غزة و"المعركة النهائية".. إلى أين تسير الأمور؟
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تثير التطورات الدموية المتواصلة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر حيرة الكثيرين من الخبراء، وفيما يعتقد البعض أن إسرائيل ذاتها لا تعرف إلى أين تسير الأمور، يرى آخرون أن الطريق مسدود.
إقرأ المزيد ماذا يعني أن تولد في غزة؟في هذا الخضم يرى الدكتور ألون بن مئير، أستاذ العلاقات الدولية في مركز الشؤون العالمية في جامعة نيويورك، أن إسرائيل ببساطة لا تستطيع القضاء على الأيديولوجية، "حتى لو تمكنت إسرائيل من قطع رأس كل قيادي بارز في حماس، فإن الأمر لن يكون سوى مسألة وقت ينهض فيه جيل جديد من القادة الفلسطينيين".
الأكاديمي يشدد في معرض إسدائه نصائح لإسرائيل وللولايات المتحدة لتلافي الأسوأ وذلك بالعودة العاجلة إلى التسوية وحل الدولتين، على أن "المشكلة الفلسطينية لن تختفي بسهولة؛ ولن يذهب الفلسطينيون إلى أي مكان وهم اليوم أكثر تصميما من أي وقت مضى على التخلص من الاحتلال. إن المأساة التي تتكشف وعواقبها المروعة التي لا مفر منها جعلت الحاجة إلى حل أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. وإذا لم يكن الآن، فمتى؟
من جانبه يؤكد أستاذ الفلسفة في جامعة نيويورك محمد علي الخالدي، عدم وجود هدف عسكري ممكن أو قابل التحقيق للحملة الإسرائيلية "الدموية" في غزة.
الأستاذ الجامعي يتساءل: "هل يمكن أن تكون هذه هي المعركة النهائية التي يتم فيها ضرب حماس مرة واحدة وإلى الأبد؟ حتى لو كان الأمر كذلك، سيكون هناك مسلحون فلسطينيون آخرون ينتظرون تولي دور حماس، طالما أن الفلسطينيين محرومون من حق تقرير المصير ويتعرضون لعنف منهجي لا يوصف. حتى لو تم القضاء على حماس عسكريا، فإن مجموعة أخرى ستنتفض لتحل محلها".
الخبير يلفت إلى أنه "على مدى السنوات الـ 16 الماضية، منعت إسرائيل استيراد أي شيء يمكن استخدامه لصنع سلاح إلى غزة (بما في ذلك الخرسانة والزجاج وحبال الصيد والعديد من المواد الأخرى)، ومع ذلك وجد المسلحون الفلسطينيون دائما طريقة للتغلب حتى على أكثر أساليب الحصار والسيطرة الإسرائيلية قسوة".
وعن جوهر المشكلة الأصلي، يرى الخالدي أن "الحكومة الإسرائيلية لا ترى مجالا لتقرير المصير لأي طرف سوى اليهود في أرض إسرائيل، بما في ذلك الأراضي المحتلة. وجاء في بيان المبادئ الصادر عن الحكومة الإسرائيلية الحالية: للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتصرف في جميع أنحاء أرض إسرائيل. وتنص المادة 1 من قانون الدولة القومية اليهودية سيئ السمعة لعام 2018 على أن (الحق في تقرير المصير القومي في دولة إسرائيل فريد من نوعه بالنسبة للشعب اليهودي). على الرغم من طابعه العنصري الصارخ، تم تأييد هذا القانون باعتباره دستوريا من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية، والتي من المفترض أن تحد من التجاوزات الأكثر تطرفا للمجلس التشريعي".
وفيما تتحدث مصادر إسرائيلية عن "واقع جديد"، ويقصد بذلك ترتيبات ما بعد "الانتصار على حماس"، يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل: "ستتحمل المسؤولية الشاملة عن الأمن لفترة غير محددة، لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نفعل ذلك".
الواقع الجديد الذي يحلم به الإسرائيليون في غزة، تطرق إليه نائب قائد فرقة غزة السابق في الجيش الإسرائيلي ، العميد احتياط أمير أفيفي بالقول: "أنت بحاجة للسيطرة على الحدود المصرية... وأنت بحاجة إلى شيء مثل المنطقة (ب) في الضفة الغربية، حيث يمكنك الدخول والخروج واحتجاز الخلايا الإرهابية، كما نفعل نحن".
مع كل ذلك، لا تريد إسرائيل تحمل مسؤولية أكثر من مليوني فلسطين في القطاع، ويفيد مسؤول إسرائيلي رفيع بأن تل أبيب "لن تسيطر على 2 مليون فلسطيني، وهناك مبدآن في قضية هيكل ما بعد الحرب: غياب حماس والحفاظ على التفوق العملياتي لإسرائيل".
بعض التقارير التي يرى أصحابها أن الحرب الدموية في غزة تسير نحو طريق مسدود يشيرون إلى عدة قضايا حاسمة منها صعوبة إعادة إعمار القطاع المدمر تماما ناهيك عن استحالة الحصول على ضمانات بأن إسرائيل لن تقوم بتسويته بالأرض مجددا.
