيب الأوضاع، إضافة إلى تنفيذ تغييراتٍ أمنيةٍ تهدف للحد من نفوذ الفصائل في بعض المواقع.
واستجابة للمطالب الأميركية، أجرى رئيس الوزراء السوداني تعديلا شمل رئاسة جهاز المخابرات وهيئة المنافذ الحدودية، إذ أعاد حميد الشطري وعمر الوائلي إلى منصبيهما اللذين شغلاهما إبان حكومة مصطفى الكاظمي.
ووفقا للمجلة فان الإيرانيين يمتلكون نفوذا كبيرا في العراق على مختلف الأصعدة، الأمر الذي ينذر بتصاعد حدة الصراع في بغداد، ويأتي استخدام الولايات المتحدة لورقة النفط بمثابة ضربة موجعة للاقتصاد العراقي، الذي تعتمد حكومته على عائدات النفط في تمويل نحو 92 في المئة من موازنتها، في المقابل، سيتأثر الاقتصاد الإيراني كذلك، إذ يصدّر يوميا أكثر من 1.5 مليون برميل، تصدّر أغلبها بوثائق عراقية، ما يجعله عرضة لتداعيات أي إجراءات أميركية في هذا المجال.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام