جرائم الاحتلال تقلب الطاولة.. محلل إسرائيلي: نتنياهو جزء من المشكلة وقادة حماس مقاتلون من أجل الحرية
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
يقلب العدوان الإسرائيلي على غزة الموازين في العالم فبعد الجرائم الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر بدأت ردود الفعل الدولية تتغير من مناصرة الاحتلال إلى انتقاده على الجرائم المروعة التي ارتكبها بحق الفلسطينيين حتى أن نظرة الكثير من السياسيين بدأت تتغير تجاه قادة حركة حماس وفق محللين "إسرائيليين".
يقول المحلل الإسرائيلي آفي ايسسخاروف، إن الشارع الغربي والعربي بات ينظر الى قادة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على أنهم "مقاتلين من أجل الحرية".
وكتب آفي ايسسخاروف في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "من المستحيل تجاهل ما أصبح على نحو متزايد واحدًا من أعظم الكوابيس السياسية التي عرفناها".
ويضيف في مقاله: "إنه بعد هجوم حماس على مواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي فإن غالبية العالم بدأ ينظر إلى الإسرائيليين، كإرهابيين، في حين يُنظر إلى يحيى السنوار "رئيس حركة حماس بغزة" ورفاقه على أنهم مقاتلون من أجل الحرية ويحظون بالثناء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الرأي العام الأمريكي والبريطاني، والدول العربية".
واعتبر ايسسخاروف أن "يحيى السنوار يحقق الآن ما لم يحققه أي زعيم عربي سابق، لقد أصبح بطلاً للجماهير في أوروبا وحتى في الولايات المتحدة".
وقال: "بينما وقف العالم كله تقريبا في اليومين أو الثلاثة أيام الأولى من الحرب إلى جانب إسرائيل، تظاهر حوالي نصف مليون شخص يوم السبت في لندن ضد إسرائيل ولصالح حماس".
الجرائم بحق الفلسطينيين تقلب الطاولة
وأضاف المحلل الإسرائيلي: "تمتلئ الشوارع في واشنطن ونيويورك بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وقد تعلم كل جون دو في أوروبا أن يهتف "فلسطين حرة" دون أن يعرف حتى أين تقع غزة على خريطة العالم".
وتابع في مقالته بالصحيفة العبرية: "نعم، يرتبط الاتجاه العام العالمي باتجاهات معادية للسامية بشكل صارخ، لكنه مرتبط أيضًا بكيفية نجاح حكومات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصوير إسرائيل على أنها متنمر جامح وغير راغب في قبول أي صفقة دبلوماسية مع الفلسطينيين. أو بكلمات أخرى، رافض للسلام".
وأردف: "حتى زعيم حزب الله حسن نصر الله أدرك إلى أين يتجه الاتجاه العالمي، فامتنع عن تقديم التأكيدات بشأن الانضمام إلى حرب حماس، في حين دعا إلى زيادة الضغوط على الغرب، وهو يدرك بالفعل أن الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة على وجه التحديد هو الذي قد يؤدي في النهاية إلى وقف سريع لإطلاق النار".
ولفت إيسسخاروف إلى أنه "من المؤكد أن أنصار نتنياهو سيجادلون بأن أي حكومة إسرائيلية من المرجح أن تواجه موقفاً مماثلاً من العالم في حالة شن عملية داخل غزة، ومن باب الإنصاف، لا بد من القول إننا ربما واجهنا بعض مظاهر الكراهية حتى لو كانت هناك حكومة مختلفة في السلطة في إسرائيل حسب قوله".
إخفاق في السياسة والدبلوماسية
وبين المحلل الإسرائيلي أن الفشل الدبلوماسي ونقص الدبلوماسية العامة الذي تشهده دولة الاحتلال لا يرجع فقط إلى معاداة السامية، بل ينشأ أيضًا من الشعور السائد في العديد من البلدان حول العالم بأن إسرائيل تفتقر إلى القيادة التي تسعى إلى شيء يتجاوز توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وأضاف: "إن ما يحدث في الأيام الأخيرة هو أحد أكبر الإخفاقات السياسية والدبلوماسية العامة التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق، وربما الأكبر بالنظر إلى الطريقة التي بدأت بها الحرب".
وتابع إيسسخاروف: "وعلى النقيض من الفشل العسكري، هناك شخص واحد فقط يتحمل المسؤولية عن ذلك، وهو رئيس الوزراء نتنياهو. ربما لن تتمكن حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى.
نتنياهو جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل
ويقول المحلل الإسرائيلي أن توم فريدمان كتب في صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى الشرعية الدولية وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقف إلى جانب إسرائيل، ولكن من أجل الحصول على دعم دولي كبير، تحتاج إسرائيل إلى اتخاذ مبادرة دبلوماسية تخاطب الفلسطينيين في غزة، وتساعد في إيجاد حل لليوم الذي لن تحكم فيه حماس القطاع.
ووصف فريدمان نتنياهو بأنه أسوأ زعيم في تاريخ "إسرائيل"، أنه من المشكوك فيه ما إذا كان نتنياهو يستطيع أو يريد اتخاذ مثل هذه المبادرة.
