لواء غفعاتي.. نخبة مشاة إسرائيلية تخسر جنودا في كل اجتياح
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
غفعاتي لواء مشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنشئ في أواخر عام 1947 على يد منظمة الهاغاناه، ثم أصبح جزءًا من جيش الاحتلال. يتبع فرقة الصلب، وهي فرقة مدرعة تتبع للقيادة الجنوبية.
ويترأس اللواء قائد برتبة مقدم، ويعد أحد ألوية النخبة في الجيش، ويتمركز حول قطاع غزة. شارك في الاجتياحات البرية لقطاع غزة عام 2008 و2009 وعام 2014 وكذلك عام 2023.
أُنشئت منظمة الهاغاناه عام 1920 وشكّلت النواة الأولى لجيش الاحتلال، وكانت منظمة عسكرية تهدف إلى احتلال الأراضي الفلسطينية وتوطين اليهود فيها، وتدريب الأفراد المنضمين إليها على عمليات الحراسة والدفاع عن المستوطنات، بالإضافة إلى أمور أخرى تصب في احتلال دولة فلسطين.
وكانت المنظمة تعمل بالتعاون مع سلطات الانتداب البريطاني، فقد سمحت لها بإنشاء قوة عسكرية مسلحة قوامها 22 ألف جندي بهدف القضاء على المقاومين الفلسطينيين والثورة الفلسطينية التي انطلقت عام 1936.
ومع اقتراب الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948 كانت الهاغاناه قد أنشأت جيشا منظما ومسلحا، ولها قوات خاصة تعرف بـ"البالماح" أو "سرايا الصاعقة".
لواء غفعاتي شارك في عمليات قتل الفلسطينيين وتهجيرهم واحتلال مدنهم في النكبة عام 1948 (غيتي)وفي نهاية عام 1947 أنشأت منظمة هاغاناه 4 ألوية تابعة لها، وأصبحت بعد ذلك 6 ألوية، وكان منها "لواء رقم 5″في منطقة تل أبيب، وهو الاسم السابق للواء غفعاتي، وكلّفت قيادة المنظّمة القائد المخضرم فيها وفي سرايا الصاعقة "شمعون أفيدان" بإنشاء اللواء، وكان اسم "غفعاتي" هو الاسم السري لشمعون أفيدان، لذا حمل اللواء اسمه.
وحين تم الإعلان عن تكوين جيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب بعد إعلان دولة إسرائيل بعدة أيام أصبح اللواء أحد ألوية الجيش، وزاد عدد المنتظمين فيه مع انضمام عدد من الجنود والمجندين.
وعند حدوث النكبة الفلسطينية عام 1948 شارك اللواء في عمليات قتل الفلسطينيين وتهجيرهم واحتلال مدنهم، فنفذ عمليات انتقامية ضد قرى تل الريش في يافا، وشارك في المعارك التي هدفت لاحتلال يافا والقرى المحيطة بها، واشتبك مع الثوار العرب في معركة "هاتكفا"، كما شارك في عمليات تهجير القرى الفلسطينية التي أطلقتها الهاغاناه، وهي:
عملية مكابي، بدأت يوم 8 مايو/أيار 1948 وهدفت إلى احتلال القرى الفلسطينية بين مدينتي الرملة واللطرون. عملية نحشون وحدثت بين 5 و15 أبريل/نيسان 1948. عملية هارئيل وحدثت بين 15 و20 أبريل/نيسان، وهدفت العمليتان إلى احتلال القرى الفلسطينية الممتدة على الطريق بين القدس ويافا. عملية باراك وحدثت بين 9 و13 مايو/أيار 1948 وهدفت إلى احتلال القرى الواقعة جنوبي الرملة وغربيها، بهدف تطهير الأطراف الجنوبية والغربية من مناطق سيطرتها. لواء غفعاتي شارك احتياطيا في حرب 1967 وتركزت مشاركته بمنطقة جبال نابلس والتلال المحيطة (غيتي)وشاركت فرقة من فرق اللواء تدعى "ثعالب الشمس" في صد هجوم القوات المصرية ومنعها من السيطرة على مستوطنة "نيجيا"، ونتيجة لذلك اتخذ الثعلب رمزا للواء.