والأمر الذي يحاول الكثيرون تجاهله أن استراتيجية إسرائيل الحقيقية، وما يمكن وصفه بالحل النهائي للقضية الفلسطينية هو تفريغ قطاع غزة من سكانه، ولا يهم إلى أين يتم ترحيلهم! هذا ما يتحدث به قلة من الخبراء بمرارة، مشيرين إلى أن إسرائيل تسير في طريق لن يؤدي بها إلى نهاية مسدودة فحسب بل وربما إلى الانهيار، من خلال عملية تقويض ذاتية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة أن إسرائیل فی غزة إلى أی
إقرأ أيضاً:
وسط جهود جديدة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.. تصاعد الغارات الإسرائيلية على غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت إسرائيل إنها شنت غارات جوية على عشرات الأهداف التابعة لحركة حماس في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأفادت السلطات الصحية الفلسطينية بمقتل أكثر من 110 أشخاص في الهجمات خلال اليومين الماضيين.
تأتي هذه الزيادة في الغارات الجوية الإسرائيلية والضحايا في غزة في وقت يشهد تجدد المساعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 15 شهراً، بالإضافة إلى محاولة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير.
تم إرسال وسطاء إسرائيليون لاستئناف المحادثات في الدوحة، التي يرعاها وسطاء قطريون ومصريون.
من جانبه، دعا إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تسهم في تسهيل المحادثات، حركة حماس إلى الموافقة على الاتفاق.
وقالت حماس إنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق، لكن لم يتضح مدى قرب الطرفين من الوصول إلى تفاهم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 40 شخصًا قتلوا يوم الجمعة، فيما لقي 71 شخصًا حتفهم في اليوم السابق، بما في ذلك في منطقة الموازي، وهي منطقة في وسط غزة.
وكانت منطقة الموازي قد أعلنت سابقًا من قبل السلطات الإسرائيلية منطقة آمنة إنسانيًا.
وقالت القوات العسكرية الإسرائيلية إن غاراتها الجوية استهدفت حوالي 40 نقطة تجمع تابعة لحركة حماس، بالإضافة إلى مراكز القيادة والسيطرة في غزة.
وأضافت أنها اتخذت عدة تدابير لتقليل مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة والمراقبة الجوية وغيرها من الاستخبارات.
واتهمت حماس، الحركة الإسلامية التي كانت تسيطر سابقًا على غزة، بأنها وضعت مقاتليها في مناطق مدنية بما في ذلك المباني التي كانت تستخدم سابقًا كمدارس، حيث قالت القوات إنها عثرت على عدة أسلحة.
ورفضت حماس الاتهامات بأنها تستخدم السكان المدنيين دروعًا بشرية.
وفي يوم الجمعة، طلبت القوات العسكرية من المدنيين في منطقة البريج وسط غزة إخلاء المنطقة استعدادًا لعملية عسكرية أمرت بها بعد هجمات صاروخية من تلك المنطقة.
كما طلبت من السكان الانتقال إلى المنطقة الإنسانية من أجل سلامتهم.
من ناحية أخرى، قالت القوات الإسرائيلية إنها كانت تخوض معارك مع مقاتلي حماس الذين يتحصنون في مدن شمال القطاع منذ الشهر الماضي.
أطلقت إسرائيل هجومها على غزة ردًا على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي هاجم فيه المسلحون المجتمعات الحدودية من غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف نحو 250 رهينة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية.
وقد أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي تهدف إلى القضاء على حماس، عن تدمير العديد من مناطق القطاع، مما دفع معظم السكان إلى مغادرة منازلهم، وأسفرت عن مقتل 45,658 فلسطينيًا وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
تسبب الطقس الشتوي القارس في معاناة شديدة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يختبئون في مخيمات خيام مؤقتة.
لقد حاولت الولايات المتحدة ومصر وقطر التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن على مدار عام دون نجاح.
وهم الآن يحاولون مرة أخرى هذا الشهر قبل تنصيب ترامب.
وتعثرت جهود وقف إطلاق النار باستمرار بسبب الخلافات الجوهرية حول كيفية إنهاء النزاع.
وتقول حماس إنها ستقبل الاتفاق وتفرج عن الرهائن فقط إذا تعهدت إسرائيل بإنهاء الحرب.
فيما تقول إسرائيل إنها ستوافق على وقف القتال فقط بعد تدمير حماس.
وأمس الجمعة، قالت حماس إنها ترغب في "وقف إطلاق نار كامل، وانسحاب القوات المحتلة من قطاع غزة"، بالإضافة إلى عودة النازحين إلى منازلهم في جميع مناطق القطاع.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
فيما حذر ترامب من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه، "سيحدث كل شيء سيء".
ودخلت القوات العسكرية الإسرائيلية في معظم أنحاء غزة، لكنها لا تزال تخوض معارك مع مقاتلي حماس الذين يشنون حرب عصابات عبر أنقاض القطاع.
وفي الخريف، استأنفت القوات الإسرائيلية القتال المكثف في شمال غزة.
وفي أواخر ديسمبر، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن إصابة 48 شخصًا في 28 ديسمبر، و58 شخصًا في 22 ديسمبر، و77 في 20 ديسمبر.
وارتفع عدد الضحايا في ديسمبر إلى 1,124 مقارنة بـ 1,170 في نوفمبر و1,621 في أكتوبر وفقًا لأرقام الوزارة.
وقالت القوات العسكرية الإسرائيلية إن الضربات الجوية يوم الخميس استهدفت مقاتلي حماس في مدينة خان يونس الجنوبية ومعسكر الموازي للاجئين.
وفيما يتعلق بعدد الضحايا الذي أُعلن يوم الخميس، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه قد التزم بالقانون الدولي في شن الحرب على غزة واتخذ "الاحتياطات الممكنة لتقليل الأضرار بالمدنيين".