ويضيف فريدمان أن سياسة نتنياهو طويلة الأمد المتمثلة في إعلان حرب سياسية على الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، ورفضه المطلق للانخراط في أي حوار مع الفلسطينيين، وتركيزه على قاعدته الانتخابية، أدى إلى التكلفة الدبلوماسية الحالية التي ندفعها، إلى جانب المشاهد التي لا تصدق للحشود في جميع أنحاء الولايات المتحدة تحتج ضد إسرائيل، وتلوح بالأعلام الفلسطينية، وتمزيق الملصقات التي تظهر الأسرى الإسرائيليين.
إن ما يحدث في الأيام الأخيرة هو أحد أكبر الإخفاقات السياسية والدبلوماسية العامة التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق، وربما الأكبر بالنظر إلى الطريقة التي بدأت بها الحرب يقول فريدمان.
وعلى النقيض من الفشل العسكري، هناك شخص واحد فقط يتحمل المسؤولية عن ذلك، وهو رئيس الوزراء نتنياهو. ربما لن تتمكن حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى لكن عند الحديث عن اليوم التالي، فإن نتنياهو جزء من المشكلة، وليس جزءا من الحل.
عضو المجلس الإسكتلندي: حماس مقاتلون من أجل الحرية
وكان زعيم المقاطعة الأسكتلندية جيمس بولان قد وصف قادة حماس بـ"المناضلون من أجل الحرية" وقال عضو مجلس المقاطعة، الذي يقود حملة مقاطعة الكتب وغيرها من المنتجات الإسرائيلية، لموقع واي نت إن إسرائيل "لا تعرف ما هي العدالة والمساواة بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.
وفي خطوة مفاجئة، أبلغ جميع المكتبات الخاضعة لسلطته القضائية بأنه يجب أن تكون هناك مقاطعة فورية لأي كتاب من تأليف إسرائيلي.
كما تمت مصادرة المنتجات الأخرى المستوردة من إسرائيل وأعرب جيمس بولان عن دعمه لحماس، وادعى أن أعضاء المنظمة هم "مقاتلون من أجل الحرية يعملون ضد الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين".
وبولان، الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الأسكتلندي، هو عضو في المجلس الإقليمي غرب دونبار تونشاير، الذي أعلن المقاطعة.
وكتب بولان في إحدى المراسلات دارت بينه وبين نشطاء يهود في بريطانيا من بينهم ستيفن فرانكلين، الذي يعمل ضد مقاطعة إسرائيل، كتب بولان أن حماس تم انتخابها في الانتخابات وأن شعبها "مقاتلون من أجل الحرية يعملون ضد الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لفلسطين".
وفي مراسلة مع زعيم يهودي محلي يدعى مارتن شوجرمان، كتب بولان: "إن الأسكتلنديين يؤمنون بالمساواة والعدالة وهذه كلمات غير مألوفة للصهاينة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي الفشل العسكري قادة حماس الاحتلال الإسرائيلي قادة حماس العدوان على غزة بنيامين نتنياهو الفشل العسكري سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحلل الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
قناة عبرية: قرار إسرائيلي مرتقب بهجمات مختارة على غزة للضغط على حماس
أفادت مصادر إسرائيلية، السبت، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يقرر شن "هجمات مختارة" على قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استشهاد 9 فلسطينيين في بيت لاهيا جراء غارة إسرائيلية على وقع تنصل "إسرائيل" من اتفاق وقف إطلاق النار برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية.
وقالت القناة "12" الإسرائيلية نقلا عن مصادر لم تسمها، إن "المستوى السياسي برئاسة نتنياهو قد يقرر هذا المساء تصعيد العمليات العسكرية بشكل محدود في قطاع غزة".
وأوضحت أن هذه الهجمات التي تأتي ضمن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في خرق اتفاقية وقف إطلاق النار، تهدف إلى "الضغط" على حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وفي وقت سابق السبت، استشهد 9 فلسطينيين بينهم ثلاثة صحفيين جراء استهداف طائرات الاحتلال فريقا إغاثيا في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة كان يشرع بتوزيع خيام مؤقتة على أصحاب المنازل المدمرة.
وقال مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين، إن الصحفيين الثلاثة الشهداء كانوا ضمن فريق إعلامي يوثق أعمال إغاثية شمال غزة، معتبرا الهجوم "جريمة حرب" تستهدف حرية الصحافة والعاملين في مجال الإعلام والإغاثة.
يأتي هذا التطور ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تنصلت حكومة الاحتلال منه برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، كما هو متفق عليه، بعد انتهاء الأولى مطلع آذار/ مارس الجاري.
والخميس، أعلنت حركة حماس استئناف المفاوضات مع الوسطاء والجارية في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تنصل إسرائيل من الالتزام بالاتفاق وبدء المرحلة الثانية منه.
وأبدت الحركة مجددا مرونة في التفاوض من خلال إعلانها الجمعة موافقتها على مقترح الوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثث لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
في المقابل، أرجأ رئيس حكومة الاحتلال رده على قبول حركة حماس مقترح الوسطاء، وحاول إلقاء اللوم مجددا على الحركة، زاعما أنها "تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية".
وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.
بينما تؤكد "حماس" التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام الاحتلال بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.