وقاتل اللواء في شمال النقب بقيادة "يهودا والاش"، وتركزت مهمة اللواء في السيطرة على عدة مناطق في النقب، منها مفترق عُرف لاحقا باسم مفترق غفعاتي.
وفي شهر سبتمبر/أيلول من العام ذاته أقيمت مسيرة استعراضية لألوية الجيش، التي شاركت في احتلال مناطق الجنوب والنقب، وكان منها لواء غفعاتي.
وبعد ما يقارب 10 سنوات من تأسيس اللواء صدر قرار بحلّه، بعد ذلك بـ3 أشهر قررت قيادة الجيش الإسرائيلي إعادة تشكيله تحت اسم "اللواء 17″، وحمل حينها اسم "غفعاتي"، ثم تم تحويله إلى اللواء الخامس ليكون ضمن ألوية الاحتياط.
وشارك غفعاتي لواء احتياط في حرب عام 1967 وتركزت مشاركته في منطقة جبال نابلس والتلال المحيطة وصولا إلى نهر الأردن. كما شارك في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 وتصدى للجيش المصري.
بقي اللواء بعدها على هيئته تلك حتى حرب لبنان نوفمبر/تشرين الثاني 1982، إذ أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي رافائيل إيتان بإعادة إنشاء اللواء، لحاجة الجيش لقوة مشاة إضافية، وكانت مهمات اللواء تتركز على العمليات الأمنية ودوريات الحراسة على الحدود وتأمين مواقع الجيش الإسرائيلي في لبنان.
كان اللواء يتمركز عند الحدود اللبنانية وفي منطقة قطاع غزة، لكن بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 أصبح جزءا من القيادة الجنوبية ويتمركز في منطقة القطاع فقط.
أقسام لواء غفعاتيينقسم لواء غفعاتي إلى مجموعة من الوحدات والكتائب العاملة فيه، وتتميز وحداته وكتائبه بأنها تحمل أسماء لا أرقاما كما هي العادة مع بقية الألوية، وأقسام اللواء هي:
كتيبة "شاكيد"وهي الكتيبة 424 مشاة، بدأت عام 1955 وحدة نخبة في الجيش الإسرائليي، مجندوها من المتطوعين، وكان هدفها الرئيسي حماية الحدود الإسرائيلية المصرية. أما اسم "شاكيد" فيعني حماية الحدود الجنوبية، انتظمت الكتيبة لاحقا وسنت قوانينها الخاصة واتخذت شكل كتيبة على نحو رسمي عام 1984 لتكون أول كتيبة في لواء غفعاتي.
وتتكون من 5 سرايا وهي القيادة، وسرية المسار وسرية بنادق المشاة، وهي إحدى سرايا طليعة الجيش وسرية الدعم وسرية العمليات. وللكتيبة شارة خاصة عليها رمز عبارة عن رسم لجناحين.
كتيبة "تسابار"وهي الكتيبة 432، اسمها مستمد من نبات الصبار الصحراوي، وتصل فترة الإعداد للانضمام إلى هذه الكتبية 4 أشهر للجندي المستجد، يليها شهران للتدريب المتقدم. وشاركت الكتيبة في عمليات قتالية مختلفة، لكن بعد الانتفاضة الثانية عام 2000 تركز عملها في قطاع غزة.
جنود من لواء غفعاتي خلال مناورة قتالية مفتوحة في صحراء النقب عام 2011 (الفرنسية) كتيبة "روتم"وهي الكتيبة 435 مشاة. أنشئت باعتبارها جزءا من لواء غفعاتي في الثمانينيات من القرن الـ20، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى إحدى نباتات الصحراء التي تثبت في التربة.
كتيبة الاستطلاع "شولاي شيمشون"وهي الكتيبة 846 من القوات الخاصة، وتنقسم إلى:
وحدة "أوريف" وهي سرية تختص بالأسلحة المضادة للدروع. وحدة "بالتشين" وتعمل في مجال الهندسة العسكرية. وحدة الاستطلاع "بالسار". وحدة "بالتشيك" للاتصالات الخاصة. الملابسحين أنشئ اللواء كان مقاتلوه يرتدون القبعات السوداء والأحذية البنية، ثم تغيّر لون لباسهم فأصبحوا يرتدون أحذية سوداء، وقبعة لونها أرجواني أو بنفسجي، واختارت اللون ابنة قائد اللواء يهودا دوفدفاني حين سألها والدها عن لونها المفضل.
شعار لواء غفعاتي (الجزيرة) شعار اللواءيمثل شعار اللواء صورة لنبتة صبار في الصحراء، وفي منتصفها سيف يحيط به ثعلب أحمر، في إشارة إلى أن اللواء كالصبار يعيش في الصحراء، وأنه "كالثعالب" قادر على المراوغة والخديعة.
عملية أسر شاليطتعد عملية موقع كرم أبو سالم العسكري من أشهر عمليات استهداف لواء غفعاتي من قبل المقاومة الفلسطينية، وحدثت يوم 25 يونيو/حزيران 2006، حين تسلل مقاومون من عدة فصائل فلسطينية عبر نفق حفروه تحت النقطة العسكرية الحدودية، وباغتوا قوة إسرائيلية مدرعة من لواء غفعاتي كانت تحرس ليلا، وأدت العملية إلى مقتل جنديين وإصابة 5 آخرين وأسر الجندي جلعاد شاليط. الذي حرر بعد 5 سنوات بصفقة تبادل كبرى سميت "صفقة وفاء الأحرار".
جندي إسرائيلي من لواء غفعاتي يحمل معداته بعد عودته من غزة في 4 أغسطس/آب 2014 (رويترز) مشاركته في الحروب على غزةشارك اللواء في الاجتياحات البرية التي شنتها قوات الاحتلال على مدينة غزة، وهي:
حرب عام 2008-2009وهي الحرب التي سمتها إسرائيل "عملية الرصاص المصبوب" وسمتها المقاومة "معركة الفرقان"، وتركزت مشاركة لواء غفعاتي في المرحلة الثانية من الهجوم، التي أعقبت مرحلة القصف الجوي.
وقد بدأت المرحلة الثانية يوم 3 يناير/كانون الثاني 2009 عصرا بغطاء مدفعي، ومن ثم اجتياح بري نفذته ألوية المظليين وغفعاتي وغولاني واللواء المدرع 410، مع دعم من بقية الوحدات الهندسية والاستخبارية، بالإضافة إلى المدفعية، وكان عدد الجنود المشاركين في الاقتحام 10 آلاف عسكري.
وبعد 23 يوما من بدء الهجوم الإسرائيلي توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم 18 يناير/كانون الثاني 2009، واستكملت القوات الإسرائيلية انسحابها يوم 21 يناير/كانون الثاني 2009.
صورة من تدريبات جنود لواء غفعاتي في صحراء النقب عام 2014 (وكالة الأنباء الأوروبية) حرب 2014شارك لواء غفعاتي في المرحلة الثانية من حرب "الجرف الصامد"، التي سمتها المقاومة "معركة العصف المأكول"، إذ شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجوما شاملا على قطاع غزة في شهر يوليو/تموز 2014 بدأته بقصف جوي ومدفعي في مرحلة أولى، ثم اجتياح بري في مرحلة ثانية.
ونفذ الاجتياح البري كل من: الفرقة المدرعة 36 بألويتها، والفرقة 162 بألويتها وفرقة غزة الإقليمية 643 بألويتها، ومنها لواء غفعاتي.
ومن جرائم الحرب التي ارتكبها اللواء في هذه الحرب محاصرة قرية خزاعة الزراعية التي تقع قرب خان يونس، ثم دخلت إليها عناصر من اللواء ومنعت السكان من مغادرتها على الرغم من انعدام مقومات الحياة فيها من غذاء وماء، كما نفذ جنود اللواء إعدامات ميدانية للمدنيين الذين كانوا يلوحون برايات بيضاء.
وفي 31 يوليو/تموز 2014 أعلن عن مشروع وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة يبدأ من يوم 1 أغسطس/آب، لكن إسرائيل أعلنت أن وقف إطلاق النار لا يشمل البحث عن الأنفاق، فقد صادف جنود إسرائيليون مقاومين فلسطينيين يخرجون من أحد الأنفاق، فحاولوا مهاجمتهم وحدث اشتباك أدى إلى مقتل جنديين من لواء غفعاتي وأسر ثالث.
وقد فعّلت إٍسرائيل يومها ما يعرف بـ"بروتوكول هانيبال"، ودخلت قواتها إلى النفق محاولة الوصول إلى المقاومين، إضافة إلى إطلاق ما لا يقل عن 2000 صاروخ وقذيفة على الأحياء المجاورة، وأدى ذلك إلى مقتل كثير من المدنيين أثناء محاولتهم الهرب.
لواء غفعاتي شارك في عدة حروب إسرائيلية على قطاع غزة (وكالة الأنباء الأوروبية)وبعد عدة ساعات على الحادثة أعلن الجيش عن فقد الضابط هدار غولدن من لواء غفعاتي، وهو ضابط برتبة ملازم ثان، كما أُعلن عن وقوعه في الأسر، لكن بعد 38 ساعة أُبلغت عائلته بأنه قد قُتل.
حرب 2023شارك لواء غفعاتي في الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة عقب معركة "طوفان الأقصى" التي خاضها رجال المقاومة ضد إسرائيل.
وتركزت مشاركة اللواء في المرحلة الثانية من الحرب كما هي العادة، إذ كان اللواء من ضمن القوات التي اجتاحت قطاع غزة بهجوم بري، وقد قتل عدد من جنوده وفق اعترافات إسرائيل.
ففي مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 9 من جنوده منهم 7 من لواء غفعاتي كانوا في مدرعة "النمر" إثر استهدافها من طرف كتائب القسام بصاروخ موجه من طراز "كورنيت".
كما أعلن بعد عدة أيام من الشهر ذاته مقتل 3 جنود من لواء غفعاتي، من دون توضيح كيفية استهدافهم.
حالات انتحارفي شهر يوليو/تموز عام 2005 كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وجود حالة انتحار جديدة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهي الحالة رقم 20 منذ بداية سنة 2005 وحتى شهر يوليو/تموز.
وأوضحت الصحيفة أن المنتحر هو جندي من لواء غفعاتي، وأنه أطلق الرصاص على نفسه خلال إجازته يوم السبت في منزله.
ونشر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عام 2015 تقريرا أوضح فيه ازدياد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي في عامي 2013 و2014، وذكر الموقع أن معظم حالات الانتحار كانت من لواء غفعاتي.
وفي شهر سبتمبر/أيلول 2016 ذكرت الصحيفة ذاتها أن هناك تحقيقا في انتحار 3 جنود من اللواء، وتحدث التقرير عن مشاكل نفسية عانى منها الجنود نتيجة مشاركتهم في الاجتياح البري على غزة سنة 2014.
وفي عام 2022 نشرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا عن حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي، كشفت فيه انتحار جندي من لواء غفعاتي عام 2020 يدعى نيف لوباتون، إذ وجد ميتا خارج قاعدته.
القائد السابق للواء غفعاتي إيلان ملكا (الصحافة الإسرائيلية) انتهاكات وجرائمخلال اجتياح غزة عام 2008-2009 أمر القائد السابق للواء غفعاتي السابق إيلان ملكا جنوده يوم 5 يناير/كانون الثاني 2009 بقصف مبنى به أفراد من عائلة سموني.
وتذكر صحيفة "عاميرا هيس" الإسرائيلية أن قوات الجيش لاحظت وجود مدنيين ينقلون الأخشاب للتدفئة إلا أن جنود اللواء قصفوهم بأمر من ملكا بحجة أن ما يحملونه قذائف "آر بي جي".
ولم يحاكم القائد على فعلته، بل بعد ذلك بعدة سنوات عُين رئيسا لمصلحة السجون في إسرائيل وتمت ترقيته إلى رتبة لواء.
في عام 2019 حُكم على قناص من لواء غفعاتي بالسجن والخدمة لمدة شهر واحد لقتله طفلا فلسطينيا قرب قطاع غزة، وكانت التهمة الموجهة للجندي هي "عدم الالتزام بالتعليمات".
وقد استهدف الجندي الطفل عثمان حلّس -الذي كان يبلغ من العمر 15 عاما- أثناء مسيرات العودة على حدود قطاع غزة يوم 13 يوليو/تموز 2018. وتضمنت عقوبة الجندي السجن لمدة شهر وتخفيض الرتبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المرحلة الثانیة یولیو تموز إلى احتلال فی عملیات اللواء فی فی منطقة قطاع غزة شارک فی لواء فی فی شهر
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.
وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.
وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.
وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.
وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».
ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.
22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.
ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.
كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.
وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.
وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.
يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.